أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عرفتها..وعرفتها الساحة الشعرية في أصقاع عربية كثيرة..














المزيد.....

هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عرفتها..وعرفتها الساحة الشعرية في أصقاع عربية كثيرة..


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


هي شاعرة يسكنها الشعر وتسكنه،علاقة جدلية بينهما لا تنفصم عراها،صاغتها الأقدار،الغربة والإغتراب والحنين إلى وطن يلتحف الدياجير في زمن الهزائم والإنكسارات..تعلّقت بالكلمات،وتعلّقت الكلمات بها،وعاشا معا متلازمين كحالة عشقية سرمديّة،أو كما عاشقة تتعبد بخشوع وبإنضباط صارم في محراب الشعر،كي ترسم بالكلمات للقادمين في موكب الآتي الجليل وطنا سليبا ومستلبا..لكنه ظل نبراسا يضيء دروب الشعراء والمغتربين..
أسلوبها في الشعر المختزل المختزن لا يستغرق زمنا طويلا في قراءته،لكنه يحتم على القارئ الوقوف طويلا عند الإبحار في عالمه وخياله ودلالة معانيه،فهو قليل كثير،وسهل ممتنع،يستعصي على غير المكتنزين بذلك المعجم اللفظي والدلالي والأسلوبي للشاعرة،فقصيدتها في كثير من الأحيان ومضة بارقة تبعث حكاية البارق النجدي عند الصوفيين في المخيلة حين يمتزجون ويتحدون مع الذات الإلهية وفق تعبيرهم ومعتقدهم.
والحياة عندها قطار طويل وسكة ومحطات ولذة ارتحال..والكتابة عندها رحلة لا ترجو منها وصولاً ولا راحة..هي نسق حياة سبحة لا نهائية..ومحطات عديدة،وظل يُكمل بهجة الاستكشاف،يعاند الصعوبات،ويحوّل التعب الى ثمار،والثمار الى لذة..
هي سيرة حياة مذهلة،اعتبرها اطول قصيدة كتبتها،جبلتها من ترابها ورصعتها بفسيفساء متقنة اكتنهت اسرارها وعبثت بالوانها.
إن التكامل الجمالي-في قصائد الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير-يكمن في روح البناء الكلية من حيث الشفافية والعمق والتماسك الجمالي بين الأنساق،فثمة قيمة جمالية في الاندماج والتلاحم بين الأنساق الوصفية والمضافة، مما يرتد على إيقاع النص الشعري بشكل عام،لاسيما في العلاقات الجدلية التي تعطي جمالياتها على الشكل النسقي التضافري الذي تشكله القصيدة..
منهجها في السعر حفر في صخور الحرف،وبناء دؤوب لحصون المداد "عبارة فوق عبارة " (1) .
إن خصوصية التجربة الشعرية للشاعرة الفلسطينية الكبيرة أ-عزيزة بشير تمتاز باكتنازها بالرؤى والدلالات المراوغة التي تباغت القارئ في مسارها الشعري،وهذا يعني أن الحياكة الجمالية في قصائد الأستاذة عزيزة بشير،حياكة فنية يطغى عليها الفكر التأملي والإحساس الوجودي،وكشف الواقع بمؤثراته جميعها..
إن الحياكة الجمالية في جل قصائدها -ترتكز على المخيلة الإبداعية،ومستوى استثارتها،الأمر الذي يؤدي إلى تكثيف الرؤى، وتحقيق متغيرها الجمالي..
ذهبت في قصائدها الى اقاصي العذاب كما الى اقاصي الصبر والتحدي،متقنة بمهارة مذهلة شهوة الاسترسال وبراعة الومض…تكتب وتكتب وكأن الكلمات تتوالد وتنساب بسعادة الى قصيدتها، وبسهولة الى القارئ من اصابعها المتعرشة على قلم لا ينضب حبره..
لاتحاول الشاعرة الفذة أ-عزيزة بشير -أن تسترضي قارئها او تستميله او يمجّد قصائدها.هي تصافح البؤس البشري،وتروي سقوط المحتل الغاشم في هاويته،وتفتح بجرأةٍ ستارة تفضح ما نوّد ان نخفي لإراحة ضمائرنا..تكتب الحياة مشددة على وجهها المُعتم كي تحتفي ببهائها المتعالي على التراب المُعّفر.
تحملك قصائدها على جناح المتعة إلى أقاصي مدائن الذوق والبهجة..
لغتها مسافرة مع الريح،تداعب فلسطين المترعة بالعذاب في نخاع العظم،تضمد جراحها وتبكي عذاباتها في زمن مفروش بالرحيل..وترعى شوقها رعاية اليم لموسى..
للواقع ظلمة وللحقيقة نور يجعل للمعنى تجليات،وللصورة الشعرية حركة وحس على أرض قصيدة تصبح آهلة بأرقى المشاعر وأصدقها تتفاعل وتتأثر في كل من يكون بين يديها،تسكن وجدانه فيشعر بروعة جمال الصورة وعذوبة حلاوة معنى له نماء في عقل وفكر يعزف لحن شاعرة تتهادى على إيقاعه قوافل القوافي لتقول لنا هذه أنا..أ-عزيزة بشير شاعرة التحدي والصمود في وجه الليالي العاصفات..والمواجع المبكيات..
هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير ،كما عرفتها..وعرفتها الساحة الأدبية والشعرية في أصقاع عربية كثيرة..
لنستمتع جميعا بهذه القصيدة للشاعرة الفلسطينية السامقة أ-عزيزة بشير تاركا للقارئ الكريم حرية التفاعل والتعليق،وملتمسا منه حبس دموعه..ولنا عودة إلى مشهدها الشعري عبر مقاربات مستفيضة..

…….يموتونَ جوعاً وقوافلُ………
……..…الإمدادِ قُرْبَهُمْ!…… …

بورِكتُما يابْني فهذي صَرْخَةٌ
وصَلتْ قُلوباً للشّعوبِ……. وَهزّتِ

فَبكتْ دُموعاً ليسَ تَمْلِكُ غيْرَها
وقَوافِلُ الإمدادِ، …….. ليسَ بِدمْعَةِ

وقَوافِلُ الإمدادِ تبغي نَخوَةً
بَلْ قوَّةً تدفَعْهَا ……… نحْوَكِ غزّتي

حتّى تَعودَ الرّوحُ قبْلَ خُروجِها
وتَزُفُّ لِلدّنيا …….. .هَدايا إخْوَتي

يا أُمّةَ المِليارِ ، هلاّ تسمعينْ؟
ألطِّفلُ يصرُخُ:"يستغيثُ ……لِخُبزَةِ

ألجوعُ يفتُكُ والقوافِلُ قُرْبَنا
والنّتنُ والمعتوهُ ……يأبَوْا نَجْدَتي

ألرّوحُ تُزْهَقُ والدّماءُ غزيرةٌ
والجوع ُ يفتُكُ أُمّتي…….. في غزّتي

عارٌ عليْكُمْ أنْ نُبادَ بِظِلِّكُمْ
أهلَ الحضارةِ والكِتابِ …..وَنخْوَةِ!

همْ كالوُحوشِ أترضخونَ لأمرهِمْ؟
خافُوا الإلهَ وَفاجِئونَا……. بِنُصْرةِ"!

عزيزة بشير




1-مقدمة توفيق بكار لرواية " السدّ " لمحمود المسعدي



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونسيات مبدعات..في المهجر) الشاعرة والباحثة التونسية د-آمال ...
- جولة-في قصيدة الشاعرة التونسية الكبيرة د-آمال بوحرب -تجملت ب ...
- وحدها المقاومة الفلسطينية الباسلة..قادرة على كسر بعض المحرّم ...
- على هامش -الصمت العربي الخلاّب- في ظل محرقة غزة ! -متى ستُسع ...
- على هامش اليوم العالمي للغة العربية* شعراء عرب يتغزلون في سح ...
- رسالة مفتوحة..إلى..من يهمه الأمر..* الباذنجات المليئة بالبذو ...
- ايمان بن حمادي..كاتبة تونسية متميزة تعبق بعطر الإبداع..وشذى ...
- جماليات الصورة الشعرية..قراءة موضوعية جمالية في قصيدة الشاعر ...
- اشراقات اللغة..وتجليات الصور الشعرية في قصيدة الومضة لدى الش ...
- شيرينُ..يمامة..توارت خلف الغيوم*--قصيدة منبجسة من ضلع المراي ...
- هنا تونس مولود شعري فاخر لشاعر ألمعي
- تجليات البعد الفني والأسلوبي في قصيدة -حلول- للشاعرة التونسي ...
- فلسطين التاريخ والحضارة..في وجدان الشعراء ( قصيدة الشاعر الت ...
- جمالية الشعر والمشاعر..في قصائد الشاعرة التونسية المتميزة أ- ...
- غزة..في وجدان الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...
- نخبة من الشعراء العرب جعلوا من فلسطين..نبراسا يضيء عتمات الت ...
- الإبداع..بين حرية الإرادة..وهاجس الخوف من -عصا الرقيب -..!
- تجليات الحبكة والأسلوب في الخطاب الشعري..لدى الشاعر التونسي ...


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عرفتها..وعرفتها الساحة الشعرية في أصقاع عربية كثيرة..