أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - صفقة غزة بداية تنفيذية لمشروعين عالميين مترابطين .... ((من القطب إلى القطب)) ..و.. ((إسرائيل كبرى)) لكل الشرق الأوسط !؟... (1أ) حدود أميركا كدولة ((من القطب إلى القطب!؟))















المزيد.....

صفقة غزة بداية تنفيذية لمشروعين عالميين مترابطين .... ((من القطب إلى القطب)) ..و.. ((إسرائيل كبرى)) لكل الشرق الأوسط !؟... (1أ) حدود أميركا كدولة ((من القطب إلى القطب!؟))


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1أ) حدود أميركا كدولة ((من القطب إلى القطب!؟))

في ملحمة غزة وغبارها الكثيف الذي غطى المنطقة والعالم بأسره تقريباً، لم نكن قادرين على التميز الدقيق بين الأمريكان و "الإسرائيليين" وبين ما تطلبه أميركا وما تريده "اسرائيل"، فقد كان ترامب ونائبه ووزرائه ومبعوثوه الكثيرون إلى المنطقة ـ قبل وأثناء وبعد الحرب على غـــــــزة ـ هم الذين يتكلمون باسم "إسرائيل" وهم الذين يحددون مطالبها وينطقون بما تريده قبل أن تنطق هي بحرف واحد عنه، وفي احيان اخرى يحدث العكس فيتكلم النتن ووزرائه ومساعدوه باسم ترامب واميركا وشروطها التي تريدها من العرب عموماً ومن الفلسطينيين خصوصاً. فلقد ضاعت الحدود الفاصلة بين الطرفين ولم نعد قادرين على التميز بين الولايات المتحدة كدولة أكبر من عظمى و "إسرائيل" ككيان صغير تابع لها، فمرة تبدو أميركا هي المتحكمة بـ "إسرائيل" وسياساتها ومرات تبدو "إسرائيل" هي المتحكمة بأميركا وسياساتها وتوجهاتها في المنطقة.

قد تبدو لنا هذه الوحدة بين الطرفيين ـ أي أميركا و "إسرائيل" ـ جديدة علينا ولم نألفها من قبل، وقد يعتقد البعض منا أنها ليست هي سياسة الولايات المتحدة التقليدية المعروفة في هذه المنطقة وفي العالم اجمع، إنما هي سياسة لرجل امريكي واحد متطرف اسمه (دونالد تــرامــــب) فرضها على الجميع
لكن الحقيقة والوثائق السرية تكشف لنا كل بوم أن سياسة أميركا وتحالفها العضوي وحمايتها المطلقة للكيان الصهيوني، كانت بهذه الصورة دائما وربما اشد منها عدوانية، لكنها في الماضي كانت سرية وغير ظاهرة للعيان بكل هذا الوضوح، وكانت تراعي ظروف العالم الموضوعية وتوازن القوى فيه وبعض الخواطر العربية أحياناً، أما اليوم فقد تحررت من كل تلك القيود والكوابح التي كانت توقفها عند حدود معينة، اليوم أصبحت طليقة اليد من كل قيد وبرزت سياستها علانية وواضحة وعلى عينك يا تاجر!
فمثلاً:
كانت دول الطوق العربية ـ تحولت اليوم إلى دول الطوق التطبيعي ـ في جميع حروبها في 1948 و1956 و1967، وحتى في حرب 1973 تشتكي مر الشكوى من تدخل الغرب والولايات المتحدة بالذات ومشاركتهم الفعلية في العدوان والحرب ضد العرب، لكن لم يكن أحد مستعد لتصديقهم!
وكانت الجماهير تعتقد (أن حكامهم يبررون عجزهم وهزائمهم وخياناتهم) بتلك الادعاءات عن تدخل الغرب وأميركا في الحروب ضدهم. لكن حرب غزة ازاحت الستار وكشفت المخبأ واوضحت الامور بما لا يقبل الشك أو التأويل، وعرفتهم من هي أميركا وما هي سياستها الحقيقية اتجاه العرب وفلسطين بالذات!
****
إن بروز الدعم الامريكي السياسي والعسكري والتسليحي والمالي وحتى المشاركة الفعلية للكيان في حربه ضد غزة وفلسطين ولبنان واليمن وسورية وكذلك ضد إيران جهراً وعلنا، قد جاء كنتيجة لتبدل أحوال العالم موضوعياً وفعلياً ولوجود مشاريع أمريكية سرية لهيكلة العالم من جديد وللوطن العربي بالذات!
وهناك سببان عربيان جوهريان أديا إلى اطلاق يد أميركا اتجاه العرب:
 أولهما: زوال القوة العربية وتضعضع المكانة الدولية والاقليمية للعرب والأنظمة العربية وانعدام دورها على جميع الصعد حتى الداخلية منها. وكان هذا نتيجة لردة السادات وأمركته لمصر والحاقها بالغرب الامبريالي، وانسحابه من الصراع العربي الصهيوني، ما أدى إلى خلل استراتيجي مهول بين العرب والصهاينة لا يمكن ردمه، وهذا أدى بدوره إلى تفكك "الأمن القومي العربي الجماعي" بأكمله، ثم تم الاجهاز على الأمن القومي العربي بالكامل وتدميره تدميراً تاماً، بعد دخول صدام حسين عسكرياً للكويت واحتلالها، ما اجبر كل نظام عربي إلى اتباع سياسة وتوجه تناسب نظامه، دون الالتفات إلى أمن قومي عربي مشترك أو مصالح عربية عليا!!
وكان هذان ـ أي، ما عمله من السادات وصدام ـ هما العاملان والسببان الجوهرياًن اللذان أديا إلى تفكك الأمة العربية بكاملها وإلى خوف الدول الخليجية الصغيرة على وجودها ومصيرها من العراق، فارتمت جميعها في أحضان الغرب وأميركا لحماية نفسها من مصير قد يكون مشابهاً لمصير الكويت
ففتحت هذه الدويلات الصغيرة بلدانها واراضيها وبحارها ومضائقها لأميركا وللدول الغربية انفتاحاً كاملاً والارتماء في أحضانها بدون قيد أو شرط، والدفع لها مقابل حمايتها لها، فامتلأت كل البحار والمضائق والاراضي العربية بالجيوش والاساطيل والقواعد الأمريكية والغربية، حتى يمكن القول: لم تبق هناك قطعة ارض أو بحر أو رمل عربية لم تحتله أميركا وتزرع فيه قواعدها!

