أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبد الحسين شعبان - جامعة القاضي عياض بمراكش تكرّم خمسة مبدعين















المزيد.....

جامعة القاضي عياض بمراكش تكرّم خمسة مبدعين


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 16:45
المحور: قضايا ثقافية
    


فوزية رفيق – كش بريس/ مراكش - قلعة السراغنة

في حفل مهيب وبحضور عدد من الأساتذة والباحثين المشاركين في المؤتمر الدولي حول "التكنولوجيا الرقمية: صون الهويّة والثقافة الوطنية"، ووسط تفاعل وحماسة طلابية، كرّمت جامعة القاضي عيّاض خمسة مبدعين بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة (مراكش – المغرب) بالتعاون والمشاركة مع مؤسسة كش بريس الإعلامية، لدورهم المتميّز في إغناء الحركة الفكرية والثقافية على الصعيدين العربي والعالمي، ولمساهمتهم في الدفاع عن قيم الحريّة والسلام والعدالة.
والمكرّمون الخمسة هم:
1- المفكّر والأكاديمي العراقي د. عبد الحسين شعبان.
2- المفكّر والإعلامي السوري د. صبحي حديدي.
3- المحامي البريطاني من أصول أفغانية د. مالك منصور.
4- رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بأفريقيا د. حسب الله مهدي فضلة من تشاد.
5- المحامي والأكاديمي المغربي د. محمد حركات.

الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي انعقد في الجامعة ما بين 21 – 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2025، وشارك فيه نخبة من الخبراء والأكاديميين من المغرب وتركيا ومصر وموريتانيا وتونس وتشاد وسوريا والعراق، ونظمت على هامشه حلقات نقاشية وندوات وورش عمل وتوقيع كتب، التأم بافتتاح د. مصطفى غلمان رئيس مؤسسة كش بريس الإعلامية ومدير مركز عناية بالمغرب ود. محمد الغالي عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، تناول عددًا من المواضيع بخصوص مفهوم الحكامة الرقمية والطغيان الرقمي والقانون والذكاء الاصطناعي والتعليم والهويّة الثقافية والرقمية والإعلام والمحاماة والعدالة والتراث والخطاب الرقمي والفن والذكاء الاصطناعي وصراع المعنى في العصر الرقمي والدين والهويّة في زمن التحوّل الرقمي.
وفي سؤال وجّهناه إلى المفكّر والأكاديمي العربي د. عبد الحسين شعبان، قال بخصوص فاعليات المؤتمر: إنه لأمر مهم أن تبحث الدول العربية ودول الجنوب وعموم البلدان النامية في مخاطر استخدامات الذكاء الاصطناعي من جانب القوى المتنفّذة في العلاقات الدولية، لاسيّما تلك التي تملك مقدّرات الذكاء الاصطناعي، الذي يُعدّ ثورة حقيقية فاقت كلّ ما سبقها وكل ما سيأتي بعدها إنما هو من نتاجاتها واكتشافاتها، خصوصًا ونحن على عتبة الطور الخامس للثورة الصناعية.
وأشار شعبان إلى أن العالم خلال القرون الخمسة ونيّف المنصرمة شهد اكتشافات كبيرة ساهمت في تطوير البشرية، ولعلّ أهمها اكتشاف الطباعة والمحرّك البخاري والكهرباء والبنسلين والحمض النووي، إلّا أن الذكاء الاصطناعي هو التتويج الحقيقي لكلّ ما أنجبته البشرية، ففي ضربة زر واحدة يمكن الوصول بلحظات إلى أكثر من ثلاث مليارات إنسان، أي نحو نصف البشرية.
وفي سؤال آخر حول حيثيات الذكاء الاصطناعي قال شعبان وهو العراقي، إن فضله يعود إلى الخوارزمي الذي عاش في بغداد قبل ما يزيد عن ألف عام، وهو عالم الرياضيات ومكتشف اللوغاريتميات، إضافة إلى كونه عالم فلك وجغرافيا، ولكن الاستخدام الحديث للذكاء الاصطناعي، وعلى أساس نظرية الخوارزمي كان في بريطانيا حين تمّ فك رموز شيفرة الجيش الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية على يد العالم ألين تورينغ في العام 1943، وقد تطوّر هذا الاكتشاف ليصبح بعد الكومبيوتر والحواسيب والطفرة الرقمية "الديجيتال" وثورة الاتصالات والمواصلات وتكنولوجيا الإعلام واتّساع وسائل التواصل الاجتماعي ليصبح ثورة كبرى صبّت فيها جميع روافد الثورات العلمية السابقة عبر تقنيات فائقة السرعة متجاوزة القدرات البشرية.
وإذا كانت ثمة مخاوف كما يقول العالم العراقي من استخدامات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية فيما يتعلّق بالحروب وتطوير الأسلحة بما فيها المحرمة دوليًا، وكذلك في الجرائم ونشر الكراهية والتعصّب ووليده التطرف بما يؤدي إلى العنف والإرهاب، فضلًا عن التلاعب بمقدرات الأمن الوطني وخصوصيات الناس وتزويرها وتشويهها بما يسبب الفوضى ويُضعف الهويّة لحساب القوى الدولية المتنفذة، أقول فإن فوائده كثيرة إذا ما جرى وضع ضوابط قانونية وأخلاقية له، على الصعيدين الداخلي والدولي، وتتجلّى هذه الفوائد العظمى في مجالات الصحة، لاسيّما في تشخيص الأمراض واكتشاف علاجات ناجعة قبل استفحالها، إضافة إلى الإنذارات المبكّرة بخصوص تغيّرات المناخ، ناهيك عن مجالات التعليم والصناعة والزراعة والتواصل بين البشر وتحسين حياتهم.
لذلك يدعو شعبان إلى إعداد مدوّنات وطنية ودولية، وإقامة تحالفات بين المستضعفين كي لا يُستغلوا من جانب المتصارعين الكبار، لاسيّما على المستوى الدولي، علمًا بأن الصراع المحموم والماراثوني بين الولايات المتحدة والصين بدأ، ولا يعرف إلّا الله أين سينتهي.
ويواصل شعبان قوله: من يمتلك مفاتيح الذكاء الاصطناعي سيسيطر على العالم، مثلما قيل في الحرب العالمية الأولى من يضع يده على النفط سيسيطر على العالم، وهو قول صحيح، لأن هذا الأخير سيكون عاملًا حاسمًا في الحرب، ويشكل مادة أساسية لوقود المركبات وبنزين الطائرات والغواصات، ويُعتبر الصراع في القرن العشرين كلّه، إنما هو صراع حول النفط ومصادر الطاقة من الإنتاج إلى الأسواق والاسعار وطُرق المواصلات وغير ذلك. وبالطبع سيكون الذكاء الاصطناعي هو المفتاح السحري في الهيمنة على العالم، حيث ستتحكّم الآلات والروبوتات بالعالم إن لم يجرِ وضع تقنينات لها، خصوصًا حين يتمّ تلقيمها بالمعلومات، إذْ عند حدوث أية أخطاء فيمكن أن تؤدي إلى فناء البشرية أو تدمير قسمها الأكبر وترك العالم في خراب كامل خلال فترة قصيرة، لهذه الأسباب فهو يدعو إلى إحداث توافق دولي وتفاهم أممي يكون فيه لدول الجنوب صوتًا لا ينبغي تجاهله.
وقد اختتم شعبان محاضرته التي ألقاها في المؤتمر بالتحذير من الاستهانة بهذا التطوّر العاصف، والذي يفوق حدود التصوّر البشري، حيث ستتحكّم بنا وتسيطر على عقولنا وتتزوج نسائنا أو تتزوج رجالنا، كما تقول ناشطات نسويات، إن لم يتم أنسنة الذكاء الاصطناعي، بحيث يحترم حق الحياة والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان والحيلولة دون توظيفه بالضدّ من ذلك، وإلّا فإن الكارثة ستحصد كلّ شيء في طريقها ويكون الذكاء الاصطناعي عامل هدم بدلًا من كونه عامل بناء وتنمية وعمران وتقدم وخير وعدل.
وأكّد شعبان إلى أن المؤتمر اتّخذ طائفة من القرارات والتوصيات فيما يتعلّق بوضع ميثاق وطني لحماية الهويّة الثقافية رقميًا، خصوصًا حماية اللغات الوطنية والذاكرة المشتركة والرموز المتميّزة، الأمر الذي يقتضي إدماج التربية والتعليم والجامعات في عملية التفكير النقدي والمعرفة النقدية القادرة على مواكبة التحولات الرقمية، وإصلاح الإعلام وإدماجه بالذكاء الاصطناعي كأداة للتدقيق والتحليل والتربية على المواطنة، وكلّ ما من شأنه إحداث وعي جديد وتكوين ثقافة تكنولوجية متينة وعقلانية وهدفها خدمة الإنسان.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مشروع اليسار العربي؟ (الحلقة الثانية)
- وضوح الرؤية وروح الوفاق
- حقوق الإنسان من منظور متعدّد الأبعاد
- حين يعاقب الجاني القضاء
- المثقّف العضوي وهموم الناس
- حوار مع المفكّر الأديب العراقي الكبير عبد الحسين شعبان/ النا ...
- أين مشروع اليسار العربي؟ (الحلقة الأولى)
- حين توجد إرادة توجد طريقة
- واحة اسمها شعبان
- جيل الستينيات: رؤية جديدة
- البارزاني ثلاث مفارقات وثلاثة دروس... وثمة ذاكرة
- قطر بين فاعلية القانون الدولي وتفعيله
- الثقافة مزهرة من بغداد إلى بغداد
- أرادنا نسخة أفضل من أنفسنا
- عودة إلى -مزرعة الحيوانات-
- ‏لا نقول وداعًا إنما نقول اشتياقًا - محمد بن عيسى: للحياة مع ...
- نموذج المفكر الراقي.. نموذج الفكر النشط
- ‏داوننغ ستريت ووعد بلفور
- الإنسان والمفكر
- صفاء الحافظ وصباح الدرّة: دائرة النسيان ودائرة الضوء


المزيد.....




- عائلة تنجو بأعجوبة من غرق قاربها لمدة 20 ساعة.. ماذا فعلت؟
- مصر.. عمر خيرت يطمئن جمهوره ويعلن عن حفله الأول بعد تعافيه
- فيديو مرعب لثعبان ضخم يسبح عبر مياه الفيضانات في تايلاند
- الفيضانات تهدد حياة سكان غزة.. إسرائيل تعلن إطلاق عملية عسكر ...
- من -مكافحة الإرهاب- إلى تغيير الجغرافيا: العملية الإسرائيلية ...
- ميرتس: أوروبا -ليست بيدقا- ولا اتفاق -بدون موافقة- أوكرانيا ...
- الاستبدادُ والإرادةُ والأخلاقُ
- ويتكوف سيزور موسكو للقاء بوتين بشأن خطة السلام الأمريكية لأو ...
- بالخريطة التفاعلية.. أبرز التطورات للعملية العسكرية الإسرائي ...
- ساعة جيب ذهبية لأحد ضحايا سفينة -تيتانيك- تُباع بسعر قياسي ف ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبد الحسين شعبان - جامعة القاضي عياض بمراكش تكرّم خمسة مبدعين