أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - ورقة بحثية موسومة ب -الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية تناصّ تحويلي: مقاربة سيميائية-خطابية في إعادة إنتاج الصوت الجندري.للكاتب والباحث التونسي د-طاهر مشي















المزيد.....

ورقة بحثية موسومة ب -الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية تناصّ تحويلي: مقاربة سيميائية-خطابية في إعادة إنتاج الصوت الجندري.للكاتب والباحث التونسي د-طاهر مشي


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 18:52
المحور: الادب والفن
    


تقديم محمد المحسن

لا يقتصر الإسقاط الذكوري على كونه آلية نفسية فحسب،بل يتعداه ليكون تقنية تناصية بالغة التعقيد،تعيد من خلالها الخطابات السائدة تشكيل وصياغة الصوت الجندري.فمن خلال مقاربة سيميائية-خطابية،يمكننا تتبع كيفية تحويل النصوص الذكورية المهيمنة لصوت "الآخر"-
الأنثوي في الغالب-ليصبح مجرد صدى أو ظل للذات المذكرة،في عملية إعادة إنتاج مستمرة للهيمنة الرمزية.يعمل الإسقاط الذكوري هنا كـ "تناص تحويلي"، حيث يتم استدعاء صوت المرأة أو تجربتها،ولكن فقط من خلال مرشح الذكورة. لا يُسمح لهذا الصوت بالظهور بخصوصيته واستقلاليته، بل يُستَحضر ليُفرَّغ من مضمونه المختلف ثم يُعاد ملؤه بمعانٍ ورغبات ومخاوف ذكورية. تصبح المرأة في هذه المعادلة النصية "علامة" أو "دالاً" لا يشير إلى ذاتها، بل إلى رغبة الذكر المطلق أو تهديداته. هي أداة سردية أكثر منها شخصية فاعلة،وهي رمز أخلاقي أو إغرائي أكثر منها ذات حية معقدة.تتجلى السيميائية في هذه العملية من خلال تحليل العلامات الدالة على الجندر داخل الخطاب. فالصفات، والاستعارات، والأفعال المنسوبة للشخصية الأنثوية غالباً ما تُشتق من قاموس ذكوري. جمالها "يقهر"، ضعفها "يستدرج"، قوتها "تخيف" أو "تفتن" – كلها أفعال تُقاس بعلاقتها بالذات الذكورية وردود فعلها. الخطاب لا يقدم المرأة، بل يقدم "فكرة الرجل عن المرأة".
أما على المستوى الخطابي،فيتم إعادة إنتاج الصوت الجندري عبر آليات مثل التقطيع والحذف وإعادة الصياغة. غالباً ما تُحكى قصة المرأة من قبل راوٍ ذكوري، أو تُقدم مشاعرها الداخلية بلغة مستعارة من عالم الرجل. حتى حين تحاول التمرد، فإن لغة تمردها وإطار حدوده غالباً ما يكونان مُحددين مسبقاً ضمن النظام الرمزي الذكوري.وهنا تكفُل هذه الآلية استمرارية الهيمنة، ليس عبر القمع المباشر، بل عبر التحويل النصي الذي يطمس الفروق ويُخضع كل صوت لمعايير نظام دلالي واحد.
في هذا السياق يقدم لنا الباحث التونسي د-الطاهر مشي ورقته البحثية التالية :
"تستكشف هذه الورقة مفهوم الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية إبداعية ضمن حقل التناص التحويلي في الدراسات الأدبية الحديثة.تنطلق الورقة من فرضية أن النقل الجندري للصوت في النصوص الأدبية لا يمثل نسخًا أو سرقة،بل إعادة تشكيل للخطاب وفق منظور مختلف من حيث البنية الصوتية والتمثيل الشعوري والدلالة.وتعتمد الورقة إطارًا نظريًا يستند إلى أفكار جوليا كريستيفا حول التناص،وإلى مقولات جيرار جينيت في التحويل النصي،إضافة إلى مبادئ تحليل الخطاب الجندري.وتخلص الدراسة إلى أن الإسقاط الذكوري ممارسة إبداعية تنتج نصًا جديدًا مستقلًا،ذي قيمة تفسيرية وخطابية تتجاوز حدود الأصل.