وهذا الوضع العربي البائس امن المصالح الأمريكية تماماً، وازال جميع الاخطار والمخاطر التي كانت تهددها في الماضي، وتجبرها على اتباع سياسة سرية معادية للعرب في جوهرها. فهذا الوضع العربي المبعثر والمفكك والبائس هو الذي أطلق يد الولايات المتحدة، ومكنها من ممارسة سياساتها المعادية للعرب في غزة وغيرها علناً بعد أن كانت سرية، وهو الذي سمح لها بالتحالف العلني مع العدو الصهيوني ومشاركته في كل حروبه وعدواناته على فلسطين والأمة العربية كلها!

 ثانيهما: إن الوضع العربي اعلاه كما سمح للولايات المتحدة بممارسة سياسة عدوانية علنية ضد العرب ـ حتى مع اصدقائها أنفسهم ـ سمح لها أيضاً، باستبدال الدور المناط بــ "إسرائيل" في المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط بأكمله، ودخولها ـ أي إسرائيل ـ كشري من الباطن ـ للولايات المتحدة، في مشروع عالمي للهيمنة الأمريكية على العالم، وذلك بإناطة دور اخضاع إقليم الشرق الأوسط للهيمنة الأمريكية بــ "إسرائيل" وحدها . والسماح لها برسم خرائط ـ تحدث النتن عنها كثيراً ـ جديدة له. وهنا التقت المشاريع الأمريكية في المنطقة بالمشروع الصهيوني الخاص، والمتمثل بإقامة "إسرائيل الكبرى" على أنقاض كثير من الأقطار العربية، بعد أن نجحت الولايات المتحدة ومعها "إسرائيل" بتمهيد الأرض لإنجاح المشروعين معاً!
وذلك بتبديل صفة "إسرائيل"، من عدو تاريخي ووجودي للعرب، إلى صيق وشقيق "وابن عم" للعرب، وجعل إيــران [عدو بديل للعرب] وصرف كل جهدهم وقدراتهم واموالهم لمحاربتها!!
****
أن تفرد أميركا بالعالم ـ كما أسلفنا ـ لم يأت اعتباطاً، إنما جاء كمحصلة لتبدل أحوال العالم موضوعياً، ولوجود مشاريع أمريكية سرية لهيكلة العالم من جديد، باتباع سياسة خاصة بكل إقليم أو منطقة من مناطق العالم، وفق رؤية مسبقة وقديمة جاءت في البداية كحلم، عرف في الادبيات الأمريكية بــ "بالحلم الأمريكي" ولأسباب كثيرة، تحول إلى مشروع أمريكي فعلي، للهيمنة على العالم وأمركته!
وككان هذا الحلم الأمريكي قد نشأ بنشأة الولايات المتحدة نفسها في القرن السابع عشر، وقد حلم به كثير من الكتاب والفلاسفة واصحاب الرأي الأمريكيين منذ ذلك التاريخ إلى اليوم، وعبر عنه الكثير منهم بصور واشكال ورؤى مختلفة. لكن افضل من وصف ذلك الحلم الأمريكي وأوضحه بتعبير دقيق هو: الفيلسوف الذرائعي الأمريكي المعروف "جون فيسك" وذلك في القرن التاسع عشر، في كتابه الشهير "مانفيستو المصير" .. وذلك بتحديده صورة ذلك الحلم الأمريكي بالشكل التالي :
 ((إني أؤمن بأن الوقت سيأتي الذي يمكن أن نتحدث فيه عن الولايات المتحدة الأمريكية كدولة تمتد حدودها من القطب إلى القطب ، حينئذٍ يمكن أن يقال بأن العالم قد اصبح متمدناً وحضارياً بشكل حقيقي)) !!
هذا هو جوهر الحلم الأمريكي الذي تحول بتعاقب السنين والاجيال إلى "مشروع أمريكي" عالمي للهيمنة على العالم، وله مريدون كثيرون في الولايات المتحدة وربما حتى في خارجها ـ العالم الانجلو سكسوني بأكمله ـ وجرت حوله دراسات كثيرة معمقة، تراكمت فوق بعضها خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ثم تحول بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء إلى نوع من سياسة أمريكية (ذكية مخففة) الوطأة، تعززت بدفعة قوية جداً عند سقوط الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي، وتفرد الولايات المتحدة كقطب وحيد يتصرف بشؤون العالم كما يشاء، فتحول "الحلم الأمريكي" معه موضوعياً تقريباً إلى "مشروع أمريكي" استوجب التطبيق، واصبح الامريكان يتحدثون عنه علناً بصيغة:
"أن القرن 21 يجب أن يكون قرناً أمريكياً خالصاً" .. افتتح الأمريكان مطلعه باحتلال أفغانستان ثم غزو العراق واحتلاله أيضاً .. وبهذا اصبح "الحلم الأمريكي" اكثر قرباً ويتعزز كل يوم، على مدى الربع الأول من قرننا الواحد والعشرين الذي نعيش وسط غمامته السوداء .. ولنرى كيف؟؟ ..



