أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمان السيد - وزارة للأخلاق تتصدر المشهد السوري














المزيد.....

وزارة للأخلاق تتصدر المشهد السوري


أمان السيد
كاتب

(Aman Alsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 15:00
المحور: المجتمع المدني
    


لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
وسأستعير بيت المتنبي لما هو أوسع وأرفع من المواعظ والحكم التي تنتحها النفس البشرية انعكاسا لتجاربها، وخبراتها لأسقطها على سورية التي من أجل أن تنهض من الموت نزف أبناؤها، واستنزفت دماؤهم، انتهكت أعراضهم، وغيبوا هويات وأجسادا وأرواحا، وأثرا بعد عين، وتداولتهم وحوش العالم افتراسا، وضاعت سورية بين من رأى الحقيقة، وخرس، وما بين من عمي البصيرة، ومن تكشفها غير أن المنفعة الشخصية بترت لسانه، وبقي الحلم بالحرية مطلب الأحرار النبلاء فيها، هم الذين ميزوا، ويميزون تزييف الحقيقة، ويجهدون لفردها شفافة فوق جبالها الشم، وسواحلها، وروابيها، فوق تراب لن يجف دمعه سوى بمزيد من فرح جاء مخلصهم من برواز الأخ القائد، وعنواين حزب فارغ إلا من الادعاء والشر.
ولعل أهم ما ألحقه نظام البعث البائد بسورية كان التشويه الذي طال دعامات الأخلاق بجمعها مزلزلا مبانيها، ونظرة العوام إليها، فصار الظلم شيمة للنفوس الضعيفة، وضربت الفوضى أطنابها، وغدا البحث عن ذوي العفة الذين يستنكفون عن الظلم كمن يبحث عن إبرة في صرح من القش ( بعض المعنى مقتبس من بيت للمتنبي) وبين هذا، وذاك انطلق المدّ مريعا مفجعا في اعتداء الأضعف على الضعيف مثله، فصارت الحرمات مشاعا لم تكتف بعكسه المعتقلات، والسجون، والمكابس، والاغتصاب، بل إن الظلم الذي استشرى ولّد من ظل الطاغية طغاة صغارا ما أن سنحت لهم الفرصة حتى طبقوا ما رضعوه، استقووا فلم يرحموا، وازداد الوضع في سورية تفاقما خلال ثورة أحرقت حتى جذور الشجر، والحجر إلى أن استعادت السماء زرقتها بالتحرير.
سورية التي تنظف رويدا رويدا ليس من الطبيعي ألا تُرى فيها تلك النماذج المخلة بالضمير في كل مكان سنح، ويسنح لهم من أفراد عاديين يسطون ويحتالون ويقتلون ويثأرون، ومن موظفين كبار موفدين، ومبتعثين إلى الخارج يستفيدون من المعمعة معتقدين أن يد المقاصصة لن تطالهم، فالعقل الذي أعيته رطوبة التعفن ما يزال في طور التعافي، والتعافي يحتاج بمقياس الزمن ما لن يقل عن سنوات الإرهاب، والترهيب التي عاشها السوريون في حكم النظام البائد المجرم، والمعوّل عليه اليوم هو قيامة جديدة تنسف ما تبناه الآباء قبل أبنائهم من فساد في الأخلاق والنفوس..
في سوريتنا ما أحوجنا إلى إضاءة الأخلاق شعارا، في الشوارع، في الساحات، في دور العبادة المتنوعة، في رياض الأطفال، في صباحات المدارس تحية تستبدل بها التلقيمات القميئة التي أعيتنا، في الجامعات مادة رئيسة، وسريرا لهدهدات الأمهات أطفالهن قبيل النوم، نحن الذين حين غُيبنا غفلنا أن نبينا الكريم حصر ابتعاثه للبشر بإتمام مكارم الأخلاق، وفي هذا تلميح واضح إلى أن المرء مفطور على الخلق السليم ما لم يستسلم لغواية، أو هوى يفسده..
حبذا لو ترود وزارة للأخلاق الوزارت كلها حينها لن يخشى عليك، سورية.



#أمان_السيد (هاشتاغ)       Aman_Alsayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزّة.. أستميحك عذرا
- ستليتو السّم في العسل
- نصيحة أمي
- رأس شيرين وبيجاما المثقف
- ترى أيكما الحالم بالجنة؟!
- النقيصتان.. تَمَرّ في صورتك الأخرى في هذا العالم..
- آلووو... السلام عليكم
- وجهان للقمر
- ارتداد نفسي..
- في قطب شمالي
- التهام
- كلمة التوقيع في الاحتفال بكتاب -نزلاء المنام - في سيدني - أس ...
- تعويذات
- ومن الأبيض تندلع الحياة
- كورونا الأكذوبة السورية
- حقائب سوريّة في متحف إيطالي
- الدنيا ريشة في هوا
- سلّم لي على الباذنجان
- حول رواية كافكا في مستوطنة العقاب
- منافسات، ولكن..


المزيد.....




- الأونروا: كثيرون في غزة لا يحصلون إلا على وجبة واحدة كل 24 س ...
- آلاف يتظاهرون في مرسيليا للتنديد بعنف المخدرات بعد مقتل شقيق ...
- مركز حقوقي إسرائيلي يندد بـ-التطهير العرقي- في الضفة
- هآرتس: هل يحول بن غفير إعدام الفلسطينيين إلى حدث احتفالي علن ...
- مركز حقوقي إسرائيلي يندد بـ-التطهير العرقي- في الضفة
- سوريا.. استئناف التطهير العرقي لمدينة حمص من العلويين
- إصابة فلسطيني قرب الجدار الفاصل والاحتلال يشن حملة اعتقالات ...
- إصابة فلسطيني قرب الجدار الفاصل والاحتلال يشن حملة اعتقالات ...
- اقتحام الأحياء العلوية في حمص وأنباء عن قتلى وجرحى من المدني ...
- وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء 16


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمان السيد - وزارة للأخلاق تتصدر المشهد السوري