أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رزكار نوري شاويس - السودان - شعب أعزل امام حراب وفوهات بنادق العسكر














المزيد.....

السودان - شعب أعزل امام حراب وفوهات بنادق العسكر


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 15:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


السودان ، هذا البلد العريق الغني بخيراته و ثرواته الطبيعية من ماء و غذاء ونفط و معادن ثمينة و الذي وصفه خبراء الموارد و الغذاء ذات يوم بالسلة التي بإمكانها توفير الغذاء لعشرات الدول من حولها .. السودان هذا ، يعاني اليوم و بسبب حرب العسكر العبثية من الجوع و الرزوخ تحت خط الفقر..!
شعب السودان ، هذا الشعب الكريم ، الطيب والخلوق يعاني منذ اكثر من عامين من هيستريا إبادة أبنائه أطفالا و نساءا و شيوخا امام انظار العالم ، شعب عانى و منذ استقلال بلده و تسليم زمام الحكم للعسكر من البطش و التنكيل به و نهب ثرواته و خبزه ..
هكذا استمر الحال بالسودان و شعبه المتعدد الأعراق و الى أن سقط نظام الدكتاتور العسكري ( عمر البشير ) أمام رفض الجماهير و قرابين انتفاضتهم السلمية ، فجاء الحدث كبارقة امل لتأسيس نظام حكم مدني ديمقراطي برلماني ينهي الى الابد عقودا طويلة من عهود القمع و كبت الحريات و احكام الطواريئ و تشريعات و قوانين الاستعباد الاستبداد ..
في البدء و مع خروج تظاهرات وتجمعات الفئات الشعبية الوطنية الرافضة لحكمه ، حرّك (البشير ) جيشه و قوات الدعم السريع لأسكات صوت الشعب ..
و قبلها كان البشير قد اطلق يد الجيش و كذلك قوات الدعم السريع ( التي أسسها البشير كقوة خاصة به و عيّن ( محمد حمدان دقلو ) و الذي دلـله باسم ( حميدتي ) ، في إقاليم دارفور و كردفان و غيرها و الهيمنة على مناجم الذهب فيها بل و حتى تكليف بعض قادة الجيشين بتهريب الذهب الى خارج البلاد لحسابات خاصة ..
مع بدايات الانتفاضة حاول البشير قمعها بواسطة الجيش و قوات الدعم و معهم شراذم من تنظيم الاخوان و التي استخدمت كل ماتملك من اساليب البطش و الترهيب ، لكنها لم تفلح في ذلك امام قوة الغضب الشارع السوداني المشروع ضد النظام الحاكم و اتساع رقعتها يوما بعد يوم ، و حال شعور الجيش و كذلك قوات الدعم السريع باستحالة القضاء على الانتفاضة الجماهيرية السلمية السودانية ( و كافراز للمنافسة الانتهازية بينهما ) انضم كل طرف منهما الى انتفاضة الشعب ( شكليا ولحسابات تضمن ما تبقى لها من نفوذ في السلطة ) و هكذا سقط نظام البشير و اعلن عن قيام ( مجلس عسكري انتقالي برئاسة - الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان - المفتش العام السابق للقوات المسلحة السودانية في عهد البشير ) و ( الفريق محمد حمدان دقلو – نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي ) و بعدها تم تشكيل مجلس السيادة السوداني باتفاق مشوب بالخلافات مع( تحالف قوى الخرية و التغير ) برئاسة البرهان و نيابة دقلو ..
استمرت الخلافات حول تأسيس حكم مدني ديمقراطي بين العسكر و المدنيين في مجلس السيادة .. و شيئا فشيأ بدأ العسكر ( الجيش و الدعم السري) يخطط للهيمنة على قرارا ت المجلس و إعادة البلاد للحكم العسكري و تعمق الخلاف الى ان بلغ الذروة باعتقال رئيس الحكومة (عبدالله حمدوك)و عدد من وزرائه و بالتالي تنحية المنتمين إلى قوى الحرية والتغيير و تشكيل مجلس سيادة جديد بمزاج ( البرهان و العسكر ) و جاء هذا التطور كانقلاب عسكري على الانتفاضة و مطاليبها .. و كان كل من البرهان و حميدتي محركا الخلافات و تعميقها بين العسكر و المدنيين من قوى التحالف و التغير و غلق الأبواب اما محاولات حلها و تجاوزها ..
و فجأة برز خلاف بين طرفي العكسر ..! خلاف أثار الشكوك لدى غالبية المراقبين المحايدين للوضع السوداني بعد سقوط البشير ، و برز تساؤل ( هل يدير البرهان و حميدتي ) لعبة قذرة لأحتواء الثورة السودانية الشعبية و خنق مطاليبها ؟
و تطور هذا الخلاف بسرعة الى انقلاب العسكر على بعض و صراع دموي بين الجيش و قوات الدعم السريع ، و حرب شاملة يستخدم فيه كلا الطرفين ما لديهم من سلاح و عتاد و أينما تمكنوا من ذلك .. صراع استهدف مع بدئه الشعب و قمعه من قبل كلا الطرفين لاجهاض اماله و حلمه بمستقبل امن و زاهر ..
ما يحث في السودان ليس حربا أهلية ، انها حرب ( العسكر ضد العسكر و حرب الطرفين ضد الشعب الأعزل ) ، فناهيك عن هدف الانتقام من عموم أبناء المجتمع السوداني بسبب انتفاضته ضد نظام البشير العسكري ( الاخواني ) فان الهدف الأساسي الاخر لكل من طرفي النزاع هو الاستحواذ على الحكم و وفق النمط الاستبدادي العسكري و على المنافع التي يمكن الحصول عليها من موارد البلاد ، فطبقة القادة العسكريين و ازلام القمة في الحكم كانوا دائما الأكثر رفاها و استمتاعا بخيرات البلاد ، و بالطبع لا تريد هذه الطبقة ان تخسر او تتخلى عن مكاسبها و امتيازاتها بأي شكل من الاشكال حتى لو جر ذلك الخراب و الكوارث على البلاد ..
ان كلا الطرفين ( الجيش و الدعم السريع ) قامت بارتكاب ابشع الجرائم بخق المدنيين و التي تصنف جميعها كجرائم خرب و جرائم بحق الأنسانية ، و على المجتمع الدولي ان يتخذ موقفا اشد قوة و صرامة لايقاف المجازر و المآسي التي تحدث في السودان و التحرك الجاد لتقديم كل من شاركوا في هذه الجرائم الى المحاكم الدولية ..
الشعب السوداني الان بأمس الحاجة الى حماية دولية و خطة انقاذ لاخراجه من بين رحى طاحونة ( حرب العسكر ) و تحميه من هستيريا و جنون القتل الفردي و الجماعي و إنقاذه من الحال المعاشي و الصحي اللذان ترديا الى أسوأ الأحوال .. الشعب السوداني بحاجة الى دعم دولي لتأسيس حكم مدني ديمقراطي و برلماني حر و ابعاد الغسكر الى ثكناتهم و معسكراتهم بعيدا عن مؤسسات الحكم ، فالعسكر اثبتوا عبر كل تاريخ دولة السودان بعد استقلالها انهم ليسوا جديرون بان يكونوا رجالات دولة و حكم ، كانوا دائما بانقلاباتهم و حروبهم الداخلية ضد أعراق و مذاهب أبناء الشعب السوداني ، سببا لتمزق البلاد و تراجعها على مختلف الأصعدة ..
31.10.2025



