أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا احمد الملاخ - انتصار أكتوبر 1973 بين الإرادة والإدارة














المزيد.....

انتصار أكتوبر 1973 بين الإرادة والإدارة


هويدا احمد الملاخ

الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 21:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن حرب الإستنزاف التى اندلعت فى اعقاب أحداث يونيو 1967 م كانت الصخرة التى تحطمت عليها أحلام العدو بالانتصار الكامل والتمكين من احتلال الأرض سياسياً وعسكرياً وثقافياً ، لأن هذه الحرب صنعت مجد عسكري كان شعاره ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ، ولم يهنأ العدو بالتمكن من أرض سيناء وترجم هذا الفكر على أرض الواقع بعد ايام قليلة من حرب الخامس من يونيو 1967م ، حيث جاءت معركة رأس العش تلك المعركة التى جسدت قوة الارادة والصمود المصري ، وسطرت حروف من نور فى تاريخ الفكر العسكري ومرجع ملهم للعلوم العسكرية العالمية، فكيف لفرقة صغيرة من الجنود تكتسح معركة مدججة بأحدث الاسلحة ،وتتصدى للعدو من بسط السيطرة بور فؤاد .

ولم يقف الصمود والردع المصري عند هذا الحد بل ظلت الاشتباكات الجوية يومى (14- 15 يوليو 1967م )، والتى نجحت فى بث الرعب فى قلوب الإسرائيليين شرق القناة، وكانت الصدمة الكبرى للعدو عندما نجحت القوات المصرية فى إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 وكبدت الكيان خسائر فادحة ، كما ان الحادثة غيرت مفهوم الدفاعات البحرية لدى اسرائيل حيث اتجهت الى الاعتماد على الوحدات الصاروخية .

وبقيام الجيش المصري بإجراءات خداع ميدانية و بإجراءات خداع سيادية أكد للعالم اجمع وليس للعدو فقط بأنه لن يهدأ إلا بعد عودة الارض ، خاصة بعد أن استطاعت مصر إنشاء حائط الصواريخ المضاد للطائرات فى نوفمبر 1970 م على طول خط المواجهة مع إسرائيل وفى العمق المصري .
إن عملية إعادة ترميم الروح المعنوية للمصريين ، وبناء القدرات العسكرية أدت إلى عبور المستحيل وتحقيق انتصار اكتوبر 1973 م الذى رفعه الخبراء والمحللون العسكريون إلى مرتبة المرجع التاريخي العسكري للحروب المعاصرة .

مما سبق كيف يمكن تسمية حرب 1967 هزيمة او نكسة ؟!
إن الهزيمة الحقيقة هى هزيمة الارادة والصمود!
إن الهزيمة الحقيقية هى ان استسلم للانكسار والتآمر!

لقد استثمرت القوات المسلحة أحداث يونيو 1967 م وقامت بإعادة هيكلة تنظيم القيادة والسيطرة على المؤسسة العسكرية ، وبالتالي تلاشى اخطاء الإدارة والتنظيم السابقة والعمل على أتباع أحدث ما وصلت إلى العلوم العسكرية والاستراتيجية .
فقد أصدر الرئيس جمال عبدالناصر عدة قرارات جمهورية نظمت شئون القيادة والسيطرة ، بموجب هذه القرارات تم تحديد وسلطات رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع ، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة ، بالإضافة إلى تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما كان بموجب القرارات أيضاً إنشاء مجلس الدفاع الوطنى، والعمل على تحديد دوره واختصاصاته والتى تمثلت فى دراسة التحديات والتهديدات، وتقييم المخاطر ودرجاتها وأنسب أسلوب واتخاذ قرار الحرب فى الوقت المناسب .
إن اعادة هيكلة المؤسسة العسكرية من خلال اصدار تشريعات بآليات جديدة لاتخاذ القرار أكدت على فكرة أن قرار الحرب أصبح مؤسسياً وليس فردي.

