أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايبون: من رسائل الحب المنسية – رسالة بائتة رقم 4 بضيافة محمد أبو الهيجاء














المزيد.....

هايبون: من رسائل الحب المنسية – رسالة بائتة رقم 4 بضيافة محمد أبو الهيجاء


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


هايبون: من رسائل الحب المنسية – رسالة بائتة رقم 4

وتقول:
مَن أنتِ...؟
- تسألني وأنت العالم الذي يسكنني...؟
أنا اعرف من أكون
فقد اختصرت نفسي في البياض.
وأعرف كم هي خارطة الوجود مبعثرة دونك.
دعني أعرفك على تفاصيل قلب لم يُجرب...!
- قلبي مبتور الأصابع؛ نصفه منفى ونصفه الآخر لعنة وطن منذ 20طعنة في تفاصيله.
- لم أفكر بالغربة والتحليق عاليًا؛ فأجنحتك كانت أشبه بالريح، تهوى اعتقالي من شوق إلى آخر...!
- ما زلت أبحث؛ عن قارة تشبه قلبي فقط، بنبضه وجنونه...!
- الوحدة موغلة؛ والانتظارات تلوك ليلي بعسس سحر الحكايات التي انطوت بأجفان المواقيت.
- وباب الروح؛ تهديك حدائق حنجرتي، اخلع نعليك على بابها، كي لا تتشقق الحنايا غربة.
فما أقساه؛ قلبكَ، بمده وجزره، حين لا تأخذ دموعي والموت بين مخالب الضياع على محمل الجدّ.!


متوهمة هي~
رأت فيك روحها،
لمعة الندى!

فاطمة الفلاحي


هذه القصيدة نَزَعَةٌ وجوديّة تُصاغ بلغة الحبّ، لكنها في جوهرها حوار مع الذات والآخر والوطن. هايبون (اليابان) هنا قد تكون منفى حقيقياً أو مجازياً للروح.
قراءتي للقصيدة:

العنوان: "هايبون: من رسائل الحب المنسية – رسالة بائتة رقم 4"
• "هايبون" (اليابان) تضع القصيدة في حيّز الغربة والتباعد الحضاري والجغرافي.
• "رسائل حب منسية" و "بائتة" توحي بالزمن الماضي والفشل وبرودة الذكريات.

المقطع الأول: سؤال الهوية والوجود
"مَن أنتِ...؟
• تسأليني وأنت العالم الذي يسكنني...؟"
تبدأ القصيدة بسؤال وجودي عن هوية "الأنت"، لكن السؤال ينقلب ليصبح تأكيداً على أن هذا "الأنت" هو الكون نفسه بالنسبة للمتحدث. إنه الحب الذي يصبح عالمًا كاملاً.
"أنا أعرف من أكون
فقد اختصرت نفسي في البياض."
هذا بيان قوي للهوية. "البياض" هنا قد يكون رمزاً للنقاء، أو الاستسلام، أو الفراغ، أو البداية الخالية من أي شوائب. إنها هوية مكثفة في هذا اللون المحايد الذي يحمل كل الاحتمالات.
"وأعرف كم هي خارطة الوجود مبعثرة دونك."
إقرار بأن العالم يفقد معناه واتساقه في غياب هذا الحب. الوجود نفسه يتشظى.

المقطع الثاني: تشريح القلب الجريح
"دعني أعرفك على تفاصيل قلب لم يُجرب...!
• قلبي مبتور الأصابع؛ نصفه منفى ونصفه الآخر لعنة وطن منذ 20طعنة في تفاصيله."
هنا يكشف المتحدث عن جروحه. القلب "لم يُجرب" ربما على الحب النقي، لكنه مشوه بالجراح.
• "مبتور الأصابع": صورة قوية لفقدان القدرة على الإمساك أو اللمس أو الإحساس بشكل كامل.
• "نصفه منفى ونصفه الآخر لعنة وطن": تقسيم مأساوي للذات بين شقين مؤلمين؛ الغربة عن الوطن، ولعنة الوطن نفسه عندما يصبح مصدراً للألم ("20 طعنة" قد تشير إلى سنوات المعاناة أو إلى أحداث محددة).

المقطع الثالث: الغربة والبحث
"لم أفكر بالغربة والتحليق عاليًا؛ فأجنحتك كانت أشبه بالريح، تهوى اعتقالي من شوق إلى آخر...!"
الحب نفسه كان هو سبب الغربة والتحليق، لكنه تحليق قسري، "اعتقال" بين مشاعر الشوق المتعددة. جناحا الحبيب هما اللذان يحملانه بعيداً.
"ما زلت أبحث؛ عن قارة تشبه قلبي فقط، بنبضه وجنونه...!"
بحث مرهق عن مكان أو كينونة توازي حالة قلبه المضطربة، الشاعرة، المجنونة. إنه يبحث عن موئل لروحه.

