أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - رعد موسى الجبوري - الدماغ البشري والدين















المزيد.....



الدماغ البشري والدين


رعد موسى الجبوري
(Raad Moosa Al Jebouri)


الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 09:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


هل تتذكر آخر مرة أصبت فيها بأنفلونزا شديدة، وعانيت من الحمى، وكانت جميع أطرافك تؤلمك؟ حينها لم تتمكن من التفكير بوضوح، أليس كذلك؟ وعندما حاولت قراءة كتاب أو فعل شيء، لم تتمكن من التركيز. في مثل هذه الحالة، ربما لا يجوز لك الاعتقاد واعتبار العقل والذهن منفصلين عن الجسم - فالأنفلونزا أثرت على عقلك كما أثرت على جسمك.
اخذ علماء النفس منذ القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مثل ويليام جيمس، يربطون الحالة النفسية والشخصية والمشاعر بالحالات الجسدية. وقام العلماء المعاصرون بفحص وتدقيق ادعاء جيمس "بأن حالات الطبيعة المادية يمكن أن تؤثر على اذهاننا، وخاصة أفكارنا وسلوكنا، ووفقا للنتائج التي توصلوا إليها، فأفكار الناس وتصوراتهم تتغير بشكل كبير حسب حالة أجسادهم." [1] ولكن في وضع تأمل واسترخاء يمكننا القول ان هناك سؤالان علميان يطرقان اذهان الناس، على الأقل في عصرنا هذا:
"كيف نشأ الكون؟" و"كيف يعمل دماغنا؟"
ومن خلال مطالعاتي واهتمامي بعلوم التدريس وتطور المعرفة ومن خلال الصدفة، صادفتني بعض الإجابات على السؤال الثاني. وأود هنا مشاركة القارئ العربي الاطلاع عليها.
الدماغ البشري والدين، اخذته عنوان لهذا المقال، وهو مستوحى من اسم أحد فصول كتاب علمي مهم لعالم وباحث مهم. ومن دوافع نشره، تبيان ما توصلت اليه البحوث العلمية الحديثة في مجال التعرف على آليات تكون ونشؤ الأفكار والعواطف عند البشر. فمنذ نهاية القرن العشرين أحدثت انجازات البشرية تقدم هائل في انتاج أدوات ومعدات متطورة لفحص نشاط الدماغ البشري، وخاصة فيما يسمى التقنية العصبية Neurotechnology.
وحتى لا اطيل وأفسد فرصة اطلاع القارئ العربي على نتائج وأفكار هذه البحوث المهمة، سأقتبس ترجمة لمقاطع من احد مؤلفات هذا العالم والباحث المهم واسمه ديك سواب Dick Swaab وهو هولندي، وعنوان الكتاب المترجم عن الألمانية:
"نحن أدمغتنا، كيف نفكر ونعاني ونحب" [2]
اشتهر سواب بأبحاثه واكتشافاته في مجال تشريح الدماغ وعلم وظائف الأعضاء، وخاصة تأثير العوامل الهرمونية والكيميائية الحيوية المختلفة التي ينتجها رحم الام على نمو الدماغ لاحقا. وقام ببحوث حول كيفية ارتباط التباين الجنسي بتشريح الدماغ وأبحاث متعلقة بالتوجه والتحول الجنسي. من خلال بحثه، توصل، حسب كلماته، إلى استنتاج حتمي مفاده أن الأدمغة ليست أشياء نملكها، بل الأدمغة هي ما نحن عليه: فالعمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في أدمغتنا هي التي تحدد كيفية رد فعلنا ومن نحن، وهو من أكثر الباحثين نشاطا في مجال أبحاث الاكتئاب والزهايمر.
حصد سواب العديد من الجوائز العلمية المهمة وكان مشرفا على 84 طالب دكتوراه، و16 طالبا منهم أصبح لاحقا بروفسورا في مجاله.
وهو عضو وعضو فخري ومؤسس للعديد من الجمعيات العلمية والمهنية، وكان ثاني شخص يُمنح لقب أستاذية شرف إميل كريبيلين من معهد ماكس بلانك للطب النفسي في ميونيخ، ألمانيا، عام 1996، وهو أستاذ زائر في ثلاث جامعات في الصين، وفي جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، كما تم تعيينه أستاذا في جامعتي تشجيانغ وهانغتشو في جمهورية الصين الشعبية. وتم تكريمه بوسام فارس أسد هولندا، وهو وسام رفيع المستوى من مملكة هولندا. وهو محرر في العديد من المجلات العلمية في مجالات أبحاث الدماغ. وتعتبر مقالاته مهمة ومعتبرة جدا عند المحافل العلمية في العالم.
واعرض هنا اقتباس من الفصل السادس عشر لكتابه المذكور وعنوان الفصل هو: علم الأعصاب الديني، الدماغ والدين،
((نحن لا نعرف كيف ظهرت كل هذه القواعد السلوكية المنمقة والمجموعات الدينية المختلفة، ولا كيف تمكنت من أن تترك هذا الأثر العميق في نفوس الناس في كل أنحاء العالم. لكن من الجدير بالملاحظة أن هذا الاعتقاد، الذي يتم غرسه باستمرار في الدماغ اثناء أكثر أوقاته تقبلا، يبدو على أنه يتخذ طبيعة الغريزة تقريبا في نهاية المطاف؛ وكما هو معروف فإن جوهر الغريزة هو أن تتبع رغباتها دون تفكير، تشارلز داروين ١٨٧١.
