أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - النقد الذاتي حتى وإن كان قاسيا














المزيد.....

النقد الذاتي حتى وإن كان قاسيا


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8521 - 2025 / 11 / 9 - 15:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أكثر من مائة عام والشعب الفلسطيني يناضل بكل الوسائل للدفاع عن أرضه في مواجهة الحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية الغربية بداية من بريطانيا وانتهاء بالولايات المتحدة الامريكية وفي ظل تخاذل الأنظمة العربية بل وتواطؤ بعضها مع الاحتلال، حتى يجوز القول إن حركة التحرر الوطني الفلسطيني أطول ثورات التحرر الوطني عبر التاريخ ،صحيح لم يتمكن الفلسطينيون من تحرير وطنهم لا بالمقاومة المسلحة ولا بالتسوية السياسية، وصحيح أيضا أن الانقسامات السياسية ما زالت تؤثر سلبا على وحدة الشعب والنظام السياسي، كما لا نتجاهل حرب الإبادة والتطهير العرقي على قطاع غزة وما يجري في الضفة من حرب غير معلنة لا تقل خطورة عما يجري في الضفة، ولكن وبالرغم من ذلك لم يستسلم الشعب الفلسطيني ولم يرفع الراية البيضاء بل تزداد عدالة قضيته حضورا في العالم وتتزايد أزمة إسرائيل في علاقاتها الدولية وتنكشف زيف روايتها التي غررت بها العالم طوال مائة عام.
هذا الحضور والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، حتى وإن كان مشبعا بالألم والمعاناة والتشرد والجوع والدمار كما يجري في قطاع غزة، والذي تنطبق عليه مقولة الرئيس الراحل أبو عمار (إن الشعب الفلسطيني كطائر العنقاء ينهض دائما من تحت الرماد) يعود بالدرجة الأولى لعدالة القضية الفلسطينية وقناعة العالم بذلك، كما يعود لرفض العالم للممارسات الصهيونية التي فاقت ما فعلته النازية باليهود، أيضا تمسك الشعب بأرضه ومساندة أحرار العالم له على مستوى الشعوب والحكومات العربية والإسلامية والأجنبية.
وبكل صراحة فإن نقطة الضعف الرئيسة في الحالة الفلسطينية الحالية هي حالة الانقسام وضعف النظام السياسي وعجز والفساد أحيانا في الطبقة السياسية وفي الأحزاب، حيث حتى الآن لم تستطع هذه الطبقة والأحزاب من استثمار التحولات في الرأي العام العالمي التي لم تأتي نتيجة جهودها السياسية ولا نتيجة أعمال المقاومة المسلحة بل نتيجة مشاهد الموت والجوع والمرض والدمار للمدنيين في قطاع غزة وخصوصا فئة الأطفال والنساء ، أيضا نتيجة انكشاف زيف الرواية الصهيونية، وخصوصا عند الجيل الجديد في الغرب الذي صدمه الإرهاب والجرائم الإسرائيلية ورفض إسرائيل للشرعية الدولية والقانون الدولي و كل ما تعلموه حول حقوق الانسان والعدالة الإنسانية والديمقراطية الخ.
لكل ذلك وحتى نقطع الطريق على ما يجري تخطيطه أمريكيا واسرائيليا من محاولات تصفية القضية من خلال مبادرة ترامب، يجب تغيير الطبقة السياسية والنظام السياسي الفلسطيني ومدخل التغيير ممارسة أقصى حالات النقد دون مجاملات أو حسابات شخصية.
فقد أجمع كل العالم تقريبا على نبذ دولة الكيان الصهيوني واعتبارها دولة مارقة ترتكب جرائم حرب إبادة وتحتل أراضي الشعب الفلسطيني، كما انتقدت كثير من الدول حركة حماس وانتقدناها وما زلنا ملتزمين ومؤمنين بكل كلمة كتبناها، ولم يكن انتقادنا لها لأنها حركة مقاومة ،فالمقاومة حق مشروع لكل شعب خاضع للاحتلال والشعب الفلسطيني وكل فلسطين يخضعون للاحتلال حتى الاعترافات بدولة فلسطين هي اعترافات بدولة تحت الاحتلال وسيأتي يوم سنحتاج فيه لاستراتيجية مقاومة الاحتلال وهي مقاومة متواصلة طوال مائة عام، وعليه كان نقدنا لحركة حماس يتعلق بأيديولوجيتها وخلفيتها الاخوانية و تحالفاتها الخارجية و انقلابها على السلطة و طريقة ممارستها للمقاومة وطوفانها الملتبس واستمرار مكابرتها ومعاندتها بالرغم من المصائب التي يعيشها فلسطينيو قطاع غزة ، كما طالبنا بإعلانها جماعة خارجة على القانون الفلسطيني الخ
