رمزي عطية مزهر
الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 11:00
المحور:
حقوق الانسان
لا يمكن للمجد أن يستقر حيث يسكن الجوع… وهذه ليست حكمة عابرة، بل حقيقة تنطق بها غزة كل يوم، بأوجاعها، بجروحها، بأطفالها الذين حاصرتهم الحرب من كل الجهات.
غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت النار؛ هي امتحان أخلاقي للعالم، ولمن يدّعون المجد على منابر الشعارات بينما شعبٌ كامل يقف على حافة الجوع والحياة معًا.
في غزة…
الجوع ليس فقراً عادياً، بل نتيجة حصار طويل، ودمار شامل، وحرب تأكل الحجر قبل البشر.
هناك، يصبح الرغيف غنيمة، والماء أمنية، والدفء معجزة، والكرامة معركة تُخاض كل صباح.
كيف يستقر المجد في أرضٍ تُقصف بيوتها، ويُهدم خبزها، وتُطفأ أنوارها؟
كيف يثبت المجد على خرائط تمحوها الحرب ثم يعيد الناس رسمها بالدم والصبر؟
غزة أثبتت أن المجد لا يعيش في القصور، بل في الخيام التي وقفت رغم الريح،
لا يسكن فوق المكاتب الوثيرة، بل في عيون الأمهات اللواتي يحملن أطفالهن بحثًا عن شربة ماء،
لا يبنيه من يملك القوة، بل من يملك القدرة على الصمود.
الجوع في غزة ليس مجرد ألم…
إنه صرخة في وجه كل من يتحدث عن النصر بينما الأطفال يبحثون عن فتات ليبقوا أحياء،
صرخة في وجه من يرى المعركة أرقامًا لا أرواحًا،
صرخة تقول:
**لن يكون هناك مجد طالما الجوع يمشي مع الحرب يدًا بيد فوق صدور الأبرياء.**
إن كانوا يريدون مجدًا يُحترم، فليبدأ من غزة،
من رغيف يؤمّن لأسرة،
من سقف يعود لفوق رؤوس الناس،
من دواء يصل قبل أن يتوقف قلب مريض،
من حماية طفل قبل أن يحمله الركام.
فلا يمكن للمجد أن يستقر حيث يسكن الجوع…
وغزة اليوم، بكل ألمها وعنفوانها، تقول للعالم أجمع:
**المجد يبدأ من إطعام الجائع وإنقاذ الملهوف… وإلا فهو مجد من ورق، تسقطه أول هبة ريح فوق بحرها.**
#رمزي_عطية_مزهر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