1- لماذا نجد هناك الكثير من الناس المتدينين؟
"نحن نميل الى ان نعزو كل شيء لا نفهمه وعلى الفور الى الاله: فهذا يوفر الكثير من صرف الطاقة في أنسجة المخ ويحميها من التآكل." إدوارد آبي (1927–1989)، "وبما أنه لا يمكن ان تكون جميع الأديان على حق، فإن الاستنتاج الواضح هو أنها كلها خاطئة." كريستوفر هيتشنز (1949–2011).
بالنسبة لي، السؤال الأكثر إثارة للاهتمام فيما يتعلق بالإيمان ليس ما إذا كان هناك إله؟ لكن لماذا نجد الكثير من الناس المتدينين؟ هناك حوالي 10.000 ديانة مختلفة، وجميعهم مقتنعون بوجود حقيقة أساسية واحدة فقط، وكل واحد منهم يعتقد انه يملك الدين الحقيقي من دون الاخرين جميعا. وكما يبدو فأن هذا يشمل كراهية الأشخاص من الديانات الأخرى ايضا. حوالي عام 1500 ميلادي، قام مصلح الكنيسة مارتن لوثر بتشويه سمعة اليهود ووصفهم بأنهم "سلالة من الثعابين". وهكذا أدت كراهية المسيحيين لليهود وعلى مدى قرون طويلة إلى ارتكاب المذابح تجاه اليهود، وفي النهاية مهد هذا الاعتقاد الى جعل المحرقة ممكنة. كما وتم ذبح أكثر من مليون انسان في فترة تقسيم الهند البريطانية إلى الهند الحالية للهندوس وباكستان للمسلمين، ولم تتضاءل الكراهية بين الأديان حتى اليوم. فمنذ عام 2000، شكلت الحروب ذات الخلفية الدينية 43% من الحروب الأهلية.
ما يقرب من 64 في المائة من سكان العالم هم إما كاثوليك أو بروتستانت أو مسلمون أو هندوس. كما وان الأديان لا تختفي هكذا بهدوء بدون ضجيج. فلسنوات عديدة، ساد حصر الإيمان بالشيوعية فقط في الصين، وكان الدين يعتبر "أفيون الشعب". ولكن في عام 2007، اعتبر ثلث الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 عاما وأكثر، مرة أخرى أنفسهم بأنهم مؤمنون؛ ولأن هذا الرقم جاء من صحيفة تحت رقابة الحكومة، وهي صحيفة تشاينا ديلي China Daily، فمن المؤكد أن العدد الفعلي لن يكون أقل من ذلك. يقول حوالي 95% من الأمريكيين أنهم يؤمنون بالله، و90% يقولون إنهم يصلون، و82% منهم يؤمنون بوجود الله، ويعتقدون أن بإمكانه صنع المعجزات، وأكثر من 70% منهم يعتقدون انهم سيتم احيائهم بعد الموت، ومن الغريب أن 50% فقط يؤمنون بالجحيم، وهذا أمر غير متسق ولا ينسجم مع النسب السابقة. أما في هولندا العلمانية فإن النسب المئوية أقل، فقد توصلت دراسة بعنوان "الله في هولندا" في أبريل 2007 إلى نتيجة مفادها أن نسبة الخروج من الكنيسة ارتفعت من 33 إلى 61 بالمائة خلال 40 عاما، وان أكثر من نصف الهولنديين لديهم شكوك، وبالتالي فهم لا أدريون أو يؤمنون بـ "شيء ما"، و14% منهم فقط ملحدون ونسبتهم هي نفس نسبة البروتستانت، ولم يتبق سوى عدد قليل من الكاثوليك حوالي 16%.))
ويستمر سواب ويكتب ((حسب ما أخبرني به البروفيسور هيرمان فان براغ، وهو أستاذ فخري للطب النفسي البيولوجي، في ندوة عقدت في إسطنبول عام 2006 أن الإلحاد يشكل "شذوذاً" لأن 95% من الناس في الولايات المتحدة مؤمنون، فأجبته: "هذا يعتمد على ما تستخدمه للمقارنة". فقد وجدت دراسة استقصائية أجريت عام 1996 بين العلماء الأمريكيين أن 39% منهم كانوا مؤمنين، وهي نسبة أقل بكثير من النسبة بين إجمالي السكان. ومن بين العلماء البارزين في الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، نجد سبعة بالمائة فقط يؤمنون بالله، والتدين بين الفائزين بجائزة نوبل يكاد يكون معدوماً. ومن بين الزملاء الإنجليز في الجمعية الملكية للعلوم، فهناك ثلاثة بالمائة فقط متدينون. كما وجد التحليل التلوي[ تحليل في عِلم الإِحصاء يتَضَمَّن تطبيق الّطُرُق الإحصائيّة على نَتائِج عِدّة دِراسات قد تكون مُتوافِقة أو مُتضادّة، وذلك من أجِل تَعيين تَوجُّه أو مَيل لِتلك الّنتائِج أو لإيجاد عِلاقة مُشتَركة مُمكِنة فيما بَينها.]، وجود علاقة بين انتشار الإلحاد ومستوى التعليم ومعدل الذكاء، لذلك فهناك اختلافات ملفتة للنظر بين السكان، ومن الواضح أن هناك انتشار للإلحاد بين السكان الذين يتمتعون بالذكاء والتعليم والتحصيل العلمي ودرجة الاهتمام الفعلي بالعلوم الطبيعية. كما ويختلف العلماء في هذا الموضوع من تخصص إلى آخر: فعلماء الأحياء أقل ميلا للإيمان بالله وبالحياة الآخرة من علماء الفيزياء مثلا. لذلك ليس من المستغرب أن الغالبية العظمى (78٪) من علماء الأحياء التطوريين البارزين يصفون أنفسهم بأنهم "علماء طبيعة خالصة" (= ماديون). فثلاثة أرباعهم تقريبًا (72%)، يعتبرون الدين ظاهرة اجتماعية تطورت مع تطور الإنسان العاقل Homo Sapiens، أي كجزء من عملية التطور في الطبيعة، ولا تتعارض مع عملية التطور.
وهكذا يبدو أن الدين قد جلب ميزة تطورية، فالروحانية Spirituality هي الحاضنة المنتجة للدين، وكما أظهرت أبحاث الدراسات التوأمية Twin studies، فهذا يتحدد وراثيا بنسبة 50 بالمائة. الروحانية هي صفة موجودة عند كل شخص بنسب متفاوتة، حتى لو لم يكن ينتمي إلى مجموعة دينية محددة. الدين هو الاعراب المشروط بيئيا عن مشاعرنا الروحانية. ومن المؤكد أن قرار ان يكون المرء متدينا ام لا، وان يتحول من دين الى اخر ليس قرارا "حرا". فإن البيئة التي ينمو فيها الانسان تعمل على طبع دين والديه في دوائر دماغه خلال نموه في الطفولة المبكرة، بنفس الطريقة التي تتم فيها طبع اللغة الأم. وتلعب مواد كيميائية تنتجها وترسلها خلايا الدماغ مثل السيروتونين Serotonin دورا في شدة وقوة مشاعرنا الروحانية. ويتناسب عدد مستقبلات السيروتونين في الدماغ مع مستوى الروحانية عند الفرد. المواد التي تؤثر على السيروتونين مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك LSD والمسكالين (موجود في نبات الصبار) والسيلوسيبين (موجود في الفطر) يمكن أن تولد مشاعر وتأثيرات صوفية وروحانية، ويمكن للعقاقير التي تؤثر على النظام الأفيوني في الدماغ أن تؤدي أيضا إلى تجارب روحانية.
اكتشف دين هامر (Dean Hamer) الجين الذي تحدد فيه الاختلافات الصغيرة على المستوى الروحاني، كما يشرح في كتابه الجين الإلهي [3] (The God Gene):
فيوضح لنا لماذا الإيمان يجري في دمائنا. وبما أنه ربما يكون مجرد جين واحد من عديد من الجينات المعنية بذلك، فمن الأفضل أن يطلق على كتابه اسم "جين إلهي".
قام جين هامر بتشفيره vmat2 ،Vesicular monoamine transporter2 ( في العربية، الناقل الحويصلي أحادي الأمين -2)، وهذا هو البروتين الذي يحزم الرسائل الكيميائية (أحادية الأمين) في الحويصلات لنقلها عبر الألياف العصبية في الدماغ وهو أمر بالغ الأهمية للعديد من وظائف الدماغ.
تبدأ وتتم البرمجة الدينية في دماغ الطفل بعد الولادة. فعالم الأحياء التطوري البريطاني ريتشارد دوكينز[4] Richard Dawkins محق تماما حين يعارض بشدة عندما يتحدث الناس عن "أطفال مسيحيين أو مسلمين أو يهود" لأن الأطفال الصغار ليست لديهم إي عقيدة على الإطلاق؛ بل يتم غرسها فيهم من قبل والديهم المسيحيين أو المسلمين أو اليهود خلال مرحلة الطفولة المبكرة، فحينها يكونون متقبلين لحقنها فيهم بشكل كبير. ويشير دوكينز أيضا إلى أن على المجتمع ان لا يتسامح مطلقا مع الحديث عن كون الأطفال في سن الرابعة ملحدين أو إنسانيين أو لا أدريين، وأنه يجب تعليم الأطفال ليس بماذا يفكرون بل تعليمهم الطريقة وكيف يفكرون. كما ويرى أن الايمان الذي تتم برمجته، هو ناتج ثانوي لسمة أخرى في دماغ الطفل توفر ميزة تطورية كبيرة، فيجب على الأطفال قبول التحذيرات واتباع تعليمات والديهم والسلطات الأخرى على الفور ودون مناقشة ليتجنبوا المخاطر المستمرة في محيطهم، ولكن الجانب السلبي لهذه السمة ستكون سذاجة الأطفال. لذلك، سيكون من السهل تلقينهم في مرحلة تطورهم المبكر هذه. وقد يقدم هذا تفسيرا لانتشار معتقدات الوالدين على نطاق واسع. فالتقليد، وهو أساس في عملية تعلمنا الاجتماعي، هو آلية فعالة بشكل لا يصدق. ولهذا فلدينا أيضا نظامنا الخاص من "الخلايا العصبية المرآتية" Mirror neuron في دماغنا. وهكذا وبهذه الطريقة تنتقل الأفكار الدينية من جيل إلى جيل ويتم تثبيتها في دوائر ادمغتنا: على سبيل المثال، أن هناك حياة بعد الموت، وأنه بعد الاستشهاد يصعد المرء إلى الجنة وتستقبله هناك، كمكافأة 72 حورية، ويجب ملاحقة الكفار وأن الإيمان بالاله هو أعلى قيمة من كل اعمال الخير. وكل واحد منا يعرف ولديه من الأمثلة الموجودة في بيئتنا، ما هو مستوى الجهد الضروري للتحرر من مثل هذه الأفكار التي تم تبنيها في المراحل الأولى من تطور الاطفال.)).
