أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر بولس - -بداية بلا نهاية- مجموعة قصص قصيرة للكاتب الفلسطيني عامر عودة















المزيد.....

-بداية بلا نهاية- مجموعة قصص قصيرة للكاتب الفلسطيني عامر عودة


زاهر بولس

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين- الكرمل 48
مداخلة الشاعر زاهر بولس نائب أمين عام الاتّحاد
حول مجموعة القصص القصيرة للكاتب عامر عودة "بداية بلا نهاية"
الجمعة 21.11.2025 في مقر الاتّحاد في شفاعمرو

عامر عودة، عرفته مناضلًا وكادحًا أوّلًا ثم كاتبًا، ولهذا التدرّج انعكاسه على نصوصه الأدبيّة وقصصه القصيرة، مبنًى ومضمونًا. عامر عودة مثقّف ثوري مشتبك ميدانيًا وثقافيًا، فهو لا ينظِّر فحسب، وإنما ينشط في الميادين النضاليّة، خصوصًا في فترة المدّ الوطني وانعكاسه على مدينة النّاصرة، مسقط رأسه، فهو لُبنة من لُبناتها: إضرابات، مظاهرات، اجتماعات تثويريّة وعيويّة، نقاشات، مطالعات، مخيّمات عمل تطوّعي، وكلّ ما كان في الميدان هو جزء منه.

ربِيَ عامر في بيت كان مقرًّا لانطلاق النضالات بعد النكبة، على مستوى الحيّ وخلايا الحيّ التنظيميّة في الحزب الشيوعي في الناصرة، ولاحقًا في جبهة النّاصرة الديمقراطيّة، إلّا انّه لم ينغلق يومًا على التيّار القومي ونشطائه في المدينة رغم نقاشات المرحلة الحادّة.

عامر عودة عامل كادح أتقن عمله وترقّى ليكون مدير عمل، "والمرء ما يحسنه"، تلقّى علومه وثقّف ذاته بذاته، وهذا سبب تأخّره ببدء الكتابة الإبداعيّة. له مَلَكَة عالية على صياغة القصّة القصيرة، جاذبة لمجسّات المتلقّي الوعيويّة، بحيث لا يعتريه السأم، ويجعله يتراكض خلف النَّص حتّى النهايات، ليكتشف انّ كلّ نهاية إنّما هي بداية لقصّة جديدة.

في سبعينيّات وثمانينيّات القرن الماضي، القرن العشرين، تدفّقت الكتب الرّوسيّة المترجمة إلى العربيّة، إلى المكتبة الشعبيّة في النّاصرة، في مبنى بيت الصداقة، المكتبة التي كان يديرها المثقّف سهيل نصّار، ومنها تُوَزّع إلى كافّة القرى العربيّة في فلسطين الدّاخل (48)، ولم يكن حينها مدن أخرى غير النّاصرة والمدن الفلسطينيّة الساحليّة التي أمست مختلطة بفعل النّكبة. وبطبيعة الحال قرأ من كان مثقّفًا الأدب الرّوسي الواقعي، وتأثّر به ولو بعد حين من أمثال مؤلّفات: ألكسندر بوشكين وليو تولستوي وألكسي تولستوي ونيكولاي غوغول وثيودور دوستويفسكي وفلاديمير ماياكوفسكي، ومكسيم غوركي، والأهم أنطون تشيخوف، أحد أهم روّاد القصّة القصيرة في العالم. وتأثّر بهم العديد من الكتّاب والمسرحيين المحليين الذين أبدعوا في مرحلتهم، ومنهم رياض مصاروة وفؤاد عوض وغيرهم، وامتدّ صدى التأثير لسنوات بعدهم حتّى طال كاتبنا عامر عودة.

أعتقد أنّ كتابة القصّة القصيرة الواقعيّة لدى الكاتب عامر عودة انبثقت في مرحلة متاخّرة كخليط بين تأثير هذا الأدب الثوري الرّوسي والعربي، مثل غسان كنفاني ومحمود درويش وسميح القاسم وأحمد فؤاد نجم وحنّا مينة، والعشرات غيرهم، من الذين واكبهم آن انخراطه في نضالات شعبه إلّا أنّه أبدع في الصياغة الفنيّة الواقعيّة المتعلّقة بقضايا شعبه الفلسطيني، والقضايا الخاصّة بفلسطينيّي 48، بأدوات فنيّة خالصة، دون الولوج بخطاب سياسي مباشر، الذي كثيرًا ما كان يُفسد النّصوص الفنيّة الإبداعيّة.

