أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - الاخلاق ترف بشري.. ورداء يُخلَع عند الضرورة..!!














المزيد.....

الاخلاق ترف بشري.. ورداء يُخلَع عند الضرورة..!!


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 13:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تكون معدما ومفلسا، غالبا ما ستكون أحد أفراد هاتين الفئتين: إما أن تصبح لصا، أو أن تكون مبدئيا عاشقا لفلسفة التقشف. ولكن لو كنت من فئة المتقشفين، فليس هذا لانك تحمل جينات وراثية للمبادئ السامية وروح التقشف، بل غالبا لانك جبان تخاف السرقة حذِرا من طائلة العقوبة القانونية أو بطش من تسرقهم، فالمبادئ تكتسب ولا تورث. او لكونك لا تحمل جينات اللصوصية ولا تجيدها، فحتى السرقة- بل اي جريمة اخرى- هي فن لا يطيقه الا المهرة أو ربما من يحملون جينات إجرامية وراثية كما تذهب إلى ذلك المدرسة التكوينية الإيطالية التي فسرت الجريمة بتوفر عامل الوراثة إلى جانب عوامل اخرى. أو حتى احترافها كمهارة والميل لها من خلال الاختلاط والتأثر بمجرمين سابقين- حسب نظرية المخالطة الفارقة للعالم الأميركي سذرلاند.
أما المتقشفون الذين سمعنا عنهم غالبا في التاريخ والتراث أو حتى المعاصرون منهم والذين عشقوا اسلوب الحياة هذا واعتزلوا الناس في الأديرة والصوامع وفي رؤوس الجبال، فتقشفهم هذا لم يكن عشقا بفضيلة التقشف بل لكونهم كانوا معدمين اساسا ولم يستطيعوا التمكن من الحياة الرغيدة، فرفضوا الحياة الواقعية نقمة من حرمانها لا زهدا فيها. وايضا لكونهم جبناء يخافون طائلة العقوبات المترتبة على الجريمة أو كونهم لا يجيدونها لأسباب تتعلق بالاكتساب أو الوراثة.
أما أنت الذي اخترت التقشف كمبدأ كونك لا تجيد اللصوصية والاجرام، فربما تضعك الحياة يوما في محك صعب أو مفترق طرق بين مبادئك السامية وبين الانحراف عنها، كأن توضع في موضع يتطلب الأمانة سواء ائتمان على أموال خاصة أو عمل في مؤسسة حكومية تكن فيه مسؤولا عن عهدة مالية. وهنا ربما أن مواهبك ستكون أكثر جلاءً، سواء بالتأثر والاكتساب والتعود أو ربما بحملك لجينات تناسب جريمة الاختلاس أو خيانة الأمانة. وهنا ستكفر بمبادئك السامية وربما تستغل تلك الفرصة التاريخية فتكون مختلسا أو خائنا للأمانة، وربما بتوفر عامل الامان نسبيا هنا أكثر من السرقة العادية وخصوصا في الدولة التي تبيح سياستها سرقة المال العام أو ربما تحمي سارقها أو تتهاون معه أو ربما تقاسمه تلك السرقة- وقد حدث هذا كثيرا لأفراد كنت اعرفهم واعرف مبدئيتهم قديما لما كانوا متقشفين جوعى لا يجيدون السرقة والجريمة العادية وكانوا يبررون تقشفهم مبدئيا، لكن ما أن وضعوا على مسؤولية المال العام أو في وظيفة تسمح بالرشا غالبا ما استغلوا ذلك الأمر أبشع استغلال.
اذن لربما نحن مبدئيون ليس لأننا ورثنا ذلك جينيا أو اكتسبناه من بيئتنا، نحن اكتسبنا الخوف فقط، فذوينا ومحيطنا الاجتماعي علمنا أكثر الحذر والخوف من العقوبة ومن العار ومن النار. ان الاخلاق والمبادئ غالبا ما تكون هشة ومطاطة أمام الظروف التي تهيئها لنا الحياة بالمصادفة لنكتشف حقيقة ذواتنا المغلفة بغلاف المبدئية والفضيلة.



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطل الحكاية
- محاولة اغتيال صدام حسين.. المجهولة..
- الشخصية العراقية.. واسباب ظاهرة التمرد والقلق، والتي طبعت هذ ...
- عن الشعر الشعبي العراقي.. المعاصر...
- الانسان.. وإشكالية الخير والشر..
- المُتَهيِئون.. ام.. المتَوَهِمون..؟
- هل لدينا طبقة وسطى في مجتمعنا العراقي حاليا!!؟
- مدنيتنا المؤنثة.. والمقموعة...
- هل الانسان كائن اخلاقي؟ هل ان اخلاقنا اصيلة وتكوينية ام طارئ ...
- عن العائلة البشرية قديما..
- الصور الذهنية.. وآلية اشتغال الدماغ البشري..
- احفاذ الشمبانزي، واحفاذ الاورنجاوتان( انسان الغاب)
- الانسان.. ذلك الحيوان النرجسي، والتافه..
- الأنسان العراقي.. الديموغرافيا والتاريخ....
- مقولات
- الهويات الفرعية ومعضلة الهوية الوطنية العراقية
- آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..
- الصراع الوجودي للانسان.. ببن اصالة الشر وصناعة الخير
- شر الانسان.. مابين الظرف الطبقي والحضاري والشخصي
- مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟


المزيد.....




- -بصمات أمريكية واضحة-.. طهران تُحمّل واشنطن فاتورة احتجاجات ...
- إسرائيل تتسلّم رفات أحد الرهينتين المتبقيتين في غزة وقطر تأم ...
- مراسلة الجزيرة: قوات الاحتلال تفجر مبنى داخل مخيم جنين شمال ...
- فنزويلا تتهم الجنائية الدولية بالتملص من مسؤولياتها لإقفال م ...
- لقاء روسي أميركي بموسكو وزيلينسكي يعلن -تنقيح- إطار عمل لاتف ...
- الموت المختبئ تحت التراب.. الألغام تمزق أجساد وقلوب السوريين ...
- إسرائيل تتسلم من حركة حماس عينات لرفات أسرى
- هل يتحول حظر تطبيقات -في بي إن- إلى توجه عالمي جديد؟
- قبيل اجتماع بوتين – ويتكوف.. الكرملين: أي اتفاق بشأن أوكراني ...
- لأول مرة منذ عامين.. شاهد كيف عاد طلاب غزة إلى مدارسهم المدم ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - الاخلاق ترف بشري.. ورداء يُخلَع عند الضرورة..!!