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (25) - هذه الحياة
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (24) - في هذه الحياة
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (23) – حول الأستبداد أيضا ..
- من شب على شيء شاب عليه ..!
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (22)- في الحرب أيضا ..
- هوامش على حواف زمن الثرثرة - قصاصات مبعثرة
- هوامش على حواف الفوضى الشرق الأوسطية
- ملاحظات حول المسار السوري نحو المستقبل
- سوريا - المسار بعد سقوط النظام ..
- بعد سقوط نظام بشار ، ماذا عن إيران ؟
- سوريا ، بعد سقوط نظام بشار .. ماذا بعد ؟
- دائرة الصراع ما بعد 7 اكتوبر
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (20) تداعيات ..
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (19) أيضا الحروب
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (18) في الحرب أيضا..
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (17) - شيء عن الكذب ..!
- هوامش على حواف زمن الثرثرة (16)
- بين غزّة و باب المندب ..
- أطفال الحروب
- كلمة جديدة في قاموس اللهجة العراقية : حَلْبَسَ ، يُحَلبسْ ، ...


المزيد.....




- مصر.. الداخلية تعلن عن التحويلات المرورية خلال حفل افتتاح ال ...
- فيديو - بن غفير يتباهى بإهانة أسرى فلسطينيين ويدعو إلى إعدام ...
- مهر صغير بحجم كلب -سبانييل- يجذب الأنظار في مركز إنقاذ للحيو ...
- السودان ـ تنديد أممي بـ-انتهاكات مروعة وإعدامات ميدانية- بال ...
- فطر برائحة الأزهار يجذب البعوض ويقضي عليه بأمان
- إسرائيل:الحريديم يحتجون ضد التجنيد الإلزامي
- فرنسا تقرر اتخاذ إجراءات -طارئة- قبل نهاية العام لتأمين محيط ...
- سكان شمال غزة يعيشون بين الركام وخطر -الخط الأصفر-
- -نحن نصلي ونخدم ونموت-.. جنود إسرائيليون غاضبون من الحريديم ...
- تركيا تدعو لاجتماع لتثبيت اتفاق غزة وتتهم نتنياهو بتخريبه


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رزكار نوري شاويس - السودان - شعب أعزل امام حراب وفوهات بنادق العسكر