سوف أتطرّق إلى موضوعين من المضامين التي تناولها الكاتب في قصصه القصيرة، ألا وهي منهاج التعليم والإجرام المنظّم لدى فلسطينيي ال48:

أوّلًا قضيّة منهاج التعليم في المدارس العربيّة، هذا المنهاج الذي تتدخّل به وزارة معارف الكيان لضربه وإفراغه من المضامين سنة بعد سنة من أجل تشويه هُويّة الطلّاب العرب وانتماءهم، وخصوصًا منهاج تدريس اللغة العربيّة، ولولا انتماء العديد من المعلّمات والمعلّمين لثقافتنا العربيّة الإسلاميّة وحضارتنا لتم الإجهاز علينا كشعب. ففي قصّة "تعليم منهجي- صفحة 10" يتم الإجهاز على روح الإبداع لدى الطالب، لكن بعضهم يتجاوز ويُبدع، ويعيد الكرة إلى أستاذه. إنّها قصّة جميلة، عميقة، تربويّة، ثقافيّة، فيها إغلاق دوائر، وتلائم أن تكون ضمن المنهاج الذي يُدَرّس في المدارس للأساتذة قبل الطلّلاب.

إن اعتقدنا أن هذه القصّة القصيرة من بنات أفكار الكاتب، وقد تكون من بنات أفكاره خالصة، أو تلقّفها من الواقع وطوّرها دراميًّا، إلّا أنّها حصلت مرارًا في الواقع، فقد حدّثنا الكاتب الروئي الفلسطيني المقدسي جميل السلحوت، عندما استضافه اتّحاد كتّابنا في مقرّه في شفاعمرو، ولاحقًا في كوكب أبو الهيجا، أنّها حدثت مرارًا معه في المدرسة حين كان لا يزال طالبًا، ومع كلّ مدرّس للّغة العربيّة، حيث أوسعوه ضربًا لإبداعه في كتابة النصوص الإنشائيّة ظنًّا منهم أنّ هنالك من كتبها له اكبر سنًّا. طبعًا عامر عودة كتبها بحسّه الأدبي الفنّي الواقعي، قبل أن نسمعها من السلحوت، بحسّ الكاتب المرهف.

نقد لا بدّ منه:
قصّة "تعليم منهجي"، رغم جماليتها وأهميّة مضمونها إلّا أنّها تنتقص لاستدارة مفاجئة، فمن يملك حسًا في تذوّق الفن توقّع النهاية. فلو لم يشِ ضمير المتكلّم، الطالب، بأنّه هو الذي كتب الشعر منذ البداية، وأخّر الكاتب اعترافات بطله قليلًا، لكانت المفاجأة أجمل.

أمّا قصّة "معلّمة رياضيّات!- صفحة 14" فهي كسابقتها جميلة وفيها مقولة تربويّة في فقرتها الثّانية حيث كتب عودة في معرض حديثه عن حلّ المسائل الرياضيّة على لسان أم الطالب: "فالمهم على حد معرفتها، هو ايجاد الجواب الصحيح أمّا الطريقة فمن الممكن أن تكون اجتهادًا شخصيًّا. هذه هي الرياضيات، تفكير وإبداع، طُرُق وبدائل وحلول متنوّعة ومختلفة. فالتفكير الرياضيّ لا يوضع في قالب، والقواعد الرياضيّة ليست جامدة ولا مقدّسة، بل هي قابلة للتطوير والتغيير". ومرّة أخرى نذكر أن على الكاتب تطوير قضيّة الإستدارة والمفاجأة في التنامي الدرامي للقصّة القصيرة لزيادة متعة المتلقّي بالأدوات الفنيّة.

أمّا القضيّة الثانية التي سأتطرّق إليها فهي قضيّة الإجرام المنظّم وخصوصيّته لدي فلسطينيّي الدّاخل 48، وهنا يُطرح السؤال، لماذا يكتب النقّاد عن أيّ نِتاج أدبي؟ هل لتحليل النّص وتقييمه فنّيًا؟ أم هنالك ما يتجاوز ذلك؟

للنقد الأدبي جانب يتعلّق بالأمانة العلميّة، فالنّص ناتج نهائي تتجاذبه مؤثّرات لا نهائية، يدخل في ثناياه تطوّر اللغة والتاريخ والسياسة والعوامل النفسية والجغرافيّة، والكاتب وثقافته، وقد نعدّد ولا ننتهي من التعداد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تدخل لانهائيّة مؤثّرات المتلقي المتغيّرة على محور الزمن. المتلقّي يتلقّى مؤثّرات النصوص بشكل مختلف باختلاف العصور، وقد يسقط النّص الهابط على محور الزمن، وهذا ما لا نتحكّم به، وقد يخلُد للمدى البعيد نسبيًّا. لذا يصبح على النّاقد المعاصر للنصّ أن يأخذ بحسبانه المتلقي المستقبلي من خلال شرح وعرض ما يمكن من تفاصيل المرحلة التي قد تغيب مستقبلّا، حتّى يُفهم سياق النّص.

