اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين: 2 تشرين الثاني

سرود محمود شاكر
باحث في مجال حقوق الإنسان ومدرب معتمد دولي
(Surd Mahmooed Shakir)

الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 01:06
المحور: الصحافة والاعلام
    

المقدمة
تُعد حرية التعبير ركيزة أساسية للديمقراطية والتنمية المستدامة، يظل الصحفيون والعاملون في الإعلام هدفاً رئيسياً للعنف والاعتداءات. يُحيي العالم اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ، الذي يصادف 2 تشرين الثاني من كل عام، كتذكير بأهمية حماية هؤلاء الذين يُنيرون الحقائق ويُحاسبون السلطة. أُعلن هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم/68/163 عام 2013، تكريماً للصحفيتين الفرنسيتين غيزلين دوبون وكلود فيرلون، اللتين اغتيلتا في مالي في 2 تشرين الثاني 2013 أثناء أداء مهامهما الصحفية. وفي عام 2025، يأتي هذا اليوم تحت شعار "التحرش الجنسي المدعوم بالذكاء الاصطناعي ضد الصحفيات"
الخلفية التاريخية والأهمية
نشأ اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب كرد فعل على أزمة عالمية تُهدد حرية الصحافة. وفقاً لمنظمة اليونسكو، قُتل أكثر من 1800 صحفي ومحترف إعلامي بين عامي 2006 و2025، مع معدل إفلات من العقاب يصل إلى 85-90% من الحالات، حيث يظل 9 من كل 10 جرائم قتل لم تحل قضائياً. هذا الإفلات ليس مجرد فشل قضائي، بل هو دورة عنف تُقوض الوصول إلى المعلومات العامة والحريات الأساسية، كما هو موضح في هدف التنمية المستدامة ( الهدف16) الذي يدعو إلى تعزيز السلامة والحماية للحريات
أهمية هذا اليوم تكمن في دوره كمنصة للتوعية والدعوة إلى العمل. يُشجع الأفراد والمنظمات على مناقشة القضايا غير المحلولة في بلدانهم وإرسال الرسائل إلى الحكومات للمطالبة بالعدالة.
دور اليونسكو
تلعب اليونسكو دورا رياديا في هذا اليوم الدولي، كما حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال المراقبة والرصد الإعلامي ودعم التحقيقات. أما برنامج الدولي للاتصال ، الذي أُنشئ عام 1978 كجهاز تابع لليونسكو، فيُعد الركيزة الرئيسية لتعزيز الاتصال في الدول النامية و يشجع البرنامج الدولي لتنمية الاتصال (IPDC) على تطوير وسائل الإعلام في البلدان النامية، والبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية، والبلدان التي تشهد حالات نزاع أو تمر بحالات ما بعد انتهاء النزاع.
يدعم البرنامج، باعتباره المحفل الوحيد المتعدد الأطراف في منظومة الأمم المتحدة المصمم لتعبئة جهود المجتمع الدولي نحو تطوير الإعلام، والمشاريع الإعلامية ويسعى إلى التوصل إلى اتفاق لتأمين بيئة صحية لنمو الصحافة الحرة والتعددية. ، مع التركيز على سلامة الصحفيين منذ عام 2008. يعبر IPDC عن مخاوفه العميقة من استمرار الإفلات من العقاب، الذي يُشكل تهديداً للديمقراطية والتنمية، من خلال قراراته المتتالية (2008-2024) التي تُدين الجرائم وتطالب بتحقيقات سريعة ومحاسبة الجناة.ويدعو الى تعزيز الآليات الوطنية للسلامة، بما في ذلك تعيين نقاط اتصال وطنية، وتطوير مؤشرات سلامة الصحفيين .
الشعار لعام 2025: التحرش الجنسي المدعوم بالذكاء الاصطناعي ضد الصحفيات
يُركز شعار ويُسلط الضوء على العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي المدعوم بالذكاء الاصطناعي ضد الصحفيات. أظهرت دراسة اليونسكو أن 73% من الصحفيات واجهن تهديدات عبر الإنترنت، مع تحول 25% منها إلى هجمات خارج الإنترنت، مما يُهدد مصداقيتهن وسلامتهن. يُعزز الذكاء الاصطناعي هذه التهديدات من خلال الفديوهات المزيفة والمحتوى المزيف، الذي يُضخم التأثير ويُصمت الأصوات النسائية في الإعلام.تدعو اليونسكو إلى إجراءات فورية، بما في ذلك دعم قانوني ونفسي وتقني للصحفيات، وتطوير بروتوكولات وطنية لمكافحة (التحرش عبر الإنترنت)، يُعبر البرنامج الدولي لتنمية الاتصال عن مخاوفه من أن هذه التهديدات الرقمية تُوسع دورة الإفلات، مما يتطلب تعاوناً دولياً لتعزيز المساءلة.
الخاتمة والتوصيات
يُمثل اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب دعوة عاجلة للدول الأعضاء لتنفيذ خطة الأمم المتحدة لسلامة الصحفيين، التي أُنشئت بناءً على طلب البرنامج الدولي لتنمية الاتصال عام 2010. ويُعبر البرنامج عن قلقه الشديد من أن الإفلات المستمر "ليس مجرد ظلم للضحايا، بل هجوم على حرية الصحافة ودعوة لمزيد من العنف"، مما يُهدد الديمقراطية ذاتها. لمواجهة ذلك، تُوصي اليونسكو بتعزيز التحقيقات، دعم الدعاوى الاستراتيجية، وتطوير آليات وطنية للسلامة، مع التركيز على التهديدات الرقمية ضد الصحفيات.
في الختام، يظل حماية الصحفيين مسؤولية جماعية، وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة واليونسكو، لضمان عالم يسوده الشفافية والعدالة. يجب على المجتمع الدولي الالتزام بـ"التحقيق في كل قضية، محاكمة كل مرتكب، وضمان عمل الصحفيين بحرية".

#سرود_محمود_شاكر (هاشتاغ)       Surd_Mahmooed_Shakir#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل