أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قصيدة مؤثرة للشاعرة الفلسطينية الأستاذة عزيزة بشير تمجد العطاء بلا حدود لبناة الأجيال.














المزيد.....

قصيدة مؤثرة للشاعرة الفلسطينية الأستاذة عزيزة بشير تمجد العطاء بلا حدود لبناة الأجيال.


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


إعترافا بفضله وتضحياته طرزت شاعرتنا الفلسطينية الفذة الأستاذة عزيزة بشير قصيدة مهداة لبناة الأجيال،وحاملي راية المعرفة، والسائرين على درب العطاء بلاء حدود : رجال التربية والتعليم.
هذه القصيدة المدهشة والمؤثرة أهدتها-كما أشرت-شاعرتنا القديرة الأستاذة عزيزة بشير إلى من يحملون في قلوبهم نورًا ينير العقول،وإلى من يهبون أعمارهم وقودا لمستقبل الآخرين،إلى رسل العلم والمعرفة،إلى المعلمين والمعلمات..إلى هؤلاء جميعا ترفع شاعرتنا أسمى آيات التقدير والاحترام.
تابعوا معي هذا الإبداع الشعري ولا تنسوا إهداء تحية إجلال وإكبار لمحاربي الجهل وحاملي راية التنوير :
"أُحيلَ على التّقاعُدِ بعد عُمرٍ طويلٍ في تعليم الأجيال وها هو يودّعهم ويودّعونه بِكلِّ مشاعرِ الألم والوفاء والاعتراف بالجميل!

هذا المعلِّمُ والأحِبّةُ حَوْلَهُ
كُلٌّ يوَدِّعُ والوِداعُ …..………..أليمُ

فَهْوَ الذي أمْضى حياتَهُ مانِحاً
عِلْماً غزيراً لِلجَميعِ ………..يدومُ

طولَ الحياةِ مُؤدِّباً وَمُعلِّماً
وَيُرَبّي أجيالاً ، ……….عليْهِ سَلامُ

كلٌّ يودِّعُ والحَنينُ يشُدُّهُ
حُبُّ المعلِّمِ في القلوبِ، …مُقيمُ

قُلْ للمعلِّمِ : لا تخَفْ فَعُلومُكُم
سَتَظلُّ تاجاً نرتديهِ، …………كَريمُ

حَيِّ المُعلِّمَ وابتَعِدْ عن رسْمهِ
كَيْ لا تدوسَ على الخيالِ،…. نَديمُ

فَهْوَ المُعلِّمُ والرّسولُ بِعِلمِهِ
عِندَ الإلهِ مُقَدَّسٌ ……….وعظيمُ!

عِندَ الشّعوب ِ وعندَ كُلِّ مُعَلَّمٍ
عَصَبُ الحياةِ، مُعلِّمٌ ……..وَحَكيمُ!

عزيزة بشير

في زحمة الحياة وصخبها،يقف المعلم كشجرة باسقة،تمد ظلها الوارف على الجميع،وتغوص جذورها في أعماق الأرض،تبحث عن ينابيع المعرفة لتروي بها عطشى العلم.إنه ليس مجرد ناقل للمعلومات،بل هو مهندس للأرواح،يبني في الصدور عقولا قادرة على التفكير،وفي النفوس قيما تحفظ للإنسان إنسانيته.
لقد أبدعت الشاعرة في تصوير مشهد توديع معلم مُكرّم انتهت مسيرته التعليمية (بسبب التقاعد ). فالشاعرة تستحضر صفات هذا المعلم الفاضل وتؤكد على مكانته السامية في قلوب محبيه وتلاميذه..النبرة مهيبة،مترعة بالاحترام والتقدير، وتسعى لتعزيز قيمة المعلم ودوره الرسالي.
وكعادته الرشيقة استخدمت الشاعرة لغة عربية فصيحة،واضحة ومباشرة،مما أعطاها وقارا وجلالا يتناسب مع موضوعها.
وقد لاحظنا توظيف التكرار كأسلوب إبداعي لتعزيز الفكرة وخلق إيقاع داخلي.فكلمة "المعلم" تتكرر بشكل لافت سبع مرات،وكذلك فعل "يودع" ولفظ "كل"،مما يؤكد على مركزية شخصية المعلم وحجم تضحياته النبيلة.هذا بالإضافة إلى وجود مقابلة ضمنية بين "الوداع الأليم" وذكر ما يبقى من إرث المعلم "علم غزير... يدوم"، "تاجاً نرتديه". هذه المقابلة توازن بين ألم الفراق وخلود العطاء..
كما نلاحظ أيضا استخدام مجازي قوي في البيت السادس: "وابْتَعِدْ عن رَسْمِهِ ** كَيْ لا تَدوسَ على الخَيَالِ النَّدِيم". فالشاعرة تحذر من الاقتراب من "رسم" المعلم أو مكانه الحقيقي حتى لا يتم تدنيس صورته الذهنية الجميلة ("الخيال النديم"). إنها صورة شديدة الرقة والعاطفية،تجسد الحفاظ على الذكرى الطيبة.
يشار إلى أن القصيدة مكتوبة على بحر الطويل،وهو بحر شعري أصيل يُستخدم عادة في الشعر الجاد والملحمي والرثاء،مما يناسب موضوع القصيدة المهيب.
ختاما أؤكد أن القصيدة مفعمة بالإبداع الخلاق،ومترعة بالتطريز الشعري الخلاب،هي قصيدة متماسكة من حيث المبنى والمعنىوشكلا وموضوعا،كما أنها نابضة بالعاطفة الصادقة.وقوتها لا تكمن في التجديد الأسلوبي الصارخ،بل في صدق الشعور ووضوح الرسالة.وقد استخدمت الشاعرة أدوات بلاغية مناسبة لخدمة الفكرة الأساسية،وهي تكريم المعلم وتذكير المجتمع بقيمته التي لا تُقدّر بثمن.ولعل الصورة الأكثر إبداعاً هي تحذير المتلقي من "دوس الخيال النديم"، فهي تلمس وتراً عاطفيا عميقا لدى كل من احتذى بمعلّمٍ عظيم يؤسس لغد مشرق يستظل بظله القادمين في موكب الآتي الجليل.
وخلاصة القول : هذه القصيدة أنشودة مؤثرة تليق بتكريم معلم قدير،تجمع بين رقة الوفاء وجلالة المقام،وتؤكد على الدور المحوري للمعلم في بناء الحضارة الإنسانية.ولكأني بالشاعرة الأستاذة عزيزة بشير تؤكد أن الأمة التي تكرم معلميها،هي أمة تدرك أن طريق نهضتها يبدأ من باب الفصل الدراسي.
لك منا يا شاعرتنا السامقة ( الأستاذة عزيزة بشير) باقة من التحايا تعبق بعطر فلسطين.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة بحثية موسومة ب -الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية تناصّ تحويل ...
- لا شيء يضعفه.ولا شيء يرهبه..ولا شيء يكسره في زمن الإنكسار... ...
- ندوة ثرية بمدينة توزر الشامخة عن شاعر العشق والحياة ( أبو ال ...
- تونس..بيئة خصبة لازدهار التقنية والابتكار..بوجود علماء مثل ك ...
- حين تتغنى القصيدة بمجد فلسطين..يتفاعل القراء..وتتأثر ذائقتهم ...
- -بين الأزقة تاهت روحي- مجموعة قصصية واعدة للقاصة والشاعرة ال ...
- حين يكتب الكاتب الصحفي التونسي السامق أ-نورالدين المباركي بم ...
- قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب- لست من هذا العالم..ونصا ...
- الصدق الفني في قصيدة الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزي ...
- حين تتوجع القصيدة في رثاء أليم لشهداء الوطن..يخضر عود الزيتو ...
- لمن لا يعرف الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير. ...
- حين يقبض الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزيري على الجمر ...
- أيها الشعراء العرب..شدوا رحالكم إلى خيمة الشاعر التونسي الكب ...
- تجليات القصيدة وتوهجها..في الأفق الشعري لدى الشاعر التونسي ا ...
- قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة صباح نور الصباح-فينوس تُلهِم ...
- التصعيد الدرامي،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- حين تتسلل الكلمات..ألى شغاف القلب..! تقديم -مقتضب-لقصيدة الش ...
- تجليات الإبداع في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د ...
- حين ترتجف الحروف،وتتوجع الكلمات بين ثنايا القصيد.. قراءة مقت ...
- قراءة-عجولة-في ومضات القاص والشاعر التونسي الكبير أ-عادل الج ...


المزيد.....




- مهرجان الدوحة السينمائي ينطلق بتكريم جمال سليمان ورسائل هند ...
- 200 شخصية سينمائية أجنبية تحضر فعاليات مهرجان فجر الدولي
- كتابة الذات وشعرية النثر في تجربة أمجد ناصر
- الكلمة بين الإنسان والآلة
- الفنان الأمريكي الراحل تشادويك بوسمان ينال نجمة على ممشى الم ...
- مصر.. الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان -القاهرة السينمائي- الـ4 ...
- فولتير: الفيلسوف الساخر الذي فضح الاستبداد
- دموع هند رجب تُضيء مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46
- توقيع الكتاب تسوّل فاضح!
- فيثاغورس… حين يصغي العقل إلى الموسيقى السرّية للكون


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قصيدة مؤثرة للشاعرة الفلسطينية الأستاذة عزيزة بشير تمجد العطاء بلا حدود لبناة الأجيال.