أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - العمل المشترك للقوى المدنية والديمقراطية واليسارية: مسؤولية تاريخية ووطنية














المزيد.....

العمل المشترك للقوى المدنية والديمقراطية واليسارية: مسؤولية تاريخية ووطنية


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عن نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي ، التي بدأت بفتح أبواب محطاتها أمام الناخبين للإداء بأصواتهم صبيحة هذا اليوم، فإن التحالفات الحالية بين أطراف القوى المدنية والديمقراطية واليسارية تمثل خطوة مهمة ومسؤولة، كان ينبغي أن تتحقق على أرض الواقع منذ سنوات طويلة. هذا العمل المشترك ليس مجرد تكتيك انتخابي، بل ضرورة وطنية لتجنيب العراق كوارث المحاصصة الطائفية التي أوصلته إلى أزمات خانقة في مختلف المجالات.
لهذه التحالفات والتنسيق بين أطراف القوى المدنية والديمقراطية أهمية كبيرة لمستقبل العراق، فهو يشكل درعًا منيعًا لحماية مصالح الشعب العراقي ووقف التدهور المستمر. وأجزم إن ما تحقق اليوم هو نتيجة شعور عميق بحجم الخراب، وقناعة بأن التمزق والتشتت السياسي يفتحان الطريق أمام قوى المحاصصة للعبث أكثر بمصير البلاد. هذا التحالف يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية رص الصفوف وإطلاق صرخة "كفى" في وجه قوى المحاصصة والفساد والقمع والجريمة، والعمل السلمي لتغيير موازين القوى لصالحها ووضع العراق على طريق التنمية والعدالة الاجتماعية.
من المعروف إن القوى المدنية لا تقتصر على الأحزاب والمنظمات المشاركة في الانتخابات الحالية، بل تمتد جذورها إلى كل بيت عراقي يرفض نهج المحاصصة والفساد والقمع. ومع ذلك، فإن جزءًا محدودًا منها فقط، توصل إلى قناعة بأن المشاركة في الانتخابات قد تكون رافعة للتغيير في المنظومة السياسية، بينما لا تزال بقية الامتدادات متمسكة بعدم جدوى الانتخابات في ظل سلطة جائرة تعتمد على ثلاث أدوات خطيرة.:
1-الدين، بتدخل مباشر من مراجع دينية إذ ساهمت الفتاوى التي أصدرتها بتربع المعادين لمصالح الشعب العراقي على كرسي السلطة .
2- الطائفية، التي تشكل ثنائية مدمرة إلى جانب الدين على مستقبل العراق والتي أسست لنهج طائفي خطير في إدارة الدولة والمجتمع وغلق الطريق أمام قيام دولة المواطنة .
3-النزعة القومية، التي تعيق بناء دولة متعددة القوميات والطوائف. إذ لن يكون بمقدورها المساهمة في بناء توازن اجتماعي وشراكة حقيقية في كنف دولة مدنية .
ومن الجدير قوله إن هذه الحصيلة من التحالفات الحالية، هي ثمرة جهد مضني متواصل يمتد لسنوات طويلة، أي منذ تولي أحزاب المحاصصة للسلطة السياسية في البلاد، جاءت بعد تجارب متعثرة كثيرة ونضالات جماهيرية واسعة ينبغي الاستفادة من دروسها، وفي نفس فهي مدعوة في الوقت الحاضر وبالحاح لدراسة التحولات العميقة في بنية المجتمع العراقي، فضلا عن دراسة مغايرة لطبيعة النظام السياسي، كي تمهد الطريق لأجل تشخيص أهدافها بوضوح تام واختيار أساليب نضالية متجددة، تنسجم مع حجم المشكلة التي يعاني منها بلدنا. بما يكفل التفاف أو انضمام أومشاركة بقية امتدات القوى المدنية الحية في الجهد النضالي من أجل تحقيق التغيير المنشود لكامل المنظومة السياسية. لأن السلطة الحالية لن تتخلى عن نفوذها بسهولة، وهي مستعدة لارتكاب أبشع الأساليب للحفاظ على مواقعها، كما تؤكد تصريحات قادتها. هذه الطغمة الحاكمة تمسك بالقرار العراقي عبر أدوات الدين والطائفة والسلاح المنفلت سواءا الذي بيد الميليشيات أو الحشد الشعب الذي لم يعد لوجوده ضرورة وطنية فضلا عن الثروة إذ تستخدم المال العام بكل صفاقة، ففي هذه الانتخابات فقط تشير الأرقام إلىهدر أكثر من 8.5 مليار دولار على الدعاية الانتخابية، صرفت ابتداءا من وجبة كباب لناخب بسيط ووصلت إلى صورة للحلبوسي بالدرونات خدشت صفوة سماء العراق ، هذه القوى ليست مستعدة لتترك صناديق الاقتراع دون حراسة تفسد أصوات التغيير وإعادة تدوير نفسها حتى ولو كان ذلك على جثة "العراق "

ولابد من الإشارة إلى أن الحراك الأخير الذي بدأ في بغداد، وكسر الجليد بين أطراف اليسار، يمثل بارقة أمل. لقاءات الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع الحزب الشيوعي العراقي، ثم مع الحزب الشيوعي الكوردستاني، وزيارة الأخير إلى مقر التيار الديمقراطي وما تمخض عنها من بيانات تحمل في طياتها التزامات نضالية وتوجهات عملية، كلها خطوات تحمل وعدًا صادقًا بالعمل المشترك. وامتداد هذا الحراك إلى أربيل وتفاعلاته المقبلة سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة هذه القوى على التواصل فيما بينها ومع الجماهير والدفاع عن مصالحها.
يقع على عاتق القوى المدنية واليسارية وكل من له مصلحة في تعافي العراق، العمل على تبني خارطة طريق وتحقيق التوجهات التالية:
1-بناء إطار تنظيمي واسع، إطار متعدد المنابر يستوعب كل امتدادات هذه القوى، عبر لقاءات ومؤتمرات جماعية أساسها الحوار وتقبل الآخر، بعيدًا عن التخوين والتعالي.
2- صياغة برنامج مرحلي واضح المعالم وفق رؤية علمية دقيقة، يجمع مختلف الرؤى ويضع سبل التصدي للأزمات الراهنة.
3- مغادرة الموسمية في العمل والانخراط المستمر في النضالات الجماهيرية، عبر التواصل والتعبئة في الشارع، المعمل، الجامعات، وبين الفلاحين وكل التجمعات الشعبية.
وأخير أقول ليس ترفًا فكريًا أن ندعو لتعبئة الجماهير وتوعيتها ، بل هو واجب تاريخي ووطني. العراق اليوم بحاجة إلى تحالف صادق، يتجاوز الخلافات، ويضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار. فلنكن على قدر المسؤولية، ولتكن هذه اللحظة بداية لمسيرة نضالية جديدة عنوانها: التغيير الحقيقي.
________________________________________



#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهور من الكذب الثقيل والنفاق و4 سنوات من السرقات والفساد
- في سنجار .. حملات الملاحقة والتعذيب والقتل في ظل الجبهة الوط ...
- سيناريوهات زوال النظام العراقي الحالي
- الصغير وعبد اللطيف في نظريتي النستلة والحنفية
- استبعاد مرشحين نزيهين من العملية الانتخابية تزوير مبكر
- معركة لاله زار في السليمانية
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- فشل في بناء الدولة أم إصرار على تدميرها
- هل المقاطعون للانتخابات اخطأوا أم أصابوا ..؟
- مرة اخرى ... أنصاريات
- وداعا بغداد وأربيل محطة التحاقنا الأولى بالجبل
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات ..الحملة والاختفاء
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات .. الحملة والمجموعة الأنصاري ...
- زيارتي الأخيرة إلى الوطن...مواقف
- الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي
- انتهاك الجيش التركي لسيادة العراق ليس جديدا ...!
- جينوسايد والحماية الدولية والإدارة الذاتية
- لما يزل الأيزيديون في جبل سنجار وبقية مناطقهم مهددون بالمزيد ...
- لا لعودة غير آمنة
- رسالة قصيرة ومفتوحة إلى ...السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كو ...


المزيد.....




- حصريا لـCNN: بريطانيا تعلق التعاون الاستخباراتي مع أمريكا بش ...
- مستوطنون إسرائيليون يشعلون حريقا في بلدة بالضفة الغربية مع ت ...
- الحزب الشعبي الإسباني يعقد أول اجتماع له في مليلية ويقول إنه ...
- إسبانيا: مطالب بمساءلة الحكومة حول -مركزي احتجاز مهاجرين- في ...
- دراسة مموّلة من ألمانيا: الجيش الموريتاني -شديد التسييس- ودو ...
- الشرع في واشنطن.. الغولف بعد السلة؟
- الجيش الإسرائيلي يعتقل مستوطنين بعد هجمات واسعة على قرى فلسط ...
- رئيس كولومبيا: أمرت أجهزة استخبارات إنفاذ القانون بتعليق جمي ...
- حقوقيو تونس يطلقون -صرخة فزع- بعد تعليق نشاط 17 منظمة
- إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - العمل المشترك للقوى المدنية والديمقراطية واليسارية: مسؤولية تاريخية ووطنية