أثناء كتابة المقال، اليوم، وفي نشرة الأخبار، خبر عن سقوط خمسة شبّان من عرب الداخل تمّت تصفيتهم على خلفيّة جنائيّة. هذه تصفيات تقوم بها منظّمات الإجرام يوميًا منذ سنوات، بغياب شرطة الكيان ظاهريًا، بتواطؤها فعليًا تصل حد التنسيق من أجل نشر الفوضى والسيطرة على العرب من خلال تدميرهم بشكل بطيء يومي.

وهنا يتناول عامر عودة فنيًا هذه الظاهرة الخطيرة التي أشغلت كل بيوت وعائلات الداخل الفلسطيني، وعن دور جهاز الشرطة وتثبيته للوضع القائم كما ورد في قصّة "خيبة أمل- صفحة 21" و"في مركز الشرطة- صفحة 25" وقصّة "غياب طوعي وحضور دائم- صفحة 28".

وعامر عودة يتعامل مع هذه القضيّة بأدوات فنيّة ابداعيّة، غير مباشرة، وكنت في العام 2020 قد تناولت هذا الموضوع وعالجته وكتبت عنه من باب السياسة والمُبَاشَرَة، فإنّ هذا الإجرام المنظّم هو أداة أو جهاز أمني قمعي تنظّمه الدولة العميقة للكيان، وليس جهاز الشرطة إلّا أداة قمع مكمّلة للمنظمات الإجراميّة التي تبطش بنا*.

وهمسة أخيرة: أنصح الكاتب بعدم ربط الحركات الدينيّة بمصطلح "ظلاميّة"! فهذه قوالب وآراء سياسيّة يساريّة مسبقة متوارثة من ثمانينيات القرن العشرين، ضمن صراعات لها مساقاتها. (مذياع ماركوني- صفحة 33).

*بولس، زاهر. العنف ووهم المنارة البرلمانيّة. النّاصرة: مطبعة الحكيم، 2020
*زاهر بولس: نائب أمين عام اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّين- الكرمل 48



#زاهر_بولس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيفنا قلم، ودمنا مِدَادٌ، وساحات معاركنا قرطاس الوعي والإدرا ...
- عُهُوْدُ الأسِنَّةِ
- رسالة إلى كاتب لم يولد بعد
- كلمة الكاتب زاهر بولس- المرشّح لموقع نائب الأمين العام لاتحا ...
- أندلسيّات غزّية (رباعيات)
- مَارِدٌ وأَصْنَام
- مَوْجُ النَّهْدِ
- مذبحة الساحل السوري ليست ضد العلويين!
- سِمْط عَمْرو بن كُلْثوم- مساهمة متواضعة
- توازن حريّة التعبير والنشر في دولة الكيان
- كلمتي في احتفائيّة عشريّة مجلّة -شذى الكرمل- الفلسطينيّة
- الطَّاغِيَةْ
- دراسة حول مجموعة قصص -أبرياء... وجلّادون- للكاتب الفلسطيني ف ...
- أَمْست.. دَام العِّزّ
- جنون اليراع
- شِهَارُ المَوَاضِي صَوَارِيْنَا
- دراسة حول رواية أغصان حسن: -أنثى ما فوق الخطيئة-
- (الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي لفل ...
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي لفلس ...
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (14)


المزيد.....




- وفاة أسطورة السينما الهندية.. دارمندرا
- موسيقى وشخصيات كرتونية.. محاولات لمداواة جراح أطفال السودان ...
- مسرحي تونسي: المسرح اجتماعي وتحرري ومقاوم بالضرورة
- الفنانة تيفين تتعرض لموجة كراهية وتحرش لمشاركتها في نقاش عن ...
- وفاة الممثل الألماني أودو كير الذي تألق في هوليوود عن عمر نا ...
- -بينك وبين الكتاب-.. معرض الشارقة يجمع 2350 دار نشر من 100 د ...
- وفاة أيقونة السينما الهندية دارميندرا عن 89 عاماً
- تحولات السينما العراقية في الجمعية العراقية لدعم الثقافة
- وفاة جيمي كليف أسطورة موسيقى -الريغي- عن عمر ناهز 81 عامًا
- فيلم -الملحد- يعرض في دور السينما المصرية بقرار قضائي مصري و ...


المزيد.....

- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر بولس - -بداية بلا نهاية- مجموعة قصص قصيرة للكاتب الفلسطيني عامر عودة