أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل العتابي - الفصائل العراقية من التشكل العقائدي إلى اختبار الدولة















المزيد.....

الفصائل العراقية من التشكل العقائدي إلى اختبار الدولة


احمد جليل العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مطلع الثمانينيات لم يكن تشكّل الفصائل المسلحة في العراق حدثًا عارضًا أو استجابة ظرفية قصيرة الأمد بل مسارًا تاريخيًا تراكميًا ارتبط بتحولات الدولة العراقية وبأنماط الصراع السياسي والأمني وبسياق إقليمي ودولي متغيّر. فقد نشأت هذه الفصائل في بيئات اتسمت بالاستبداد ثم الاحتلال ثم انهيار مؤسسات الدولة وصولًا إلى التهديد الوجودي الذي مثّله الإرهاب ما جعلها تتحول من تنظيمات محدودة النطاق إلى ظاهرة بنيوية مؤثرة في معادلة الدولة والمجتمع معًا.

تعود الجذور الأولى للتنظيمات المسلحة الشيعية في العراق إلى عام 1982 مع تأسيس منظمة بدر، التي عُرفت آنذاك باسم فيلق بدر بوصفها الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ونشأت خارج البلاد خلال الحرب العراقية–الإيرانية في إطار معارضة النظام السابق، حاملة بعدًا عقائديًا وسياسيًا واضحًا. وفي الحقبة نفسها ولا سيما خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي شهد العراق نشاطًا تنظيميًا معارضًا لبعض القوى الإسلامية مثل حزب الدعوة الإسلامية الذي لم يتخذ شكل فصيل عسكري دائم لكنه مارس أنماطًا محدودة من العمل القسري فرضتها طبيعة الصراع مع الدولة آنذاك إلى جانب وجود تشكيلات إسلامية كردية مسلحة نشطت شمال العراق قبل عام 2003.

شكّل سقوط النظام العراقي في 9 نيسان 2003 لحظة مفصلية أعادت تشكيل البيئة السياسية والأمنية بالكامل ولا سيما بعد قرار حل الجيش والأجهزة الأمنية في أيار من العام نفسه ما أوجد فراغًا سياديًا واسعًا. في هذا السياق أُعلن في صيف 2003 عن تشكيل جيش المهدي بقيادة السيد مقتدى الصدر بوصفه أول فصيل جماهيري واسع الانتشار داخل العراق بعد الاحتلال مستندًا إلى خطاب ديني–اجتماعي ركّز على مقاومة الوجود الأجنبي والدفاع عن الفئات المهمّشة. وخلال أعوام 2004 و2005 لعب جيش المهدي دورًا بارزًا في المواجهات المسلحة قبل أن يدخل لاحقًا في مراحل من التجميد وإعادة التنظيم.

ومع تصاعد العنف الطائفي بين عامي 2005 و2007 شهد المشهد الفصائلي انقسامات وإعادة تشكّل فظهرت عصائب أهل الحق عام 2006 بعد انشقاقها عن جيش المهدي ثم برزت كتائب حزب الله عام 2007 كتنظيم أكثر انضباطًا وتنظيمًا، ركّز في بداياته على مقاومة القوات الأميركية حتى انسحابها نهاية عام 2011. وفي هذه المرحلة ظهرت أيضًا فصائل وتشكيلات أصغر مثل سرايا عاشوراء وسرايا الجهاد وتشكيلات محلية ذات طابع عقائدي ومناطقي متنوع لم يستمر بعضها طويلًا بصيغته الأولى.

بعد الانسحاب الأميركي ومع تصاعد التهديدات الأمنية والإقليمية ولا سيما بين عامي 2012 و2013 تأسست فصائل جديدة من بينها حركة حزب الله النجباء وكتائب سيد الشهداء وسرايا الخراساني وكتائب الإمام علي إضافة إلى كتائب أبي الفضل العباس التي برز نشاطها في الساحة السورية. وقد تزامن ذلك مع بروز البعد العقائدي العابر للحدود لدى بعض الفصائل التي رأت في المشاركة في سوريا امتدادًا لمعركة داخلية أوسع تتعلق بحماية المقدسات ومنع تمدد الجماعات المتطرفة ثم لاحقًا ظهر حضور غير مباشر لبعض هذه الفصائل في ساحات إقليمية أخرى مثل اليمن.

وجاء عام 2014 ليشكّل المنعطف الأخطر في تاريخ الدولة العراقية المعاصرة مع سقوط الموصل في 10 حزيران وتمدد تنظيم داعش وصدور فتوى الجهاد الكفائي في 13 حزيران التي أطلقت تعبئة شعبية غير مسبوقة. في هذه المرحلة فُتح باب التطوع على نطاق واسع فانضمت أعداد كبيرة من المواطنين بدوافع وطنية ودفاعية مباشرة ما أدى إلى تضخّم عددي كبير في صفوف الفصائل وتشكّل الحشد الشعبي بوصفه إطارًا جامعًا. ونتيجة لطبيعة التعبئة العاجلة لم يكن جزء واسع من المتطوعين مؤدلجًا بالضرورة وفق الرؤية العقائدية أو السياسية للفصيل الذي انتمى إليه بل كان انخراطه محكومًا بضرورات اللحظة أكثر من الانسجام الفكري طويل الأمد.

