أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - -تطريز هايبون تاج أنثى-: قراءة أدبية بضيافة الدكتور عادل جوده















المزيد.....

-تطريز هايبون تاج أنثى-: قراءة أدبية بضيافة الدكتور عادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 18:52
المحور: الادب والفن
    


هايبون تاج أنثى
ت – تذكر متى تَفجرت الكلمات في ينابيع الهوى...!
ا – أَ تذكر متى قلت سيستَقر الوجع...!
ج – جاء المساء مثقل العمر والخطى، صامت، لا أدري أين
أضعت قلبي، قد خبأته في بيت من قصيدة، تعصي الحياة.!
ا – أما تذكر أين فحط قلبي؛ وأنت تجوب هذه القلاع؟
ن – نبضك ينبؤني بخريف موقوت؛
على حافة الانفجار رحيلًا.
ث – ثملٌ قلبك بفيض وجدهن وتفرح بعذاب كلي؛ أولك ألم ونصفك
الآخر محال،
فجرحي ينزف صمتي، ويتكسر نبضي على أجنحة النوافذ، في
انتظارات هوس جزرك ومدك.
ى- أَ تذكر متى قلت ستَكف عن مواراتي...!
أنثى ~
تأتي بليل الشعر،
أحلام مخبأة!
أُكتبني ~
كأنثى تُطالب بكلها،
تتوق لاعتناقك!
فاطمة الفلاحي – فرنسا

✨ تحليل وقراءة أدبية :
لـ "تطريز هايبون تاج أنثى"
للشاعرة فاطمه الفلاحي ✨
//✒️ د. عادل جوده/ العراق/كركوك
"تطريز هايبون تاج أنثى":
ليس مجرد نص، بل هو نسيج من الوجع الشفاف، ولوحة شعرية رسمت بألوان الذكرى، والتساؤل، والغياب.
إنه حوار روحي عميق، تتشابك فيه خيوط الشوق بمرارة الإهمال، وتصعد فيه "الأنثى" إلى منصة التعبير لتطالب بـ "كلها"..
كامل حضورها وعمق ارتباطها.
👑 العنوان وبنية النص:
"تطريز هايبون تاج أنثى"
العنوان نفسه إيحائي ومكثف:
»• "تطريز":
يشير إلى العمل الدقيق، الفني، الذي يأخذ وقتًا وجهدًا. هو كناية عن صياغة هذه المشاعر بدقة متناهية، وغرز الحرف في صفحة الذاكرة.
»• "هايبون" (Haibun):
هذا المصطلح الأدبي الياباني (مزيج من النثر الشعري وشعر الهايكو) يمنح النص بُعدًا جديدًا. وهو يفسر التوليفة العضوية بين المقاطع النثرية العميقة والمكثفة (التي تشكل معظم النص) واللمحات الشعرية المقتضبة. النص هنا يُطرز على هذا الهيكل، حيث النثر يحكي القصة ويصف الحالة، والأجزاء الشعرية تومئ بالخلاصة الجوهرية.
»• "تاج أنثى":
يرفع من قدر المتحدثة، ويعطيها صفة المَلَكة التي فقدت عرشها العاطفي أو تُطالب به. هذا التاج مصنوع من حروف اسمها أو صفاتها (ت - ا - ج - ا - ن - ث - ى)، وهو أسلوب فني بديع يربط المتحدثة بالنص على نحو شخصي ومُفجِع.
💔 سِفرُ الوجعِ والاستفهام:
تاء التذكر إلى ياء المواراة
المقاطع المرتبطة بحروف (ت – ا – ج – ا – ن – ث – ى) هي العمود الفقري للنص، وتمثل مراحل تفتت العلاقة أو الذاكرة:
»• تاء التذكر (ت – ا):
يبدأ النص بسؤالين محوريين: "تذكر متى تَفجرت الكلمات في ينابيع الهوى...؟" و "أَ تذكر متى قلت سيستَقر الوجع...؟". هذان السؤالان ليسا مجرد استفهام، بل هما اتهام رقيق. هي تذكره بالبدايات الملتهبة (ينابيع الهوى) وبوعوده بانتهاء الألم. هذا التباين بين الـ "تفجر" و الـ "استقرار" يضع القارئ مباشرة أمام مساحة الفشل العاطفي.
»• جيم الجرح (ج – ا):
هذا المقطع هو الأكثر كثافة وسردًا للحالة النفسية. "جاء المساء مثقل العمر والخطى، صامت، لا أدري أين أضعت قلبي...". هنا ينتقل السرد إلى اللحظة الراهنة: العُمر المُثقَل، الصمت، وضياع القلب الذي خبأته في "بيت من قصيدة، تعصي الحياة".
هذه القصيدة هي الملاذ الأخير، الحصن الذي يرفض الانكسار على واقعٍ قاسٍ.
وسؤالها "أما تذكر أين فحط قلبي..
وأنت تجوب هذه القلاع؟"
يرسم صورة الشريك الغائب، الجوّاب، الذي يكتشف ويغزو (القلاع) بينما القلب الأمين يئن ويهبط اضطرارياً (فحط) داخل أسواره.
»• نون النبوءة (ن):
نبوءة الخريف والرحيل. "نبضك ينبؤني بخريف موقوت؛ على حافة الانفجار رحيلًا.". إنه استبصار مرهف بالنتيجة الحتمية.
النبض الذي كان دليلاً على الحياة صار مؤشراً على الموت العاطفي والرحيل الوشيك.
"الخريف الموقوت" هو نهاية دورة العاطفة.
»• ثاء الثمالة والكسر (ث):
هذا المقطع هو الأشد وجعًا وعنفًا رمزيًا. هي ترى قلب الشريك "ثملًا بفيض وجدهن" (إشارة إلى تعدد علاقاته/انشغالاته)، بينما هي تُمثل "ألمًا ونصفها الآخر محالًا".
هذا الوصف لحالها (أولك ألم ونصفك الآخر محال) هو ذروة الإحساس بالتجزئة والغياب. "فجرحي ينزف صمتي، ويتكسر نبضي على أجنحة النوافذ..." هنا تتجسد المعاناة:
الصمت ينزف، والنَّبض (دليل الحياة) يتكسر في "انتظارات هوس جزرك ومدك"، أي في تقلبات الشريك الذي يغمرها أحيانًا ويهجرها أحيانًا أخرى.
»• ياء المواراة (ى):
الختام يعود إلى السؤال الأهم: "أَ تذكر متى قلت ستَكف عن مواراتي...؟".
"المواراة" هي الإخفاء أو الدفن.
هي تطالب بالاعتراف بها، بإخراجها من ظل الإخفاء والنسيان.
هذا السؤال يلخص النص كاملاً: المطالبة بالوضوح والحقيقة بعد كل هذا الشجن.
🦋 الخاتمة المُكثّفة:
من النور إلى الكتابة
ينتهي النص بجزئين أشبه بالـ "هايكو" أو المقاطع الشعرية الومضية:
»• "أنثى ~ تأتي بليل الشعر، أحلام مخبأة!": هي ذاتها الأنثى الشاعرة، التي لا تجد متنفسًا لها إلا في عتمة الشعر.
أحلامها هنا ليست ضائعة فحسب، بل "مخبأة"، تنتظر أن يضيئها نهار الوصل.
»• "أُكتبني ~ كأنثى تُطالب بكلها، تتوق لاعتناقك!":
هذا الطلب هو جوهر النص. إنها تطلب من الشريك (أو من الكون، أو من ذاتها) أن يراها ويكتبها كما هي: كاملة، غير مجزأة، بشغفها، بعمقها.
هي ليست جزءًا عابرًا، بل كيان يطالب بـ "كلّه"، وغايته القصوى هي "اعتناقه"، كدليل على الوحدة والاتصال التام.
💡 الخلاصة الفنية:
صدى فاطمة الفلاحي
يُظهر هذا النص عمقًا لغويًا وفكريًا لكاتبته، فاطمة الفلاحي.
اللغة عربية فصحى راقية، تنحو نحو البلاغة الحديثة المكثفة. الأسلوب شاعري، حزين، شفاف، يستخدم تقنية التقطيع والترقيم (استخدام الـ "~") لزيادة الوقفات التأملية.
إن "تطريز هايبون تاج أنثى" هو نص يستحق النشر لما يحمله من صدق فني، وحِمل عاطفي، وبنية أدبية متفردة جمعت بين رهافة الشعر وسردية النثر في قالب "الهايبون" المُستلهم.
إنه صرخة أنثى تخوض معركة البقاء في الذاكرة والحضور الكلي، معركة تخسر فيها القلب وتكسب فيها القصيدة.
تحياتي واحترامي 💐🌺



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص هايكو بقلمي وبضيافة الأديبين الناقدين الدكتور عادل جوده ...
- عازف الليل – بقلم: فاطمة الفلاحي وبضيافة الناقد الأديب: هاشم ...
- سيدوكا Seduka - حب
- نصوص هايكو بقلم فاطمة الفلاحي وبضيافة الدكتور عادل جوده
- نصوص هايكو، للأديبة فاطمة الفلاحي .. بضيافة الدكتور عادل جود ...
- شوكا /choka – حب للاديبة الشاعرة فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية ...
- قراءة أدبية لــهايكو -أجواء تشريتية- بقلم :الدكتور عادل جوده
- زاباي/ zappai هايكو الخيال العلمي
- سومونكا للأديبة فاطمة الفلاحي .. وقراءة تحليلية للنصوص التان ...
- قصائد النانو: إضاءة أدبية برفقة الأديبة سلسبيل محمد نعيم
- قراءة أدبية في قصائد النانو للأديبة فاطمة الفلاحي .. بقلم ال ...
- قراءة أدبية في قصيدة -غيمة ماطرة- للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- -محاصرة في اليأس- بقلم ن. س. كوليت. ترجمة فاطمة الفلاحي
- هايكو السينريو (Senryu) الساخر - قراءة أدبية بقلم الدكتور عا ...
- قراءة أدبية في قصيدة -هل تدري- بقلم الدكتور عادل جوده
- قراءة أدبية لنص -نرسم مرتين- لفاطمة الفلاحي بقلم: الدكتور ال ...
- قراءة نقدية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الشاعر ال ...
- قراءة نقدية للمجموعة الشعرية - ترانيم تقترف الوله للشاعرة فا ...
- قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم ا ...
- قراءة نقدية لهايكو مرافئ بقلم الأديب الناقد هاشم مطر


المزيد.....




- مهرجان الفيلم بمراكش يكشف عن أفلام دورته
- ماذا نعرف عن -الديموقراطية التمثيلية- التي أسقطها ممداني؟
- -الخارجية- ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين: انتص ...
- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...
- ياسر جلال: رواية -غير مثبتة- عن دور للجيش الجزائري في القاهر ...
- مهرجان فلفل إسبيليت الأحمر: طعام وموسيقى وآلاف الزوار
- فيلم وثائقي يعرض الانهيار الأخلاقي للجنود الإسرائيليين في حر ...
- من -سايكو- إلى -هالوين-.. لماذا تخيفنا موسيقى أفلام الرعب؟
- رام الله أيتها الصديقة..!
- ياسر جلال يعتذر عن معلومة -خاطئة- قالها بمهرجان وهران للفيلم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - -تطريز هايبون تاج أنثى-: قراءة أدبية بضيافة الدكتور عادل جوده