رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 7999 - 2024 / 6 / 5 - 22:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعتقد الكثير من الناس إن من يتبعون مشاعرهم ، لا يكذبون ..!
لكن هل يمكن تصديق المِشاعر و الثقة بها ..؟ ألا تحّرض هي أيضا على الكذب و المبالغة في التودد و النفاق ؟ ..
الكذب من أقدم الصفات التي رافقت الأنسان و تطور مع نضجه العقلي و توسع و امتداد حاجاته و طموحاته و الى أن صار يتفنن في فبركة ألوانه .. و اصبح الكذب من أكثر وسائله استخداما لإقناع الأخرين و تضليلهم بقلب الحقائق و إقصائها أو تحريفها و تزييفها لتحقيق هدف ما أو لجني منفعة فردية أو جماعية ..
ليس بيننا نحن البشر من لم يكذب و لا يكذب ، هو طبع يرافقنا من المهد الى اللحد ، نبرره و نزينه بمختلف الاشكال و الألوان ، فالدوافع و المواقف التي تدفعنا الى اللجوء للكذب كثيرة في الحياة ، بل الحياة هي المحرضة الأكبر على الكذب ، فهي مليئة بالتناقضات و كل نقيض يكذب الآخر ..
و لا يمكننا الجزم أبدا فيما إذا كان الكذب صفة مذمومة أو مقبولة ، فالدوافع و المواقف تخلطهما ببعض و ترسم تدرجات ألوانــــه بين الأبيض و الأســود ، و بين ( النبل و الشهامــة ) و
( الخسة و الدناءة )، بل وحتى كخلق و عادة أو كطرفة و خفة دم ..! لكن الكذبة تبقى نقيض الحقيقة حتى لو كانت بيضاء أو نبيلة ..
و من المعلوم أن كذبة واحدة غير مبررة (أو ضعيفة الضبط و الحياكة) وفي غير توقيتها و مكانها ، ستفرخ ورائها سلسلة من الأكاذيب سعيا وراء إضفاء شيء من المصداقية على الكذبة الأم ..
و نعيش عصرا يطغى فيه الكذب على كل أشكال العلاقات بين البشر ، حيث بلغنا حالة صرنا فيه نصف الصدق و اشهار الحقائق بالغباء و التهور او الحماقة والجنون..!
أجل ، ليس فينا من لم يكذب و لا يكذب ،فحتى الوعاظ و رجالات منابر ألمباديء و القيم العليا ، و دعاة الصلاح و الإصلاح ، يكذبون ..!
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