ويؤكد سواب ان الدين ظاهرة نشأت في سياق التطور البيولوجي فيكتب ((2- الميزة التطورية للدين، "الدين هو أداة ممتازة للحفاظ على الهدوء والسيطرة على الشعب" نابليون بونابرت (1769–1821).
اثناء عملية تطور الإنسان الحديث، ظهرت خمسة أنماط مميزة للتعبير، والتي نجدها في جميع أنواع الثقافات وهي اللغة وصناعة الأدوات والموسيقى والفن والدين. ونعثر لكل واحد منها على أسلاف في مملكة الحيوان، ما عدا الدين. ومع ذلك فأن الميزة التطورية التي منحها الدين للبشر واضحة بشكل جلي:
1) فالدين يجعل المجموعة متماسكة. وهكذا يبقى اليهود متحدين بواسطة عقيدتهم، على الرغم من تشردهم في الشتات ومحاكم التفتيش واهوال المحرقة. ولهذا فإن الدين يمثل أداة ممتازة للمتسلطين. وكما قال سينيكا [5] Seneca: "الدين يعتبره الانسان العادي صحيحا، وفي وجهة نظر الحكماء خاطئ، وفي وجهة نظر الحاكم مفيدا".
1 أ) إحدى هذه الآليات التي نجدها في اغلب الأديان والتي تضمن تماسك المجموعة هي الرسالة التي تقول، أن الزواج من شخص غير مؤمن (أي شخص لديه عقيدة مختلفة) يعد خطيئة. وفي هولندا هناك قول معروف "عقيدتان على وسادة واحدة، يرقد بينهما الشيطان". ونجد هذا المبدأ في كل دين وهناك تبعات له من العقوبات والتحذيرات. وفصل الدروس حسب الدين تجعل من السهل تبني موقف سلبي تجاه الآخرين، لأن "إذا كنت لا تعرف الشيء، فلا يمكن ان تحبه".
1 ب) وللحفاظ على وحدة الجماعة، يفرض الدين العديد من القواعد الاجتماعية باسم الله، مع تهديدات واضحة جدا أحيانا في حالة مخالفتها من قبل الفرد، وهكذا أصبحت الوصايا العشرة، عند المسيحيين، أكثر صرامة من خلال التهديد باللعنة حتى الجيل الرابع. ويواجه الذين يستهزءون برموز العقائد عقوبة شديدة في العهد القديم، وحتى اليوم نجد ان ازدراء الدين في باكستان يعاقب عليه بالإعدام. كما دعمت تهديدات الكنيسة على تراكم الثروة ونفوذ السلطة. ففي العصور الوسطى، دفع الناس مبالغ ضخمة من المال في سبيل الحصول على "الغفران" ومن أجل ضمان عدد أقل من أيام الحرق في جهنم. وكما قالوا في فترة عصر الإصلاح: "عندما تدفع مال له رنة، تحصل على حواري الجنة". في بداية القرن الماضي، تم منح رجال الدين الكاثوليك وحسب موقعهم، تلقائيا، عددا معينا من الأيام في المطهرPurgatory ، ولا تزال ادوات التهديد والترهيب مستخدمة. ففي ولاية كولورادو الأمريكية مثلا، قام أحد القساوسة بتأسيس "بيوت الجحيم" وقام بإرسال أطفال المدارس المسيحية اليها، فأراد تخويفهم مما ينتظرهم بعد مماتهم إذا لم يلتزموا بقواعد الدين.
