أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صبري الرابحي - ملف الهجرة: ملعب ترامب المفضّل














المزيد.....

ملف الهجرة: ملعب ترامب المفضّل


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 09:36
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مازال العالم يضج بالحديث عن هرطقات ترامب العديدة التي أطلقها منذ ما يزيد عن سنة من الآن بمناسبة انتخابه رئيساً سابعاً وأربعين للولايات المتحدة من وراء ولايته الخامسة والأربعين بالبيت الأبيض.
ترامب كعادته مازال يشعل المواقع الإخبارية بتصريحاته المشفرة أحياناً والمفهومة على الأغلب كخطوته التالية في التعاطي مع منصب حاكم البيت الأبيض الجديد الذي يزعم من خلاله بناء "أميركا أقوى" على حد تعبيره.
العودة إلى ملف الهجرة:
عاد دونالد ترامب إلى ملف الهجرة بأكثر حزم هذه المرة من خلال ما نشره على منصة تروث سوشيال التي أعلن من خلالها مؤخراً بأنه سيعمل على "إيقاف الهجرة من كل دول العالم الثالث بشكل دائم" دون أي توسع في تفاصيل إحياء مشروعه القومي المبني على التصدي للهجرة واستهداف الأقليات التي يراها ترامب في مشروعه السياسي عائقاً أمام بناء أميركا الجديدة في عهده.
لكن المعروف أن الولايات المتحدة على امتداد أكثر من قرنين واصلت قبول المهاجرين عبر بوابات متعددة للهجرة منها المنظمة ومنها حتى تلك غير المنظمة التي صنعت الثراء والتنوع الثقافي داخل المجتمع الأميركي بالإضافة إلى تمكينه اقتصادياً من يد عاملة مهمة ومجتمعاً استهلاكياً لا يستهان به ولو بتأخره عن دفع الضرائب.
تشير تقديرات غير محينة إلى أن عدد المهاجرين في الولايات المتحدة يبلغ حوالي 51 مليون نسمة، وتشير هذه التقديرات أيضاً إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين يناهز الـ11 مليون نسمة من إجمالي 348 مليوناً وهو التعداد التقريبي لساكنة الولايات المتحدة.
وإن كان العدد المحير والمؤثر واقعياً في السياسات العمومية الأميركية وهو المهاجرون غير الشرعيين والتي يناهز تعدادهم عدد سكان تونس أو الأردن، فإن هذا العدد لا يشكل سوى نسبة 3 بالمائة من النسيج الاجتماعي الأميركي.
لكن لماذا هذا الإصرار على قطع الطريق على المهاجرين لدى ترامب؟
سياسة الجمهوريين تجاه الهجرة:
لا بد من الإشارة إلى أن الحزب الجمهوري الأميركي ومنذ نشأته في أواخر القرن 19 قد حافظ على أدبياته وتصوره للسياسات الاقتصادية والاجتماعية وحتى السكانية للولايات الأميركية والتي تتسم بتبني الخط المحافظ من حيث التخفيض في الإنفاق العمومي ودعم القيم التقليدية للعائلة والتضييق على الإجهاض وخاصة التشدد تجاه سياسات الهجرة والمهاجرين وهو إحدى أهم السمات التي يمكن من خلالها فهم تعاطي ترامب مع هذه المسألة بالذات التي طبعت ولايته الأولى في البيت الأبيض وميزت حملته الانتخابية، وقد تكون أحد أكبر المحفزات الانتخابية التي جعلته يطيح بمنافسه من أجل ولاية ثانية من الديمقراطيين، سلفه جو بايدن.
لكن بعيدا عن المسألة التنظيمية على أهميتها داخل الحزب الجمهوري، فإن دونالد ترامب يستبطن العداء للمهاجرين وهو ما أثبتته تصريحاته الموتورة في عديد المناسبات بعد أن كان وصم المرشح الديمقراطي لعمادة مدينة نيويورك "زهران ممداني" بأنه شيوعي مجنون في إشارة إلى تضارب أفكاره مع المجتمع الانتخابي الأميركي باعتباره مرشحاً ديمقراطياً من أصول عربية قبل أن يتراجع ترامب أمام الأمر الواقع ويستقبل ممداني في البيت الأبيض عمدة منتخباً لمدينة نيويورك وتراجعه عن هذه التصريحات تحت وقع البروتوكول على الأقل.
لكن لماذا الآن تحديدا؟
استغلال الهاجس الأمني بعد حادثة البيت الأبيض:
استغل دونالد ترامب واقعة الاعتداء المسلح على البيت الأبيض الذي جدّ خلال الأيام الماضية والذي تفيد مصادر متقاربة أن منفذه هو مهاجر من أصول أفغانية خدم ضمن القوات الأميركية بأفغانستان وتم إجلاؤه بناء على ذلك بمجرد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان خلال سنة 2021.
