أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - اهمية التغلب على الصراعات التاريخية















المزيد.....

اهمية التغلب على الصراعات التاريخية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما شأنها قبل كل انتخابات نيابية تعود التحالفات والاحزاب العاملة في العراق بالعزف على وتر الطائفية وتعمل على استبعاد مرشحين بذرائع شتى .
في وقت لم يقدم النظام اي مشروع دولة محترمة مع انعدام شبه كامل للخدمات وعلى الاخص الماء والكهرباء والتعليم والصحة وغيرها .
وكثيرا مايتم استغلال الدين لاغراض فئوية او حزبية ليس في العراق وحده بل في كثير من الانظمة العربية والإسلامية.
غالبًا مايتم استغلال الدين لاغراض فئوية او حزبية في العديد من الانظمة العربية والإسلامية .
وقد شكل التطرف الديني القاعدة الأكثر صلاحية لإنجاز التفكيك، وجرى تغذية السياسات “المذهبية” لمشاريع إقليمية واضحة، وهو ما يتضح في نشر الدعوات المشبوهة ، في العديد من دول المنطقة .

النظم السياسية في المنطقة تمر بمرحلة انتقالية وتمثل إحدى الديناميكيات المتطورة للصراع على النفوذ الذي يتمظهر بنزاعات دينية او مذهبية ، حيث يتم استغلال الانتماءات الفئوية والطائفية لتحقيق أهداف سياسية، وتُستخدم الهويات الدينية كأداة لتعبئة الجماهير وتشكيل تحالفات سياسية، غالباً ما تكون على حساب الوحدة الوطنية .
ان النظر إلى الصراعات الحالية بمنظور طائفي ، واسناده الى خلافات تاريخية دينية هو تبسيط مضلل لواقع الحال .
حيث ترجع أسباب هذه الصراعات إلى طموحات واطماع دولية ، وليس إلى الخلافات الفقهية . فتحولت إلى حروب بالوكالة بين دول المنطقة، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق تنافسه الاستراتيجي في الأماكن التي انهارت فيها بعض الانظمة وقد استغلت الطائفية للتحشيد والتغطية على الرغبات التوسعية لتلك الدول .
وما يحدث الآن ليس إعادة ظهور الخلافات القديمة ، بل استغلالها لتحقيق اهداف سياسية . فالسياسة
لاتخلق الطائفية فقط بل تعمقها ، وحسب الحاجة .
كثيرا مانشاهد او نقرأ اجترارا" لاحداث تاريخية عفى عنها الزمن لتعزيز وجهات النظر المختلفة .
ان قراءة التاريخ سيفًا ذو حدين: اما مصدرًا للعبر والحكمة او سببا للانقسام والفرقة .

في العصر الحديث، غالبًا ما يؤدي التذكير بالنزاعات التاريخية إلى الاستقطاب وانعدام الثقة والانقسامات الطائفية بين المسلمين. وقد أعاقت هذه الانقسامات التقدم، وأضعفت المجتمعات المحلية، وحولت الانتباه عن التحديات العالمية الملحة مثل التعليم العالي والتكنولوجيا المتقدمة كالاتمتة والذكاء الاصطناعي وغيره .

إن تاريخ الإسلام مليء بالدروس العميقة والتعاليم الثمينة، التي
ينبغي توظيفها لرأب الصدع بدل تعميق الخلاف والفرقة .
يؤكد القرآن مرارًا وتكرارًا على الوحدة والأخوة بين المسلمين يقول الله في كتابهالكريم :
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " سورة ال عمران " .
وكذلك إن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون "سورة الأنبياء"

كما حذر النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله من الانقسامات الداخلية، قائلاً:
(لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانًا) .

تحثنا هذه التعليمات الإلهية على إعطاء الأولوية للوحدة على الخلاف والتركيز على الأهداف المشتركة بدلاً من الخلافات السابقة.
ومن الأهمية بمكان أن نسأل: هل تستمر هذه النزاعات التاريخية في تقسيمنا، أم يمكننا تحويل تركيزنا إلى بناء حاضر ومستقبل موحدين لهذه الأمة؟

ان سياسات دول الجوار الدينية والطائفية خطيرة، وتنم عن اطماع تاريخية في منطقتنا ، وهذه واحدة من اكبر التحديات التي تواجهنا ، والتي تتطلب مواجهتها في إعادة تنشيط المشتركات الوطنية وتعزيزها .
ومن الأهمية التمسك بالقيم والأسس الفكرية التي يقوم عليها الإسلام ، بدل التشرذم والفرقة وينبغي سلوك طريق الاعتدال والتسامح وقبول الآخر .