1ج) كما وتسعى الأديان على اعتماد إمكانية التعرف على أعضائها، من خلال الخصائص الخارجية مثلا، كالملابس السوداء أو ارتداء القلنسوة على الرأس أو تقلد الصلبان أو ارتداء الحجاب أو البرقع أو من خلال الخصائص الجسدية مثل ختان الأولاد أو البنات، ولكن أيضا من خلال التمكن من معرفة الكتب المقدسة والصلوات وتفاصيل الطقوس. ويجب أن يكون من الممكن التعرف على الفرد وتمييزه على أنه ينتمي إلى الجماعة، حتى يتمكن من الحصول على حماية أعضاء المجموعة الآخرين. ولهذا فليس من المفيد والمنطقي فرض حظر على ارتداء العلامات التعريفية، مثل الحجاب وغطاء الرأس. ولا تزال عملية التواصل الاجتماعية داخل المجموعة تحقق فوائد كبيرة حتى يومنا هذا، وهي تشكل عامل مهم جدا في الكنائس الأمريكية. لقد تم تعزيز "الشعور بالجماعة وال-نحن" ومنذ عدة قرون من خلال الرموز والاضرحة الدينية الخاصة بعبادة المجموعة. وليس من المهم أن توجد هناك شاحنات مليئة برماد بوذا في معابد الصين واليابان، ولا يهم أن هناك الكثير من قطع خشب صليب المسيح محفوظة بحيث يمكن صنع اسطول سفن كامل منها، على حد تعبير إيراسموس. فكل ذلك يساهم على بقاء المجموعة سوية. وينطبق هذا أيضا على الكنائس العشرين التي تدعي امتلاكها لقلفة السيد المسيح عليه السلام، فوفقا للتقاليد اليهودية، يُزعم أن يسوع قد خُتن وهو في الثامنة من عمره. ولكن بعض اللاهوتيين يعتقدون أن القلفة قد استرجعت بالكامل عند قيام السيد المسيح الى السماء، ويدعي اللاهوتي ليو الاتيوس Leo Allatius ، في القرن السابع عشر، أن قلفة يسوع المقدسة Praeputium Domini صعدت إلى السماء بشكل مستقل عن السيد المسيح بعد صلبه وشكلت الحلقة المعروفة حول كوكب زحل.
1 د) في نفس الوقت ولدى معظم الأديان، نجد وصايا تدعو لتعزيز الإنجاب، وتحرم بهذا الشكل او ذاك منع الحمل، فالدين سينتشر عن طريق إنجاب الأطفال ومن ثم تلقينهم الدين، وبهذه الطريقة تكتسب المجموعة الكتلة والقوة.
2) وليس للوصايا والنواهي الصادرة عن الإديان فوائد لحماية الجماعة فقط؛ فالتعليمات والضوابط الاجتماعية، مثل تناول الكوشر (الحلال)، تحتوي عناصر تعزز الصحة ايضا. وحتى اليوم، وكما تبين العديد من الدراسات، لا يزال التدين يرتبط بمؤشرات صحة نفسية أفضل، مثل الرضا عن الحياة، والمزاج الأفضل، والشعور بالسعادة، وتقليل الاكتئاب والأفكار الانتحارية، وانخفاض خطر الإصابة بالإدمان. ولكن لم يتم برهان العلاقة السببية لهذه الاثار التداخلية فلا تزال غير واضحة لحد اليوم، فبالنسبة للأثار الإيجابية لانخفاض الاكتئاب فهي تنطبق على النساء فقط، وعلى النقيض منهن، نجد إن الرجال الذين يؤدون ويحضرون الطقوس الدينية بانتظام، فينتشر بينهم معدل عالي للميل للاكتئاب. وأظهرت دراسة إسرائيلية - خلافا لفرضية الباحثين - أن نمط الحياة الديني يضاعف خطر الإصابة بمرض الخرف بعد سن 35 عاما. وهناك دراسات تشير إلى أن الصلاة تزيد من احتمال الاصابة بمشاكل نفسية.
3) الإيمان الديني يمنح المؤمن الراحة والعون في الأوقات الصعبة، بينما يتوجب على الملحد أن يحل مشاكله دون مساعدة من اعلى. وعدا ذلك، يمكن للمؤمن أن يفترض أن الله كان يقصد شيئا حين وضعه في هذا الموقف الصعب، قد يكون ذلك نوعا من الامتحان أو العقاب، لكنه لم يكن بدون سبب. وحسب سبينوزا: أن الناس يسعون لتحقيق هدف، لذلك فهم يعتقدون ايضا أن الاله يسعى لتحقيق هدف ما أيضا، ومن وجهة نظره ايضا، إن الإيمان بإله كشخص، نشأ لأنه نحن البشر اعتقدنا أن كل الأشياء المفيدة من حولنا قد خلقها الاله، الذي يحكم الطبيعة، لأجلنا. وبناء على ذلك، فإن كل مظاهر البؤس - الزلازل والكوارث والانفجارات البركانية والأوبئة والفيضانات – ما هي الا عقوبات من هذا الحاكم القدير، فالدين، حسب سبينوزا، هو المحاولة المنفعلة لتجنب غضب الاله.
4) الاله يعطي الإجابات على كل الأشياء التي لا نعرفها أو نفهمها، والإيمان بدين يجعل المرء متفائلاً (سعيد، سعيد، سعيد، يا، يا، يا، يا والمجد لله Benedicamus Domino). وإذا كانت حياة المرء صعبة هنا وفي الوقت الحاضر، فإن الإيمان يمنحه اليقين بأن كل شيء سيكون أفضل في الحياة الآخرة، لاحقا. ومن الغريب أن كثيرون يمنحون الميزة للدين بانه يعطي "معنى"، وكأن المرء غير قادر على إعطاء معنى لحياته دون مساعدة من إله.
