محمد المحسن
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 20:05
المحور:
الادب والفن
تستعد الكاتبة التونسية المتميزة أ-نعيمة المديوني لإصدار مجموعتها القصصية الجديدة الموسومة ب "بين الأزقة تاهت روحي"، والتي تمثل عملاً أدبياً-دسما-يضاف إلى الرصيد الإبداعي لهذه الكاتبة والشاعرة الألمعية..
هذا المنجز الإبداعي الواعد سيصدر قريبا عن دار منشورات هيبورجيوس الجزائريه.
والشاعرة والقاصة التونسية أ-نعيمة المديوني،تعد واحدة من أكثر الكاتبات التونسيات تأثيرًا في الأدب التونسي،حيث حظيت بإشادة نقدية واسعة من القراء والنقاد على حد سواء..
هذا،وتميزت بأسلوبها العميق والمرهف في استكشاف النفس البشرية وتعقيدات الحياة اليومية.
تستخدم القاصة والشاعرة أ- نعيمة المديوني تقنيات سردية متطورة،حيث تدمج بين الماضي والحاضر،وتستخدم تيار الوعي أحيانًا لتقديم رؤية شاملة لحياة الشخصيات.وقصصها غالبًا ما تكون غنية بالتفاصيل التي تبدو بسيطة لكنها تحمل دلالات عميقة.
ومن خلال متابعتي لبعض ابداعاتها القصصية،تبين لي أن نصوص هذه الشاعرة والقاصة المتألقة تونسيا وعربيا،أ-نعيمة المديوني تتميز بتنوع وثراء جمالي ،يشوبه نوع من الغموض الفني المقصود،الهادف إلى فتح باب التأويل أمام القارئ للمشاركة في عملية تشكيل النص وبناء معماره،كما أن لغتها شعرية،تتكئ على التكثيف والايجاز،وتبتعد عن المباشرة،ولم تخلو بعض نصوصها من الترميز والتناص،سعيا لتوسيع المعنى وتجويع اللفظ بأسلوب بلاغي قوي..على غرار اللوحة الإبداعية التالية :
"تُسرق منّا حياتنا ونحن مبتهجون.. لا نحتجّ على السّارقين ولا نوبّخهم.. بل ترانا نحبّهم ونسعد لسرقاتهم.. من يسرقون حياتنا هم الأقرب إلى قلوبنا وأحبّهم.. أبناؤنا يسرقون حياتنا.. يتوغّلون فيها ويقتطفون أجمل سنواتها.. نهبهم الحبّ.. الأمان.. نؤمّن لهم حياة سعيدة مبتهجين.. نهب أجمل سنوات العمر لأجلهم.. لأجل آبتسامة تُرسم على محيّاهم.. نشجّعهم على سرقة أجمل ما نملك بقلوب عاشقة لهم.. بقلوب كبيرة.. فترانا نُعطي دون حساب.. نهب دون آهتمام لتأثير ذلك على صفحة أيّامنا.. لا نطالبهم بشيء.. فقط مبادلتنا حبّا بحبّ.. لأنّ حبّهم نور يضيء ظلمة ليالي الشّتاء.. سؤالهم عن أحوالنا تاج يزيل لوعة جراح السّنين المارقة بين الأيّام ترسم ظلالها عابثة.. خذوا كلّ شيء وهبونا الحبّ ساعة نحتاجه.. هبونا الأمان ساعة تدبر الحياة وتدير الصّحة لنا ظهرها عابثة.."
-نعيمة المديوني-
أ-نعيمة المديوني،جديرة بالاحتفاء والتقدير،فهي تمثل مثالًا للتميز الأدبي والإنساني الذي يستحق الإهتمام والمتابعة من لدن النقاد والقراء على حد سواء.
ولنا موعد مع مجموعتها القصصية القادمة على مهل ("بين الأزقة تاهت روحي" )عبر مقاربة مستفيضة،ريثما ترى النور ويختمر عشب الكلام..
وتمنياتنا لها بالتوفيق والسداد بالقادم من أعمال.
#محمد_المحسن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