أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ناظم ختاري - جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش















المزيد.....

جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 18:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



بعد انتفاضة آذار 1990 ، وتلبية لنداء الحزب قطعت أنا والرفاق توفيق ختاري وملازم هشام ونوزاد عينكاوي وأبو عثمان دراستنا في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو وقررنا الالتحاق بانتفاضة آذار ومواصلة مسيرتنا في إلحاق الهزيمة بالنظام الدكتاتوري، إذ أعتبرنا ذلك واجبنا الأخلاقي أمام شعبنا، ولكن شاءت الظروف المحيطة بالعراق أن يستمر دوران طاحونة النظام في سحق المزيد من أرواح أبناء الشعب العراقي، وأن تستمر معاناته في ظل الحصار القاسي القائم و المفروض عليه من قبل الأمم المتحدة اثر غزو الكويت.
بعدما أبدينا موافقتنا نحن الخمسة من مجموع حوالي 30 رفيقا أو أكثر، بالعودة إلى الوطن ، استعجلت الجهات المسؤولة في الجانب السوفيتي ضمن المعهد بالاتفاق مع قيادة حزبنا بتهيأة أوراقنا لهذا الغرض، إذ بعد أيام قليلة كان كل شيء جاهزا للعودة إلى الوطن عن طريق دمشق، فقد كنت أحمل جواز سفر سوري باسم مزور، لاعلاقة له باسمي الحقيقي ولا باسم ناظم ختاري ، هذا الأسم الذي استمر يكبر معي كلما كبرت.
أجلً الرفيق توفيق عودته معنا إلى دمشق بعض الشي، لغرض تحقيق لقاء مع ولده زكي الذي كان يدرس في إيفانوفا مع مجموعة أخرى من أطفال رفاقنا الأنصارفي مدرسة خاصة بأطفال المناضلين من مختلف بقاع العالم، ونحن الأخرون كنا متلهفين للعودة بسرعة، لكي نشارك في دق المسمار الأخير في نعش الدكتاتورية وفق تصوراتنا آنذاك والمعطيات الموجودة على الأرض. كان في استقبالنا في مطار دمشق الرفيق فخري كريم، وكان أول سؤال وجهناه له ، ماذا عن آخر تطورات الانتفاضة، رد قائلا إن الانتفاضة تعرضت إلى إنتكاسة، والآن هناك نزوح جماعي من كوردرستان إلى تركيا وإيران ومدن الجنوب تتعرض إلى هجمات همجية لقوات النظام .
بقينا في دمشق عدة أيام، ألتقى بنا خلالها الرفيق حميد مجيد موسى، الذي كان عضوا في المكتب السياسي آنذاك، مشيدا بموقفنا وحرصنا على العودة اثر نداء الحزب للمشاركة في الانتفاضة الآذارية. ومن هناك تركت رفاقي وسافرت بقرار من الحزب إلى قامشلي، وهناك كلفني مكتب الحزب عن طريق الفقيد أبو حربي، لإدارة مقرنا في ديريك الحدودية مؤقتا إذ تواجد فيه عدد من الأنصار والملتحقين الجدد صفت بهم الأحداث هناك، علاوة على مراقبة الحدود للعبور إلى زاخو، وعندما حان وقت ذلك، كنت في المجموعة الأولى مع عدد آخر من الرفاق بينهم مجموعة من شباب زاخو أخترقنا الحدود عبر دجلة وكانت تنتظرنا في الجانب العراقي سيارة لاند كروز حشرنا أنفسنا فيها، ومن خلال العديد من حواجز القوات الأمريكية وصلنا إلى مقر حزبنا في مدينة زاخو .
في اليوم الثاني واصلنا إلى بامرنى حيث كان لحزبنا مقر مؤقت هناك، وكان قد ألتحق بنا الرفيق توفيق، فتجمع فيه عدد من كوادر نينوى ودهوك إضافة إلى الرفيق الفقيد أبو جوزيف، بعد أيام من النقاشات، جرى تشكيل لجنة محلية لقيادة العمل في دهوك ونينوى بقيادة الفقيد أبو جوزيف، وكانت الأوضاع تتحرك بسرعة وقوات النظام تتراجع مرة أخرى ،فانتقلنا من هناك إلى مانكيش، إذ استحدث مقرا لنا فيها، ثم أنتقلنا نحن كوادر وأنصار تلكيف والشيخان إلى زاويتة نقيم في مقر مؤقت، كان عبارة عن مدرسة متروكة، وفي المرحلة الثانية من انسحاب إدارات الحكومة المركزية من دهوك، انتقلنا من زاويتة إلى دهوك، ووضعنا اليد على المقر الحالي للجنة محلية دهوك والذي تحول لاحقا إلى ( ملبند دهوك ) للحزب الشيوعي الكوردستاني .
خلال هذه الآحداث التي ذكرتها، إذ كنا مكلفين بالعمل في تلكيف والشيخان ضمن قوام لجنة حزبية واحدة، قررنا أنا والرفيق توفيق مع الرفيق فرهاد شيخكي الذي سبقنا في الالتحاق بالانتفاضة من سوريا مع مجموعة أخرى من الرفاق بينهم صباح كنجي وكفاح كنجي وآخرين، قررنا النزول إلى سهل الموصل لغرضين إثنين، الأول العمل على إعادة الصلة بمنظماتنا المقطوعة الصلة، والثاني زيارة الأهل واللقاء بهم بعد فترة غياب دامت أكثر من 3 سنوات، كانت هذه الأيام القليلة والسريعة من زيارتنا السرية إلى ختارة مليئة باللقاءات مع الرفاق والأهل والأقرباء، بدأنا فيها بتنظيم بعض الخطوط الحزبية والترتيب لاستئناف العمل الحزبي فيها، وفقا للظروف الجديدة، وعلى المستوى العام كانت الأمور تسير باتجاه إنشاء خط 36 لحماية أمن كوردستان، وعندما حان وقت عودتنا إلى مقراتنا في دهوك وغيرها، اقترح الرفيق توفيق أن نستخدم سيارة أحد رفاقنا في التنظيم للعودة إلى المناطق الآمنة مثل قرية إيسيان وباعذرة ، وكان الرفيق شمو حجي جندي الذي استشهد فيما بعد على يد عصابات القاعدة في مدينة الموصل التي تحولت إلى بؤرة للنشاط الإرهابي بعد سقوط النظام هو صاحب السيارة والمعني للقيام بمهمة إيصالنا إلى هناك.
أبديت موافقتي على المقترح بدون تردد، وحرصنا على أهمية استطلاع سيطرة ألقوش، للتأكد من خلوها من قوات النظام وعدم عودتها إليها بعدما تركتها في وقت سابق، فعلا تم ذلك في عصر ذلك اليوم، وكان كل شيء على مايرام، فقررنا التحرك من ختارة نحو باعذرة في الساعة الرابعة من فجر اليوم التالي.
تهيأة السيارة ، وتحركنا وكان كل شيء يبدو هادئا وطبيعيا، ولكن عندما وصلنا إلى قرية شرفية التي يسكنها الأشوريين، وجدنا جانبي الطريق ( الشارع ) مزوعا بالخييم ذات اللون الأبيض بكثافة غير اعتيادية، استغربنا الأمر، ما دفع ذلك فرهاد للقول ما هذه التلال الملحية ومن أين جاءت...؟ إذ لم يكن يتوقع إنها خييم عسكرية، ورغم ذلك لم نتخذ أي إجراء لتغيير مسار حركتنا، واصلنا طريقنا وسط شكوك راودتنا إن نقطة التفتيش الواقعة على مفرق ألقوش ربما أصبحت مأهولة هي الأخرى، لم يكن هناك متسع من الوقت، فقد كانت المسافة بين شرفية ونقطة التفتش لا تتعدى الـ 3 دقائق، ولابد من المواصلة، قبل الوصول إلى النقطة بمسافة قصيرة خففنا السرعة، والصمت أصبح سيد الموقف، عندما وجدنا جنديا ينتصب هناك بقامته الفارعة، جامدا ماسكا بندقيته من جزءها العلوي وأخمصها ثابت على الأرض تقف مستقيمة إلى جانبه، وتحسبا لأي طاري أو حركة غير طبيعية من الجندي، ذهبت أصابعنا تلامس أزندة بنادقنا، مستعدة للضغط عليها في أية لحظة، ولكن بخلاف ضنوننا فإن الجندي بحركة عسكرية ارتجت الأرض تحت قدمه، التي دقتها بقوة في ذلك الصباح الصامت الذي سكن فيه حتى الهواء من أية حركة، محركا بندقيته التي يعلو فوهتها قامة حادة بحركة عسكرية، استقرت فوق كتفه الأيسر، ضاربا أخمصها بكف من يده اليمنى، محدثا صوتا اخترق دهشتنا لهذا المشهد، رافعا أياها إلى أن استقامت مع حاجبه، أخذ تحية عسكرية مجلجلة، أحدثت فينا رهبة شديدة أشعرتنا بالخوف مرة وبالنشوة مرة ثانية، قائلا تفضل سيدي، دون أي ردود أفعال إضافية وشعورا منا بالأمان، واصلنا طريقنا وسط قهقهة تعالت كلما ابتعدنا من نقطة التفيتش .
يبدو إن أزرار كتافياتنا جعلته يراها نجمات أو رتب عسكرية .



