أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - هويدا احمد الملاخ - المتحف المصري الكبير وعبقرية المصري الحديث















المزيد.....

المتحف المصري الكبير وعبقرية المصري الحديث


هويدا احمد الملاخ

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 02:28
المحور: قضايا ثقافية
    


لقد برع المصري القديم في الفن المعماري بلا منازع ، وقد تجسدت تلك البراعة و العبقرية فى بناء الأهرامات والمعابد والمنازل والأعمدة والمقابر والقصور والحدائق والحصون، وظلت هذه الكنوز المعمارية خالده تتحدى الطبيعة والزمن ، وادهشت العالم اجمع منذ اكتشافها وحتى عصرنا الحديث والمعاصر.

منذ تسعينيات القرن الماضي بدأت تلوح فى الأفق فكرة بناء متحف حضاري كبير يستكمل عبق الماضي بروح تكنولوجيا الحاضر، وتمثلت ذلك فى مشروع المتحف المصري الكبير ، فقد استلهم الفن المعماري المصري الحديث من الفن المعماري المصري القديم فكرة المتحف الجديد ، والعمل على مزج عراقة التاريخ بعبقرية المصري فى التصميم الحديث لعدة اسباب لعل أهمها :

- العمل على حفظ وترميم التراث التاريخي والثقافي المصري بشكل مستدام
- عرض القطع الاثرية بأحدث تقنيات العرض المتحفي
- تحديث منظومة السياحة الثقافية لتصبح أحد أهم روافد الدخل القومي
- تعزيز مفهوم التكامل بين الاقتصاد والثقافة مما يعنى زيادة الفرص الاستثمارية في مجالات السياحة، والخدمات ، والبحث العلمي
- مزيج فريد يجمع بين عراقة التاريخ وعبقرية وروعة التصميم الحديث
- أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة هى : "حضارة مصر القديمة" فهو مقسم إلى عدة أقسام تغطي حقب ما قبل التاريخ وما بعده
- حفظ هوية الوطن وتراثه من السرقة والتشوية ، لأن أعداء الوطن ضد فكرة الأوطان و الانتماء المطلق.

مع مطلع الالفية الثانية وبالتحديد عام 2002 م وضع حجر الأساس وهى المرحلة الاولى واستمرت ثلاث سنوات تم خلالها تمهيد الطرق الداخلية ، وازالة العوائق والاشغالات داخل موقع المشروع ، كما تم بناء اسوار تحدد ملكية أرض مشروع المتحف المصري الكبير .
وفى مايو 2005 م كانت المرحلة الثانية من مشروع المتحف الكبير حيث بدأت خلالها اعمال الحفر والتشييد ومراجعة الخطط والتصاميم الهندسية
و تشمل بدء انشاء مركز ترميم الاثار التابع للمتحف عام 2006 م ، انشاء محطتى الطاقة والاطفاء ، تشييد مباني كمخازن اثرية وامنية ، وبعد اربعة اعوام افتتح مركز ترميم الاثار عام 2010م ليسط الضوء على الأيادي
الذهبية المصرية المعاصرة التى تحافظ على تراثها العريق .
وجاءت المرحلة الثالثة فى مارس 2013 م حيث تم البدء فى تشييد المبنى الرئيسى للمتحف بكل مشتقاته من صالات عروض ومراكز مختلفة تابعة للمتحف .
المرحلة الرابعة بدأت عام 2016 م بإصدار رئيس الوزراء قراراً بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير
وفي عام 2020 م أصدر رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسته وعضوية عدد من الخبراء المصريين والدوليين لسرعة تنفيذ واكتمال مشروع المتحف
فى نوفمبر 2021م اكتمل تشييد مبنى المتحف وفى السادس عشر من اكتوبر اعلن التشغيل التجريبي لبعض صالات العروض داخل المتحف.



يتميز المتحف المصري الكبير بعرض متحفى متطور يدمج بين الوسائط الرقمية والتقنيات التفاعلية لتقديم تجربة فريدة تواكب تطورات التكنولوجيا الحديثة ومن ثم تدهش الزوار.
فعلي سبيل المثال تشمل صالات العروض داخل المتحف الكبير مايلي :

الذكاء الصناعي AI : مرشد رقمي يشرح القصص والاساطير بلغات مختلفة وفق عمر الزائر واهتمامه
الواقع المعزز AR : تفاعل مباشر مع الملوك والملكات ثلاثي الابعاد
الواقع الافتراضي AR: تجربة رقمية تنقل الزائر الي جولات داخل المقابر والمعابد
الهولوجرام Hologram : تجسيد المعارك والمواكب الفرعونية كأنها حقيقية امام اعين الزائرين


لقد كان توجه العديد من الدول المتقدمة والمنظمات نحو بناء وتطوير يكون أكثر استدامة، لذلك لعبت معايير وأنظمة تقييم المباني الخضراء دوراً محوريًا واستراتيجيا فى تصاميم المتحف ، لذلك حرص المهندسين المعماريين والمقاولين والمطورين القائمين على تنفيذ مشروع المتحف الكبير على مراعاة التصميم الأخضر أو الاستدامة أن يكونوا على دراية بهذه المعايير لمختلف مراحل المشروع وأنماطه ومكوناته التصميمية ، وبناء على ذلك جاء جوهر تصميم المتحف صديق للبيئة ، فضلا عن كونه يقلل التأثير البشري السلبي على البيئة الطبيعية.

