أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الحفيظ حساني - ربط المقال ما بين الاعلام والقضاء من اتصال:














المزيد.....

ربط المقال ما بين الاعلام والقضاء من اتصال:


عبد الحفيظ حساني
كاتب و باحث

(Hassani Abdelhafid)


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 14:53
المحور: الصحافة والاعلام
    


تحليل الشفرة : «Un petit mot »
كثر الحديث عن تسريب تسجيلات بالصوت والصورة، وكثرت التحليلات المرافقة وكأننا امام مشهد ديموقراطي تعرض لبعض الخدوشات أثارت كل هده الضجة ...
غالبية التحليلات تحاول التدقيق في التفاصيل دون مناولة وربط ما جرى بالإطار العام. وكأننا امام الصندوق الأسود لطائرة معقدة التقنية تحطمت في ظروف غامضة نحاول فك شفراته لمعرفة أسباب السقوط ومصدر التسريبات هل سقطت سهوا أم بفعل فاعل وقدرة قادر؟
Un petit mot » » شعار المرحلة :
هو ليس بشعار جديد، لكن صيغته جديدة وسهلة التداول. فكل الأغراض والحوائج تقضى في هدا البلد عن طريـــــــق
Un petit mot لقد تعودنا على سماع هده الجملة وتم التطبيع معها في ثقافتنا الشعبية (في نيل الصفقات وللفوز بالكريمات ومباريات التشغيل وتبوء المناصب و... بل حتى ولوج المعاهد أو أخد موعد في المستشفيات؛ وأصيح هذا الشعار رائجا بقوة في مختلف بنيات الاستقبال في جميع الإدارات والمرافق العمومية ...
أزمة التسريبات أم قضية اجهزة تدار بالهمس؟
يتعدى الاصطلاح Un petit mot المستوى المدني بمفهوم التدخلات والوساطة، ومنطق «أبَّاك صاحبي» و«اللي ما عندوا سيدو عندوا لالاَّه». الى المستوى " البوليسي / السياسي " . إلى منطق إدارة الرعب وسياسة بث الخوف. حيث صار هدا الاصطلاح كمسدس كاتم للصوت في بلد يُحاكم مواطنيه بجملة ناقصة، بطلقة واحدة / كلمة واحدة un petit mots [صيفطوا فين يتربى، جبذ ليه ودنيه مزيان، طحن أمو، غَبر أمو دون أن اذكر مصطلحات وجمل ساقطة مثل (... أمو على القرعة) .....]. لقد صار القمع يشتغل بخفة الذكاء الاصطناعي، وبسرعة كبيرة. مكالمة أو حتى رسالة قصيرة عبر الواتساب تسلب منك حريتك وتجد نفسك مرميا داخل السجن خلف القضبان.
أكيد أننا نمتلك السبق في المجال المعلوماتي، وأقصد طبعا في جانبها المظلم فقط؛ في المجال الاستخباراتي في التجسس، في تتبّع الأنفاس والخطوات، في تحليل الوجوه والنوايا. فحتى المتابعات والمحاكمات لا تخلو من اللمسة "التكنولوجية " وأصبح دور المقدم تقليدي وتم استبدال ادواره الكلاسيكية بتقنيات التواصل والدهاء الاصطناعي ... حتى كتابة تدوينة للتعبير عن موقف أو لإبداء الرأي أو التعليق عليها، أو المشاركة بمقال أو مداخلة في نقاش فكري مجتمعي. تجد نفسك أمام اتهامات جاهزة، محاضر مصنوعة تنتهي بالبصمة أو التوقيع حسب ظروف التخفيف والتشديد وطرق الاستنطاق وأصناف التعذيب ...
بعد انتهاء الضجة هل سيتم الاحتفاظ بنفس الكود أم ستتغير الشفرة؟
في سياق هدا النقاش والتحليلات أؤكد بدايةََ أنني لست فقيهاً قانونيا لأتحدث عن القضاء بلغة قانونية وأكاديمية، ولست فيلسوفاً فرنسياً لأتكلم عن فصل السلط. ولا أبحث عن “البوز” أو “ السبق " وأفضل أن نعيد الحساب ونبدأه من الصفر.
والحقيقة الغائبة او التي يتم تغيبها؛ هو أنه ليست لدينا في الأصل ثلاث سلط كي تكون لنا الرابعة. فجميع السلط في كفّ واحدة ويد واحدة. لدينا سلطة واحدة تتنكر في هيئة مؤسسات متعددة، يد واحدة ترتدي قفازات مختلفة. والقاعدة هي الأصل: أن كل نظام اجتماعي وسياسي يخلق أيديولوجيته القانونية وأبواقه الإعلامية الموازية التي تخدم أجهزته الطبقية، ويجهِّز لها ترسانتها القانونية ومؤسساتها الأمنية والقضائية والسجنية. كما يجهِّز لها قنواتها الاعلامية ومنابرها وميكروفوناتها ولغتها، سرديتها، وحتى بلاغاتها وبلاغاتها المضادة؛ والكل يَسبح في فلكها ويُسبح بحمدها وجميع الأدوار توزع على ركحها في مسرحية واحدة ....
وأؤكد أنني لست فقيها دينيا ولست بواعظ أو مرشدا أخلاقي ولا تهمني أدبيات لجنة الاخلاقيات والتأديب لا تهمني المصطلحات الساقطة التي تم تسريبها من خلال التسجيل.
كما أؤكد أنني لست صُحفجياَ ولا ناقلاً للأخبار أبحث عن السبق الإعلامي أو الاستعلاماتي، ولست خبيراً ولا مخبرا ولا تهمني هذه الشؤون. ولا يهمني الإطار التنظيمي والغلاف المالي ولا مسألة حل اللجنة المؤقتة /الدائمة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، ولا يهمني سحب البطاقة هل هو قرار أو أمر.... ولا تهمني قضية المهداوي كشخص في حد ذاته. ولا هو من يكون.
لكنني أكاد أجزم أننا حققنا الرقم القياسي في عدد les petits mots تلك الشفرات الصغيرة التي تصلح لتكوين أكبر أرشيف للقمع السياسي، مدوّنة كاملة تصلح أن تُودَع في سجلات كينز: قصص طويلة تحكي عن معاناة المعتقلين السياسيين وكل المظلومين الذين زُجّ بهم وراء القضبان.
الخلاصة:
اتصال هاتفي… مكالمة قصيرة «un petit mots» وفي لحظة، في ثوان معدودة يتحول الهواء إلى لائحة اتهام. تكفي للزج بأبناء الشعب في السجون.
أكيد أن الضجة ستنتهي وستهدأ معها العاصفة. ليبقى السؤال مطروحا متى يتحطم القيد ومتى تنتهي لعبة الكلمات المسهمة؟ متى سيلغى الكود وتنتهي الشفرة؟



