الكتابة : مقارعة الكلمات والمواقف، لا تفاهة الردود.

عبد الحفيظ حساني
(Hassani Abdelhafid)

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 20:50
المحور: قضايا ثقافية
    

الكتابة وسيلة للتعبير عن المواقف والأفكار ووجهات النظر التي قد نتفق معها، وقد نختلف...
إن التعبير عن الاختلاف والنقد الحقيقي لا يكتفي بسطحية الألفاظ ، ويستلزم نقد المقال في منطوق جمله وكلماته وحروفه، وفي جوهره ومضمونه ومابين سطوره . وذلك لا يُنال إلا بالمعرفة، وبالوعي النظري، وبالاحتكاك اليومي بتجربة الواقع...
أن تكون كاتبًا، يعني أن تكون إنسانًا عاقلًا، مناضلًا شريفا ، مثقفًا، مسؤولًا. لا مجرّد "مُراقن" يُتقن القصّ واللصق، وفن السبّ والبصق وأسلوب المسح و اللحس ، والردود التي تعتمد على نقل عبارات سريعة وجاهزة، ومحاولة إلصاق التُّهَم وإطلاق الشتائم ...
كتبتُ عدّة مقالات وتدوينات في العديد من المواضيع والمجالات: سياسية، نقابية، حقوقية، جمعوية، ثقافية، أدبية وفنية. كما طرحتُ العديد من التساؤلات و طرحت الأسئلة ...
كانت مساهماتي في الكتابة كلها جادّة، مناضلة، وجريئة و متمرّدة، تبحث في طيّاتها وسطورها عن كشف الحقيقة ونقض الثقافة السائدة، وتتطلّع إلى التغيير، وإلى غدٍ أفضل، بعيدًا عن المجاملات ولغة الخشب البائدة ...

منذ سنوات، وأنا أكتب في مواضيع مختلفة وجوانب متعدّدة: عن الاستقلالية والإلحاقية لجهاز الدولة، وعن التبعية للدكاكين السياسية، عن البيروقراطية والانتهازية، عن الأزمات الموضوعية والذاتية...
كتبتُ عن الاستغلال والاستبداد، وعن الهيمنة الإمبريالية والسيطرة الصهيونية، وكتبتُ عن القضايا العادلة والتحررية... عن فلسطين، وعن الحروب، وعن صمت المنتظم الدولي وتواطئه في إبادة الشعوب.

الهدف من الكتابة هو التعبير عن القناعات و المواقف ، هي تعبير عن الذات وعن كينونة الإنسان وماهيته، وعن أفكاره و إيديولوجيته و انحيازه الطبقي.
هي تعبير عن الرغبة في التغيير، وعن النضج الفكري والرقي. وليس الغرض منها إذكاء صراعات شخصية، أو الإساءة إلى الآخر الذي نحسّ أمامه بالعجز والتشوّه...
تلكم، في نظري، ليست كتابة، بل مجرد خربشة وتفاهة.
الكتابة هي مقارعة الكلمات والمواقف... لا تفاهة الردود.

#عبد_الحفيظ_حساني (هاشتاغ)       Hassani_Abdelhafid#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل