أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - الإبداع..بين حرية الإرادة..وهاجس الخوف من -عصا الرقيب -..!















المزيد.....

الإبداع..بين حرية الإرادة..وهاجس الخوف من -عصا الرقيب -..!


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7953 - 2024 / 4 / 20 - 23:19
المحور: الادب والفن
    


الإبداع..بين حرية يلز


–«إن دور الكاتب لا يخلو من المهام الصعبة.ولا يستطيع أن يضع نفسه اليوم في خدمة أولئك الذين يصنعون التاريخ،فهو في خدمة أولئك الذين يعانون من التاريخ.» (ألبير كامو )

–أنكتبُ لأنفسنا أم للآخرين؟ أندافعُ بكتاباتنا عن بؤسِ العالم وبؤس الوطن أم أنَّ الأمر برمته لا يعدو كونه تسريبات لمعركة النفس الداخلية؟ (الكاتب)

تصدير:
سنظل نكتب بحضور الفكر والضمير أيضا،وسنظل كذلك على استعداد للشهادة من أجل ما نعتقد أنه الحق.ورغم-أنهم-حرموا علينا حتى حق الإستشهاد،واحتكروا لأنفسهم “بطولة الرأي الواحد” التي سنبقى نرفضها..ولو لم نجد غير أظفارنا،وجدران المقابر أدوات للكتابة والنشر..(الكاتب)

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ إن الكتابة تسكن الكاتب،فتصبح وجوده الذي يتحرك،وكيانه الذي يتماهى،فيغدو الكاتب مفتونا بالكتابة مهووسا بها.وحينما يعمد إلى الكتابة فإنه يجد متعة ولذة منقطعتي النظير،لا يحس بهما غيره،وذلك لأن ما يكتبه ليس شيئا منفصلا عن ذاته وكيانه، بل إن ما يكتبه متصل بذاته الإنسانية،وبعواطفه،وبمشاعره وأحاسيسه،بمعنى أن الكتابة تشكل بالنسبة للكاتب الكل في الكل،فهي ليست فقط وسيلته لمحاكاة الواقع والأحاسيس،ولكنها أيضا غايته المنشودة وهدفه الأسمى.ومن ثمة فهناك قوة دفينة ومحرك لا مرئي يدفع الكاتب نحو بحر الكتابة،ألا وهو الشغف والحب والهوس بالكتابة.
إن الكاتب يحرص دوما على مراعاة الجانب الجمالي في كتاباته،وهذا الجانب الجمالي يتحقق بمجموعة من العناصر،على رأسها الفكر،فالنص أو الكتاب أو المقال لا يمكن أن يجذب القارئ إلا إذا كان ذا فكرة هادفة،والكاتب البارع هو الذي يتناول الأفكار الهادفة ويعرضها في يسر وسهولة،لأنها الأساس الذي لا يستقيم النص إلا بوجوده وتواجده،وكل نص لا ينطوي على فكرة هادفة يكون مصيره الهجر والنسيان.
ولكن..ألا يخشى الكاتب -مقص الرقابة-؟
لا شكّ أن موضوعاً كهذا ملتبس,وحسّاس,وقابل للتأويل.لكنّه ذو فائدة تتعلّق بثوابت في حياتنا وأفكارنا وثقافتنا،لا بدّ،بين حين وآخر،من تحريكها وتقليبها،ومعاودة النظر إليها،على غرار مختلف المراجعات لمختلف الشؤون العامة والخاصة،الفكريّة وغير الفكريّة في مجمل حياتنا.
ومن الطبيعي أنك حين تبدع تحت عيون”لا تنام”ووعيد مُنذر،ترتبك وتتعثر وتطير على ارتفاع منخفض بالضرورة.لهذا،ولغيره،لا يكفّ المبدع عن الشكوى من الرقابة،وعن المطالبة برفعها وإلغائها ليكون حراً.ولهذا،أيضاً،يُرجع عديد من المبدعين تعثّر إبداعهم أو غموضه أو ضعف جرأته أو عدم غوصه عميقاً أو تجدّده..إلى وجود مؤسسات رقابة عربية بيروقراطية،متسلّطة،جائرة.
قامت السلطات في الآونة الأخيرة بمنع أكثر من عمل أدبي في عدة بلدان عربية من التداول، تحت دعاوى حماية القيم والأخلاق في المجتمع. ويرى الأدباء أن هذه الدعاوى لا علاقة لها بالإبداع،ويخشون من تفاقم الظاهرة،والتمادي في عمليات المنع والتقييد،ما يهدد حرية التفكير،ويضعها تحت وصاية رقابة تفعل ذلك من دون أي مبرر فني أو سند موضوعي،مثلما جرى للمجموعة القصصية «المكحلة»،للكاتب الليبي أحمد يوسف عقيلة،معلناً أن السلطات في بلاده منعتها من التداول، ودون إبداء أسباب،أيضاً أعلن الأديب الأردني إبراهيم نصر الله عن تعرض أعماله الشعرية للمنع من التداول، في «معرض عمان الدولي للكتاب»، ثم عودتها بعد اتصالات مضنية، وهو المصير نفسه الذي عانى منه الروائي المصري علاء فرغلي،حين أعلن عن منع روايته «ممر بهلر» من التداول في مصر،وقد أثار ذلك حالة من الاستياء والاستهجان في الوسط الثقافي.هذا،دون أن ننسى عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين،أبرز ضحايا الرقابة في مصر، وأزمة كتابه «في الشعر الجاهلي» الصادر عام 1926،التي وصلت إلى القضاء نتيجةَ الجدل الذي صاحب صدوره،وتطور إلى حد الدعوة لقتله،ما اضطره إلى تغيير عنوان الكتاب ليصبح “في الأدب الجاهلي”،بعد أن قام بحذف فصل منه، ووضع بديلاً له،مع إضافة فصول أخرى..
ولكن..
رغم أن قرارات مصادَرة الكتب ومنعها من التداول تتخذها سلطات ليست ذات صفة دينية،فإن كل ما تم بشأنها في كثير من الدول العربية كان بذرائع تتمسح بالدين،ويسوقها دائماً الذين ينصّبون أنفسهم أوصياء على المجتمعات،لكن هدفهم الأساسي يكمن في السيطرة على الخطاب وحركته داخل الثقافة،كجزء من السيطرة على الوعي بصورة عامة،ولأن الأمر لم يعد ممكناً في عصر السماوات المفتوحة،فقد تحولت الرقابة إلى جهاز منفصل عن الواقع يحاول فقط أن يرضي ذاته والقائمين عليه، دونما أي أثر حقيقي على الأرض.
وهنا أؤكد،أن ضوابط العمل الابداعي كثيرة ومتعددة، تختلف وتتنوع باختلاف المجتمع الذي ينتمي إليه المبدع، وهذه الضوابط قد يحددها الفرد لنفسه، كالقناعات والمبادئ الخاصة، التي تسطر طريقة عيش المبدع وممارساته الإبداعية. ومنها ما لا يحددها الفرد وإنما هي نتاج تطور المجتمع وعصارة تجربة الفاعلين فيه،وهي مجموعة الضوابط العامة الدينية والأخلاقية والاجتماعية والحضارية، التي يتفق على تسميتها بالثقافة.والضوابط إطار جامع،له نواميسه وقواعده وأعرافه.و يبقى المبدع أحيانا رهين التقنية التي يستعملها كالذي يخضع لأنطمة العمل الرقمية مثلا،وهو لا يشتكيها بقدر ما يتكيف معها. فكيف له أن يقبل بهذه ويرفض تلك؟
ختاما أقول : لا حاجة ماسة للرقابة على الإبداع تحت أي مسمى،ذلك أنّ المبدع الذي يحمل أنبل رسالة،ألا وهي رسالة الفن،هو أهل لأن يكون رقيبا على نفسه،ولا أحد غيره يمكن أن يراقبه غير ضميره وحسّه الفني ووعيه باشكاليات واقعه.
والسؤال الذي أطرحه : -أنكتبُ لأنفسنا أم للآخرين؟ أندافعُ بكتاباتنا عن بؤسِ العالم وبؤس الوطن أم أنَّ الأمر برمته لا يعدو كونه تسريبات لمعركة النفس الداخلية؟
ومهما كان الأمر،سنظل نكتب بحضور الفكر والضمير أيضا،وسنظل كذلك على استعداد للشهادة من أجل ما نعتقد أنه الحق.ورغم-أنهم-حرموا علينا حتى حق الإستشهاد،واحتكروا لأنفسهم “بطولة الرأي الواحد” التي سنبقى نرفضها..ولو لم نجد غير أظفارنا،وجدران المقابر أدوات للكتابة والنشر..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات الحبكة والأسلوب في الخطاب الشعري..لدى الشاعر التونسي ...
- على هامش العرس الشعري التونسي : (الملتقى العربي لشعر المقاوم ...
- حين يناديني صوت الواجب النضالي..إلى ساحة الأدب المقاوم *
- حين تعزف قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي لحنا مقدَسيا ...
- حين تتحوّل الكلمات..إلى لوحة فنية بأنامل شاعر كبير بحجم هذا ...
- د-طاهر مشي شاعر تونسي كبير يغزل من خيوط العشق..قصيدة للمطلة ...
- حين تكتب المبدعة التونسية أ-نعيمة المديوني..برحيق الروح..ومد ...
- رمضان على لسان الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (قصيدة أقبلت ...
- الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير..تكتب لغزة بحبر الر ...
- الشاعرة التونسية د- فائزة بنمسعود : تتعامل مع النص بوصفه غاي ...
- وجه من النخبة الفكرية والثقافية التونسية: الشاعر التونسي الك ...
- عبق الشعر..وعطر الكلمة في قصائد الشاعرة التونسية د-فائزة بنم ...
- بلاغة الصورة..وَمَهارة اللغة الشعرية في قصيدة الشاعرة التونس ...
- إشراقات صورة الوطن..في قصيدة :-يا تونس الأحداق-..للشاعرة الت ...
- جمالية الومضة الشعرية في نصوص الشاعرة التونسية د-زهيرة بن عي ...
- حين تخترق الكلمة سجوف الصمت والرداءة..وتتحدى لهيب الجحيم (جم ...
- حين يذهب الشعر إلى المحرقة..يدخل أتونها يحترق بها ومعها (قصي ...
- شعراء تونسيون حملوا هم القضية،وكتبوا -فلسطين شعرا-،ساروا بها ...
- قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي -بلادي عزي..وفيك اعتز ...
- لقاء خاطف مع أستاذة الموسيقى الموهوبة نورة حمدي


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - الإبداع..بين حرية الإرادة..وهاجس الخوف من -عصا الرقيب -..!