كورمور ومذهب ( إذا متٌّ ظمآنا فلا نزلَ القطر ) ..!

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 22:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

مساء 26.11.2025 تعرض حقل كورمور لأنتاج الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان العراق لهجوم غادر وجبان لهجوم بالصواريخ فتسبب في حريق ضخم و تخريب في بعض منشآت الحقل .
هذا الاعتداء السافر ليس الأول من نوعه فقد تعرض نفس الحقل و غيره من المنشآت النفطية و الاقتصادية في مناطق متفرقة من كوردستان لهجمات إرهابية تخريبية بهدف تعطيلها و إلحاق اضرار بالبنية الاقتصادية ومشاريع التنمية وشل عملية التطوير و النهوض الحضاري في إقليم كوردستان التي كانت طوال عهود و أنظمة حكم الاستبداد في العراق عرضة لأبشع حملات التدمير و التخريب بما فيها عمليات التهجير القسري و تعريب المناطق الكوردية و هدم مئات القرى و البلدات الكوردستانية و تسويتها بالأرض و إبادة الالاف من اهاليها بالاسلحة الكيمياوية ..
أجل فما يحدث (من هجمات بالصواريخ و المسيرات على المنشآت الاقتصادية المدنية في كوردستان و قطع رواتب الموظفين أو التلكوء في دفعها و اجرائات التعريب التعسفية و الاستيلاء على أراضي المزارعين الكورد و ترهيبهم في كركوك و خانقين و سنجار و مخالفة بنود الدستور و الالتفاف على مبدأ الشراكة الوطنية ..الخ) ليست الا امتدادا لسياسات العهود السابقة للحكم في العراق و التي لا تعبر عن شي سوى عن الكراهية و تعصب شوفيني بغيض وتشكل جرائم منكرة بحق الانسان الكوردي على ارضه ووطنه .. جرائم هدفها الحاق اقصى ما يمكن الحاقه من اضرار و خسائر بالمنطقة و سكانها نابعة من روح عداء لا مبرر له بل و من دافع حسد و غيرة متخلفة من التطور الحضاري الذي يشهد ه الإقليم و استتباب الامن و الاستقرار فيه ..
مثل هذه السلوكيات الإرهابية الشوفينية و الانانية الاستعلائية ان دلت على شيء فهي تدل على غباء عرابيها و مريديها فهم بسلوكياتهم المستهجنة هذه يلحقون افدح الاضرار بعموم مصالح المجتمع العراقي و نسيجهم الاجتماعي ، بل و يهينون بها بأبشع صورة مؤسسة الحكم و قدرتها على ضبط الأمور ..
ان مايحتاجه العراق اليوم اكثر من أي وقت مضى هو بناء مجتمع قائم على التعايش و المساواة و التاخي بين أبناء قومياته و مذاهبه و تعددية قواه الوطنية السياسية و فق مبدأ قبول الأخر في وطن لكل مواطن فيه حق في خيرات و منافع و طنه ..
ختاما ، أقول انه من الصعب بل من المحال ان يتقدم و يزدهر أي بلد يتحكم بأموره مليشيات و عصابات فاسدة و مفسدة تفكر و تعمل وفق مناهج و ستراتيجيات بائدة مشبعة بروح الاستعلاء القومي او المذهبي وبالحقد و الحسد و الكراهية و تفكر حسب مبدأ الشاعر أبو فراس الحمداني (932م – 968م) :
(إذا متٌّ ظمآنا فلا نزلَ القطر ) ..!!

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل