أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رزكار نوري شاويس - هوامش على حواف زمن الثرثرة (7) – في الحروب و ميادينها














المزيد.....

هوامش على حواف زمن الثرثرة (7) – في الحروب و ميادينها


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 14:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الحروب و ميادينها :

* هل تعبر الحروب عن إرادة الناس الحرة ، أم انهم يساقون اليها سوقا قرابينا لعبادة غامضة ..؟
هناك من يبررونها بشغف و حماس و يباركونها ، يقولون إنها هبّة من الله الى البشر ، لكنها و مثل باقي هباته ، يساء استخدامها و لا يتم تقديرها بإخلاص ايماني ..!
الأديان مليئة بقصص الحروب المقدسة و منحتها صفة الصراع الازلي بين الحق و الباطل ، حروب يرفع فيها المحاربين من اجل ( قضاياهم العادلة ) الى مراتب الملائكة و القديسين ..
و على طرفي كل صراع ، يقول الجميع ان قضيتهم عادلة و حربهم ايمانية مقدسة و قتلاهم شهداء ابرار مأواهم الجنّة ، سعداء مكرّمون في الفردوس الأعلى ..
كل ذلك القتل و الخراب ، النهب و السلب ، و السبي و هتك الاعراض و سحق كرامة الانسان ، كل كل أشكال المآسي و الاحزان .. هل ينال كل ذلك رضا الله ..؟!

* في الحرب ، يتهم كل طرف الاخر بالعدوان ( فتبعات اثاره و جرائمه يتحملها المعتدي)، كل يصف الآخر بالبربري الغادر والهمجي القاتل .. و الكل على جانبي الجبهة يضحون بحياتهم فداءا للهدف الوطني الاسمى الذي به نمنح القاتل و القتيل صفتي البطولة والشهادة ، و به نمجد الحرب و نجعل من جنونه محور ثقافتنا ومنهج تربية اجيالنا و تراتيل صلواتنا واناشيدنا و بنيان قصصنا و اساطيرنا .. فندحض بها طوعا اكاذيبنا الكبرى حول عقلانية الانسان و انسانيته ..!

* الحروب توقض و تفلت الوحش النائم فينا ، فنتبنى القسوة و نشوة استخدامها .. و لن نعود كما كنا أبدا . إنها بفوراتها و اندلاعاتها المباغتة ، تكشف عن حقيقة صهارة الهمجية غير الخامدة فينا ..
الحروب بكل مافيها من ابداعات تكنلوجية و اختراعات ، و نبوغ و عبقريات انتاج الاقوى و الاشد فتكا و تدميرا من الاسلحة و الافكار .. ليست سوى عودة الى عصور الهمجية ..
و في عصرنا هذا( عصر الهمجية الحديثة ) ، أين هي تلك الجزيرة الآمنة على كوكبنا التي لاتعاني من ويلات الحروب و آثارها ، الخالية من السلاح و صراعات السلطة و النفوذ ، و السجون و سجناء الرأي و النقد الصريح .. هناك في تلك الرقعة الخيالية من الأرض حيث تنعدم تلك الاشياء يتمتع الانسان بانسانيتة بحرية و أمان و إلا فهي أمنيات مفقودة في كل مكان .

* الحروب ، هذه الوحوش المفترسة المخادعة ، برواياتها و اسلحتها و ازيائها و باستعراضاتها ودوي طبولها و زعيق أبواقها وبريق أوسمتها .. دائما امتلكت القدرة على اغواء الاطفال و الصبية ، المراهقين و الشباب و حرضتهم على المشاركة بلهفة و شوق في ميادينها ، بحثا عن المجد و ادوار البطولة في سيناريوهاتها. لكن مع استمرارها و بعد فوات الاوان ستصدمهم حقيقة انهم كانوا ينحدرون الى خراب روحهم الانسانية و انهم ليسوا سوى وقودا لتأجيج سعير افرانها و استمرار حريقها .. و انهم ومن اجل أن يكون لحضورهم معنى قبل مصرعهم في الميدان ، يجب أن يقتلوا من ( العدو ) قدر ما يستطيعون .

* لا أحد يستحق أن يرمى في اتون الحروب ، لكن لا حيلة للمجندين أمام قوانينها و رغباتها ، ترغب فيهم بشهوة مفترسة ، فهم وقودها و منشطي سعيرها طالما اريد لها الاستمرار . عندئذ سيدرك انه لا نهاية له و ان كل التوقعات ضربات حظ ..

* في تلك اللحظات التي يترقب فيها المحارب اصدار الامر بالهجوم ، يمر امامه و على ايقاع دوي نبض قلبه كامل شريط حياته و صور كل من يعرفهم ،مرارا و تكرارا .. يرتعش بقلق قارس على الخيط الفاصل بين سلامة العقل و الجنون ..

* أيا كانت الاسباب لا تترك حليفك و حيدا في الميدان ..
قد تتصالح مع عدوك لكن يستحيل أن تزيح رغبة الانتقام من قلب حليف خذلته .

* الذهاب الى ميدان المعركة ليست رحلة صيد ، فالأرانب و الطيورلا تترصدك من خنادق محصنة و تطلق منها النار عليك .. بل هو ذهاب ( مع احتمال عدم العودة ) لقتل رجال متأهبون لقتلك .



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في إنتظار عدالة ( غودو) ..!
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (6) – أيضا،هذا العالم ..!
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (5) – هذا العالم ..!
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (4) - شيء عن القانون و العدالة
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (3) - شيء حول سلطات الاستبداد
- هوامش على حواف زمن الثرثرة ..(2)
- تعميم ..!
- هوامش على حواف زمن الثرثرة ( 1 )
- ذات لقاء ..
- ماذا لو إكتشفنا إننا لسنا وحدنا ..؟!
- - الأرض المسطّحة –
- في مجتمعات الجهل و التخلف .. (1)
- في الحَربْ ..
- هوامِش على قارعة الحياة (5)
- هوامش على قارعة الحياة (4)
- هوامش على قارعة الحياة (3)
- هوامش على قارعة الحياة (2)
- سِجالات ..
- من وراء محاولة اغتيال الكاظمي ؟
- حلبجة الى الأبد .. - حكاية من حكاياتها -


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رزكار نوري شاويس - هوامش على حواف زمن الثرثرة (7) – في الحروب و ميادينها