أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح الزهاوي - السفهاء يحكمون














المزيد.....

السفهاء يحكمون


كفاح الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات في زمن الشعارات، والدم المسكوب، والضمير المغيّب
في زمنٍ تتداخل فيه الشعارات مع الخيانات، وتُختزل فيه القيم في خطبٍ منمقة تخفي وراءها جشعًا لا يُروى، كتب هذا المقال في لحظة صدقٍ داخلي، قبل سنوات، ولم يُنشر. واليوم، بعد أن هدأت بعض العواصف، واشتدت أخرى، يعود هذا النص ليأخذ مكانه في العلن، لا بوصفه تحليلًا سياسيًا فحسب، بل شهادةً على زمنٍ اختلطت فيه الأصوات، وتوارى فيه الضمير خلف كاتم الصوت.
هذا المقال ليس دعوة إلى اليأس، بل إلى اليقظة. ليس صرخة في الفراغ، بل محاولة لفهم ما جرى، وما يجري، وما قد يجري إن لم نُحسن الإصغاء إلى صوت الحقيقة، مهما بدا خافتًا.

أحيانًا كثيرة يدخل المحاور في سجال عقيم حول مسألة محورية تدور رحاها في مجال ضيق ودائرة مسدودة، بسبب ضعف الطرف الآخر في مواجهة الحقائق بالحقائق. هذه المناقشات الجوفاء تحدث دائمًا في مجتمع يسوده انعدام القانون، وانكسار منظومات القيم، وسطوة البلطجية، واستغلال شريحة واسعة من البسطاء فكريًا لتكون القاعدة الجماهيرية عند الضرورة القصوى.
تُرفع شعارات رنانة كالحرية والوطنية، ويُؤكد على الالتزام بالتقاليد والأعراف الشعبية كقنبلة موقوتة. تُستغل المناسبات والشعائر الدينية، وتُرفع راية احترام المقدسات، لا حبًا بها، بل توظيفًا لها.
في هذا المناخ، تعيش الطبقة المهمشة في دوامة من الصراع النفسي والفكري، بوجود قائد يفتقر إلى البصيرة، يحمل صفة الرمز، مستغلًا غياب العقل النقدي الذي يضع الأمور في نصابها. وفي معمعة هذه الفوضى السياسية، وتشابك أقطابها، رغم تضارب مصالحهم، يتفقون ضمنيًا على إبقاء الوضع على ما هو عليه من تدهور. ويبقى المواطن البسيط يتأرجح في قاربه وسط هذه الأمواج، حائرًا في أمره واختياراته.
تسعى هذه القوى المناهضة لتطلعات الشعب إلى تعزيز مواقعها بكل السبل، حتى لو كلف ذلك سفك الدماء وبيع الوطن. ومن أجل تمويه الجماهير وتأمين سلطتها، يحتاجون إلى جيش من الأقلام الانتهازية والأصوات العالية في التطبيل والتزويق، ممن يتقنون فنون الكتابة بتحريف الحقائق، لتدجين عقول البسطاء، وإلقاء تبعات الأخطاء والمعوقات على المواطن والوقت.
يكرّسون جلّ طاقاتهم في كتابة الأكاذيب بأسلوب منمق، موجه للحشود الجاهلة عديمة الرشد الفكري، حتى يكاد الإنسان أن يصاب بعُسر الكلام. وبهذا، يصبح هؤلاء الكتّاب شركاء أساسيين في الجريمة أيضًا.
الحقائق في الحياة لا تأتي بصيغة واحدة، بل تتشكل وفق الأزمنة والأمكنة، في عالم تتسارع فيه وتيرة الصراعات وتتعمق التناقضات بين قوى متنافرة.
ومن هذا التنافر تنشأ انقسامات جديدة، تتشعب منها فروع تسهّل الانتشار، وتُنتج أقطابًا تحمل ذات الحقائق، ولكن في أثواب براقة تتكيف مع السياقات الذاتية والموضوعية، بما يخدم مصالح القوى المتنفذة ويعزز اندفاعها نحو تنفيذ أجنداتها، غالبًا على حساب أخلاقيات المجتمع.
وفي هذا السياق، انطلقت الحركة الشعبية في العراق منذ تشرين الأول ٢٠١٩، من قبل شباب واعٍ يحاولون استرجاع وطنهم المسلوب من قبل مجموعة متنفذة تمتهن السطو السياسي، بعد أن قذفتهم رياح الصفراء على أرض العراق، موطن الحضارات.
هذه الشلة لم تستهويها من الحضارة سوى ما تخبئه الأرض من موارد وثروات، فاستولت عليها بالتعاون مع دول إقليمية، لاستنزاف طاقاتها حتى أصبح عراة الأمس من أغنى أغنياء العالم، تاركين مستقبل الأجيال يتشبث بالسراب.
ينصبون الكمائن للأحرار، ويقتادونهم في جنح الظلام إلى أماكن مجهولة، ويغتالون الناشطين من الرجال والنساء بكواتم الصوت، في ظل غياب وتواطؤ الأجهزة الأمنية، ويلصقون التهم جزافًا، لكبح جماح ثورة تنشد بناء وطنٍ سماؤه زرقاء، وشمسه تنشر شعلة الحرية على أرضٍ دمرتها آلة الحرب وآليات الغدر.
وهكذا، يعتلي شباب العراق اليوم منصات المجد، وتصدح ألحان التغيير، وتنساب إيقاعاتها في عباب السماء، لتزيح الغمامة السوداء عن كاهل الوطن، وتكشف زيف الفاسدين واللصوص والخونة التابعين لدول الجوار



#كفاح_الزهاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الخلايا
- وميض في العتمة
- وهج لا ينطفئ
- حين يهمس الموت
- الوميض الذي أطلق الجرح
- نبض على حافة الغياب
- مرآة الغروب
- شموخ على حافة الزمن
- تحليل رواية -بيت الطوفان- للروائي العراقي -سلام حربة-
- عبور الضباب
- أوهام العزلة وومضات الأمل
- صدى صرخة مدفونة
- رحلة في أعماق النفس البشرية
- تأملات في عشق الوطن
- غروب الرحيل ١
- وأخيرًا قبري
- مقطع من روايتي القادمة الفصل ( السماء الثلجية)
- طريق المتاهة
- مقطع من روايتي القادمة منعطف الرحلة في الزمن الصعب
- متاهة عقلية


المزيد.....




- أصبح السيد فقط لكنه قد يصبح ملك بريطانيا يومًا ما.. كيف أطاح ...
- الذكاء الاصطناعي يهز سوق الطاقة وواشنطن تبحث عن الحل في الخل ...
- -ضربوا من قاوم وسرقوه وأعدموا البعض. شاهدتُ جثثاً ملقاة في ا ...
- الدعم السريع تعلن القبض على مسلحيها متهمين بانتهاكات الفاشر ...
- الحريديم يحتجون ضد التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي
- الهالوين في أمريكا: ألعاب مرعبة ومنازل مزينة بالوحوش لجذب ال ...
- تقرير: استمرار إطلاق -قنابل الكربون- يعرقل أهداف المناخ العا ...
- أمطار غزيرة في نيويورك تقتل شخصين وتعطل رحلات جوية
- أم سودانية من قلب مجزرة الفاشر تروي قصة مدينة تبتلع أبناءها ...
- أول أفريقي حاصل على نوبل للسلام اغتاله نظام الفصل العنصري


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح الزهاوي - السفهاء يحكمون