أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين تعزف قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي لحنا مقدَسيا مقدّسا (-أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!- أنموذجا)















المزيد.....

حين تعزف قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي لحنا مقدَسيا مقدّسا (-أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!- أنموذجا)


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 02:05
المحور: الادب والفن
    


-الشاعر هو جبهة الدفاع الأولى عن قضايا الخير والعدل والإنسانية بأدواته التي تنبثق من الضمير وتصل إلى الضمير (الكاتب)

-في القدس،أعني داخل السور القديم،أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى تصوّبني،فإن الأنبياء هناك يقتسمون تاريخ المقدّس..يصعدون إلى السماء ويرجعون أقلّ احباطا وحزنا،فالمحبّة والسلام مقدّسان وقادمان إلى المدينة..(محمود درويش)

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي شاعر يتنفس الهم الفلسطيني،ويستنشق العبق المقدسي،تحمل عدد من قصائده رسالة للأمة مفادها أن القدس قلب ينبض في جسد كل مسلم،ودم يسري بين شرايين كل عربي.و"الطاهر"،له الكثير من القصائد التي تناولت القضية الفلسطينية وقد تجلت في قصائده القدس العروس،على غرار " لنحْمِي الأقصَى والإسلامَ جَمْعا" فلسطين العربية "..أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!"..إلخ
لقد تركت نكبة فلسطين عام 1948 أثراً واضحاً في التاريخ المعاصر،فهي أشد ضراوة وأطول عمراً وأكثر عمقاً،ما جعلها أكثر إثارة لمشاعر الشعراء الذين تركوا لنا تراثاً أدبياً خصباً، يمتاز بالصدق في العاطفة والبراعة في التصوير والسمو في الرؤى.
ولعلّ فلسطين بحضارتها ومعاناة أهلها وخلود هويتها العربية كانت أبرز محاور الإبداع في عدد من قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي ( أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!-نموذجا)
هذا الشاعر الفذ ما فتئ شعره يلهج بذكر فلسطين،ويستغيث الشعوب لنجدة أهلها.
هي فلسطين تاريخ طويل من النضال وإرث خالد من البطولات،وسجل ناصع للشهادة،تتراكم عبر الشعر الذي قيل فيها معاناة الفلسطينيين وأحزانهم النبيلة وصمودهم المذهل..
أقصَى*يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!
ألعيدُ يُقبِلُ والأحزانُ تَتّصِلُ
تكبيرُ،تسبيحُ والأخلاقُ وَالمُثلُ
أذكارُ للّهِ عند الصّبحِ تسمعُها
تُحيِي الفؤادَ وتُبْري مَن بِهِ عِلَلُ
ندعو الإلهَ ونَسْتجديهِ يحفَظُنا
يُحْيي قلوباً بِها الأوجاعُ تعْتَمِلُ
موْتٌ لوالِدِي والأعيادُ قد سَطعتْ
(غزّا) تُبادُ وفيهَا الخَطبُ يكتَمِلُ
رُحماكَ ربّي لتَرفقْ فيهما أبَداً
نصرٌ لغزّا،أبِي الجنّاتُ مُدّخَلُ
فالعيدُ أقبلَ والأبوابُ قد فُتِحتْ
والأيدي تُرفَعُ للخلّاقِ،تبتَهِلُ !
صُهيونُ غوّلَ،يا ربّي لِتُفرِجَها
أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!
طاهر مشّي
الشاعر أول ما يبدأ به هو التفكير في الموضوع الذي سيقول فيه شعره فإذا وافق الموضوع هواه بدأ برمي البذار على السياق والترتيب.هذا هو الإبداع والتمييز في الشعر الجميل لأن الغاية في النهاية منه هي التأثير في المتلقي وهذا التأثير لابد من أن يصل إليه بأجمل صورة حتى يبهر به ويسحر بشذا قوله،وهذا بالطبع مع الصدق في القول الذي هو عماد الشعر والقصيد وهو الذي يكشف عما في داخل الشاعر من مشاعر وأحاسيس،وعليه فإن الشعر يحقق الأثر الكبير في المتلقي وهذا لايكون الا مع الشعر الصادق الذي يعبر عن عاطفة حقيقية تنبع من نبض الشاعر فتخرج الكلمات بسحر وأثارة،لذا كانت قصيدة د-طاهر مشي بإبتهالاتها في منتهى الروعة والإبداع،وكانت من السهل الممتنع حقاً،والشاعر الصادق هو الذي يعبر عن تجربة صادقة يكون قادراً من خلالها على التأثير في المتلقي مما يجعله أكثر اقبالاً على شعره وإصغاءً له والاستمتاع معه..
يعبّر د-طاهر مشي في شعره عن رغبة واضحة،تشكّل مرتكزاً مهماً لفكره النضالي،وتقوم هذه الرغبة على تأصيل الاتّجاه المقاوم في الوجدان العربي،وصقله بالشخصية الفلسطينية،التي تنبعث في نصوص الشاعر نيران غضب في وجه المغتصب،وإشادة بالصمود الأسطوري المذهل للمقاومة الفلسطينية سيما بغزة..أرض العزة،لذلك كان التأكيد على ثبات الهوية الفلسطينية في مواجهة سياسة التهويد،وسلب الحقوق التي ينتهجها الاحتلال الغاشم.
مَنْ يقرأ شعر د-طاهر مشي يلمس حالة من النقاء الوطني والالتصاق بأرض فلسطين التي تحولت إلى لحن يعزفه الشاعر بأنغام الحزن الشفيف والأمل المكمم،يقاوم من خلاله كلّ حالات الألم والهزيمة والإنكسار..
وشاعرنا-د-طاهر مشي بقصائده الحماسية المنتمية لفلسطين يسير على طريق الشعراء الفلسطينيين الكبار: محمود درويش،سميح القاسم،إبراهيم طوقان،وعبدالرحيم محمود،وعبدالكريم الكرمي،وغيرهم من الشعراء الملتزمين بهذه القضية المقدسة : فلسطين.
لقد فهم هذا الشاعر الفذ العلاقة بفلسطين اتّحاد كامل بالتراب وحبّ لا ينضب لوطن يستحق التضحية والفداء،ممّا يعكس أهمية الذاكرة الشعريّة في صياغة الوجدان الشعري،واستحضار الأحداث..
وتبقى فلسطين عروس المدائن،وحالة عشق لا تقاوم،تفوح بعبق العروبة،وتكتنز بإرث الحضارة،تنبض بدم عروبي دافق،وتلهج بالرغبة الجامحة بعودة أبنائها إليها مهما طال الفراق..
ويظل الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي يكرس بعزيمة صلبة،وإرادة فذة لا تلين ثقافة المقاومة وجذوتها الملتهبة التي تمنح الحرية والكرامة للشعوب،وتؤمن بمقدرات الأرض الحُبلى بالنضال،والمكتنزة بالإيمان بالنصر المحتوم،ترتدّ إلى جذر حضاري راسخ،وفعل إنساني معاصر،لا تحدّ منه قسوة الحياة،ولا تنال منه أيدي المحتلين.
ختما أقول : نعم إنها القدس إنها الأرض الفلسطينية والإنسان العربي،إنه الوطن بكل حروفه ومكوناته في عيني شاعر عربي تونسي أصيل مهوس بعشق فلسطين أكد بصمته الشاعرية بكل جدارة في عروبة هذه المدينة العريقة،فأيكم يا "طاهر"يسكن الآخر،إنك الساكن المسكون وتستحق هذا الثناء مني بجدارة واقتدار دون مجاملة ولا محاباة..