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع ستفرض لتكون موضوعية.. ومعالجاتها ستكون انتقامية؟!
- المشكلة اليهودية ...و... المأساة الفلسطينية؟؟!!
- ((التاريخ يبدأ من 7 أكتوبر)) ... (ج2) المقاومة قد تضعف لكنها ...
- ((التاريخ يبدأ من 7 أكتوبر)) ... (1) خلفية 7 اكتوبر؟
- 7% بالمائة من شعب غزة وقع بين شهيد وجريح!! .. فما هي ((الإبا ...
- ((طوفان الأقصى/1)) ؟!........ نظرية: ((الكبار يموتون .. والص ...
- ((هولوكوست غزة))..هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون)) ...
- ((هولوكوست غزة)).. هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون) ...
- هل عرفتم الآن: بأن -إسرائيل- ليست هي هذا الكيان الصغير القائ ...
- هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!..... ...
- هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!..... ...
- هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!...... ...
- المليشيات: إذا نفعت بلد ما في يوم .. فأضرارها له ستدوم لألف ...
- اضطرابات ((اسرائيل)) و -هاجس الزوال-؟؟!!.... (ج1) اضطرابات ن ...
- لوكنت ((إسرائيلياً)) لكنت أشد تطرفاً ويمينية من نتنياهو وبن ...
- المذاهب الدينية : هي احزاب العصور القديمة؟! ..... (1).الوجه ...
- السودان بلد اللاءات الثلاث والعساكر المنحرفة؟!
- خليجي البصرة25 كان استفتاءً!! .. لكن على ماذا؟؟
- هل أن الرأسمالية مؤمنة؟؟ .. وأن الشيوعية وحدها الملحدة؟؟
- البيت الابراهيمي .. أم البيت الصهيوأمريكي؟؟


المزيد.....




- أكثر الأماكن حرارة.. ما سر الشعبية الكبيرة التي تحظى بها غرف ...
- -قام بالمجهود كله-.. نجيب ساويرس يشيد بوزير من عهد مبارك صاح ...
- فاديفول يندد بالوضع الكارثي في السودان ويدعم السلام في الشرق ...
- في مفهومِ الانضباط
- تنزانيا: فوز الرئيسة سامية صولحو حسن بولاية جديدة بأكثر من 9 ...
- تلغراف: السلاح الروسي الذي قد يدفع ترامب إلى معاداة بوتين
- مظاهرة في محافظة قابس التونسية للمطالبة بتفكيك المجمع الكيمي ...
- -آسيان- تكافح للحفاظ على تماسكها وحيادها بعيدا عن -صراعات ال ...
- مسيرة الجزيرة.. الجسر الممدود إلى الحقيقة في مواجهة مشاريع ا ...
- بسبب المسيّرات المجهولة.. إغلاقات متكررة للمجال الجوي في أور ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - صفقة غزة بداية تنفيذية لمشروعين عالميين مترابطين .... ((من القطب إلى القطب)) ..و.. ((إسرائيل كبرى)) لكل الشرق الأوسط !؟... (1أ) حدود أميركا كدولة ((من القطب إلى القطب!؟))