أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين تراهن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة -أ عزيزة بشير على الإدهاش الهادئ..والشهقة المدوية في كهوف الروح..














المزيد.....

حين تراهن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة -أ عزيزة بشير على الإدهاش الهادئ..والشهقة المدوية في كهوف الروح..


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


قد لا يحيد القول عن جادة الصواب،إذا قلت أن شعر الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير،جلباب نسجته بأناملها الحرفية الدقيقة مختزلة قيم الحب والشوق والحنين والولاء للروح والمكان..وفلسطين أولا وأخيرا،ناشرة هويتها بين قلوب الناس بطاقات وشهادات ميلاد جديدة،كزهرة أقحوان فواحة بأريجها ووريقاتها التي لا تذبل..
ذلك هو شعر”أ-عزيزة”التي جعلت منه سبحة أناملها تتعبد بها كلما ضاق صدرها بإكراهات الحياة،شاعرة تبث الأمل وهي تلتقط الحكمة من أبسط الأشياء بمحيطها بأسلوب شاعري رقيق يشد القارئ ويحمله كمنصت مرهف الإحساس إلى عوالمها الخفية،وبذلك جعلت الشعر كيمياء الحياة المنشودة..
كنت أشرت في مقاربات سابقة إلى أن خصوصية التجربة الشعرية للشاعرة الفلسطينية الكبيرة أ-عزيزة بشير تمتاز باكتنازها بالرؤى والدلالات المراوغة التي تباغت القارئ في مسارها الشعري،وهذا يعني أن الحياكة الجمالية في قصائد الأستاذة عزيزة بشير،حياكة فنية يطغى عليها الفكر التأملي والإحساس الوجودي،وكشف الواقع بمؤثراته جميعها..
إن الحياكة الجمالية في جل قصائدها -ترتكز على المخيلة الإبداعية،ومستوى استثارتها،الأمر الذي يؤدي إلى تكثيف الرؤى، وتحقيق متغيرها الجمالي..
ذهبت في قصائدها الى اقاصي العذاب كما الى اقاصي الصبر والتحدي،متقنة بمهارة مذهلة شهوة الاسترسال وبراعة الومض…تكتب وتكتب وكأن الكلمات تتوالد وتنساب بسعادة الى قصيدتها، وبسهولة الى القارئ من اصابعها المتعرشة على قلم لا ينضب حبره..
هي شاعرة تسافر كلماتها عبر الغيوم الماطرة،وتنبجس قصائدها من ثقوب الذاكرة كي ترسم بمداد الروح لوحات إبداعية تترجم لوعة الفراق،مواجع الغربة ولسعة الإغتراب..
تعود بنا أحيانا إلى طفولتها الأولى..ولا شيء يحميها من جبروت أفكارها النازفة سوى الشعر..والشعر بلسم للروح حين تتشظى..
وقبل أن نلج قصيدتها "كم منطِقٍ فِيهِ الحقيقةُ تُقلَبُ…! أؤكد أن ثمة علاقة جدلية بين الشاعر وبين ثقافته..وبين الشاعر وطين الأرض..ونصوص الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الأستاذة عزيزة بشير تعبق بعطر الإبداع..وتزخر بتجليات الفكر الممتد منذ سقراط إلى يومنا هذا..نصوص مترعة بالأسئلة الوجودية وحافلة بالموسيقى والجمال...وتلك اهم مقومات القصيدة.-في تقديري-
وللقراء..سديد النظر..