ان للصراعات الدينية والطائفية تاريخ اسود في اوروبا وقد امتدت لسنوات عديدة ولم يفلح اي طرف بالغلبة .
ان التطرف الديني والطائفي ينشئ دول فاشلة بكل المقاييس نتيجة إساءة استخدام الدين او اتباع منهجيات إيديولوجية مظللة ، ويتوجب العودة الى روح الاسلام ومبادئه الثابتة في التوحيد والسلام
والالتفاف تحت راية واحدة ، والخروج من نفق المظالم التاريخية، وعدم المساواة، والتطرف ، والذهاب الى آفاق ارحب من التنمية والتعليم ومكافحة الفقر ، والاستغلال العقلاني للموارد البشرية والطبيعية
وهذه كلها تحتاج الى عقل مفتوح
بعد الخروج من التقوقع والانغلاق .

ان تحقيق اهداف الامة وعلوها لن يتم إلا بالوحدة ، وتعزيز الحوار والتوعية بأهمية الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى والعمل على ترسيخ ثقافة السلام والتعايش

إن البيئة الجيوسياسية المتدهورة التي نشهدها اليوم تتميز باستخدام التقنيات من اجل التفرقة والتمييز ونشر العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع الواحد، وهذا المفهوم اصبح عنصرا جديدا من المعادلة الجيوسياسية التي فرضت علينا .

وفي هذه الظروف العصيبة يتوجب على الجميع تبني نهج استشرافي يؤكد على القيم الثابتة والاحترام المتبادل والأهداف المشتركة .
ان التطرف والتعصب الطائفي اصبح يمثل اشكالية كبيرة بعد ان ولدت فوضى وصراعات جديدة عرضت امن ومستقبل شعوبنا للخطر .
إن مسؤولية المثقفين والنخب السياسية والدينية كبيرة في هذا الصدد؛ إذ عليهم أن يوجهوا الخطاب العام نحو البناء لا نحو الشحن والتحريض الطائفي . فالكلمة يمكن أن تكون جسرًا للتقارب أو وقودًا لإشعال الفتنة. والإعلام من جانبه مطالب بأن يضطلع بدور تربوي يعزز الهوية الجامعة ويرسّخ ثقافة المواطنة الحقيقية، بعيدًا عن الاستقطاب والتضليل.

إننا أمام مفترق طرق: إما أن نستمر في اجترار الخلافات التاريخية والصراعات الطائفية التي لا طائل منها، فنمكن الاعداء منا ، أو أن نتجاوز الخلافات ونتوحد حول مشروع نهضوي شامل يضع التعليم والبحث العلمي والاقتصاد المستدام لتحسين الدخل في صدارة الأولويات.

المستقبل لا ينتظر المترددين، ولا يرحم المنقسمين. والوحدة والاعتدال والتسامح هي الركائز التي ينبغي أن نؤسس عليها حركتنا القادمة، حتى نحافظ على وجودنا ونكون جديرين بالمكانة التي يستحقها تاريخنا المجيد وحضارتنا العريقة .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملف غير التقليدي لمبعوث ترامب الجديد إلى العراق
- السلام بالقوة وهم خطير
- غزة
- قراءة في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
- تداعيات العقوبات الدولية تجاه إيران وأثرها على العراق
- الطبقة الوسطى بيضة القبان في العراق
- شرق أوسط جديد صراع القوى وفراغ الرؤية العربية
- إسرائيل على منحدر العزلة
- الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية
- الذكاء الاصطناعي قوة حضارية أم اداة للهيمنة الرقمية
- قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق
- قراة في التغول الإسرائيلي
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...


المزيد.....




- السودان- مفوض أممي: الفاشر تشهد فظائع مروعة والأطفال يموتون ...
- الكنيست يقر القراءة الأولى لمشروع قانون يُجيز إغلاق وسائل ال ...
- إسبانيا: تعرّض ضابطيْ شرطة لضربٍ وحشي أدّى لكسرٍ في الأسنان ...
- تقرير أممي: 70 ألف شخص نزحوا يوميا العقد الماضي بسبب الكوارث ...
- أمنستي تدعو نيجيريا لتبرئة 9 نشطاء أعدمتهم قبل 30 عاما
- سوريا توقع إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدو ...
- أول تصريح لترامب عن أحمد الشرع بعد لقاء البيت الأبيض
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -نعمل مع تل أبيب على التفاهم مع دمشق-.. ترامب: نريد سوريا نا ...
- لقاء تاريخي بواشنطن .. ترامب يستقبل الشرع وسط تحولات سياسية ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - اهمية التغلب على الصراعات التاريخية