أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي مع الجيش















المزيد.....

الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي مع الجيش


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي مع الجيش
ناظم ختاري
بعدما أحتلت قوى بعثداعش الإرهابية عددا من مدن العراق مثل الموصل وتكريت وتشديد قبضتها على الفلوجة وعددا من المدن والقصبات الأخرى والانهيار الذي أصاب قوات الجيش العراقي هناك وترك مواقعها ، سارعت المرجعية الدينية الشيعية إلى إصدارها فتاوي داعية للنفير العام والتطوع من أجل قتال تلك القوات ومنع تقدمها وتحرير المدن المحتلة منها ، فلبت أعداد كبيرة من الشيعة دعوة المرجعية وفتاويها ، حتى بلغ عددهم مئات الآلاف من المقاتلين المفترضين .
و في نفس الوقت راح رجالات السلطة والحكم الطائفي يلتقون هذه الحشود البشرية ويلقون بالمزيد من أسباب الشحن الطائفي في المتطوعين ، واصدر المالكي بشأن ذلك أوامره من أجل تنظيم هذه العملية من خلال فتح مكاتب سميت بمكاتب الحشد الجماهيري ، دون مراجعة سياساتهم التي كانت سبب هذه الأحداث والتي ستكون مع اصرارهم على نفس النهج سببا لضياع العراق .
يظهر للعيان بوضوح إن الصراع الدائر في العراق هو صراع طائفي بامتياز وإن الدفع بهذا الاتجاه من طرفيه على قدم وساق ويتجلى ذلك من خلال .
1- إصدار الفتاوى الدينية من جانب واحد أي من جانب المرجعية الشيعية دون أن تحاول دعوة نظيراتها من المرجعيات السنية من أجل تهدئة الأمور والتخفيف من هذا الشحن الطائفي وتهدئة الأوضاع في ظل هذه الأوضاع العصيبة التي يتعرض لها العراق ، والتي من شأنها أن تجابه بفتاوي شبيهة في الطرف الآخر أي الطرف السني خوفا من الثأر على ما فعلته قوى بعثداعش .. فهذا ما تتمناه هذه القوى الإرهابية التي خطفت واحتلت المدن وهي تهدد كل العراق .
2- لم يلبي هذه الفتاوى غير أبناء الطائفة الشيعية ، هذا من جانب ومن الجانب الآخر يلاحظ المرء وكأن هؤلاء المتطوعون ذاهبون إلى حرب ضد السنة والكورد وليس لمقاتلة إرهاب بعثداعش ، فهناك أكثر من فيديو مليء بالسب والقذف ضد رموز السنة أو الأكراد و تصريحات المسؤولين ملئت الدنيا ضجيجا تدعو إلى الكراهية الطائفية والقومية تتهم هذا الطرف وذاك .. والأهازيج الطائفية الصارخة التي ترتفع من قبل الطبالين في مراكز التطوع وغير ذلك من تأجيج مشاعر الطائفية ضد أخوتهم في الوطن بدلا من تأجيجها ضد داعش ، وإلى جانب هذا هناك غياب متعمد للروح الوطنية في توعية المقاتلين وشحذ هممهم وتحشيدهم لهذه المعركة المصيرية .
3- كل المتطوعين أثناء لقاءاتهم مع الفضائيات يؤكدون بأنهم ذاهبون إلى القتال تلبية لفتوى المرجعية ومن أجل حماية مقدساتنا ، إذن من يلبي نداء الوطن الذي يتمزق ..!!
4- من المعروف هناك عدد كبير من الميليشيات الشيعية الطائفية في العراق وغالبيتها خرجت إلى الشارع بعد صدور هذه الفتاوي " بل كان يمكن لها أن تستعرض وتعربد حتى دونها " لأن قادتها يجدون في الظروف الحالية فرصتهم الذهبية لممارسة المزيد من القتل وتدمير البنية التحية للبلاد والحصول على السلطات والمال ، بعد أن جرى تعطيل بعض جوانب أدوارها وممارساتها لفترة من الزمن .. ولكن السؤال هنا من سيعيد هذه المرة عناصر هذه الميليشيات إلى بيوتهم ثانية بعدما تهدأ الأمور ، إن كانوا أصلا يريدون أن يستقر العراق ...؟
5- أغلب المتطوعين سيدخلون المعارك دون تدريب كافي .. دون أن يكتسبوا خبرة عسكرية أو فنون القتال مع أعتى وأشرس قوى إرهابية ، فلذلك ستكون أرواح أعداد كبيرة من الشبيبة المتطوعة ضحية لتلك النزعة الطائفية ، ودمائهم ستكون سببا إضافيا لاستمرار نار العداء الطائفي لمديات زمنية طويلة غير محددة ، حتى بعد أن تقف هذه الحرب التي على ما يبدو ستمتد وتتمدد .
فالطائفيون ذاهبون إلى حربهم الطائفية الشاملة ، بينما هناك معركة مصيرية أوراها مشتعلة بين قواتنا المسلحة والشعب من جهة والإرهاب من جهة أخرى ..الطائفيون ذاهبون إلى معركة أخرى ، أطرافها تتقاتل دفاعا عن مصالحها وغنائمها الشخصية والحزبية والطائفية الضيقة ، ساعية في نفس الوقت إلى إفراغ معركة الشعب من محتواها الوطني ... معركة الطائفيين هي ليست معركة الشعب ضد الإرهاب والدفاع عن الوطن بعيدا عن العناوين الفرعية ، ولا هي معركة مشتركة مع القوى الوطنية - الديمقراطية من أجل نظام حكم ديمقراطي ، فمعركتهم هي من أجل كرسي الحكم والمال والنفوذ .
ولذلك فانا من وجهة نظري إن الأوضاع الحالية في بلادنا بحاجة إلى بعض الإجراءات السريعة بعكس ما يذهب إليه الطائفيون ، ومن بين أهمها .
أولا – ولأن الموقف العسكري لقواتنا يعاني من صعوبات كبيرة لأسباب ما حصل في الموصل وتكريت بشكل دراماتيكي ، و تقدم قوى الإرهاب المتوحشة ، التي تشكل تهديدا جديا على بغداد والمدن الأخرى ومستقبل بلادنا ، لابد من تحقيق الاستعدادات العسكرية اللازمة لاستعادة زمام المبادرة وللوقوف بوجه زحفها وملاحقتها لتحرير المدن المحتلة وجعل الهزيمة من نصيبها ، فليس هناك أولى من إعادة التنظيم وهيكلة قيادات الجيش على أساس الكفاءة والإخلاص والوطنية وخصوصا إن تعداد قواتنا العسكرية والأمنية ليست قليلة فإنها تتعدى المليون مقاتل .
ثانيا - وبموازاة هذه المسألة فإن دعوة وطنية خالصة إلى التعبئة الشعبية الشاملة للوقوف إلى جنب هذه القوات ومساندتها في المجالات اللوجستية وحماية المدن الآمنة وإدارتها وما إلى ذلك ، يعد أمرا دقيقا وهاما وصحيحا في ظروف البلاد الحالية الحرجة .
ثالثا – لا يمكن أن تكون الإجراءات العسكرية فعالة وقادرة على تحقيق إنجازات مهمة دون اتخاذ إجراءات سياسية شجاعة واعلان التخلي عن المحاصصة الطائفية وتشكيل حكومة انقاذ وطني ، بعيدا عن استئثار قوى الإسلام السياسي التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليها عبر سياساتها الرعناء ومنهج المحاصصة الطائفي ، فهل حكومة المالكي المنتهية ولايتها ومجلس النواب الجديد المصادق عليه من قبل المحكمة الاتحادية حريصان على مصلحة العراق ونقل السلطة إلى مثل هكذا حكومة لفترة انتقالية كي تقود جهود شعبنا إلى الأمان والاستقرار ..؟
اعتقد من هنا وبها ستنطلق المعركة الحقيقية لوقف زحف قوى الإرهاب ودحرها ومن هنا ينبغي أن تنطلق عملية سياسية جديدة تعيد العراق وتضعه على السكة الصحيحة استنادا على خارطة طريق تحقق التغيير اللازم الذي عجزت عن تحقيقه صناديق الاقتراع ، ولكن المخاطر التي ترتبت على نتائجها لابد أن تكون محطة انطلاق لهذا التغيير والذي ينبغي أن يحقق ما يلي .
أولا – وقف العمل بالدستور الحالي وكتابة دستور جديد ينسجم و مهام المرحلة الجديدة ، يراعى فيه تنوع المجتمع العراقي واعتباره مصدر ثراء وليس مصدر صراع ، وعليه فبدلا عن الصيغة الحالية للدولة العراقية المركزية ، لابد من اللجوء إلى بناء شكل آخر لهذه الدولة ينهي الخلل في صناعة القرار وتوزيع الثروات ، تشعر فيه مكونات الشعب العراقي المتعددة بالأمان ، وبأن هذه الدولة الجديدة هي دولتها ، تلك الدولة القائمة على أساس نظام حكم مدني ، يعالج مشاكل البلاد وفقا للدستور ، ويضع حدأ نهائيا للكراهية وممارسة العنف والتمييز وما إلى ذلك .
ثانيا - فصل الدين عن الدولة ، فالدين حرية شخصية ، لذا فإنها لمن يريد ممارستها ، أما الوطن فهو للجميع ، وليس لأحد أن يأخذ أكثر مما له .

وأخيرا فأنا أرى أن العراق بانتظاره خيارين لا ثالث لهما .. الأول ، أما أن نقسم الأرض وما عليها وما في باطنها من ثروات بين مكوناته وفقا لدستور مدني .. ووفقا لمبدأ العدالة والمساوات .. ووفق إرادة عقلانية مشتركة لهذه المكونات ، وبخلافه فإن الخيار الثاني ، خيار الاقتتال سيفرض نفسه بقوة وعندها فإن الأبواب ستكون مفتوحة على مصراعيها لمزيد من العنف الطائفي والقومي المدعوم و المفتوح ، حتى يجري تقسيمه إلى دويلات متطاحنة ضعيفة تابعة وتكون هدفا دائما لأطماع الآخرين .



#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سقطت الموصل ..؟ وماذا بعد ذلك ..!!
- يرفضون المالكي ويصرون على النهج الطائفي..!!
- الانتخابات البرلمانية بعد يومين
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت ..الحلق ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت ...الحل ...
- وما هو القبض .. ؟
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت - الحلق ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .الحلقة ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .الحلقة ...
- اختطاف طفلة قاصرة .. قضية صراع بين قوى الظلام والحقوق المدني ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت . الحلق ...
- آخر الكلام في 2012
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .الحلقة ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .
- أنصاريات ...طيران في -كاني كولان-1 واستشهاد النصير -نيشتمان- ...
- أنصاريات...ندوة في -كه ر كاميش-
- أنصاريات
- ديرستون ( تربه سبى ) .... هل ستعود ذات مرت .؟
- طفح الكيل.. ألا ينتفضون ..!؟
- وماذا بعد تشكيل الحكومة .. !


المزيد.....




- -مجموعة جبناء-.. شاهد انفعال ترامب تعليقًا على تقرير CNN بشأ ...
- ترامب يشعل تفاعلا بكشف ما قاله لبوتين عندما عرض الأخير المسا ...
- إيرانيون بمظاهرة تؤيد الحكومة لـCNN: وقف إطلاق النار ليس كاف ...
- ماذا لو فقدت وظيفتك؟ توصيات خبراء للحفاظ على صحتك العقلية وإ ...
- أبرز النقاط حول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- ما بعد الهدنة: خطوات تصعيدية إيرانية تجاه الوكالة الذرية وجد ...
- تقرير استخباراتي أمريكي يُشكك في التدمير الكامل للبرنامج الن ...
- حذر وترقب بشأن صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل سبعة من جنوده في جنوب قطاع غزة
- -إف بي آي- كثف التركيز على مكافحة الإرهاب بعد ضربة إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي مع الجيش