1. المقدمة
شهدت الدراسات الأدبية في العقود الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بظواهر التحويل النصي وإعادة الكتابة،بوصفها مساحات لإنتاج خطاب جديد ينشأ داخل حوار مستمر مع النصوص السابقة.ومن بين هذه الظواهر يبرز مفهوم الإسقاط الذكوري،الذي يقوم على إعادة إنتاج نصّ مكتوب بصوت أنثوي عبر تحويله إلى صوت ذكوري،أو بالعكس،بما يصاحبه من تغييرات في البنية البلاغية والسياق الشعوري والحقول الدلالية.
تطرح هذه الورقة سؤالًا رئيسيًا:
هل يمكن اعتبار الإسقاط الذكوري تقنية إبداعية مستقلة،وليست سرقة أدبية؟
وللإجابة عن هذا السؤال،تتناول الورقة الأسس النظرية والتطبيقات الدلالية التي تجعل من التحويل الجندري ممارسة تحويلية وليست إعادة إنتاج حرفية.
2. الإطار النظري
2.1. مفهوم التناص عند كريستيفا
تذهب كريستيفا إلى أن كل نص هو "نصّ في نصوص"، وأن أي إنتاج لغوي ينشأ داخل شبكة من العلاقات مع نصوص أخرى. وبذلك،يتحول النص الجديد إلى فضاء تتقاطع فيه خطابات متعددة،لا إلى استعادة حرفية لمصدر واحد.
2.2. التحويل النصي عند جيرار جينيت
يميّز جينيت بين:
الاقتباس (Citation): النقل الحرفي أو شبه الحرفي.
التحويل (Transformation): إعادة تشكيل النص الأصلي على مستوى الصوت والبنية والدلالة.
الإسقاط الذكوري ينتمي إلى النوع الثاني،لأنه يعتمد تحويل المنظور والرؤية،لا استنساخ المادة اللغوية.
2.3. تحليل الخطاب الجندري
يستند تحليل الخطاب الجندري إلى فكرة أن اللغة ليست محايدة،بل تتأثر بالهوية الجندرية للمتكلم. ينتج عن ذلك اختلافات في:الإيقاع الشعوري/بنية الجملة/التوترات الخطابية/الاستعارات والمجازات
وبذلك،فإن تغيير الجندر المتكلم يؤدي حتمًا إلى إنتاج نص جديد لا يمكن مطابقته مع الأصل.
3. المنهجية
تعتمد هذه الدراسة منهجًا تحليليًا-نظريًا يجمع بين:السيميائيات/تحليل الخطاب/نظرية التناص/
المقاربة الأسلوبية
ويتم من خلاله تتبّع التحولات البنيوية والدلالية التي يحدثها الإسقاط الذكوري عند إعادة إنتاج النص.
4. المناقشة والتحليل
4.1. التحويل الصوتي
يتغير الصوت السردي في الإسقاط الذكوري بتغير:
الضمائر/مركزية المتكلم/تمثيل الذات والآخر
وهذه التحولات تخلق نصًا جديدًا يختلف في موقعه داخل الخطاب.
4.2. التحويل الشعوري
تعيد الذات الذكورية إنتاج المشاعر بطريقة مختلفة عن الذات الأنثوية، خصوصًا في:
إدارة الانفعال/التعبير عن الرغبات والخوف/مسافة السرد/وطبيعة اللغة الانفعالية
ما يجعل البنية الشعورية للنص الجديد غير مطابقة للأصل.
4.3. التحويل الدلالي
تتأثر دلالة النص بعوامل:الحقول الاستعارية الخاصة بكل جندر/تمثيل العلاقات الاجتماعية/
الرموز الثقافية
وبهذا يصبح النص الجديد خطابًا ذا بنية دلالية مستقلة.
4.4. البعد البلاغي وإنتاج معنى جديد
التحويل الجندري ينتج:انزياحًا عن النموذج الأول
معنى إضافيًا ينبع من الاختلاف/حوارية بين النصين
وهذه العناصر تجعل النص الجديد مساحة لخلق خطاب نقدي وتفسيري موازٍ.
4.5. المقارنة مع المعارضة الشعرية
تُعدّ المعارضة الشعرية مثالًا عربيًا قديمًا على الإبداع التحويلي.وقد استخدمها شعراء كبار دون أن تُعدّ سرقة.
الإسقاط الذكوري هو امتداد حديث لهذه الممارسة، لكن بنبرة جندرية بدلاً من نبرة لغوية أو وزنية.
5. النتائج
تبيّن الدراسة أن:

الإسقاط الذكوري لا يتضمن نقلًا حرفيًا،بل تحويلًا بنيويًا.
ينتج عنه صوت سردي جديد لا يتطابق مع الأصل.يضيف دلالات جديدة تجعله نصًا مستقلًا.
يُعدّ جزءًا من نظام التناص التحويلي المقبول نقديًا.لا تتحقق فيه شروط السرقة الأدبية (النقل الحرفي + إخفاء المصدر + التطابق).
6. الخاتمة
خلصت الورقة إلى أن الإسقاط الذكوري ليس سرقة أدبية،بل تقنية إبداعية تنتمي إلى التناص التحويلي. فهو يغيّر الصوت والمنظور والبنية الدلالية،ويُعيد إنتاج النص داخل سياق جديد. وهذه التحولات تمنح النص استقلالية وشرعية نقدية، وتضعه ضمن عمليات إعادة الكتابة المعترف بها في الدراسات الأدبية الحديثة.
ويُعدّ هذا الأسلوب مجالًا واعدًا للدراسات الجندرية، وفضاء مهمًا لفهم التفاعل بين الصوت والنوع الاجتماعي داخل النصوص.
7. مراجع.

Kristeva, Julia. Desire in Language: A Semiotic Approach to Literature and Art. Columbia University Press.

Genette, Gérard. Palimpsests: Literature in the Second Degree. University of Nebraska Press.

Butler, Judith. Gender Trouble: Feminism and the Subversion of Identity. Routledge.

Cameron, Deborah. Gender and Language. Cambridge University Press.

Fairclough, Norman. Discourse and Social Change. Polity Press.

عبد الملك مرتاض. منهجية تحليل النص.

صلاح فضل. بلاغة الخطاب وعلم النص.

(طاهر مشي)

تعقيب:
إن تحليل الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية تناصية تحويلية يكشف عن الآليات الخفية التي تنتج بها الثقافة "الحقيقة" حول الجندر.إنها عملية لا تُسكت الصوت الأنثوي تماماً،بل تستولي عليه، وتعيد تشكيله،ثم تقدمه للاستهلاك بوصفه دليلاً على وجوده،بينما هو في الحقيقة شاهد على اغتيابه.ويكمن التحدي النقدي في تفكيك هذه الشبكة السيميائية-الخطابية،لاستعادة الأصوات التي تم تحويلها،والبحث عن إمكانية لصوت جندري خارج دائرة الإسقاط الذكوري.
نتمنى للباحث التونسي المتميز د-طاهر مشي،مزيد الإشعاع والإبداع والتألق.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شيء يضعفه.ولا شيء يرهبه..ولا شيء يكسره في زمن الإنكسار... ...
- ندوة ثرية بمدينة توزر الشامخة عن شاعر العشق والحياة ( أبو ال ...
- تونس..بيئة خصبة لازدهار التقنية والابتكار..بوجود علماء مثل ك ...
- حين تتغنى القصيدة بمجد فلسطين..يتفاعل القراء..وتتأثر ذائقتهم ...
- -بين الأزقة تاهت روحي- مجموعة قصصية واعدة للقاصة والشاعرة ال ...
- حين يكتب الكاتب الصحفي التونسي السامق أ-نورالدين المباركي بم ...
- قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب- لست من هذا العالم..ونصا ...
- الصدق الفني في قصيدة الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزي ...
- حين تتوجع القصيدة في رثاء أليم لشهداء الوطن..يخضر عود الزيتو ...
- لمن لا يعرف الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير. ...
- حين يقبض الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزيري على الجمر ...
- أيها الشعراء العرب..شدوا رحالكم إلى خيمة الشاعر التونسي الكب ...
- تجليات القصيدة وتوهجها..في الأفق الشعري لدى الشاعر التونسي ا ...
- قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة صباح نور الصباح-فينوس تُلهِم ...
- التصعيد الدرامي،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- حين تتسلل الكلمات..ألى شغاف القلب..! تقديم -مقتضب-لقصيدة الش ...
- تجليات الإبداع في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د ...
- حين ترتجف الحروف،وتتوجع الكلمات بين ثنايا القصيد.. قراءة مقت ...
- قراءة-عجولة-في ومضات القاص والشاعر التونسي الكبير أ-عادل الج ...
- حين تراهن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة -أ عزيزة بشير على الإده ...


المزيد.....




- الكلمة بين الإنسان والآلة
- الفنان الأمريكي الراحل تشادويك بوسمان ينال نجمة على ممشى الم ...
- مصر.. الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان -القاهرة السينمائي- الـ4 ...
- فولتير: الفيلسوف الساخر الذي فضح الاستبداد
- دموع هند رجب تُضيء مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46
- توقيع الكتاب تسوّل فاضح!
- فيثاغورس… حين يصغي العقل إلى الموسيقى السرّية للكون
- العلماء العرب المعاصرون ومآل مكتباتهم.. قراءة في كتاب أحمد ا ...
- -رواية الإمام- بين المرجعي والتخييلي وأنسنة الفلسطيني
- المخرج طارق صالح - حبّ مصر الذي تحوّل إلى سينما بثمن باهظ


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - ورقة بحثية موسومة ب -الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية تناصّ تحويلي: مقاربة سيميائية-خطابية في إعادة إنتاج الصوت الجندري.للكاتب والباحث التونسي د-طاهر مشي