النهج الثقافي في روسيا

فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)

الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 17:55
المحور: قضايا ثقافية
    

تتميّز روسيا بنهج ثقافي عريق يجمع بين الأصالة والتجديد، حيث تُعتبر الثقافة جزءًا أساسيًا من هوية الدولة والمجتمع. فمنذ العصور القديمة، أولت روسيا اهتمامًا كبيرًا للفنون والآداب والموسيقى والعلوم وحتى القانون، حتى أصبحت الثقافة وسيلة للتعبير عن روح الشعب الروسي وتاريخه الطويل. ويُلاحظ أن الثقافة في روسيا ليست مجرد ترفٍ فكري، بل هي مكوّن جوهري من الحياة اليومية، يُغرس في الأجيال منذ الصغر عبر التعليم والمسرح والأدب والرقص والفنون الشعبية.

روسيا تتعامل مع الثقافة بوصفها أداة للحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية. فالمؤسسات الثقافية مثل المسارح والمتاحف والمكتبات تُعدّ مراكز إشعاع فكري تسعى إلى ترسيخ حب الوطن والانتماء. كما تشجع الحكومة الروسية على دعم المبدعين والفنانين من خلال برامج ومنح تُسهم في استمرارية الإنتاج الثقافي، بما يضمن أن تبقى روسيا واحدة من أهم الدول تأثيرًا في المشهد الثقافي العالمي.

وتتميّز الثقافة الروسية بتنوّعها الكبير الذي يعكس اتساع أراضي البلاد وتعدّد شعوبها. كما أنّ الأدب الروسي، من بوشكين وتولستوي ودوستويفسكي إلى معاصريهم، يعكس العمق الفلسفي والإنساني للمجتمع الروسي، ويعبّر عن الصراع الدائم بين الإنسان والوجود والعدالة.

في النهاية، يمكن القول إن النهج الثقافي في روسيا يقوم على مبدأ الحفاظ على الجذور مع الانفتاح على العالم. فروسيا لا ترى الثقافة مجرد إرثٍ من الماضي، بل تعتبرها وسيلة لصياغة المستقبل وتعزيز الحوار بين الشعوب.

#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل