أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر بولس - سيفنا قلم، ودمنا مِدَادٌ، وساحات معاركنا قرطاس الوعي والإدراك














المزيد.....

سيفنا قلم، ودمنا مِدَادٌ، وساحات معاركنا قرطاس الوعي والإدراك


زاهر بولس

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


عقد الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين- الكرمل 48 يومًا دراسيًا حول "قضايا في الشعر العربي والمحلي المعاصر"، يوم السبت 11.10.2025 في عارة برعاية مجلس محلي عارة- عرعرة، وقد ترأس الجلسة الثانية فيه الشاعر زاهر بولس، نائب أمين عام الاتّحاد، ومركّز الأيّام الدراسيّة فيه. وهذه الكلمة التي ألقاها في افتتاحيّة الجلسة الثانية:

الحضور الكريم مع حفظ الألقاب،
السلام عليكم وأسعد الله أوقاتكم بكل الخير،

نقرأ عليكم كلمة قالها سيّدنا عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه: "قيمة كلّ امرئ ما يُحسِنه"، ونحن معشر الأدباء والشعراء سيفنا قلم، ودمنا مِدَادٌ، وساحات معاركنا قرطاس الوعي والإدراك، وهذا ما علينا أن نحسنه، وحتّى نحسنه انتظمنا في الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين- الكرمل 48، وننشط لينتفع بعلمنا غيرنا سيرًا على ما خطّه الجاحظ نقلًا عن كِرامِنا في "البيان والتبيين" الذين قالوا: "أوّل العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل به، والخامس نشره".. فإذا حصّلته ولم تنشره كأنّك لم تحصّله، لأنّ انتفاعك به وحدك لا يكفي وإنّما لا بدّ أن تنفع به غيرك (1)، ولهذا ننشط بالمؤتمرات والأيّام الدراسيّة والندوات، نصيب في جُلّها ونخطئ في بعضها، نُرضي الغالبيّة ونُغضب البعض، ورِضَى النّاس غاية لا تُدرَك، هكذا قالت العرب، وأحيانًا الغاضب مُحِقّ، وما عليه إلّا التجاوب مع القائم واقتراح المُستقبلي الذي قد يرضيه وحتمًا يُغضِب آخرين.. ويبقى الأهمّ: أن نضمن ديمومة حركة الثقافة وتطوّرها وتحرّرها من الشوائب، فلا تتوقف لسجال بين رِضَى هذا وعدم رِضَى ذاك.

اللغة والأرض قضيّة وجوديّة واحدة لا تنفصم عُراها، لا غِنى لهذه عن تلك ولا لتلك عن هذه. وهذه العلاقة الجدليّة تختزل معنى هُوِيّة الإنسان عليها، فهذه الأرض تمتلكنا، وليس العكس، واللغة العربيّة تحفظنا على هذه الأرض وليس العكس.

خرج علينا قبل أيّام مُدّعٍ للثقافة، والفارق شاسع بين مفهوم الثقافة وبين حمل الشهادة الجامعيّة المُوَجَّهة، بأجندة قديمة هرِئة متجدّدة للاستعمار بذراعه الثقافيّة الإستشراقيّة ليردّد علينا ما لفظه علماؤنا سابقًا لفظ النواة، كالعلّامة الكبير محمود شاكر(2)، لكنّ الاستعمار لا يكلّ بل يجدّد وكلاءه في كلّ مرحلة ومرحلة، فقال الوكيل الجديد في مقابلة إذاعيّة حرفيًّا، بعد أن حدّثنا عن كثرة الكلمات العربيّة الدخيلة(!):

"اللغة العربيّة اشتركت أو تداخلت مع لغات كثيرة مجاورة، وأغلب ألفاظها مستوردٌ من الآراميّة ومن السريانيّة، بالإضافة إلى لغات أخرى، لأنّ العرب أثنا تداخلهم(3) مع هذه الشعوب افادوا واستفادوا".

ويضيف الوكيل في معرض مقابلته: "وملاحظ أنّ المستشرقين قد برعوا في تفسير بعض الظواهر الموجودة في اللغة العربيّة أكثر من براعة العرب أنفسهم بما يتّصفون به من علميّة خاصّة لأنّهم درسوا العربيّة في إطار اللغات الساميّة(!)".

هذا كلام وكيل جديد، درى أو لم يدرِ فالضرر سيّان، ووكالة الاستعمار الثقافي أخطر بتأثيرها من ذراعه الاستشراقيّة، والذراع الاستشراقيّة كانت دومًا مقدِّمة للذراع العسكريّة، ونقول لمن يدّعي ما ادّعاه أن لا وجود للغات ساميّة، وهي مُتَخَيّل استعماري استشراقي يهدف إلى شرعنة السيطرة على الأرض، بل هي لهجات عربيّة، منها الآراميّة والسريانيّة والعبريّة والكنعانيّة والفينيقيّة والنبطيّة وغيرها كلّها لهجات عربيّة تتفاوت بتفاوت الموقع الجغرافي والامتداد العشائري، وتبقى اللغة العربيّة الفصحى هي الجامع للأمّة بثقافتها العربيّة الإسلاميّة الواحدة المتنوّعة، يتوّجها القرآن الكريم والبلاغة الإعجازيّة، وكلّ تفتيت للّغة يقف خلفه مشروع تجزيئي لأرض الوطن الممتدّة من خلال خلق إثنيّات وهميّة.. بهذه الرؤية وهذا الإدراك نبني مشروعنا الثقافي ونبرمج أيّامه الدراسيّة.
عرعرة 11.10.2025

مصادر:
(1) أبو موسى، محمد محمد، ثلاثة من كرامنا يتحدّثون إلينا وإلى أجيالنا. الجاحظ. أبو هلال. ابن الأثير، مكتبة وهبة للطبع والنشر والتوزيع، 2025، صفحات 35، 90، 91.
(2) شاكر، محمود، في الطريق إلى ثقافتنا، دار المدني، السعوديّة، جدّة،1987.
(3) إذاعة الشمس، برنامج إحنا والشمس جيران، الأحد 5.10.2025، من مقابلة مع رياض مخول.



#زاهر_بولس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُهُوْدُ الأسِنَّةِ
- رسالة إلى كاتب لم يولد بعد
- كلمة الكاتب زاهر بولس- المرشّح لموقع نائب الأمين العام لاتحا ...
- أندلسيّات غزّية (رباعيات)
- مَارِدٌ وأَصْنَام
- مَوْجُ النَّهْدِ
- مذبحة الساحل السوري ليست ضد العلويين!
- سِمْط عَمْرو بن كُلْثوم- مساهمة متواضعة
- توازن حريّة التعبير والنشر في دولة الكيان
- كلمتي في احتفائيّة عشريّة مجلّة -شذى الكرمل- الفلسطينيّة
- الطَّاغِيَةْ
- دراسة حول مجموعة قصص -أبرياء... وجلّادون- للكاتب الفلسطيني ف ...
- أَمْست.. دَام العِّزّ
- جنون اليراع
- شِهَارُ المَوَاضِي صَوَارِيْنَا
- دراسة حول رواية أغصان حسن: -أنثى ما فوق الخطيئة-
- (الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي لفل ...
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي لفلس ...
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (14)
- الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (13)


المزيد.....




- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر بولس - سيفنا قلم، ودمنا مِدَادٌ، وساحات معاركنا قرطاس الوعي والإدراك