5) علاوة على ذلك، فإن احدى وظائف الإيمان هي تقليل الخوف من الموت بإعطاء الوعد باستمرار الحياة بعد الموت، فلقد آمن الناس بحياة بعد الموت منذ 100 ألف سنة. ويتجلى لنا ذلك من لقى الهدايا الجنائزية التي أخذها المتوفى معه إلى الحياة الآخرة: مواد غذائية والماء وأدوات ومعدات صيد ولعب أطفال الخ، كما تمت إضافة كميات كبيرة من المجوهرات إلى قبور الكرومانيون[ أول إنسان عصري قديم (الإنسان الأول) من العصر الحجري القديم في أوروبا.] والانسان الآسيوي الحديث. فكان على الانسان ان يظهر بشكل لائق في الحياة الآخرة. ومع ذلك، فلا يستطيع الإيمان ان يقلل الخوف من الموت دائما. فالأشخاص المتدينون بشكل معتدل يخافون من الموت أكثر من الأشخاص المتدينين جدا أو من غير المتدينين جدا، وهذا أيضا أمر مفهوم، عندما يشهد المرء كيف ان الدين يستخدم الخوف مرة بعد اخرى كعامل للسيطرة، ومع ذلك، يبدوا ان هناك بعض الشكوك حول الحياة الموعودة بعد الموت لا تزال قائمة عند كثيرين.
ويتساءل دوكينز وهو محق: "لنفترض أنهم كانوا صادقين حقا (وآمنوا بحياة في الآخرة)، ألا ينبغي عليهم جميعا أن يتصرفوا مثل رئيس دير أمبلفورث؟" عندما أخبره الكاردينال باسيل هيوم أنه (الكاردينال) يحتضر، فشعر رئيس الدير بسعادة غامرة: "تهانينا!" هذا عظيم. أود أن آتي معك على الفور."
6) من المهم جدا دائما أن يكون المرء قادرا على قتل مجموعات أخرى باسم إلهته. "الرب رجل الحرب" (الكتاب المقدس سفر الخروج 15: 3). إن الجمع بين عدوانية مجموعتك الدينية وتمييزها ضد الآخرين له ميزة تطورية واضحة، فلقد تطور البشر على مدى ملايين السنين في بيئة كان بالكاد يوجد فيها ما يكفي من الغذاء لمجموعتهم الخاصة، وهكذا فان أي مجموعة "أخرى" يصادفها المرء في البراري ستهدد وجوده ويجب عليه تدميرها، وبضعة أجيال عاشت تحت ظروف التدفئة المركزية ليست كافية لمحو اثار ملايين السنين من المزايا والعمليات التطورية التي جمعت بين ارتباط المجموعة وتكون مشاعر العدوانية تجاه الغرباء. ولذلك، لا يزال جزء كبير من المواطنين يعاني من كراهية الأجانب Xenophobie. وعالم اليوم كله مليء بالصراعات بين المجموعات ذات المعتقدات الدينية المختلفة. ومنذ زمن سحيق لا يتم احلال "سلام الرب" بعضهم مع البعض، وفي كل مكان، الا من خلال القتل والاقتتال، ويبدوا ان هذا لن ينتهي في وقت منظور.
وبالتأكيد يجب على المرء التضحية بشيء ما من أجل الانضمام إلى المجموعة، ولكن بمجرد أن يتم ذلك، سيجلب هذا العديد من الفوائد. فسيتمتع المرء بالحماية من هجمات المجموعات الأخرى، مما يمنح فرص أفضل للبقاء والاستمرار على الحياة. ورغم ذلك فأن الضرر الذي يلحقه الدين بأعضائه، وخاصة أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف، يمكن ان يكون هائل. ولكن السياسي البريطاني إيفان لوارد تمكن على الاقل من إظهار أن طبيعة الحروب تغيرت منذ العصور الوسطى وأن عدد الحروب ومدتها تتناقص تدريجيا، لذا فهناك درجة معينة من التفاؤل ولهذا ما يبرره بالتأكيد. وبما أنه لا الدين كوسيلة لتماسك المجموعة ولا العدوان كدافع لتدمير المجموعات الأخرى في المستقبل في زمن الاقتصاد المعولم سيحافظ على ميزته التطورية في مجتمع المعلومات، فسوف يفقد كل منهما أهميته على مدى بضع مئات الآلاف من السنين. وفي النهاية، سيتمكن أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف ومن غير المتدينين من التمتع ب"الحرية" و"الإنسانية" الحقيقية خارج قيود التعاليم الدينية التي عفا عليها الزمن.))
ويقول سواب ان الدماغ له القدرة على اشتداد الحالة التأملية والنشوة وتبدد الشخصية والغربة عن الواقع والحاجات الروحانية وهذا يخلق بيئة للاعتقادات والممارسات الدينية، ويتعمق في هذا الجزء فيكتب ((3- الدماغ الديني "يستمد الإنسان إثارته العاطفية من الشاي والتبغ والأفيون والويسكي والدين."جورج برنارد شو (1856–1950).
بالطبع، تشهد أنشطة الدماغ تغيرات أثناء التجارب الروحية أيضا، ويمكن ملاحظتها ترافق كل ما نفعله ونفكر فيه ونجربه، وبالتالي فهي لا تقدم أي دليل على وجود إله أو ضد ذلك. هذا النوع من الأبحاث يعطينا فقط لمحة عن هياكل وبنية وأنظمة الدماغ المختلفة التي تلعب دورا في كل من التجارب الدينية "الطبيعية" والافعال الدينية التي تصاحب بعض الأمراض العصبية والنفسية.
لقد أظهر مسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI لدماغ رهبان يابانيين أن أنواعا مختلفة من طقوس التأمل تحفز مناطق مختلفة من الدماغ، ونتحدث هنا عن أجزاء من قشرة الفص الجبهي Prefrontal Cortex والقشرة الموجودة على جانب الدماغ من القشرة الجدارية parietal cortex. وفي الوقت نفسه، يرتبط المعتقد الديني بانخفاض النشاط في الجزء الأمامي من القشرة الحزامية Anterior cingulate cortex ، بالرغم من اكتشاف ارتباط مرتفع لها بنفس القدر مع الفكر السياسي المحافظ. ومع أنه لا يمكن إثبات العلاقة السببية لهذه الارتباطات بالتفصيل، إلا أنه من المثير للاهتمام، في المقابل، عند اتخاذ مبادرات يصاحب ذلك نشاط متزايد في الجزء الامامي من القشرة الحزامية.
وقد تم رصد تغييرات قوية في مخطط كهربية الدماغ للراهبات الكرمليات Carmelites أثناء قيامهن بطقوس روحية، والسمة المميزة للتجربة الروحية هي الشعور بالاندماج مع الاله. ويمكن للمرء ايضا أن يعتقد بأنه قد وجد الحقيقة العليا، وبفقدان الإحساس بالمكان والزمان، والشعور بالانصهار بالبشرية والكون، وبالسلام والفرح والحب الغير محدود. تشير دراسات علم الادوية العصبية إلى الأهمية الكبيرة لنشاط النظام الذي يحتوي على الدوبامين[ مادّة عضوية يفرزها جسم الإنسان، وتلعب دور هرمون وناقل عصبي، ولها تأثيرات عديدة على الدماغ بشكلٍ خاصّ. تقوم الخلايا العصبية في الدماغ بإفراز الدوبامين، ويُعرَف الدوبامين بين العوام وفي وسائل الإعلام المختلفة باسم «هرمون السعادة» فهو يساعد في شعور المحبة والفرح؛ رغم أنّ دوره وفق علم الأدوية قائمٌ على إضفاء تميّز تحفيزي؛ بمعنى آخر، فإنّ الدوبامين يُفرَز عند إدراك بروز الأهمّية التحفيزية (مثل الرغبة) لنتيجةٍ معيّنة، ممّا يؤدّي إلى دفع سلوك الكائن الحيّ تجاه تحقيق تلك النتيجة.] Dopamine في مثل هذه التجارب، كما وتوفر أمراض الدماغ أيضا معلومات ذات صلة في هذا السياق، ويؤدي مرض الزهايمر الى الفقدان التدريجي بالاهتمام الديني. وكلما كان تقدم هذا المرض بطيئا، يقل تأثر التدين والروحانية. لكن من ناحية أخرى، نجد فرط التدين في مرض الخرف الجبهي الصدغي، والهوس، والسلوك الوسواسي القهري، والفصام، وصرع الفص الصدغي، ومن المعروف أن بعض هذه الأمراض يصاحبها زيادة في نشاط نظام الدوبامين بشكل شديد.
تم الطُلب من الراهبات الكرمليات أن يتذكرن تجربتهن المسيحية الأكثر روحانية، وذلك أثناء اجراء فحص وظيفي للدماغ. وعندما استعادوا تصور مثل هذه التجارب، لوحظ نمط تنشيط معقد لمناطق الدماغ. فمرة حدث تنشيط للجزء الأوسط من الفص الصدغي، والذي قد يكون مرتبطًا بالشعور بالاندماج مع الاله؛ علما ان هذه المنطقة تنشط أيضا في حالة صرع الفص الصدغي، ويمكن أن تحدث بعد ممارسة دينية شديدة؛ وعلاوة على ذلك، تم تنشيط النواة المذنبة، وهي منطقة للتعامل مع المشاعر، والتي يمكن أن ترتبط بالشعور بالبهجة والحب غير المشروط. ولوحظ أيضا ان هناك تنشيط لجذع الدماغ، والقشرة الجزيرية، وقشرة الفص الجبهي، والتي قد تكون مرتبطة بالتفاعلات اللاإرادية الجسدية التي تصاحب هذه المشاعر ووعيها القشري. وفي الوقت نفسه، حدث تنشيط على جانب القشرة الدماغية، القشرة الجدارية، والتي قد تكون مرتبطة بالشعور بالتغيرات في مخطط الجسم أثناء تجارب الاقتراب من الموت.