*المسجد الأقصى هو المسجد الذي أسري بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام إليه،والقصة وردت في القرآن،إذ قال الله تعالى في بداية سورة الإسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" (الإسراء – الآية 1).
وهو أيضا أولى القبلتين،حيث صلى إليه المسلمون طوال الفترة المكية،إضافة إلى 17 شهرا بعد الهجرة،قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام،كما أنه ثالث المساجد التي تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
وبالإضافة إلى ذلك،فقد ظل المسجد الأقصى على مدى قرون طويلة مركزا مهما لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية،ومركزاً للاحتفالات الدينية الكبرى،ومكانا لإعلان المراسيم السلطانية وتعيين كبار الموظفين.
يُقدّس اليهود أيضًا المكان نفسه،ويطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ «جبل الهيكل» نسبة إلى هيكل النبي سليمان،وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب مُعتقدها.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تتحوّل الكلمات..إلى لوحة فنية بأنامل شاعر كبير بحجم هذا ...
- د-طاهر مشي شاعر تونسي كبير يغزل من خيوط العشق..قصيدة للمطلة ...
- حين تكتب المبدعة التونسية أ-نعيمة المديوني..برحيق الروح..ومد ...
- رمضان على لسان الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (قصيدة أقبلت ...
- الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير..تكتب لغزة بحبر الر ...
- الشاعرة التونسية د- فائزة بنمسعود : تتعامل مع النص بوصفه غاي ...
- وجه من النخبة الفكرية والثقافية التونسية: الشاعر التونسي الك ...
- عبق الشعر..وعطر الكلمة في قصائد الشاعرة التونسية د-فائزة بنم ...
- بلاغة الصورة..وَمَهارة اللغة الشعرية في قصيدة الشاعرة التونس ...
- إشراقات صورة الوطن..في قصيدة :-يا تونس الأحداق-..للشاعرة الت ...
- جمالية الومضة الشعرية في نصوص الشاعرة التونسية د-زهيرة بن عي ...
- حين تخترق الكلمة سجوف الصمت والرداءة..وتتحدى لهيب الجحيم (جم ...
- حين يذهب الشعر إلى المحرقة..يدخل أتونها يحترق بها ومعها (قصي ...
- شعراء تونسيون حملوا هم القضية،وكتبوا -فلسطين شعرا-،ساروا بها ...
- قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي -بلادي عزي..وفيك اعتز ...
- لقاء خاطف مع أستاذة الموسيقى الموهوبة نورة حمدي
- د-طاهر مشي..شاعر تونسي كبير..منبجس من ضلوع الألم..
- تمظهرات الموت بصوره القاتمة في قصيدة - تقترب منٌي الساعة..ال ...
- الإحتفاء ب-عيد الحب- بقلب مكسور..!
- الومضات الشعرية للشاعرة التونسية القديرة أ-نعيمة المناعي..مر ...


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين تعزف قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي لحنا مقدَسيا مقدّسا (-أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!- أنموذجا)