الجدير بالذكر أن إدخال تلك التشريعات التنظيمية الحديثة فى القيادة والسيطرة داخل المؤسسة العسكرية لم تكن سببا قوياً فى انتصار أكتوبر فى عام1973م فقط ولكنها حافظت أيضاً على كيان الدولة المصرية خلال حدثان فارقان وقعا فى تاريخ مصر المعاصر :
الأول : عندما تنحى الرئيس حسنى مبارك عن السلطة فى اعقاب ثورة 25 يناير عام 2011م وما تبعها من واجتياح البلاد لفوضى امنية بعد تعرض مراكز الشرطة المصرية للحرق والتدمير ، فكان للمجلس العسكرى دور حيوي في إدارة شئون البلاد والخروج من مأزق الفوضى والأرهاب .
الثانى : عندما خرج الشعب المصري ثائرا ضد حكم الاخوان فى ثورة 30 يونيو 2013م ، حيث كانت هذه الثورة بمثابه جيش العبور الذى تصدى لحكم الاخوان ومحاولة اختطاف هوية الدولة وما صحب ذلك الحدث قيام الاخوان مدعومين من قوى شر اقليمية ودولية بأطلاق حروب الجيل الرابع والخامس من الدعاية والاشاعات ، حتى تحقق اهدافها فى تشوية وتشكيك فى ثوابت ومفاصل الدولة العميقة بل فى كل ما يمكن أن يثق به الشعب المصري ، ونجحت عمليات التضليل فى خداع قطاعات من المصريين وتشويش رؤيتهم السياسية.

فكانت المؤسسة العسكرية بكافة قطاعاتها الحصن الحصين والدرع القوى الذى حافظ على مفاصل الدولة العميقة ، كما رسم الجيش المصري ملحمة الفداء بتطهير سيناء من الإرهاب بعد 30 يونيو 2013 م

الخلاصة :
على مر العصور التاريخية كانت وحدة وتماسُك المصريين سلاحهم الأقوى لمواجهة الأزمات والتحديات والخروج منتصرين من قلب المعارك .



#هويدا_احمد_الملاخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس جمال عبدالناصر بين الماضي والحاضر
- ثورة 23 يوليو 1952 و رياح التغيير
- انعكاسات التعاون المصري الصومالي على منطقة القرن الإفريقي
- ترامب وسد النهضة
- معارك الوعي و الشائعات في مصر
- معركتى الإرهاب والتنمية فى سيناء
- السياحة العلاجية في أسوان بين الواقع والمأمول
- مقبرة الآغا خان في أسوان بين الماضي والحاضر
- 25 يناير.. صحوة أمة
- مصر وبريكس .. عبور اقتصادي للجمهورية الجديدة
- مدينة العلمين الجديدة بين الماضي والحاضر المشرق
- مستقبل الاقتصاد المصري في ظل الأزمات الدولية
- قضية بنى شنقول
- مشروع إحياء طريق الكباش
- أزمة سد النهضة إلى أين
- الموكب الذهبي للمومياوات الملكية المصرية
- أزمة اللاجئين الإثيوبيين شرق السودان
- المناورات المصرية السودانية و انعكاساتها على أزمة الحدود الإ ...
- قوة مصر الناعمة في شرق إفريقيا - سد تنزانيا -
- الأبعاد السياسية لأزمة التيجراي في إثيوبيا


المزيد.....




- تونس: ارتفاع عدد حالات الاختناق قرب مجمع كيميائي في قابس جنو ...
- ترامب يلوح بفرض تعرفات جمركية على إسبانيا بسبب الإنفاق الدفا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني التحق برواياته خارج القضبان
- الاحتلال يدهم مجددا منازل أسرى محررين ويقتحم رام الله
- نتنياهو: إذا لم تلتزم حماس بالاتفاق -ستفتح أبواب الجحيم-
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. ترامب يعلن بدء المرحلة الثانية والعش ...
- محللون: إسرائيل تضع 3 سيناريوهات لقضية نزع سلاح حماس
- -مسار الأحداث- يناقش سيناريوهات نزع سلاح حماس
- المستشار الإعلامي للأنروا: أولويتنا إعادة 140 ألف طالب للدرا ...
- تحالف دفاعي إثيوبي كيني يعيد تشكيل القوى بالقرن الأفريقي


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا احمد الملاخ - انتصار أكتوبر 1973 بين الإرادة والإدارة