أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الفتح نهاية النفوذ الفارسي والروماني - الفتح














المزيد.....

الفتح نهاية النفوذ الفارسي والروماني - الفتح


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 00:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلنا في مطلع سورة الفتح ، مع بداية سنة 6 للهجرة رأى النبي في منامه يطوف بالمسجد الحرام مع أتباعه امنين مطمئنين محلقين رؤوسهم ومقصرين ، مقصرين الشعر ، ولما حدثهم بها بدت عليهم ملامح الرغبة بالحج وخاصة الذين تركوا أهلهم وذويهم فارين الى المدينة ، استند النبي امنيا الى ما هو متعارف عليه بين القبائل بأشهر الحرم ولكن هذا غير كافي امنيا ، ومع اقتراب موسم الحج للسنة ذاتها أكمل النبي الاستعدادات العسكرية وفقا لقواعد الاشتباك مع التحالف المكي الرأسمالي ، إذا ما تعرضوا لهجوم مباغت من دخل مكة أو من خارجها ، فنادى النبي بأهل المدينة للحج فاستجاب له المهاجرين والأنصار ، باستثناء المشركين والمشركات والمنافقين والمنافقات من الأعراب وأهل المدينة ، وعند الحديبية قرب مكة استفزتهم قوة عسكرية منعتهم من الوصول إليها ، فتدخل الله لاحتواء الأزمة بتوصيات عقائدية ، حققت النصر ومنعت المواجهة العسكرية مع التحالف المكي وحقنت دماء المؤمنين والمؤمنات ، ولكي يحقق الله رؤيا النبي بالحج جعل من أهم بنود صلح الحديبية الحج في العام المقبل ، وفي سنة 7 للهجرة حج النبي وأتباعه دون معوقات ولا استفزاز امني ، قال الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ، ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ، فعلم ما لم تعلموا ، فعلم ما لم تعلموا ، تعني الآن أدركتم ايجابية تأجيل الحج الى سنة 7 للهجرة ، فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ، وتعني فوق الحج الآمن فتحا قريبا ، في سنة 8 للهجرة

لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً{27}

كانت مكة تحتضن العشرات من الديانات الوثنية ، وعدد ليس بقليل من الأديان السياسية المنشقة عن كتابي التوراة والإنجيل ، جلها يدعي الانتماء الى الديانة الإبراهيمية ، مما جعل شبه الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي اكبر تجمع ديني بشري عالمي ، ساهم في أقامة قرى ظاهرة ، امتدت على طول طريق القوافل التجارية ما بين اليمن وبلاد الشام والعراق مرورا بمكة ، ونظرا لتغلغل النفوذ الإمبراطوري الفارسي والروماني بين أرجاء المناطق العربية ، باتت مسرحا عسكريا واسعا وصل نفوذه الى أطرفها المترامية ، ونتيجة للصراع ألولائي القبلي العربي على نفوذهما الإمبراطوري ، تفككت المنطقة بالحروب والانقسامات والمؤامرات لعقود من الزمن ، ولما أراد الله إحياء القلوب الخاوية بعث في أم القرى رسوله ليخرجهم من الوثنية والسياسية والدموية الى دين الحق ، قال الله هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ليظهره تعني لينصره على الديانات الوثنية والسياسية ، وكفى بالله شهيدا

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً{28}

كل ما يجري حولنا من أزمات وتحديات وحروب فوق أرادتنا ، هي من إرادة الله وعكس ذلك أيضا ، فلا ظلم يبقى ولا ترف يدوم ، ولنا مثال على ذلك ، التغيرات العقائدية والميدانية التي قلبت موازين المنطقة العربية في غضون اقل من أربعين عاما ، ففي القرن السادس الميلادي كانت شبه جزيرة العرب تعج بالظلمات والمؤامرات والقتل والانتهاكات لحقوق الفقراء والضعفاء والكادحين في ظل أنظمة رأسمالية مستبدة يقودها والأسياد والكهنة والزعماء ، فمن ذلك الواقع الدموي المرير اخرج الله امة أعد لها إعدادا عقائديا وميدانيا ، مذللا أمامها كل الصعاب ، اشرف عليها بعلمه وبخبرته منذ بزوغها حتى استوت على ساقها ، بدأت برجل وانتهت بأمة ، المثل يعكس لنا إرادة الله العظيمة في تغير موازين من كان له وزن في الدنيا ، ليرفع أمم ويضع أخرى ، والفتح خير دليل فيه نهاية التحالف المكي الرأسمالي ، وبداية النهاية للنفوذ الفارسي والروماني على المنطقة ، قال الله محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من اثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ، المقصود هنا توراة وإنجيل القران ، لان المؤمنين من أهل الكتاب أعادوا تدوين كتابي التوراة والإنجيل استنادا الى ما نقله التنزيل من الماضي الغيبي الى حاضر الدعوة القرآنية ، مثل التغير الشامل للمنطقة العربية ، كزرع اخرج شطأه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ، وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم ، مغفرة وآجرا عظيما

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً{29}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتح نهاية الجيو- وثنية الرأسمالية - الفتح
- الفتح نهاية التحالف المكي الرأسمالي - الفتح
- الحديبية نهاية التحالف المكي الرأسمالي - الفتح
- النفاق الديني والتحديات العسكرية والأمنية - محمد
- النفاق الديني شيطنة سرية سياسية امبريالية - محمد
- النفاق الديني والمصالح السياسية والاقتصادية - محمد
- النفاق سيكولوجية الدين السياسي - محمد
- شيطنة عالمي الجن والإنس ثقافة جيو اركيولوجية - الاحقاف
- الوجودية الأزلية وثقافة الجيو اركيولوجيا - الاحقاف
- الوجودية الأزلية وعقوق الوالدين - الاحقاف
- أوهام الأمل
- أولياء الله بين الوثنية والدين السياسي - الاحقاف
- المصير الأخروي للوجودية اللادينية - الجاثية
- الوجودية وديموغرافيا الجيوعقائدية - الجاثية
- الدين السياسي دين للادينيين - الجاثية
- الوجودية اللادينية والتحيز اللاواعي - الجاثية
- الوجودية اللادينية والدين السياسي- الجاثية
- المصير الأخروي للشمولية الوجودية - الدخان
- التاريخ المخزي للشمولية الفاشية - الدخان
- الشمولية والتحيز اللاواعي - الدخان


المزيد.....




- تأسيس أول جمعية يهودية في سوريا لحماية التراث
- السلطات السورية ترخّص منظمة ستعمل على استعادة ممتلكات اليهود ...
- عبد العاطي يبحث التعاون مع مسؤول اللجنة اليهودية الأميركية
- السيد الحوثي: أمّتنا الإسلامية تضرّرت بالحرب الناعمة أكثر من ...
- ترميم المعالم الإسلامية.. بلدية الفاتح في إسطنبول تحاول استع ...
- شيخ الأزهر يلتقي لجنة جائزة زايد للأخوّة الإنسانية بالقاهرة ...
- وفد الألف مؤثر.. يدّعون المسيحية ويُروّجون للصهيونية
- بابا الفاتيكان يجدد عرض الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لتحقيق ا ...
- حملة اعتقالات إسرائيلية واسعة تطال سلفيت بالضفة الغربية
- فالح الفيّاض: كان لفتوى السيد السيستاني دور حاسم في انتصار ا ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الفتح نهاية النفوذ الفارسي والروماني - الفتح