أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد الحفيظ حساني - من الأجر مقابل العمل الى العمل الجزئي و الأجر مقابل ساعات العمل :















المزيد.....

من الأجر مقابل العمل الى العمل الجزئي و الأجر مقابل ساعات العمل :


عبد الحفيظ حساني
(Hassani Abdelhafid)


الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 02:41
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لم يعد الهجوم على الوظيفة العمومية عملية خجولة أو غير معلنة. اليوم تُنفّذ الدولة عبر وزارات تُسوّق الوهم الاجتماعي مخططاً واضحاً: تحويل الموظف العمومي إلى أجير بالساعات، وتجريد الوظيفة العمومية من معناها، وفتح الباب أمام تدبير مُفوَّض يلغي الاستقرار المهني ويُسقط ما تبقى من حماية اجتماعية.
في سياق مسلسل الاجهاز على مكتسبات الوظيفة العمومية تتسابق وزارة الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري وتتسارع مع الزمن بتنسيق مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة والتعاون بينهما لتفكيك ما تبقى من قانون الوظيفة العمومية عبر تمرير مفهوم " العمل الجزئي " بمبرر تسهيل الحياة الإدارية و ملائمتها مع الحياة الأسرية و دلك بتقسيم ساعات العمل داخل الوظيفة العمومية و جعل الأجر مقابل عدد ساعات العمل " الفعلية " . في صورة كاريكاتورية ستحول نساء ورجال الوظيفة العمومية ليس فقط الى مياومين بل الى" مٌسايعين " ( خدامين غي بالسوايع ).
استراتيجية التقسيم الإداري والاجتماعي:
لفهم خطورة تصريح وزيرة التضامن وعرضها المعنون ب : نماذج جديدة لتوقيت العمل للنساء والرجال (العمل الجزئي / التوقيت المرن / العمل عن بعد). ومحاولة تضليل الموظفات والموظفين بإطفاء الطابع الاجتماعي والإنساني على عمل المرأة وملائمته وتمييزه بين العمل داخل البيت (غير مؤدى) وداخل الإدارة بقبول الاقتصار على عمل أربع ساعات مقابل نصف الأجر فقط. والنظر كدلك بعين الشفقة على دوي الاحتياجات الخاصة بفرض منطق المرونة الذي سيصبح إجباريا مع مراعاة تبعات تنزيل هذا لمخطط قد يصل الإجهاز حد التراجع عن جميع الرخص والتعويض الإجباري لساعات العمل ابان فترة الولادة أو الفترات المخصصة للرضاعة ولن نستبعد حتى التنازل عن كامل الأجر مقابل الاستفادة من العطلة السنوية ....
التفكيك الممنهج للوظيفة العمومية:
ولفضح خطورة هذا المخطط الملغوم بالطابع الإنساني والاجتماعي لا بذ أن نضعه في سياق مسلسل الاجهاز على مكتسبات الوظيفة العمومية وتنفيذ إملاءات الدوائر المالية المانحة للقروض.
هكذا تم تمرير قرار المغادرة الطوعية في وجه الموظفين سنة 2006 بتوصية من الينك الدولي بدعوى التخلص من الآلاف من الموظفين بالتالي تقليص كتلة الأجور التي تنهك الميزانية العمومية ...
وبعد تمرير قرار العمل بالعقدة وتمرير النسخة الأولى من القانون المشؤوم لضرب الحق في التقاعد. وبعد محاولة تصفية العمل النقابي وضرب الحق في الإضراب (تمرير قانون الإضراب المشؤوم). باعتباره آلية لردع لكل المخططات المشؤومة. اليوم تتضاعف وثيرة الهجوم و تتسابق الحكومة الحالية مع الزمن لاستكمال ما تبقى من عملية التفكيك لتمرير هذا المخطط بطريقة احتيالية تحت خدعة " نماذج جديدة لتوقيت العمل " وكأن الأمر يتعلق فقط بتدبير ساعات العمل على شاكلة التوقيت الصيفي .... و الحقيقة هذا المخطط المشؤوم أوصى به صندوق النقد الدولي تحت عنوان" تحسين مؤشرات الأداء" بوضع مؤشرات أداء واضحة وقابلة للقياس لمختلف الوظائف والإدارات الحكومية وربط الأجر بالمردودية والذي كانت بداية تنزيله مع حكومة بنكيران صاحب شعار أكبر كذبة حكومية " الأجر مقابل العمل " شعار تبين أنه أكبر كذبة حكومية يطلقها مسؤولون يتقاضون الملايين مقابل "اللاحضور" و"اللانتيجة".
والآن، تعود الدولة لاستعمال نفس الكذبة، لكن في نسخة أكثر خطورة:
الأجر مقابل ساعات العمل واستبدال الوظيفة العمومية بنظام " البوا نتاج بالساعة ".
تريد الدولة موظفاً يقبض حسب الدقيقة، ويتنازل عن نصف أجره مقابل نصف ساعات العمل ، ويتخلى بهدوء ومن دون احتجاج عن حقوق ناضلت لأجلها أجيلا ولعقود طويلة.
خلفية وجوهر مخطط " نماذج جديدة لتوقيت العمل " :
ما يجري اليوم ليس اجتهاداً محلياً.إنه تنفيذ حرفي لإملاءات مؤسسات مالية تعتبر الوظيفة العمومية عبئاً، وترى في الموظف رقماً يجب تصفيته أو تقليص كلفته. وكل "المكياج الاجتماعي" الذي يُغلف هذا المخطط ينهار أمام الحقائق التالية:
☆ ترويض الشغيلة وتحويلها إلى قوى عمل رخيصة
☆ الهدف ليس الأسرة، بل تقليص كتلة الأجور.
☆ الهدف ليس المرونة، بل شرعنة هشاشة العمل داخل الإدارة.
☆ الهدف ليس تحسين الأداء وتجويد العمل الإداري ورفع المردودية ، بل تحويل الإدارة إلى مقاولة ربحية.
إنها عملية ترويض اجتماعي وسياسي تُقدَّم تحت غطاء "الإصلاح" لتجريد الموظف من قوته التفاوضية، وسحب كل ضمانات الاستقرار منه.
يجب أن لا ننخدع وعلينا أن نقرأ ما بين السطور كي لا نكون ضحايا ساذجة، و أن نقرأ الخلفيات الحقيقية وراء أي مخطط تحاول الدولة تمريره لضرب المكتسبات التاريخية للشغيلة مهما كانت المبررات و صيغ المكياج المقترحة كما حصل في خدعة إلغاء السلالم الدنيا من 1 الى 5 . والتي انخدعت بها كل المركزيات النقابية حيث اتضح انها لم تكن بغرض ترقية الموظفين ذوي السلاليم الدنيا الى السلم السادس بل مجرد حيلة ( بقاء نفس الاجر ) لتصفية اليد العاملة و إقصاءها من ولوج الوظيفة العمومية لتمهيد الطريق أمام القطاع الخاص ،وتمرير خدمة المرافق العمومية عبر التدبير المفوض . . .
ونفس الشيء حصل بقبول الأنظمة الأساسية الخاصة بكل قطاع من قطاعات الوظيفة العمومية لتسهل المجزرة و ضرب كل قطاع على حدة ونسف أي وحدة نضالية. و تسهيل تمرير جميع التراجعات عبر قوانين تنظيمية.
إن الصورة جد واضحة من تجزيء قانون الوظيفة العمومية الى تجزيء ساعات العمل وتلكم هي حقيقة مشروع النماذج الجديدة لتوقيت العمل .
خلاصة: الحقيقة تُقال بلا رتوش :
لم تعد الدولة تُخفي نواياها وهي تسابق الزمن لتمرير مخطط يُقوِّض ما تبقى من مكتسبات تاريخية انتُزعت بالنضال والتضحيات..
.إن ما يُسوَّق اليوم كـ"نماذج جديدة لتوقيت العمل" هو في الجوهر تصفية للوظيفة العمومية وتحويل الشغيلة إلى مياومين بل الى " مٌسايعين "داخل إداراتهم.
وستظل الحقيقة ثابتة:
حين يُضرب الاستقرار المهني، يسقط كل شيء معه من الحقوق الاجتماعية إلى كرامة العامل.



