أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - استبعاد مرشحين نزيهين من العملية الانتخابية تزوير مبكر














المزيد.....

استبعاد مرشحين نزيهين من العملية الانتخابية تزوير مبكر


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرا لطبيعة النظام الحالي الذي تولى الحكم في العراق عقب الغزو الأمريكي، وبالنظر إلى نهجه في التعامل مع القضايا الوطنية، وتوجهات القوى المتنفذة فيه من أحزاب إسلامية وقومية وخليط من المتخلفين والقتلة والفاسدين، فقد بات واضحًا أن تلك القوى تمارس أبشع الأساليب للحفاظ على سلطتها ونفوذها، مستغلة المال العام وإمكانيات الدولة وغيرذلك من المجالات لخدمة مصالحها الخاصة.
لهذا السبب، لم أكن أميل إلى مشاركة حزبنا والقوى الوطنية الحقيقية في الانتخابات البرلمانية، خاصة في الدورتين الأخيرتين، لقناعتي الراسخة بأنها لن تحقق أي مكسب لصالح الشعب أو القوى الوطنية. ويرتبط ذلك بعدة أسباب جوهرية تتعلق بتلك الانتخابات، وتمارسها قوى السلطة بشكل علني ودون أي خجل ، أبرزها:
1. انعدام الأهلية: القوى التي حصلت على امتيازات السلطة منذ البداية كانت غير مؤهلة، ووصولها إلى السلطة تم على ظهر الدبابة الأمريكية بهدف السيطرة على المال والسلطة والنفوذ وليس من أجل بناء الدولة أو لمصلحة الشعب العراقي .
2. الارتباطات الخارجية: لم تصل أي جهة متنفذة إلى السلطة، دون ولاءات واضحة لدول إقليمية أو أجندات دولية، حتى باتت بعض الأطراف تتفاخر بعلاقتها مثلا بإيران، وهناك انطباع جماهيري عام بأن القرار السياسي في العراق يتبلور في طهران، التي تستخدم فيلق القدس كأدات في هذا الشأن، فضلا عن الجهات الأخرى التي استملت وتستلم الملايين من الدولارات من دول إقليمية أخرى لغرض تنفيذ أجنداتها.
3.غياب البرامج السياسية: اعتمدت القوى المتنفذة على الخطاب الطائفي والعرقي والفتاوى الدينية بدل البرامج الانتخابية الحقيقية.
4. المال السياسي: كل القوى المتنفذة سرقت واستخدمت وتستخدم المال العام بطرق علنية لدعم حملات قوائمها في الانتخابات، فضلا عن أساليب مبتكرة في شراء الذمم من خلال التوظيف في مؤسسات الدولة وتوزيع قطع الأراضي السكنية على فئات اجتماعية معينة و الولائم الفاخرة وشراء بطاقات الناخب بأثمان بخسة وأحيانا كثيرة ينخفض سعر الصوت الواحد إلى ما يعادل ثمن وجبة كباب أو لفة شاورما مع علبة بيبسي ، أما سعر المقعد في البرلمان فحدث ولا حرج ، إذ يقفز أحيانا إلى الملايين من الدولارات.
5. السلاح لترهيب الناخبين: استعانت وتستعين القوى المتنفذة بأذرعها المسلحة للترويج لقوائمها وإجبار الناس على التصويت لصالحها .
6. التزويرالممنهج: كل القوى المتنفذة مارست أقبح أساليب التزوير عبر شراء الأصوات، وسرقة نتائج القوى الصغيرة والشخصيات المنفردة أو اتلاف أصواتها ، فضلا عن تجنيس أعداد كبيرة من الأجانب لغرض التصويت في الانتخابات لصالح قوائمها .
7. انحياز المفوضية: غياب النزاهة والحياد في كل العمليات الانتخابية، والمفوضية عادة ما يجري تشكيلها على أساس من المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية، ولذلك فإن غالبية أعضاءها يسعون بكل إمكانياتهم من أجل ابتكار أقذر أساليب التزوير لصالح القوى الحاكمة.
8 . خارجية القرار: حسم نتائج الانتخابات يتم في عواصم أجنبية لا داخل العراق ، وأبرز تلك العواصم هي واشنطن وطهران وعدد من العواصم الإقليمية الأخرى.
9. تفصيل القوانين: تعديل القانون الانتخابي أو تفصيله يجري وفق مصالح القوى المتنفذة وطبيعة التفاهمات فيما بينها وعدم مراعات أصوات الناخبين وصيانتها، وبالتالي التضيق الشديد أمام حظوظ القوائم الصغيرة والشخصيات المنفردة .
10. انتهاك قانون الأحزاب: واضح إن القوى المتنفذة في الحكم تعمل بشكل فاضح لاستغلال إمكانيات الدولة وسلاحها ووسائل إعلامها لصالح قوائمها.
وفي سياق كل هذا الانحراف، تأتي ممارسات المفوضية في استبعاد عدد كبير من المرشحين النزيهين، ممّن أثبتوا إخلاصهم وحرصهم على خدمة وطنهم، كخطوة متعمدة لاغتيال الصوت الوطني مبكرًا ومنع مشاركته في صناعة القرار السياسي. وثمة حاجة إلى القول بأن هذه الإجراءات تندرج ضمن سياق عملية انتخابية قادمة غير نزيهة، وإن ما يحصل اليوم، هو تحصيل حاصل لكل أساليب وأدوات التزوير المتراكمة لدى تلك القوى ومفوضية الانتخابات معا، وأعتبرها قضية مدروسة بعناية فائقة، وإنها أي الممارسات الأخيرة إن لم تفاجئ الشارع العراقي الذي يزداد عزوفًا عن الانتخابات، فإنها قد تصدم بعض القوى السياسية التي ترفض قراءة الواقع بوضوح، لتجد نفسها بعد كل دورة انتخابية أمام نتائج مخيبة تؤدي إلى عزلها أكثر فأكثر عن الجماهيرعلاوة على فقدان دورها السياسي المؤثر واستفحال مشاكلها الداخلية .
الخلاصة: لا بديل أمام حزبنا والقوى الوطنية والمدنية سوى النأي بنفسها عن مهزلة الانتخابات التي تشكّل تزكيةً لخصوم الوطن من تلك الأحزاب التي تتحكم بمصائر الناس، وأدعو إلى أهمية الانخراط في صفوف المقاطعين الذين يمثلون الأغلبية العظمى من أبناء العراق. فالانتخابات البرلمانية، بصيغتها الحالية، ما هي إلا أداة بيد الأقلية المتسلطة لإعادة إنتاج نفسها بأسوأ الأساليب.