#عبد_الحفيظ_حساني (هاشتاغ)       Hassani_Abdelhafid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأجر مقابل العمل الى العمل الجزئي و الأجر مقابل ساعات ال ...
- الدفاع عن هيئة الدفاع دفاع عن حرية التعبير
- جورج عبد الله... أيقونة حرة في مرمى الاغتيال
- ما جدوى انتخابات اللجان الثنائية وممثلي الأجراء إذا كانت الت ...
- الكتابة : مقارعة الكلمات والمواقف، لا تفاهة الردود.
- الاصطفاف الحاسم: بين جبهة الأحرار ومعسكر الخونة
- العدوان الصهيو-أمريكي على إيران من الصبر الاستراتيجي إلى الر ...
- الصهيونية من التطبيع العربي الى الصراع الإيراني !!؟؟
- إرادة الشعوب
- أي توجه لقافلة الصمود والمسيرة العالمية إلى غزة ؟
- فاتح ماي ... اليوم العالمي للعمال
- مواصفات مؤتمر ناجح بالإجماع !! ؟؟


المزيد.....




- -أنا مدمر-.. أحد ضحايا حريق هونغ كونغ يروي مأساته بما حدث
- استطلاع: معظم الألمان لا يتوقعون صمود حكومة بلدهم إلى غاية 2 ...
- وفد برلماني في إمرالي: خطوة غير مسبوقة تُعيد فتح مسار السلام ...
- حكم بالسجن 14 عاما على رئيس البيرو السابق مارتن فيزكارا في ق ...
- الجيش الإسرائيلي يسلم جثث 15 فلسطينيا كان يحتجزها والغزيون ي ...
- في أول جولة له بالشرق الأوسط... البابا ليون الرابع عشر في تر ...
- بارو يستقبل عراقجي: هل تنجح باريس بإعادة إحياء مفاوضات النوو ...
- أميركا تعلق طلبات الهجرة للأفغان بعد هجوم واشنطن
- آي بيبر: شريط أوكراني من 30 ميلا قد يحدد مستقبل أوروبا
- التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط ??تحت التهديد


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الحفيظ حساني - ربط المقال ما بين الاعلام والقضاء من اتصال: