أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - النفاق سيكولوجية الدين السياسي - محمد















المزيد.....

النفاق سيكولوجية الدين السياسي - محمد


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهر النفاق الديني كفكر سياسي في القرن السادس الميلادي ، على اثر قفزة نوعية في انثروبولوجيا الوعي البشري ، وخاصة بعد تحول عقائد أهل الكتاب الى طوائف دينية تراعي المصالح السياسية والاقتصادية على حساب عقيدة الإيمان بالله واليوم الأخر ، مسخرين سنن الرسل والأنبياء وقوال السلف والكتب المنزلة ، لإنتاج جيوثقافة سياسية عليها أقامت أمم وإمبراطوريات تتخذ من اركيلوجيا المقدسات ذريعة لشن الحروب العالمية ، فلم تشهد المجتمعات البدائية ولا المتحضرة منها ، مثل هكذا تطور فكري وثقافي من قبل ، وبعد انتقال الدعوة القرآنية من مكة الى المدينة واجه التنزيل شريحة من المنافقين منهم منافقي الهجرة والدعوة والجهاد ، فمن أسباب بروز النفاق الديني في المدينة دون غيرها من المدن الأخرى ، لأن التركيبة السكانية تضم عدد من طوائف الأديان السياسية المنشقة عن كتاب الإنجيل في القرن الثالث الميلادي ، والمشركين والمنافقين من الإعراب وأهل المدينة

بعد صلح الحديبية سنة 7 للهجرة ، انقسمت شبه الجزيرة العربية الى قسمين ، القسم الأول التحالف المكي الرأسمالي ويضم بعض القبائل العربية ، والقسم الثاني حلف محمد ويضم ما تبقى منها ، ولقصر مدة الصلح سارع التحالف المكي الرأسمالي الى تعزيز قدراته العسكرية استعدادا لحرب شامله على المدينة ، بالمقابل اخذ محمد أيضا بتعزيز قدراته العسكرية ، لان المرحلة الراهنة وتحدياتها العسكرية لا تقتصر على محمد وأتباعه فقط ، إنما ستشمل المدينة بأكملها ، ونظر لخطورة الوضع الأمني عرض التنزيل على المشركين من أهل المدينة ، مخرجات معركة الخندق سنة 5 للهجرة ، للاطلاع ميدانيا على ما آلت إليه الأحداث التي أدت الى خسارة التحالف المكي الرأسمالي ، وفي هذا الإطراء تهديد صريح وواضح للمشركين من أهل المدينة ، بان خزي التحالف ليس عنكم ببعيد ، قال الله الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ، والذين امنوا وعملوا الصالحات ، وامنوا بما نزل على محمد ، وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ{1} وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ{2}

في غزوة الخندق سنة 5 للهجرة ، فرض التحالف المكي الرأسمالي حصارا عسكريا واقتصاديا على المدينة لأكثر من عشرين يوما ، بغية اجتياحها انتهى بعاصفة ترابية أزالت معسكرهم ، ولقد أدى استبسال المؤمنين بالله واليوم الأخر بالدفاع عن المدنية الى تعزيز نفوذهم العسكري ، طبعا ذلك لا يروق للدين السياسي لأهل الكتاب ولا للمشركين ولا للمنافقين من الأعراب وأهل المدينة ، لأنهم كانوا في انتظار فرصة الخلاص من محمد وأتباعه على يد التحالف ، وفقا لتلك السيكولوجية الرغبوية ، عرض التنزيل على المشركين من أهل المدينة مخرجات معركة الخندق للاطلاع ميدانيا على ما آلت إليه الأحداث التي أدت الى خسارة التحالف المكي الرأسمالي ، قال الله وذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل ، وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم ، كذلك يضرب الله للناس أمثالهم

ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ{3}

حدد التنزيل لمحمد قواعد الاشتباك مع التحالف المكي الرأسمالي في المعارك المقبلة ، مؤكدا له على عدم اتخاذ المدن وسائل دفاعية ، كما حصل في معركة الخندق ، فهذا التوجيه العسكري ألاستباقي يدفع بالجيش الى القتال خارج المدن ، وينذر أيضا بان صلح الحديبية فخ وضع التحالف لاجتياح المدينة في اقرب وقت ، ولتحقيق مخرجات النصر في المعركة لا بد من استخدام القوة المفرطة ، لإيقاع اكبر حجم من الخسائر بين صفوف التحالف المكي الرأسمالي ، وفي جانب آخر حدد التنزيل لمحمد آلية التعامل مع الأسرى وفقا لمخرجات المعركة ، إما بالعفو عنهم ، وإما بتبادل الأسرى ، أما عن قول الله وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ ، فهذا يعكس قدرة الله على القضاء على التحالف المكي الرأسمالي بكارثة مناخية قبل وصولهم الى المدنية ، لكن هذا لا يحقق الأمن القومي على المدى البعيد ، بينما بناء قوة عسكرية رادعة تحققه لقرون طويلة ، قال الله فإذا لقيتم الذين كفروا التحالف المكي الرأسمالي فضرب الرقاب ، حتى إذا أثخنتموهم ، أي أكثرتم من القتل بالقوة المفرطة سيؤدي الى استسلام الجند ، فشدوا الوثاق فإما منَّا بعد بإطلاق سراحهم بدون شروط ، وإما فداء ، تبادل الأسرى حتى تضع الحرب أوزارها ، ذلك لو شاء الله لانتصر منهم ، ولكن ليبلوكم بعضكم ببعض ، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ، سيهديهم ويصلح بالهم ، ويدخلهم الجنة عرفها لهم

فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ{4} سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ{5} وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ{6}

سكان المدينة هم خليط من المؤمنين بالله واليوم الأخر، ومن المنافقين من الإعراب وأهل المدينة الذين ارتبطت مصالحهم السياسية والاقتصادية مع الدين السياسي لأهل الكتاب ، مشكلين تركيبة سكانية معقدة حاضنة للنفاق والكفر والمؤامرات ، مجتمع المدينة مجتمع مفكك لأنه متعدد التوجهات والمصالح والولاء لجهات إقليمية ، مما جعله ضعيفا أمام التحديات العسكرية المكية ، استثمر التنزيل التهديد الخارجي لدعوة مجتمع المدينة للإيمان بالله واليوم الأخر بغية توحيد الصفوف وبناء اللحمة لردع مخاطر التحالف ، مؤكدا لهم بان النصر لن يكتمل إلا بنصرة الله وحده ، وأي إبعاد أخرى للمعركة قد تأتي بمخرجات سلبية تؤدي الى استباحة المدينة بالكامل ، قال الله يا أيها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، فان كانت مخرجات المعركة ايجابية وتحقق النصر وفقا لإرادة الله ، فان سلبية خسائرها ستنعكس على الذين كفروا ، قال الله والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ، ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{7} وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ{8} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ{9}

مع انتهاء الحقب التاريخية الخمسة أخرها قوم شعيب ، أنهى الله آلية التعامل بالدليل المادي لعدم جدوته كآلية للتغير العقائدي ، كما أنهى معه العذاب بالكوارث الطبيعية ، مستحدثا آليات جديدة كفيلة بالقضاء على ديمواغرافيا المصالح السياسية والاقتصادية والتكالب الرأسمالي بوسائل حديثة لم تشهدها الأمم من قبل ، منها الانهيار الاقتصادي ، والاجتياح العسكري ، والحروب الطائفية الأهلية ، عرض التنزيل على رافضي الإيمان بالله واليوم الأخر من أهل المدينة اركيولوجيا التدمير التاريخي ، للاطلاع على المصير المخزي لأمم كانوا مثلهم ، قال الله أفلم يسيروا في الأرض ، فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ، ذلك بان الله مولى الذين امنوا ، وان الكافرين لا مولى لهم

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا{10} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ{11}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيطنة عالمي الجن والإنس ثقافة جيو اركيولوجية - الاحقاف
- الوجودية الأزلية وثقافة الجيو اركيولوجيا - الاحقاف
- الوجودية الأزلية وعقوق الوالدين - الاحقاف
- أوهام الأمل
- أولياء الله بين الوثنية والدين السياسي - الاحقاف
- المصير الأخروي للوجودية اللادينية - الجاثية
- الوجودية وديموغرافيا الجيوعقائدية - الجاثية
- الدين السياسي دين للادينيين - الجاثية
- الوجودية اللادينية والتحيز اللاواعي - الجاثية
- الوجودية اللادينية والدين السياسي- الجاثية
- المصير الأخروي للشمولية الوجودية - الدخان
- التاريخ المخزي للشمولية الفاشية - الدخان
- الشمولية والتحيز اللاواعي - الدخان
- الديانة الإبراهيمية وامبريالية الثيولوجيا - الزخرف
- الديانة الإبراهيمية وفيلولوجيا النصوص - الزخرف
- الديانة الإبراهيمية ولاعتقاد الأركيولوجي- الزخرف
- الرأسمالية بين الراديكالية ودوغمائية البنات - الزخرف
- الرأسمالية وميثولوجيا بنات الرحمن - الزخرف
- ميثولوجيا بنات الرحمن- الزخرف
- لماذا قرأنا عربيا - الزخرف


المزيد.....




- سلفيت: الاحتلال يعتقل ستة مواطنين من ديراستيا أثناء قطف ثمار ...
- كاتب إسرائيلي: حرب غزة صنعت فجوة أخلاقية بين يهود أميركيين و ...
- جدل في سوق الصكوك الإسلامية بشأن تقاسم المخاطر
- كاتب إسرائيلي: حرب غزة صنعت فجوة أخلاقية بين يهود أميركيين و ...
- مستعمرون يعتدون على مزارعين في دير بلوط غرب سلفيت ويمنعونهم ...
- الملك تشارلز والملكة كاميلا ينضمان إلى البابا في صلاة تاريخي ...
- 15 دولة إسلامية تدين مصادقة الكنيست على ضم الضفة لإسرائيل
- دول ومنظمات عربية وإسلامية تدين مصادقة الاحتلال على مشروعي ق ...
- لأول مرة منذ 500 عام.. الملك تشارلز في زيارة تاريخية للقاء ا ...
- -حدث تاريخي وغير مسبوق-.. أول ملك بريطاني منذ 5 قرون يصلي مع ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - النفاق سيكولوجية الدين السياسي - محمد