أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - معركة لاله زار في السليمانية














المزيد.....

معركة لاله زار في السليمانية


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف إن الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي تأسس في 1 يونيو 1975 على يد الرئيس الراحل جلال الطالباني، تعرض إلى الكثير من الإنقسامات على مستوى قيادته بعد رحيله في 3/10/2023 ، وذلك أثر صراعات حادة من أجل المال والسلطة والنفوذ ، رجحت كفة الميزان لصالح عائلة الطالباني التي هيمنت على مقدرات الحزب، ولكنها لم تنجو من الصراعات لنفس الأسباب ، مما حدا بالسيد لاهور شيخ جنكي لاعلان تأسيس حزب سياسي جديد تحت أسم جبهة الشعب لمنافسة حزب الأم ( الاتحاد الوكني الكوردستاني ) من أجل اكتساب مغانم السلطة .
مما يذكر، إن هذه الانقسامات كانت سببا في تقليص نفوذ الاتحاد الوطني الكوردستاني، وأدى إلى انحسار دوره السياسي على مستوى كوردستان والعراق، وبالتالي تراجع منافعه الاقتصادية، من الثروات التي كانت ولازالت تتعرض إلى الكثير من النهب و السرقة على يده ومنافسه أو شريكه الأقوى والذي يتحمكم بكل خيوط السلطة في إقليم كوردستان، وبموازاة ذلك ازدادت معاناة الشعب الكوردي وحرمانه من أبسط حقوقه في العيش الكريم، ومن أبرز مظاهرها، أزمة الرواتب الناجمة من طبيعة التعامل مع واردات إقليم كوردستان، وكذلك طبيعة العلاقة مع المركز، الذي لا يألوا جهدا من أجل إجهاض تجربة الإقليم التي تعاني أساسا من عدم وجود مقومات البناء الرصين والمستديم .
مع كل ما مر، فإن للإنقسام المزمن في جسد الإقليم بين حزبي السلطة منذ انتفاضة إذار عام 1991 ، تأثيراته الواضحة على حاضر ومستقبل التجربة الكوردستانية، وما أدل على ذلك، عدم االقدرة على حسم ملف وزارة البيشمه ركه وتوحيد فصائل الأحزاب المتنفذة في جيش عقائدي قادر على حماية كوردستان، بكل ما فيها من بشر وأرض وتجربة ذات أبعاد مستقبلية، ما أدى ذلك إلى تعرضها لكوارث شملت كل الإقليم ، كانت باكورتها اقتتال الأخوة الذي نشب في 1995 ونجم عنه تشكيل إدارتي أربيل والسليمانية والكثير من الدماء العزيزة ومالية كان الععب الكوردي وكوردستان بحاجة إليها، ثم ما جرى في سنجار إذ تعرضت لنكبتين، ففي 2007 في سيبا شيخ خدرى والقحطانية كان حوالي ألف شخص بين شهيد وجريح ضحية هذا العمل الإرهابي ناهيك عن تدمير البلدتين بالكامل تقريبا وفي 2014 تعرضت سنجار كلها لحملة بربرية قادتها الدولة الإسلامية بهدف إبادة الأيزيدية هناك، علاوة على تأثيرات ذلك الإنقسام على الكثير من الملفات الحيوية الكوردستانية وخصوصا المادة 140 الخاصة بالمناطق المستقطعة .
لم يكن حال السلاح الذي ازداد وتيرة تدفقه إلى كوردستان، اثر حملة داعش في 2014، أفضل من بقية الجوانب في الحالة الكوردستانية، إذ تحول إلى حصص أيضا، تتناسب مع طبيعة الإنقسام السياسي، بل حتى العشائري في كورستان المنقسمة على نفسها في إدارتين، وكلما تشظى الاتحاد الوطني الكوردستاني، تحاصصت على سلاحه القوى المنسحبة منه ومن بينهما حزب جبهة الشعب بقيادة السيد لاهور شيخ جنكي، ولا يختلف هذا الأمر عندما نتحدث في الشأن العشائري، فلها أي للعشائر الكوردية حصتها أيضا من سلاح السلطتين في إدارتي أربيل والسليمانية، وما الأزمة العشائرية المتشابكة سلطويا التي انفجرت في الأسابيع القليلة الماضية والتي استخدمت سلاح السلطة إلا دليلا لما أشرت إليه في أعلاه ، تلك الأزمة التي كادت أن تمتد ألسنة نيرانها إلى ما لايحمد عقباه.
إلى هنا، المشكلة ليست في قضية الصراع بين جناح الاتحاد الوطني الكوردستان بقيادة السيد بافل طالباني وجبهة الشعب بقيادة السيد لاهور شيخ جنكي، بل كما قلت في طبيعة حيازة السلاح في كل إقليم كوردسان، لأنه حصص منقسمة بين قوى منقسمة كورديا، كما مناطق نفوذها المنقسمة، وأسباب التقسيم المتواصل قائمة، وفي مقدمتها طبيعة السلطات الكوردستانية القائمة على التحاصص الحزبي والعشائري والعائلي.
وأخطر ما في معركة (لاله زار- معركة القبض على السيد لاهور شيخ جنكي ) إن قرار أطلاق الدرون الأول أو الصاروخ الأول أو الطلقة الأولى، صدر عن قائد حزبي ليس لديه موقع رسمي في سلطات إقليم كوردستان الرسمية، ولم يكن بعلمها وفقا لبيان رئاسة الإقليم، أستخدم مكانته الحزبية في أعلى الهرم في اتخاذ هذا القرار الخطير، زج فيها كل انواع السلاح المخصص لمواجهة داعش، بما فيه عشرات الدرونات الانتحارية والدبابات والدروع وناقلات الجنود وغير ذلك.
والسؤال هنا، هل يتماشى هذا مع القوانين (النافذة) في إقليم كوردستان ناهيك عن القوانين النافذة في العراق والمداسة عليها ببساطيل المليشيات الموالية وغير الموالية..؟ وعليه أليس كل السلاح الموجود في كوردستان هو سلاح منفلت ..؟ بحكم وجوده تحت تصرف هذا الحزب أو تلك العشيرة..! ألا يعني ذلك إن السلاح المستخدم في معركة لاله زار، يمكن أستخدامه في معارك أكبر وأشمل وأخطر..؟ ولنا في ذلك تجربة ليست ببعيدة، وقد تتكرر تجارب مريرة، تمتد تأثيراتها لمديات بعيدة، وهل سيكون في مقدور هذا السلاح المنقسم المنفلت أن يكون مساهما فاعلا في قضايا مصيرية كقضية سنجار مثلا أوغيرها ..؟
وهنا أسطيع القول، بكل ثقة إن السلاح الكوردي ليس كوردستانيا، بل هو سلاح حزبي وعشائري وعائلي بامتياز، يقع تحت التصرف لاستخدامه في الصراعات من أجل النفوذ والسلطة والمال، وهذا ما لا ينبغي قبوله من الجماهير الكوردستانية في الإقليم ويجب أن يتوقف، ويتطلب هذا تظافر الجهود من أجل تغيير نهج الحكم في كوردستان والمباشرة في بناء مؤسسة عسكرية عقائدية مهمتها الأولى والأخيرة حماية الوجود الكوردي وصيانة مكتسبات كوردستان والدفاع عن أرضها وسماءها.



#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- فشل في بناء الدولة أم إصرار على تدميرها
- هل المقاطعون للانتخابات اخطأوا أم أصابوا ..؟
- مرة اخرى ... أنصاريات
- وداعا بغداد وأربيل محطة التحاقنا الأولى بالجبل
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات ..الحملة والاختفاء
- مرة أخرى...أنصاريات ...البدايات .. الحملة والمجموعة الأنصاري ...
- زيارتي الأخيرة إلى الوطن...مواقف
- الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي
- انتهاك الجيش التركي لسيادة العراق ليس جديدا ...!
- جينوسايد والحماية الدولية والإدارة الذاتية
- لما يزل الأيزيديون في جبل سنجار وبقية مناطقهم مهددون بالمزيد ...
- لا لعودة غير آمنة
- رسالة قصيرة ومفتوحة إلى ...السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كو ...
- تسليم سنجار إلى داعش جريمة كبرى
- الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي م ...
- لماذا سقطت الموصل ..؟ وماذا بعد ذلك ..!!
- يرفضون المالكي ويصرون على النهج الطائفي..!!
- الانتخابات البرلمانية بعد يومين
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت ..الحلق ...


المزيد.....




- -مفيش زي الأم يا جدعان-.. آسر ياسين يشارك توضيحًا من والدته ...
- مفاوضات السلام في أوكرانيا: هل تحجب واشنطن معلومات استخبارات ...
- الأردن: استدعاء نائب من حزب جبهة العمل الإسلامي بتهمة -تلقي ...
- قرار قضائي في اليونان يُجمّد ترحيل أربعة سودانيين رغم قانون ...
- هكذا يتهافت أطفال غزة على طرودٍ تنزل من السماء قد تسدّ رمق ب ...
- إيران تتوعد بالرد على طرد سفيرها من أستراليا.. وعراقجي: -ألب ...
- فرنسا على صفيح ساخن: تصويت بحجب الثقة يهدد حكومة بايرو ويزيد ...
- معادن الكونغو ومنطقة الساحل تسيل لعاب ترامب والصين
- الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه استهدف كاميرا لحماس في غارتين قتلت ...
- غضب عارم في وسائل التواصل بعد وصف براك تعامل الصحفيين اللبنا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم ختاري - معركة لاله زار في السليمانية