#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة لاله زار في السليمانية
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- فشل في بناء الدولة أم إصرار على تدميرها
- هل المقاطعون للانتخابات اخطأوا أم أصابوا ..؟
- مرة اخرى ... أنصاريات
- وداعا بغداد وأربيل محطة التحاقنا الأولى بالجبل
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات ..الحملة والاختفاء
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات .. الحملة والمجموعة الأنصاري ...
- زيارتي الأخيرة إلى الوطن...مواقف
- الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي
- انتهاك الجيش التركي لسيادة العراق ليس جديدا ...!
- جينوسايد والحماية الدولية والإدارة الذاتية
- لما يزل الأيزيديون في جبل سنجار وبقية مناطقهم مهددون بالمزيد ...
- لا لعودة غير آمنة
- رسالة قصيرة ومفتوحة إلى ...السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كو ...
- تسليم سنجار إلى داعش جريمة كبرى
- الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي م ...
- لماذا سقطت الموصل ..؟ وماذا بعد ذلك ..!!
- يرفضون المالكي ويصرون على النهج الطائفي..!!
- الانتخابات البرلمانية بعد يومين


المزيد.....




- شاهد.. وقفات عزاء لطفلين ضحيتي إطلاق نار في مدرسة أمريكية
- بيان: علي السلطات المصرية التوقف فوراً عن ملاحقة الأطفال على ...
- ما هي الضربة المزدوجة أو Double Tap وما هي معاييرها؟ بي بي س ...
- مستشفى مصري يستخدم الذكاء الاصطناعي في مناظير القولون
- الحرب في غزة: ترامب يعقد اجتماعا بحضور بلير وكوشنر لمناقشة خ ...
- والدة الصحفي الفرنسي غليز المسجون في الجزائر تؤكد أنه بصحة ج ...
- صهاريج عدن الطويلة: إرث حضاري يخلد براعة اليمنيين القدماء
- دول غربية تندد بالهجوم الروسي على كييف وماكرون يصفه بـ-التره ...
- فرنسا: رئيس الحكومة فرانسوا بايرو يلعب أوراقه الأخيرة من أجل ...
- روسيا تمدد حظر تصدير البنزين.. لماذا؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - استبعاد مرشحين نزيهين من العملية الانتخابية تزوير مبكر