حظي المتحف المصري الكبير بالكثير من الاشادات العالمية والاقليمية كما حصد العديد من الجوائز قبل افتتاحه بشكل رسمي ، فقد حصل على ما يلى :
-حصل المتحف على 8 شهادات "ISO" في مجالات الطاقة والصحة والسلامة المهنية والبيئة والجودة

- انتزع المتحف لقب أول متحف أخضر في إفريقيا والشرق الأوسط ومنح شهادة لعام 2024 م "EDGE Advance" ليؤكد ريادته في تعزيز الاستدامة وحماية البيئة
- فاز المتحف بجائزة "فرساي"، كواحد من أجمل متاحف في العالم لعام 2024 م
- منح جائزة المشروع الأفضل "FIDIC" على مستوى العالم لعام 2024م ، من قبل الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين.

إن المتحف المصري الكبير يعتبر قيمة اثرية وحضارية ومصدر الهام للسياحة العالمية سوف تضيف عائد مادي واستثمارات ناجحة وسيحقق ايرادات بالمليارات وتغطية نفقات انشائه ستتم خلال عامين أو ثلاثة أعوام على الأرجح
بمشروع ثقافي حيوي فى القرن الواحد والعشرين ويشمل أيضا تطوير منطقة الاهرامات وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.

لقد صمم بناء المتحف ليكون بوابة لعالم الاسرار والتاريخ بأطلاله بانوراميه علي الأهرامات ، حيث يبعد كيلومترين فقط منها وعلى مساحة 500 ألف متر مربع ليضم اكثر 100 ألف قطعة أثرية ، كما أن مصر بحاجة لهذه النوعية من المتاحف الكبيرة
لأن هناك الكثير من القطع الاثرية المكتشفة ، لكنها محتجزة بالمخازن فكان لابد من عرضها فى متحف يليق بها ومن ثم تضخ عائد مادي للدولة المصرية.

لاشك أن المتحف المصري الكبير أيقونة حضارية للمصري المعاصر، فضلاً عن كونه مشروع وطني مستدام ومتكامل ، يجسد رؤية الجمهورية الجديدة في تحويل التراث إلى قوة ناعمة تدعم الاقتصاد وتُعزز من مكانة مصر الحضارية .

من المقرر أن يشهد حفل الافتتاح فى الأول من نوفمبر القادم حضور عدد من الرؤساء والملوك وكبار الشخصيات العامة والكيانات الدولية، في حدث عالمي يعكس مكانة مصر التاريخية ، وقوتها على خريطة السياحة العالمية.



#هويدا_احمد_الملاخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار أكتوبر 1973 بين الإرادة والإدارة
- الرئيس جمال عبدالناصر بين الماضي والحاضر
- ثورة 23 يوليو 1952 و رياح التغيير
- انعكاسات التعاون المصري الصومالي على منطقة القرن الإفريقي
- ترامب وسد النهضة
- معارك الوعي و الشائعات في مصر
- معركتى الإرهاب والتنمية فى سيناء
- السياحة العلاجية في أسوان بين الواقع والمأمول
- مقبرة الآغا خان في أسوان بين الماضي والحاضر
- 25 يناير.. صحوة أمة
- مصر وبريكس .. عبور اقتصادي للجمهورية الجديدة
- مدينة العلمين الجديدة بين الماضي والحاضر المشرق
- مستقبل الاقتصاد المصري في ظل الأزمات الدولية
- قضية بنى شنقول
- مشروع إحياء طريق الكباش
- أزمة سد النهضة إلى أين
- الموكب الذهبي للمومياوات الملكية المصرية
- أزمة اللاجئين الإثيوبيين شرق السودان
- المناورات المصرية السودانية و انعكاساتها على أزمة الحدود الإ ...
- قوة مصر الناعمة في شرق إفريقيا - سد تنزانيا -


المزيد.....




- إعصار ميليسا يضرب الكاريبي بعنف، والولايات المتحدة تتدخل على ...
- مجزرة الفاشر تتسبب بنزوح جماعي واستنكار دولي واسع: 36 ألف شخ ...
- عملية ضد عصابات المخدرات تتحول إلى مجزرة في ريو دي جانيرو: 1 ...
- إيغاد تحذر: السودان على شفا التفكك
- ترامب يعطي الضوء الأخضر لسيول لبناء غواصة نووية
- -الدعم السريع أطلقوا النار على أولادي أمام عينيّ-، بي بي سي ...
- كأس ألمانيا.. شتوتغارت يعبر بثبات وليفركوزن يتأهل بشق الأنفس ...
- اعتداءات للمستوطنين بالضفة والاحتلال يقرر بناء 1300 وحدة است ...
- احتجاجات في دوالا الكاميرونية بعد رفض زعيم المعارضة فوز بيا ...
- واشنطن تدين العنف في السودان ودعوات لعدم الاعتراف بالحكومة ا ...


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - هويدا احمد الملاخ - المتحف المصري الكبير وعبقرية المصري الحديث