#عبد_الحفيظ_حساني (هاشتاغ)       Hassani_Abdelhafid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن هيئة الدفاع دفاع عن حرية التعبير
- جورج عبد الله... أيقونة حرة في مرمى الاغتيال
- ما جدوى انتخابات اللجان الثنائية وممثلي الأجراء إذا كانت الت ...
- الكتابة : مقارعة الكلمات والمواقف، لا تفاهة الردود.
- الاصطفاف الحاسم: بين جبهة الأحرار ومعسكر الخونة
- العدوان الصهيو-أمريكي على إيران من الصبر الاستراتيجي إلى الر ...
- الصهيونية من التطبيع العربي الى الصراع الإيراني !!؟؟
- إرادة الشعوب
- أي توجه لقافلة الصمود والمسيرة العالمية إلى غزة ؟
- فاتح ماي ... اليوم العالمي للعمال
- مواصفات مؤتمر ناجح بالإجماع !! ؟؟


المزيد.....




- الشفي في إفتتاح أشغال الجامعة النقابية للمرأة و الشباب العام ...
- تشكيلة جديدة على رأس النقابة الأساسية للكهرباء والغاز بإقليم ...
- البركاتي في إدارية السياحة و الصناعات الغذائية : متمسكون بال ...
- بــــــلاغ الجامعة الوطنية لموظفي الغرف المهنية
- بزيادة 100.000 دينار.. رواتب المتقاعدين في العراق بالزيادة ا ...
- Eurof stands in solidarity with UD CGT Nord and its secretar ...
- الحرب في غزة تدمر المنشآت الصناعية وتفقد آلاف العمال مصدر رز ...
- قوات الاحتلال تعتدي على المزارعين في الرشايدة شرق بيت لحم
- موظفو أول إذاعة في فرنسا: محطتنا تفقد روحها
- بزيادة 100.000 دينار.. رواتب المتقاعدين في العراق بالزيادة ا ...


المزيد.....

- ملامح من تاريخ الحركة النقابية / الحاج عبدالرحمن الحاج
- تجربة الحزب الشيوعي السوداني في الحركة النقابية / الحزب الشيوعي السوداني
- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد الحفيظ حساني - من الأجر مقابل العمل الى العمل الجزئي و الأجر مقابل ساعات العمل :