وضمّ هذا الإطار طيفًا واسعًا من الفصائل ذات التاريخ السابق وتلك التي نشأت بعد الفتوى من بينها منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وسرايا السلام التي أُعيد تشكيلها عام 2014 وحركة حزب الله النجباء وكتائب سيد الشهداء وسرايا الخراساني وكتائب الإمام علي وكتائب جند الإمام وكتائب جند الله الأوفياء وسرايا أنصار العقيدة وسرايا الدفاع الشعبي وقوات الشهيد الصدر وسرايا عاشوراء وسرايا الجهاد ولواء علي الأكبر وفرقة العباس القتالية ولواء أنصار المرجعية ولواء الإمام الحسين ولواء الطفوف ولواء الحمد ولواء المنتظر ولواء ذو الفقار ولواء الفتح المبين ولواء أنصار الحجة ولواء النصرة ولواء 313 ولواء 314 ولواء 315 فضلًا عن فصائل وتشكيلات محلية ومناطقية تشكّلت في محافظات مختلفة استجابة لضرورات أمنية آنية.

وقد تعزّز الطابع المؤسسي للحشد بعد إقرار قانونه عام 2016 ما أدخله رسميًا ضمن المنظومة الأمنية للدولة لكنه في الوقت نفسه أفرز تحوّلًا بنيويًا تمثّل في اتساع الفجوة بين القيادات العقائدية التقليدية لبعض الفصائل وبين القواعد البشرية الواسعة التي التحقت بها بعد 2014 والتي بات ولاؤها في كثير من الحالات وطنيًا عامًا أو وظيفيًا مؤسسيًا أكثر منه أيديولوجيًا صارمًا. وبعد إعلان النصر على داعش في كانون الأول 2017، اتجهت بعض الفصائل إلى العمل السياسي المؤسسي فنجحت عصائب أهل الحق في تحقيق حضور برلماني وحكومي كما دخلت قوى سياسية مرتبطة بكتائب حزب الله مثل حركة حقوق إلى العملية السياسية.

غير أن هذه التحولات الداخلية تزامنت مع تصاعد ضغوط دولية ولا سيما من قبل الولايات المتحدة التي بدأت منذ ما بعد عام 2018 تنظر إلى الفصائل المسلحة في العراق ضمن إطار الصراع الإقليمي الأوسع وتسعى إلى تقليص نفوذها العسكري وحصر السلاح بيد الدولة. وفي هذا السياق لا تبرز المخاطر المستقبلية في الضغط الخارجي وحده بل أيضًا في التحديات البنيوية الداخلية التي أفرزتها مرحلة التعبئة الواسعة وتعدد الأدوار بين العسكري والسياسي وتفاوت درجات الالتزام والتنظيم ما يجعل مستقبل هذه الفصائل مرهونًا بقدرتها على إعادة تعريف دورها داخل الدولة وتحويل شرعيتها من شرعية الطوارئ والحرب إلى شرعية مؤسسية مستقرة



#احمد_جليل_العتابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق من دولة نفط إلى لاعب إقليمي للطاقة
- العراق… مركز التوازن القادم
- من يزرع تنظيماً يحصد انتصارا
- بريطانيا وصناعة العراق الحديث
- قمة بغداد مهرجان الخنوع وتبذير المال العام
- عبيد السلطة وخونة الشعب
- موسم النصب السياسي يعود من جديد
- سماسرة الدم
- خور عبدالله بين الحق والعقل…
- مقترح الكفيل
- التنصت على النواب وخطوة سحب الثقة من السوداني
- مستشارو الرئيس بين الواقع والعبثية
- -تسريبات نور زهير: شركاء الفساد في مواجهة الخوف والفضيحة-
- تأسيس نقابة الجودة والاعتماد المؤسسي: خطوة نحو مستقبل أكثر ت ...
- حلم العراق : رؤية لمستقبل نقي ومزدهر
- السياسيون ومصالحهم الشخصية وضرورة الوقوف على الحياد
- العراق: البوابة الذهبية إلى أوروبا عبر طريق الحرير
- منصب رئيس الوزراء في العراق: بين عبثية الانتخابات والحاجة ال ...
- “السوداني والمالكي: تحديات الدعم والولاء في الساحة السياسية ...
- توديع الحرس القديم في العراق: واقع لا مفر منه وتأثير دائم


المزيد.....




- بعد رقم قياسي من الهجمات المميتة.. كيف تتعامل اليابان مع أزم ...
- يحافظون على التقليد.. قطار سانتا يملأ قلوب 300 طفل سحرًا وبه ...
- أردوغان يعلق على دور -مجلس السلام- بشأن غزة والهجمات على الس ...
- أطفال غزة يموتون من البرد، والقوة الدولية -قد تنتشر الشهر ال ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصواريخ -كينجال-.. وترامب يوفد مبعوثه إل ...
- تعديل قانوني في الإمارات خاص بالأطفال مجهولي النسب
- بعد الحكم بسجن المعارضة التونسية عبير موسي... الحزب الدستوري ...
- المحامي علي البجاوي: الحكم ضد عبير موسي -جائر ولا يستجيب للم ...
- جماعة كولومبية مسلحة تفرض حظر تجول ردا على تهديدات ترامب
- تركيا تستعد لاستضافة ثلاث قمم دولية كبرى عام 2026


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل العتابي - الفصائل العراقية من التشكل العقائدي إلى اختبار الدولة