دائرة الصراع ما بعد 7 اكتوبر

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 20:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

- رزكار نوري شاويس-
* الشرق الأوسط .. هذه الرقعة من جغرافية العالم ، الموبوءة بالحروب و الصراعات منذ نشوء اولى الدول و الأمبراطوريات في التأريخ ، تعيش هذه الأيام حالة من الترقب و الخوف الشديد من نتائج أفعال و ردود الافعال العنيفة التي أزهقت ( خلال عام واحد فقط ) أرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء و أضعاف أضعاف ذلك من الجرحى و المعوقين ، ناهيك عن الخراب و الدمار الشامل لعشرات المدن و البلدات و القرى التي طالتها أياد هذه الحرب و تسببت في تشرد سكانها الذين ضاقت بهم السبل و باتوا تحت رحمة اصعب اوضاع نقص الغداء والدواء و انعدام الملاذ الآمن ..

* حرب تذكي نيرانها دوافع عدة ، منها نزعات العداء و الكراهية المتراكمة عبر زمن طويل و يحرض على تنشيطها و تفعيلها لسلوكيات في غاية العنف ، روح التعصب الأعمى بكل سماته الآيديولوجية و الدينية و يرخي حبال ايقافها قوى عظمى تمتلك القدرة على البت و الفصل في الأمور و حسمها ، لكنها بإزدواجية معاير تعاملها مع هذه الحرب ( حتى الوقت الراهن ) ، تدفعها للاستمرار ، فتتوالى الخسائر في الأرواح و الممتلكات و تضيف المزيد ثم المزيد من روح العداء و نزعات الأنتقام على ماسبق منها ، حرب مشؤومة و تثير بيومياتها الشبهات حول من أشعل فتيلها و من يديرها و يديم اوارها و لمصلحة من ..الكل يتهم الكل و الكل يتساءلون بصراحة (هل هي حرب شرق اوسطية بين قواها المحلية ، أم انها صورة من صور الصراع بين قوى عالمية كبرى تسعى لرسم لرسم خارطة جديدة لمصالحها و نفوذها في المنطقة ؟ ).

* المواقف الدولية المعلنة من هذه الحرب لا تزال تدور في نطاق ندائات وقف اطلاق النار و اطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين و عدم التصعيد وخرق قواعد الأشتباك و ضبط النفس ( و كأن الفأس لم تقع بالرأس !!) و لم تتسع مساحتها من شمال غزة الى كامل مساحتها و منها الى سوريا و لبنان و العراق و طهران المتهمة باستخدام اذرعها في كل تلك البلدان .. أما الدلوماسية الدولية فتبدوا و كأنها تحاول تبرئة ايران من المشاركة المباشرة ( وجها لوجه) في هذه الحرب بالقاء كامل المسؤولية على حماس الغزاوية و حزب الله اللبناني و الحوثي اليمني و الحشد الشعبى العراقي ، و كأن ايران ليست هي الجهة التي تمد (اذرعها )بالمال و العتاد و الصواريخ و الخبراء و المقاتلين من الحرس الثوري الأيراني و قصفها الصاروخي لأسرائيل مرتين و من الارض الايرانية مباشرة .. و لا ننسى أن معظم قادة الصف الأول بل و حتى الثاني و ما دونهم تم تصفيتهم واحدا تلو الآخر ، لكن المعركة لاتزال جارية و سقوط الضحايا مستمر و مساحات التدمير تمتد ، فياترى من يديرها و يغذيها نيابة عن حماس و حزب الله ..؟ فبعد تصفية قادة حماس و حزب الله صارت ايران هي المتحكمة بالمعركة بما في ذلك الخطط و الاوامر و كل صغيرة و كبيرة يتعلق بإدارة المعركة ، وهذا يعني انها تملك قرار استمرارها أو انهائها . اسرائيل تدرك هذا و ان حربها الحالية هي مواجهة مباشرة و صريحة مع ايران و عليه فإن الوضع الميداني على الساحة اللبنانية سيكون هو المحرك باتجاه حسم سياسي للصراع و و مايهم اسرائيل الآن هو تحقيق النصر في لبنان و الذي تعتبره نصرا لها على ايران .. اما ايران فهي تفكر في الحصول على مكسب من خلال تخليها عن ما تبقى من حزب الله وكيلها في لبنان ..

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل