أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - ذكرى اغتيال رابين ... الصهيونية تأكل أبناءها














المزيد.....

ذكرى اغتيال رابين ... الصهيونية تأكل أبناءها


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 14:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


■ أحيت إسرائيل ذكرى اغتيال رئيس حكومتها الأسبق إسحق رابين (5/11/1995) على يد إيغال عمير، طالب في جامعة بار إيلان، واعتبر اغتياله آنذاك، عقاباً له على توقيعه اتفاق أوسلو، وخيانته لإسرائيل في تخليه عن الضفة الغربية للفلسطينيين.
بعض العرب والفلسطينيين بكوا رابين، ورأوا في غيابه ضياع فرصة تاريخية للوصول إلى سلام مع إسرائيل، من مدخل إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، فقد نجح الإعلام، خاصة بعض العرب، وبعض الفلسطينيين، في رسم صورة لرابين، باعتباره الجنرال الذي خاض حروبه ضد العرب والفلسطينيين، بما في ذلك حربه ضد الإنتفاضة الأولى، حين لقب بـ«كاسر عظام الفلسطينيين»، يوم أصدر أوامره إلى جيشه بتحطيم أذرع الفلسطينيين عقاباً لهم على مشاركتهم بالإنتفاضة، ولمنعهم من رمي الحجارة، وأنه رجل الحرب الذي توصل إلى قناعة أن الحل الوحيد الممكن مع الفلسطينيين هو الحل السياسي، وأن لا إمكانية لإجهاض الإنتفاضة، التي كلما ودعت شهيداً زادت نيرانها اشتعالاً.
ولم يكن خافياً أن الإعلام الغربي، ومعه بعض العربي والفلسطيني، نجح في إقناع شرائح مهمة، بأن الحل السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين قادم على يد رابين، وأنه المؤهل تاريخياً لمثل هذا الدور. ولعل مشاركته في جائزة نوبل للسلام، إلى جانب الشهيد عرفات، وشمعون بيريس (نائب رابين)، أسهمت في تلميع هذ الرجل، الذي خلع سترة الجندي وما عليها من رتب وأوسمة، وارتدى سترة السياسي وما في جيوبها من مشاريع وخطط، تقوم كلها على المناورة والخداع.
ويبدو أن رابين، الذي كان يؤمن أن الحرب خدعة، كان يؤمن في الوقت نفسه، مع شريكه بيريس، أن السياسة تقوم أيضاً على الخداع.
وقع في 13/9/1993 إتفاق أوسلو مع شريكه الفلسطيني، في الحديقة الخلفية للبيت الأبيض، بعد أن نال مقدماً وثيقة فلسطينية تعترف بـ«حق إسرائيل في الوجود»، جائزة كبرى، في بداية السباق، لم تكن إسرائيل تحلم يوماً أنها ستفوز بها. «حقها في الوجود» دولة صهيونية على أرض فلسطين، أي إعلاء السردية الصهيونية، والطعن في مصداقية السردية الفلسطينية.
الذين بكوا رابين، أغفلوا (متعمدين أم على جهل؟) الوقائع التالية:
• كان يفترض بعد 3 أشهر من توقيع اتفاق أوسلو، الشروع في مفاوضات إقامة السلطة الفلسطينية. رابين عطل الموعد، ورفع شعاره المعروف «المواعيد مع الفلسطينيين ليست بقرة مقدسة» وشعاره «كما أن نصوص اتفاق أوسلو ليست هي الأخرى بقرة مقدسة»، وأن التزام إسرائيل بأي نص أو اتفاق رهن بألا يلحق بها أي ضرر، ثم أضاف ما معناه: «إن إسرائيل حين تكتشف أن في بعض بنود اتفاق أوسلو ما يلحق بها الضرر، فإنها ستعمل على تعطيله، بحيث لا تضطر إلى عقدها حوار ومفاوضات لتعديله، إسرائيل سوف تعدل الاتفاق بالتطبيق العملي.
كان ذلك هو الاختبار الأول لمدى صدقية رابين، واحترامه لتوقيعه على اتفاق أوسلو، وبنظرة مدققة على تصريحه ومعناه، يمكن لنا أن نقول أن إسرائيل لن تلتزم إلا بما يخدم مصالحها، أي أن الاتفاق بات مجرد ورقة غير ملزمة لإسرائيل.
• الخطوة الثانية التي خطاها رابين، في السياق نفسه، كشف فيها حقيقة موقفه من الاتفاق، حين ألقى قبل أيام قليلة من اغتياله خطاباً «تاريخياً» في الكنيست، أكد فيه لنواب إسرائيل أن اتفاق أوسلو لا يتضمن إقامة دولة فلسطينية، وأن حكومته لن توافق على إقامة مثل هذه الدولة. هي رسالة إلى خصومه السياسيين ليؤكد لهم أنهم ليسوا أكثر حرصاً منه على بقاء الاحتلال في الضفة الغربية، في ردٍ على كل الذين اتهموه بالخيانة والتخلي عن «أرض إسرائيل ويهودا والسامرة».
وهكذا؛ وقبل قتله بأيام، كشف رابين أوراقه كاملة، ونزل إلى ساحة الملوك في تل أبيب، ليحتفل بالنصر، وليتوج ملكاً لإسرائيل، إلا أن رصاصات عمير وضعت حداً لهذا المسار الذي انتقل إلى نائبه بيريس، الذي خاض معركة ضارية في انتخابات العام 1996، خسر فيها الأغلبية لصالح الليكود بزعامة نتنياهو.
ما قام به نتيناهو، لم يغادر مسار رابين، رغم اختلاف الأساليب بين الرجلين.
نتنياهو أسقط علناً اتفاق أوسلو، ورفض، كما رفض رابين، قيام دولة فلسطينية، ودفع باتفاق أوسلو إلى مساره الصهيوني الأيديولوجي، ليحول الاستيطان إلى ضم للأراضي (ولماذا كل هذا الاستيطان؟!)، بل اتسعت شهوة نتنياهو لتطال قطاع غزة، محاولاً أن «يصحح» رؤية شارون للحل، حين أعاد انتشار قواته في خريف 2005، وأخلى مواقعه العسكرية ومستوطنات داخل القطاع.

* * *

نقف الآن على أعتاب مرحلة فائقة الأهمية والحساسية والخطورة، لم يعد فيها لاتفاق أوسلو ذكر، إلا من خلال ما تسميه القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية «التزامات دولية»، وهي تحاول تغليف الالتزامات نحو إسرائيل تحاول تغليفها بعبارات منمقة لتبرر دوام رهانها على أوسلو، أي دوام الإعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود، ودوام الإلتزام في الحفاظ على أمنها ضد كل أشكال المقاومة الوطنية الفلسطينية ■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين وعد بلفور واعتراف ستارمر
- هل كان العدوان على الدوحة عقاباً لقطر؟!
- بعد قمة الدوحة ... المنطقة إلى أين؟!
- لا يدافع عن الخليج إلا أهله
- نحن ندافع عنكم أيضاً!
- إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا
- مؤتمر نيويورك ل«حماية حل الدولتين» ودفتر الشروط الفرنسية لإق ...
- وقفة أمام المشهد الفلسطيني
- مع مراد ذكريات لا تمحى ...
- ... وماذا بعد الإعتراف العربي أن إسرائيل لا تريد السلام؟!
- عن السلاح الفلسطيني في لبنان: وجهة نظر أخرى!
- عن أي حوار وطني نتحدث؟! ...
- من وحي مذيعة خبيثة
- 23 نيسان 1969 - 23 نيسان 2025
- ماذا وراء الأكمة؟! ...
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!
- السقوط الأخلاقي
- حرب الاستنزاف في قطاع غزة: على جبهة تعزيز صمود الشعب وإلتحام ...
- «حرب الإبادة» في الشهر الأخير من عامها الأول
- ماذا بعد تفويت السلطة الفلسطينية؟! (1)


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN هوية الدولة التي ستنضم الليلة إلى الاتفاقيا ...
- -أصبح متطرفا حديثا-.. وزير الداخلية الفرنسي يكشف معطيات جديد ...
- أنباء عن انضمام كازاخستان إلى -اتفاقات أبراهام- مع إسرائيل
- بشبة العلاقة بحماس.. ضبط أسلحة في النمسا وتوقيفات في لندن وب ...
- غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وحزب الله يرفض التفاوض ويؤكد ...
- لماذا أسقطت واشنطن عقوباتها عن أحد أبرز حلفاء موسكو في أوروب ...
- تطورات لبنان ورسائل حزب الله
- الملل الزوجي.. حين يصمت الود ولا يرحل
- ما رسائل حزب الله وإسرائيل بعد يوم سياسي وميداني حافل؟
- فوضى في قطاع الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - ذكرى اغتيال رابين ... الصهيونية تأكل أبناءها