المقطع الرابع: الوحدة والعطاء
"الوحدة موغلة؛ والانتظارات تلوك ليلي بعسس سحر الحكايات"
الوحدة عميقة جداً. والانتظار يُمض الليالي ببطء وبقسوة ("تلوك" كمن يمضغ طعاماً بلا طعم). "عسس سحر الحكايات" صورة جميلة لحراس الليل الذين هم مجرد أحلام وأوهام.
"وباب الروح؛ تهديك حدائق حنجرتي، اخلع نعليك على بابها، كي لا تتشقق الحنايا غربة."
هنا يقدم المتحدث أعظم هدية: روحه. "حدائق حنجرتي" هي قصائده، كلماته، صوته الداخلي. ويطلب من الحبيب أن "يخلع نعليه" كدليل على التقديس والاحترام لدخول هذا الحرم الآمن، حتى لا تجرح "الحنايا" (جوف الروح) بمشقة الغربة.


الختام: التوبيخ والموت
"فما أقساه؛ قلبكَ، بمده وجزره، حين لا تأخذ دموعي والموت بين مخالب الضياع على محمل الجدّ.!"
اتهام موجع للحبيب الذي يتعامل بتقلبه (مده وجزره) مع مشاعر المتحدث الجادة واليائسة. دموعه ومواجهته للموت الحقيقي ("الموت بين مخالب الضياع") لا تُؤخذ على محمل الجد من قبل ذلك القلب القاسي.

التوقيع: "فاطمة الفلاحي"

• "متوهمة هي~
رأت فيك روحها،
لمعة الندى!"

هذه الإضافة التي توقّع بها فاطمة الفلاحي قصيدتها، تعيد تعريف الحب كله: ربما كان وهماً. ربما كانت "هي" (ربما المتحدثة نفسها) قد توهمت أن هذا الشخص هو تجسيد لروحها، براءة ندى الصباح. لكن الندى يتبخر. إنها إعادة نظر تراجيدية في كل ما سبق، فالحب العظيم الذي بنت عليه القصيدة كان مجرد وهم رأته في عيني المحبوب.

خلاصة القصيدة:
هي رحلة في عوالم ذات جريحة،تبحث عن كينونتها في مرآة الحب، لترى في النهاية أن تلك المرآة كانت مشوهة، وأن الصورة التي رأتها كانت مجرد "لمعة ندى" سرعان ما تتبخر. القصيدة مزيج من الحب الصوفي، والحنين الجريح للوطن، والاغتراب الوجودي، والموت.

#هايبون_عراقي
#فاطمة_الفلاحي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص هايكو وسنريو بضيافة الدكتور عادل جوده
- هايبون مظلة بضيافة الدكتور الناقد عادل جوده
- سيكولوجية الخوف والألم ترجمة: فاطمة الفلاحي
- -تطريز هايبون تاج أنثى-: قراءة أدبية بضيافة الدكتور عادل جود ...
- نصوص هايكو بقلمي وبضيافة الأديبين الناقدين الدكتور عادل جوده ...
- عازف الليل – بقلم: فاطمة الفلاحي وبضيافة الناقد الأديب: هاشم ...
- سيدوكا Seduka - حب
- نصوص هايكو بقلم فاطمة الفلاحي وبضيافة الدكتور عادل جوده
- نصوص هايكو، للأديبة فاطمة الفلاحي .. بضيافة الدكتور عادل جود ...
- شوكا /choka – حب للاديبة الشاعرة فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية ...
- قراءة أدبية لــهايكو -أجواء تشريتية- بقلم :الدكتور عادل جوده
- زاباي/ zappai هايكو الخيال العلمي
- سومونكا للأديبة فاطمة الفلاحي .. وقراءة تحليلية للنصوص التان ...
- قصائد النانو: إضاءة أدبية برفقة الأديبة سلسبيل محمد نعيم
- قراءة أدبية في قصائد النانو للأديبة فاطمة الفلاحي .. بقلم ال ...
- قراءة أدبية في قصيدة -غيمة ماطرة- للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- -محاصرة في اليأس- بقلم ن. س. كوليت. ترجمة فاطمة الفلاحي
- هايكو السينريو (Senryu) الساخر - قراءة أدبية بقلم الدكتور عا ...
- قراءة أدبية في قصيدة -هل تدري- بقلم الدكتور عادل جوده
- قراءة أدبية لنص -نرسم مرتين- لفاطمة الفلاحي بقلم: الدكتور ال ...


المزيد.....




- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه
- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ
- أبرز إطلالات المشاهير في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ...
- أسماء جلال تتألّق بفستان طوني ورد في عرض فيلم -السلّم والثعب ...
- BBC تقدم اعتذرا لترامب بشأن تعديل خطابه في الفيلم الوثائقي
- مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايبون: من رسائل الحب المنسية – رسالة بائتة رقم 4 بضيافة محمد أبو الهيجاء