ولكن، ماذا بالنسبة للطرف الوطني الرسمي الذي يٌفترض أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب وعليه يجب الرهان لإنقاذ ما يمكن انقاذه وإعادة تصويب المسار الوطني؟
يبدو أن هذا الطرف (الوطني) استراح للمواقف الدولية المعارضة لإسرائيل وإجرامها والاعترافات الدولية بدولة فلسطين وهي تحت الاحتلال ، أيضا لأزمة حركة حماس ووصول نهجها في المقاومة المسلحة لطريق مسدود وإلى تزايد انتقاد حركة حماس وخصوصا في قطاع غزة والانتقادات الرسمية العربية والدولية لها ومطالبتها بالخروج من المشهد، واعتقدوا أن هذا التراجع لخصومها يعنى إنها على صواب ولا تحتاج لإعادة النظر في نهجها وسياساتها، حتى إنها لا تستمع لأبناء حركة فتح الذين بُحت أصواتهم وجفت أقلامهم وهم يطالبون بتصويب مسار حركة فتح والمنظمة، مما دفع كثيرين من أبناء الحركة للخروج منها بل والخروج من الحياة السياسية بشكل عام، بالإضافة الى من تم فصلهم أو احالتهم للتقاعد المبكر.
مع مرور الوقت يتأكد لي ما سبق وأن لمسته وكتبت عنه مرارا وهو أن الخلل في النظام السياسي لا يكمن فقط في الانقسام بين فتح وحماس ولا في الفصائل والأحزاب بشكل عام ولا حتى في مخططات العدو ومؤامرات دول الإقليم بل أيضا في الطبقة السياسية في منظمة التحرير والسلطة.
هذه الطبقة السياسية المكونة من غالبية أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية وكبار مسؤولي السلطة وفي المؤسسات شبه العمومية وخصوصا الاقتصادية والإعلامية ومستشاري الرئيس.
كل واحد من هؤلاء يعتبر نفسه قائدا ورمزا كبيرا لا يستمع ولا يحترم إلا نفسه ولا سلطة تعلو فوق سلطته وبالكاد يقبلون بسمو سلطة الرئيس أبو مازن ليس إيمانا منهم بصحة نهجه ومشروعه السياسي بل خوفا على مصالحهم.
الرابط الوطني والحرص على المصلحة الوطنية العامة هو الأقل حضورا فيما يجمع بينهم، وما يجمعهم أكثر هو الحفاظ على المصلحة الشخصية وما يتمتعون به من امتيازات، ويتوحدون فقط في مواجهة من يهدد مصالحهم الشخصية من غير الاحتلال.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة ليست في ديانة الشعوب وتاريخها بل في التوظيف السيئ له ...
- فوز زهران ممداني وأزمة العقل السياسي العربي :أن تكون (مسلماً ...
- حتى لا تُغيب غزة أصل القضية والصراع
- كلهم يرفعون علم فلسطين!
- حول ارسال قوات دولية لقطاع غزة
- استكمال الإجراءات والجهود لقيام الدولة الفلسطينية
- ليس هذا وقت التحرير والدولة المستقلة!
- فلسطينيو غزة يفتقدون المستشفى الميداني المغربي
- صراحة لدرجة الوقاحة
- مراسيم الرئيس أبو مازن وإشكالية خلافته
- فيما تتقدم مبادرة ترامب يتراجع التوافق الوطني
- أموال الشعب وليس أموال حركة حماس
- أن تلتزم حماس بالتزامات منظمة التحرير أشرف لها من التزامها ب ...
- اللغط حول إطلاق سراح مروان البرغوثي
- صفقة ترامب الجديدة: الضفة لإسرائيل وقطاع غزة لترامب!
- حركة فتح ما بين السلطة والدولة والمقاومة المسلحة
- غزة ليست فلسطين وحماس لا تمثل الشعب الفلسطيني
- فتحاويون (حمساويون)
- حول عودة السلطة لقطاع غزة
- توظيف انتقاد حماس للإساءة للشعب الفلسطيني


المزيد.....




- شاهد.. رصد -إعصار بركاني- بالقرب من موقع ثوران -كيلاويا- في ...
- قيادي بمجلس النواب يحدد موعد التصويت لإعادة فتح الحكومة الأم ...
- سقطت ببركة مجاورة.. لحظة تحطم طائرة قيل إنها تنقل مساعدات لج ...
- -تطرحون الموضوع مع الشخص الخطأ-.. هكذا أجاب أحمد الشرع على س ...
- -اتمنى العودة يوماً ما-.. ميسي يستعيد ذكرياته في -كامب نو- خ ...
- فيديو - الشرع: ترامب لم يناقش ماضيّ وأشعر بالألم تجاه ضحايا ...
- الموديلات الافتراضية.. ثورة الذكاء الاصطناعي في الإعلام والإ ...
- مواجهة مفتوحة بالكاميرون بين المعارض تشيروما والرئيس بيا
- مذكرة توقيف بحق وزير النفط النيجيري السابق بتهم فساد
- شاب يثير الجدل بعد تلاوته آيات قرآنية عن فرعون داخل المتحف ا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - النقد الذاتي حتى وإن كان قاسيا