وبالرغم من أن منفذ الهجوم كان أحد منتسبي القوات الأميركية في قندهار، فإن السلطات الرسمية في الولايات المتحدة اعتبرت أن استجلابه كان قراراً غير مدروس باعتبار عدم التحري حول نواياه وخاصة نزعة التطرف لديه التي ظلت خامدة على امتداد أربع سنوات من إقامته داخل الولايات المتحدة الأميركية والتي حمل فيها مدير المخابرات المركزية المسؤولية لسلطات جو بايدن التي وصف قرار انسحابها من أفغانستان بالـ "كارثي" وهو ما يعيد للساحة المزايدات السياسية بين أقطاب السياسة في أميركا أساساً الحزبين الجمهوري الذي يتهم الحزب الديمقراطي بفشله في إدارة ملف الهجرة ومن ورائها الحضور الأميركي في عديد الدول.
من هنا تتضح الصورة بأن سياسات دونالد ترامب الغارقة في الغضب الشعبي من تزايد التضخم ناهيك عن الرفض المتنامي لإدارة ترامب للصراع العربي الصهيوني وانحيازه المفضوح لمجرم الحرب "بنيامين نتانياهو" يجعل منه يبحث بكل وضوح عن ملف حارق يمكنه من الاستثمار السياسي في هذا التوقيت بالذات.
الهجرة: أرضية المراوغة السياسية
دونالد ترامب لم يجد اليوم أي منفذ معقول بعد استيفائه ورقات الحرب في فلسطين وأوكرانيا وحملته الضريبية على عديد الدول بالعالم وأهمها الصين التي لم تثبت جدواها إلى حدود الربع الثالث من سنة 2025 فكان لزاماً عليه أن يبحث داخل المسألة الداخلية عن ملف يمكنه من الخروج بخطاب جديد ينبني على نبذ التطرف وتحييد الأعداء الداخليين للولايات المتحدة والذين يختصرهم ترامب في المهاجرين.
وبالرغم من الغطاء السياسي الذي يملكه ترامب في هذا المسعى، فإن إطلاقه عبارات فضفاضة حول المهاجرين آخرها تهديده لكل "شخص يمثل خطراً امنياً أو لا ينسجم مع الحضارة الغربية" يطرح مجدداً تطرف سياسات ترامب التي قد تحول ملف الهجرة إلى جحيم قد يحرق آمال الملايين من الراغبين في العيش بالولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن الملايين من المقيمين الذين يربط ترامب وجودهم بضرورة "تقديم قيمة مضافة" وهو ما سيؤثر حتماً على السلم الأهلي وقد يستنهض شيئاً في شيء بعضاً من التاريخ العنصري للولايات المتحدة تجاه الأقليات والتي ساهم تلافيها في بناء دولة قوية، تلك التي يرمي ترامب إلى إعادة بنائها ونسبة ذلك لنفسه.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تونس إلى غزة: تماهي الصمود
- حنظلة العلي: من الرمزية والدلالة نحو الانجاز
- التوسع الاستراتيجي لدائرة عداء إسرائيل
- قافلة الصمود: عنوان آخر للمواطنة العربية
- خطط ترامب لخنق الشرق الأوسط
- الاتفاق الأمريكي الروسي: عهد جديد لمصالح الكبار
- طرد زيلينسكي وسياسة الواقع الجديد
- لاءات العرب في وجه ترامب
- هل يعي ترامب ما يقول؟
- حماس ما بعد وقف إطلاق النار
- نهاية السنة ومقدّمات مستقبل النزاع العربي الصهيوني
- خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟


المزيد.....




- زعيم كوريا الشمالية وابنته يحضران الذكرى الثمانين لتأسيس الق ...
- راكون مخمور يثير الفوضى في متجر كحول بفيرجينيا.. شاهد ما حدث ...
- هكذا تدخل 100 طن من المخدرات أوروبا سنويا
- ماذا يعني تولي ترامب ملف إنهاء الحرب في السودان بنفسه؟
- ظنّها لعبة.. مسيّرة في منزل مواطن بمولدوفا تستنفر الشرطة
- الاستعلامات المصرية: مصر متمسكة بفتح معبر رفح من الجانبين
- مادورو: أجريت مكالمة -ودية- مع ترامب.. وأهلا بالدبلوماسية
- فيديو لانفجار مرعب.. تحطم مقاتلة أميركية ونجاة الطيار
- أول محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ عقود.. ماذا جرى؟
- تحقيق للبنتاغون: هيغسيث عرّض جنودا أميركيين للخطر


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صبري الرابحي - ملف الهجرة: ملعب ترامب المفضّل