يصعب أحيانا رسم الخط الفاصل بين التجارب الروحية والطب النفسي، والتجارب الروحية يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى أمراض نفسية، ويمكن أن تؤدي التجارب الدينية المكثفة أحيانا إلى نوبات ذهانية مؤقتة. وليس من السهل، في بعض الأحيان، التمييز بين التجارب الروحية الشديدة وبين الأمراض النفسية. في يوم عيد الميلاد عام 2005، سأل الصحفي الإذاعي بول فيرسبيك من راديو رينموند في هولندا بعض الأطباء النفسيين كيف سيمكنهم التعرف على المسيح الحقيقي إذا عاد إلى الأرض مرة ثانية، كيف سيمكنهم تمييزه عن مرضاهم الذين قابلوهم للتو، والذين ادعوا أيضا أنهم المسيح؟ ولم يتمكن الأطباء النفسيون من تقديم إجابة معقولة. في ستينيات القرن العشرين، عندما كان التأمل رائجا، وكذلك الاهتمام بالظواهر الخارقة وتعاطي المخدرات، أصيب العديد من الأشخاص بمشاكل نفسية. لم يتمكنوا من التحكم في تجاربهم الروحية، فخرجت حياتهم العاطفية والاجتماعية والمهنية عن السيطرة تماما. ومع ذلك، في بعض الثقافات والأديان، تعتبر الممارسات التأملية والنشوة وتبدد الشخصية والغربة عن الواقع أمرا طوعيا وبالتالي لا يمكن اعتبارها اضطرابا نفسيا. والأمور التي تعتبر دجل أو هراء في ثقافتنا، مثل السحر والشعوذة والتعاويذ، تعتبر طبيعية في ثقافات أخرى. كما أن الهلوسة البصرية والسمعية ذات الخلفية الدينية، مثل ظهور السيدة مريم العذراء أو سماع صوت الرب، تعتبر عند بعض الناس جزء طبيعي من مثل هذه الممارسات الدينية. ولذلك فإن نسبة عالية من مرضى الذهان متدينون، وغالبا ما يزيد مرض الذهان من اهتمام المرضى بالروحانية. كما ويحاولون، غالبا، التغلب على مرضهم بمساعدة الدين. فمن المهم، في كل ثقافة وفي كل وقت، النظر إلى المسائل الدينية في سياق الوضع الديني السائد في بيئة الشخص لغرض التمييز بين المسائل الدينية والروحية "البحتة" وبين المشاكل العصبية أو النفسية.))
ليس من الضروري ان نتفق او نختلف ولكن من المجدي ان نفكر ونتابع ونراقب التطور العلمي في كافة المجالات.
المصادر:
[1] Restak, Richard M. , The Big Questions Mind, Quercus Editions Ltd (UK) 2013,
[2] Swaab, Dick, Wir sind unser Gehirn Wie wir denken, leiden und lieben, 2011, Droemer Verlag
[3] Hamer, Dean, The God Gene: How Faith is Hardwired into Our Genes, 2004, Doubleday
[4] ريتشارد دوكينز - ويكيبيديا
[5] لوكيوس سينيكا - ويكيبيديا



#رعد_موسى_الجبوري (هاشتاغ)       Raad_Moosa_Al_Jebouri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: -الصراع الثقافي-؟ صراع طبقي!
- كرامة الإنسان وحريته تتطلب الحماية ويجب فرضها بالتضامن
- في احضان بكين/ الصين تربط إيران بها بشدة
- رسالة من ماركس الى لينكولن
- مرتكزات فلسفة التكنولوجيا عند ماركس وانجلز
- تصادم الرأسماليات/ الصراع الحقيقي من اجل مستقبل اقتصاد العال ...
- اريد وطن (2)
- اريد وطن (1)
- في العراق نظام دولة فاشل يجب ان يتغيير
- أفكار حول سياسة النقل في العراق
- ضرورة توفر بيئة قانونية لحل مشكلة السكن في العراق
- اسئلة حول خرق السيادة الوطنية
- كلارا زيتكن والحركة النسائية الاشتراكية الدولية
- 14 تموز 1958 ثورة وطنية اجتماعية وليست طائفية
- ماذا تعني الأزمة القطرية لأسواق النفط والغاز
- حول استفتاء الشعب الكردي في اقليم كردستان العراق
- ثورة 14 تموز محاولة لبناء دولة وطنية مستقلة وعراق حر متقدم
- ازمة العراق خدعة التكنوقراطية وقتل الديموقراطية
- دروس من تظاهرات 31 تموز 2015
- التنمية المستدامة في العراق الجانب البيئي


المزيد.....




- الكوفية الفلسطينية تروي حكاية وطن عبر الموضة
- طيران الإمارات تعلن تزويد أسطولها بخدمة -ستارلينك- للإنترنت ...
- -أمالا-.. وجهة سياحية فاخرة للسفر المستدام في السعودية
- متحف الوسائط الجديدة يفتح أبوابه ويعرض الفن الرقمي عبر تقنيا ...
- مجلس الأمن يناقش مستقبل غزة اليوم: أبرز بنود وتفاصيل المقترح ...
- بيان مشترك: محاكمة هدى عبد المنعم للمرة الثالثة
- هل يزعجك أصدقاء أطفالك؟ إليك ثلاث نصائح
- ألمانيا تعتزم استئناف تصدير أسلحة إلى إسرائيل
- ترامب يدعم الإفراج عن المزيد من الملفات المتعلقة بقضية إبستي ...
- هل يضغط ترامب على نتنياهو من أجل مصلحة بن سلمان؟ وما حقيقة م ...


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - رعد موسى الجبوري - الدماغ البشري والدين