أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - قافلة الصمود: عنوان آخر للمواطنة العربية














المزيد.....

قافلة الصمود: عنوان آخر للمواطنة العربية


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 03:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


انطلقت من العاصمة التونسية تونس صباح الإثنين القافلة البرية الاولى من نوعها نحو الأراضي الفلسطينية.
هذه القافلة التي تتماهى في اسمها مع ما يظهره شعبنا في فلسطين، تشكل لوحدها فصلاً مهماً من المقاومة المواطنية التي بدأت تتشكّل في عدد من الشوارع العربية بعد عملية طوفان الأقصى.
قافلة المواطنين والنشطاء:
برزت فكرة تنظيم قافلة لكسر الحصار على غزة داخل دوائر تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وهي تنسيقية جمعت حولها عدداً من المواطنين ونشطاء المجتمع المدني والمنظمات والأحزاب السياسية.
وإن كانت التنسيقية لا تنطوي على أي أشكال للعمل السياسي فإنها تتقاطع مع عدد كبير من الأحزاب التقدمية المتراوحة بين اليسار الكلاسيكي والتنظيمات القومية والمنظمات الوطنية كالاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان إضافة إلى عديد المنظمات الشبابية وعلى رأسها التنظيمات الطلابية داخل الاتحاد العام لطلبة تونس وهم في المجمل جيلين من التونسيين فرقتهم بعض أوجه الحياة وجمعهم حبهم لفلسطين كما يفعل كل مرة.
تضم هذه القافلة قرابة 1500 مشارك، تلقوا تدريبات على الاسعافات الأولية وانشؤوا سريعاً مجموعات عمل للتغطية الاعلامية لمسيرة القافلة وتمكين المتابعين من مواكبة تحركاتها لحظة بلحظة إضافة إلى عمل تنظيمي ميداني بالغ الأهمية حول مسار القافلة وانسيابية مرورها عبر الحدود والمدن.
الاستقبال الجماهيري للقافلة:
منذ انطلاقها تجمهر مئات الأشخاص في شارع محمد الخامس في قلب العاصمة التونسية تونس لتوديع المشاركين في القافلة وتحميلهم سلامات تونس التي احتضنت القضية الفلسطينية في ثمانينات القرن الماضي ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية.
حمّلوا المشاركين أيضاً آمالهم في أن تنجح القافلة في كسر الحصار على غزة وطرق أبواب الأراضي التاريخية للفلسطينيين وربما استفزاز العروبة التي قسمتها الحدود الاقليمية التي تروم قافلة الصمود قطعها.
اللافت في الأمر هو الاستقبال الجماهيري الذي حظيت به القافلة في محطات توقفها في عدة محافظات تونسية لتجميع المشاركين.
مدن بعينها مثل سوسة، صفاقس، ڨابس ومدنين أثثت المشهد بتداخل الأجواء الاحتفالية وحماسية لقاء التونسيين بتونسيون آخرون يحملون رسالتهم إلى فلسطين.
هذه الهبّة الجماهيرية التي كان التونسيون قد نسوها لبرهة من الزمن أعادت اليوم "أمّ القوافل" إذكائها مذكّرة بثوابت شعبية لا تنازل عنها منذ سنوات.
الهدف والرسالة:
تكمن أهمية تنظيم هذه القافلة في توجيه الأنظار نحو الاوضاع في غزة، فالحرب والدمار والتجويع جميعها مجتمعة شكلت العنوان الأبرز للوضع الإنساني هناك.
وبالرغم من محاولات عدة لكسر الحصار عبر السفن وآخرها سفينة "مادلين" التي احتجزها الكومندوس البحري الاسرائيلي، لم تنجح جميعها في تحقيق هدفها الأساسي وهو التلاحم مع الشعب الفلسطيني وتصوير الاوضاع هناك بعيون النشطاء المدنيين.
غير أن قافلة الصمود وإن كانت طريقتها في التحرّك عبر البرّ تعتبر طريقة مبتدعة فإن مجرّد تنظيمها وتسليط الضوء عليها، بل وتحولها إلى حدث وطني في تونس يعتبر في حد ذاته نجاحاً لها منذ تقدمها بثبات نحو كسر الحدود الاقليمية كبداية والوصول إلى معبر رفح في النهاية.
إحدى أهم الرسائل التي اطلقتها "قافلة الصمود" هي التدليل على ان الوعي المواطني العربي مازال في علياء إنحيازه للحق الفلسطيني وأن كلّ محاولات تدجينه وإفراغ القضية من جوهرها على إمتداد سنوات قد فشلت فشلاً ذريعاً.
اليوم قافلة الصمود كتعبيرة شعبية فريدة أسست لنهج مواطني جديد تُحرج فيه المواطنة العربية أنظمتها الرسمية وتُعرّي فشل كل مشاريع الاستيطان الفكري التي تلت الاستيطان الميداني وتثبت أكثر من أي وقت مضى أن انفصال الشعوب عن مشاريع قياداتها أصبح أمراً واقعاً وأن التطبيع بكل وجوهه لم يتحوّل بعد إلى وجهة نظر.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطط ترامب لخنق الشرق الأوسط
- الاتفاق الأمريكي الروسي: عهد جديد لمصالح الكبار
- طرد زيلينسكي وسياسة الواقع الجديد
- لاءات العرب في وجه ترامب
- هل يعي ترامب ما يقول؟
- حماس ما بعد وقف إطلاق النار
- نهاية السنة ومقدّمات مستقبل النزاع العربي الصهيوني
- خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟
- بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون
- الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع
- النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام


المزيد.....




- فيديو ما قاله محمد بن سلمان عن -إيران العام 2025- بتصريح يعو ...
- السعودية.. توجيه ملكي بعد عرض محمد بن سلمان عن حجاج إيران بع ...
- مراسل CNN يتفاجىء بسقوط صاروخ بالقرب منه في إسرائيل.. شاهد ر ...
- الأردن يعلن فتح أجوائه أمام حركة الطيران المدني
- وكالة الطاقة الذرية الإيرانية: الأضرار في منشأة نطنز سطحية ...
- ضربات إسرائيل على إيران تُربك مؤتمر -حل الدولتين-
- في اتصالات عاجلة.. ولي العهد السعودي يحاور قادة أوروبا بشأن ...
- الأردن.. سقوط أجسام جوية في عدد من مناطق المملكة (فيديوهات) ...
- مادورو يدعو شعب إسرائيل إلى وقف العدوان على إيران وفلسطين
- الأردن يعلن فتح أجوائه أمام حركة الطيران المدني


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - قافلة الصمود: عنوان آخر للمواطنة العربية