#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل في بناء الدولة أم إصرار على تدميرها
- هل المقاطعون للانتخابات اخطأوا أم أصابوا ..؟
- مرة اخرى ... أنصاريات
- وداعا بغداد وأربيل محطة التحاقنا الأولى بالجبل
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات ..الحملة والاختفاء
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات .. الحملة والمجموعة الأنصاري ...
- زيارتي الأخيرة إلى الوطن...مواقف
- الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي
- انتهاك الجيش التركي لسيادة العراق ليس جديدا ...!
- جينوسايد والحماية الدولية والإدارة الذاتية
- لما يزل الأيزيديون في جبل سنجار وبقية مناطقهم مهددون بالمزيد ...
- لا لعودة غير آمنة
- رسالة قصيرة ومفتوحة إلى ...السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كو ...
- تسليم سنجار إلى داعش جريمة كبرى
- الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي م ...
- لماذا سقطت الموصل ..؟ وماذا بعد ذلك ..!!
- يرفضون المالكي ويصرون على النهج الطائفي..!!
- الانتخابات البرلمانية بعد يومين
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت ..الحلق ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت ...الحل ...


المزيد.....




- رقابة وسيطرة ناعمة، عبر الذكاء الاصطناعي كأداة قمع سياسي متد ...
- قبل ثلاثين سنة رحل عنا إرنست ماندل
- -انعطف يمينا ثم يسارا-.. طيار بشركة دلتا يعتذر للركاب بعد -م ...
- ثلاثون عامًا بعد وفاته، البناء مع إرنست ماندل
- إرنست ماندل، قبل رحيله: ينبغي أن نمنح التاريخ الوقت لإنجاز ع ...
- م.م.ن.ص// -لن يمروا!- -لن يمروا!-....شعلة تتجدد في صرخة الثو ...
- في ذكرى تأسيس الحزب: العراق بحاجة إلى الشيوعية أكثر من أي وق ...
- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- صفحات من التأريخ: الحزب الشيوعي العراقي ، 14 / تموز /1958 و ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ناظم ختاري - جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش