أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - أولياء الله بين الوثنية والدين السياسي - الاحقاف















المزيد.....

أولياء الله بين الوثنية والدين السياسي - الاحقاف


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال دراستنا لسورة الأحقاف وجدنا ان التنزيل دخل في حوار عقائدي مع طائفة وثنية إسرائيلية ، اتخذت من دون الله أولياء ، ورغم وثنيتها إلا أنها تؤمن بيوم القيامة كمصير أخروي ، فمن هي الجهة التي بلورة ازدواجية المعاير العقائدية وجعلت للأولياء من دون الله مكانة أخروية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، ما هي الأفكار والتعاليم التي صاغت يوم القيامة وفقا للأهواء والحريات الرغبوية ، ما لا يقبل الشك الدين السياسي وراء كل ضالة على الأرض ، لقد طمس الدين السياسي الوثني الإسرائيلي ثقافة الإيمان بالله واليوم الأخر التي حافظ عليها المجتمع لفترة ما ، منتجا لها من التاريخ والتراث وثنية الأولياء من دون الله ، عبر ادوار دنيوية تتعلق بحياة الفرد وأخروية تتعلق بيوم القيامة ، وتحت اسم الشريك والشفاعة الاخروية يستغل شياطين الدين السياسي مقدرات الفرد ونشاطه المعيشي ومصدر رزقه للمصالح السياسية والاقتصادية ، ولتفعيل دور الشفيع الأخروي ، دنيويا ، اخضع تحت تصرفه مسخرات سماوية تساهم في تجدد مصادر الرزق على الأرض ، لهذا السبب دخل التنزيل في حوار عقائدي مع الطائفة لتصحيح معتقداتها ، قال الله حم حروف مقطعة لها علاقة بأرشفة السور المكية التي نزلت بشكل كامل ، تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ، بمعنى ستحتل الطائفة الوثنية الإسرائيلية منزلة فكرية وثقافية جديدة في القران ، تسأل عنها يوم القيامة

حم{1} تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ{2}

يبني شياطين الاعتقادات الوثنية والأديان السياسية مصالحهم الدنيوية على الأهواء والرغبات والحريات الشخصية ، مسخرين السماوات والأرض لمصالحهم السياسية والاقتصادية ، فهم لا يشيرون في اعتقاداتهم الى خالقهن ، إنما الى الشريك مع الله ، على اعتقاد ان الله اتخذ شركاء من خلقه ، أعانوه على خلق السماوات والأرض ، وتحت اسم الشريك تستغل مفاصل الحياة لصالح الوثنية والدين السياسي ، ان الشراكة في خلق السماوات والأرض تخفي غيبية البعث والنشور عن وعي المجتمع ، وتعطي انطباعا أزليا للحياة بان لا نهاية للعالم المرئي ، وهذا ما يحقق اعتقاد أزلية الوجود الذي يساهم في التكالب الدنيوي على الأهواء الرغبات والحريات الشخصية ، فعملية انتزاعه بالإيمان والدعوة الاخروية أمرا صعبا ، فالنهاية الحتمية لخلق السماوات والأرض وما بينهما من دلائل الحق على البعث والنشور ، قال الله ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ، واجل مسمى اجل مسمى نهاية العالم المرئي ، والذين كفروا عما انذروا معرضون

مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ{3}

تتفق الوثنية والدين السياسي على الشراكة مع الله ، فالوثنية تتخذ من الأصنام آلهة لها ، والدين السياسي يتخذ من الشخصيات السلفية أولياء من دون الله ، ومن خلال دراستنا للقران وجدنا ان ديمواغرافيا الاعتقادات انقسم جغرافيا بين مكة والمدينة ، فالعقائد الوثنية والشركية والظنية والوثنية السياسية تتمركز في مكة ، بينما الطوائف السياسية كاليهود والنصارى والذين هادوا والمسيحيين تتمركز في المدينة ، ونظرا لتمركز الوثنية السياسية الإسرائيلية في مكة ، إذن هي جزء من التحالف المكي الوثني الرأسمالي ، وتعتقد بكرامات الأولياء التي تقف مع الفرد دنيويا لتلبي له متطلبات حياته كالرزق والسعادة والمال ، صحح التنزيل ذلك الاعتقاد قائلا ، قل لهم يا محمد ارايتم ما تدعون إليه من دون الله ، اروني ماذا خلقوا من الأرض ، أم لهم شرك في السماوات ، أتوني بكتاب من قبل هذا ، أي قبل القران ، أو إثارة من علم أي من الكتب القديمة ، ان كنتم صادقين

قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{4}

ادخل الدين السياسي الوثنية السياسية الى المعتقدات الدينية الصحيحة ، بعد طمس ثقافة الأنبياء والرسل والكتب المنزلة ، مستغلا التاريخ والتراث لإنتاج دراما التشبيه الروائي للشخصيات السلفية ، مختارا لكل طائفة أنموج تاريخي تراثي يتلاءم مع طبيعة الاعتقاد ، متخذا من السلفية اله من دون الله ، فالطائفة الوثنية الإسرائيلية اتخذت من دون الله أولياء في الدنيا ، وشفعاء ليوم القيامة ، قال الله ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة ، يوم القيامة يؤكد على ان الطائفة الوثنية الإسرائيلية تؤمن بيوم القيامة ، وهم عن دعائهم غافلون

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ{5}

لم يقدم الدين السياسي الوثني الإسرائيلي ، دليلا ماديا ، لا من كتاب ولا من مآثر العلم ، يثبت به حقيقة ما يدعو إليه من دون الله ، إذن ما يدعو إليه ليس له وزنا في الدنيا ، ولا في الآخرة وسيكون الأولياء لهم أعداء يوم القيامة التي يؤمنون بها ، وسيكفر بعضهم ببعض ، قال الله وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء ، أي الأولياء ، وكانوا بعبادتهم كافرون

وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ{6}

عرض التنزيل على المجتمع الإسرائيلي حالة التشرذم الأخروي لمعتقدي أولياء الله ، وما يدعون إليه من دونه ، ذلك مما دفع بالدين السياسي الوثني الى التصدي للآيات ، خوفا من التفكك الفكري والثقافي للجيوعقائدية التي هي مرتكز المصالح السياسية والاقتصادية ، قال الله وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين ، السحر المبين هو اتهام سياسي بدا به الدين السياسي لمنع القاعدة الجماهيرية الإسرائيلية من الانجرار وراء التغير العقائدي الجديد ، ومن الاتهامات السياسية الأخرى ، اتهام محمد بافتراء القران رد الله عليهم ، قائلا أم يقولون افتراه قل يا محمد ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ، وهو اعلم بما تفيضون فيه ، ما يفض فيه المتحاورون ، كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ{7} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{8}

غيب الدين السياسي الوثني الإسرائيلي الدعوات الدينية الصحيحة عن وعي مجتمعه ، الى درجة انه بات لا يعلم شيء عن تاريخ أسلافه الحافل بالأنبياء والرسل والكتب المنزلة ، الممتد من قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي ، مستغربا من هو محمد وكيف أصبح رسولا ، وما هذا الكتاب الذي انزل معه ، ولتحفيز الوعي المجتمعي، أكد التنزيل لبني إسرائيل على ان محمد ليس وليد العصر بل سبقته رسل وأنبياء من قبله ، قال الله ،قل لهم يا محمد ما كنت بدعا من الرسل ، وما ادري ما يفعل بي ولا بكم ،ان اتبع إلا ما يوحى الي ، وما إنا إلا نذير مبين ، ولتحفيز الوعي المجتمعي أعاد التنزيل الى ذاكرة أسلاف بني إسرائيل الكتب التي نزلت على أنبيائهم ورسلهم ، جاء ذكرها على لسان شاهد منهم ، ليؤكد لهم ان القران ليس وليد العصر إنما سبقته كتب من قبله ، قال الله قل لهم يا محمد أريتم ان كان من عند الله أي القران ، وكفرتم به وشهد شاهدا من بني إسرائيل على من مثله ، من مثله كتاب موسى والتوراة والإنجيل ، فامن واستكبرتم ان الله لا يهدي القوم الظالمين

قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ{9} قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{10}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصير الأخروي للوجودية اللادينية - الجاثية
- الوجودية وديموغرافيا الجيوعقائدية - الجاثية
- الدين السياسي دين للادينيين - الجاثية
- الوجودية اللادينية والتحيز اللاواعي - الجاثية
- الوجودية اللادينية والدين السياسي- الجاثية
- المصير الأخروي للشمولية الوجودية - الدخان
- التاريخ المخزي للشمولية الفاشية - الدخان
- الشمولية والتحيز اللاواعي - الدخان
- الديانة الإبراهيمية وامبريالية الثيولوجيا - الزخرف
- الديانة الإبراهيمية وفيلولوجيا النصوص - الزخرف
- الديانة الإبراهيمية ولاعتقاد الأركيولوجي- الزخرف
- الرأسمالية بين الراديكالية ودوغمائية البنات - الزخرف
- الرأسمالية وميثولوجيا بنات الرحمن - الزخرف
- ميثولوجيا بنات الرحمن- الزخرف
- لماذا قرأنا عربيا - الزخرف
- الظلم والاستبداد الطبقي الرأسمالي - الشورى
- الكادحون بين الرأسمالية والتنزيل - الشورى
- الله والمال والشريعة - الشورى
- الاستاتيكية وعلمية الماضي الغيبي - الشورى
- الوجودية بين التراجيديا والرفاهية - فُصِّلَتْ


المزيد.....




- أمريكية يهودية بأسطول الصمود: إسرائيل تستغل هويتنا الدينية
- غزة.. بابا الفاتيكان قلق على أسطول الصمود ويعلق على خطة ترام ...
- 91 طالبا عالقون تحت الأنقاض بعد انهيار مدرسة إسلامية بإندوني ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
- 14 شهيدًا في سلسلة غارات للاحتلال على غزة واستهدافات تطال من ...
- الهوية المسيحية في فلسطين بين خطاب التضليل وسياسات التصفية: ...
- إيهود باراك: تصريح نتنياهو عن هدم المباني بغزة لمنع عودة الس ...
- ماذا قال بابا الفاتيكان عن -خطة ترامب للسلام- في غزة.. و-أسط ...
- رجل دين مسيحي يرد على تصريحات نتنياهو
- دراسة: يهود ألمانيا يشعرون بالعزلة والرفض منذ هجوم 7 أكتوبر ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - أولياء الله بين الوثنية والدين السياسي - الاحقاف