كَمْ منطِقٍ فِيهِ الحقيقةُ تُقلَبُ… !
هذي الحكايةُ والحقيقةُ أغْرَبُ
يَهوَى الرّجوعَ لِقُدسِهِ ؛ فَيُجَنَّبُ!
وهْيَ الغريبةُ تُرْتَشى ؛ لِتَوَطُّنٍ
في(قُدسِهِ) في أرضِهِ …. وَتُرَغَّبُ !
تِلكَ الغرابةُ ! كيْفَ ذاكَ يكونُهُ؟
أشَريعُ غابٍ بالدِّماءِ مُخَضّبُ ؟!
-ذاكَ الذي يهْوَى الرُّجوعَ،(مُواطِنٌ )
ليْسَ (اليهودِي) جوازُهُ.. وَمَثالِبُ !
– وهْيَ التي تُغرى ، (فَعَنْهُ غريبةٌ)
لكنْ ( يَهودِي) جَوازُها ؛ فَتُقَرَّبُ !
يا كُلَّ خلْقِ اللهِِ هذِي …..قضِيّتي
عدْلٌ أُهَجَّرُ مِنْ بِلادِي، ….أُغَرّبُ!
عَدْلٌ تُدَكُّ بُيوتُنا ………..وَقُلوبُِنا
وَنَبيتُ كُلٌّ في العَراءِ ……وَنُضْرَبُ !
وَتُصادَرُ الأرْضُ الّتي … عُرِفَتْ بِنا
وَنُزَجُّ في عَتْمِ السّجونِ ….نُعذَّبُ !
صُهْيونُ مَهْلاً !ما فَعَلْتَ بِشَعْبِنا؟
وَلِمَ الغريبُ لِأرضِنا…يُسْتَجْلَبُ ؟
-هذي …حكايَةُ ( لاجِئٍ) وَمُوَطَّنٍ
– كَمْ منطِقٍ فِيهِ الحقيقةُ ،تُقلَبُ !
عزيزة بشير

هذا النص الشعري الذي صيغ بأنامل شاعرتنا الفذة الأستاذة عزيزة بشير،لم يمنحنا كلمات،بل سلمنا مفاتيحًا لعوالمه الداخلية،وأودعنا أسراره في قميص من مجاز..وهو نص لا يُقرأ،بل يُستشف ويُستنشق كعطر قديم،يحفّز الذاكرة والذائقة معًا.
وتبقى للقصيدة مدارات أخرى لم أتناول منها شيئا إذ لكل مقام مقال..وأنا في مقام الإشارة لجودة نص وتفرد ناصة في دنيا القصيد..
قبعتي..يا إبنة جنين الشامخة..



.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة القاص والشاعر التونسي المتميز عادل الجريدي “ ...
- تجليات الإبداع في شعر الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجز ...
- هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عر ...
- تونسيات مبدعات..في المهجر) الشاعرة والباحثة التونسية د-آمال ...
- جولة-في قصيدة الشاعرة التونسية الكبيرة د-آمال بوحرب -تجملت ب ...
- وحدها المقاومة الفلسطينية الباسلة..قادرة على كسر بعض المحرّم ...
- على هامش -الصمت العربي الخلاّب- في ظل محرقة غزة ! -متى ستُسع ...
- على هامش اليوم العالمي للغة العربية* شعراء عرب يتغزلون في سح ...
- رسالة مفتوحة..إلى..من يهمه الأمر..* الباذنجات المليئة بالبذو ...
- ايمان بن حمادي..كاتبة تونسية متميزة تعبق بعطر الإبداع..وشذى ...
- جماليات الصورة الشعرية..قراءة موضوعية جمالية في قصيدة الشاعر ...
- اشراقات اللغة..وتجليات الصور الشعرية في قصيدة الومضة لدى الش ...
- شيرينُ..يمامة..توارت خلف الغيوم*--قصيدة منبجسة من ضلع المراي ...
- هنا تونس مولود شعري فاخر لشاعر ألمعي
- تجليات البعد الفني والأسلوبي في قصيدة -حلول- للشاعرة التونسي ...
- فلسطين التاريخ والحضارة..في وجدان الشعراء ( قصيدة الشاعر الت ...
- جمالية الشعر والمشاعر..في قصائد الشاعرة التونسية المتميزة أ- ...
- غزة..في وجدان الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين تراهن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة -أ عزيزة بشير على الإدهاش الهادئ..والشهقة المدوية في كهوف الروح..