أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسعد عبدالله عبدعلي - الحب وحده لا يكفي في زمن الجميني














المزيد.....

الحب وحده لا يكفي في زمن الجميني


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 01:33
المحور: حقوق الانسان
    


تعرض صديق لنا لحادث سير في الكرادة, فقررنا ان نزوره في المستشفى, في مدينة الطب, فرح صديقنا بزيارتنا له, وحدثنا عن ما حصل له, وعن الم الكدمات والرضوض, وان الليل لا يطاق بسبب الالم, كانت الغرفة مزدحمة بالمرضى, وكان في السرير القريب منه شاب يتألم من راسه, حيث يبدو انه تعرض لضربة قوية, فسألته عن ما حصل له.. فقال الشاب: "كل هذا الالم بسبب الحب! اللعنة على الحب وسنينه".. فتعجبنا جميعا مما قال! فقلت له ممازحا: "وهل هذه الضربة التي في رأسك سببها الحب", فضحك الجميع حتى هو.. ثم قال: "اي والله هذه الضربة من ذلك الحب".
ثم أضاف.. فقال: "سأحدثكم بقصة حبي.. احببت فتاة حد الجنون, وكانت قصة حبنا سنتين ونصف, ثم تقدمت لخطبتها, وبصعوبة وتعب وافق اهلها.. وتم الأمر, واستمرت خطوبتنا سنة كاملة, من أجمل سنوات العمر.. ثم تزوجنا, حيث تكلل كل هذا الحب بالزواج.. وبعد اسبوع العسل, بدأت الشجارات لا تتوقف, ونقاشات طويلة, ومشاكل لا تنتهي, كنت انظر لها وكأني لا اعرفها, وكان اهلها يتدخلون في كل شيء! وبعد إتمام شهرين من الزواج تم الطلاق, نعم انتهت القصة سريعا بالطلاق... وبعد الطلاق تفاقم الامر مع اهلها, وهذه الضربة من والدها.
تعجب الجميع, وقال احد الحضور: يعني يا ابني ثلاث سنوات حب الم تكفي كيف تعرفون بعض جيدا.. ان تفهمك وتفهمها؟ كيف يفشل كل هذا الحب بشهرين زواج.
يبدو ان الحب لا يكفي لتزهر الحياة الزوجية, ويجد الطرفين السعادة والامان مع بعض, عالمنا الحالي غريب.

• تطبيق جيميني سبب الطلاق
كان الشاب وليد يعيش حياة هادئة, متزوج وحنون على زوجته, لكن احيانا كانت تصدر منه تصرفات غير عقلانية, بها نوع من الطفولية, وكان أصدقائه يعلمون بهذه التصرفات وتتم مسامحته, وفي عالم الوظيفة كانت هنالك زميلة معجبة به جدا, والكل يعلم, وهو حدث زوجته عن هذه الموظفة وعن توددها له, فهو لا يخفي عن زوجته شيئا, لكن بدأت شرارة الغيرة الزوجية, بعد حديثه لزوجته عن هذه الموظفة, وهو انتبه لهذا الامر, واصبحت زوجته تفاجئه بزيارة في العمل, وتعرفت على تلك الفتاة, التي لم تستطع اخفاء اعجابها بوليد المسكين.
بعد أيام كانت الزوجة في عتب ونقاش حاد مع زوجها وليد, وهو سعيد بغيرتها, فقرر ان يصعد الأمر لمستوى اعلى, فدخل لتطبيق جيميني وانشأ صورة تجمعه مع تلك الموظفة المعجبة وكانهما جالسان في مطعم, وينظران لعيون بعض, في جلسة رومانسية, كانت الصورة التي انشأها "جيميني" من يراها يقول انها حقيقية.
ثم سحب الصورة وجعلها في جيب قميصه, كي تجدها زوجته, وهدفه ان تشتعل الغيرة, كأنه في برنامج الصدمة! دخلت زوجته كي تأخذ قميصه وتغسله, ومدت يدها لجيب القميص كي تفرغه قبل الغسل, وانصدمت مما رأته, بكت وصرخت وصاحت ايها الخائن.. جاء وليد يضحك, وهو يراها مصدقة لهذا المقلب.. حاول ان يوضح لها صرخت: لا انها الحقيقة اعلم ان الفتاة تحبك, وانت تخرج معها.. طلقني.. حاول وحاول.. لكنها صدته وذهبت لأهلها.. مع كل محاولاته فشل في الصلح, وتم الطلاق.. بسبب مزحة سخيفة بواسطة الجميني.


• الحب الذي هو خدعة
في الجامعات, والمولات, ومكان العمل, وعبر الانترنت, يولد الحب, لكن الصبغة التي ميزته انه يكون مجرد خدعة او نزوة, لغايات محددة, او اهداف قصيرة الامد, لذلك يموت وينتهي مفعوله, نسمع عن تلك القصص والتي يكون فيها طرفان ليس حبيب وحبيبة بل ذئب وفريسة, حيث يستدرجها بعنوان الحب الى ان يصل الى هدفه, وقد ساعد على تفشي هذه الظاهرة: السينما, والدراما العربية, والاجنبية, بالاضافة لمواقع التواصل, والتأثير السلبي على الحياة العصرية.
قال لي صديق عن الخداع في الحب: اكتشفتُ أن الخداع لا يأتي بمنطقٍ صريح، بل بتلميحاتٍ رقيقةٍ تشبه النّسيم حين يهزّ أوراق الأشجار. كنتُ أتعقّب وجهها في كل مرّة، فأرى ابتسامةً تُخفي وراءها حُزناً لا يُرى، وكأنَّ القلب يَسير في طريقٍ مَزخرفٍ بالوعود, ثم يَفترقُ فجأةً عند بابِ الحقيقة, أن الحُبّ حين يكونُ بلا صدقٍ يَحوّلُ النورَ إلى ظلام، والأملَ إلى مُعزوفةٍ من الأوهام.. فكيفَ أُصنِعُ من قلبٍ جرِحتهُ الكلماتُ، جسراً يعودُ بهدوءٍ إلى من أحبّهُ، وكيفَ أُعيدُ ترتيبَ موقعي بينَ الرفاقِ والذكرياتِ حين تتسربُ الحقيقةُ من أصابعِ الليل؟"
هذه كانت كلمات هذه الصديق الذي اكتوى بنار الحب وخنجر الخداع.


• لابد ان نقول ونحذر
في هذا المقطع الزمني اصبحت مسألة الحب نسبية, في اغلبها لا تكون كافية لزواج سعيد, بل تحتاج لامر مهم الا وهو العقلانية, فالغالب حاليا التهور في التصرفات, والتسرع في القرارات, والمزاجية وعدم المبالاة, موضوع الزواج ليكون صحيحا يحتاج أرض صلبة كي يبقى ويدوم, وليس أرض هشة وانفعالات و قرارات متسرعة.
لكن حيث يكون الحب حيا, مرتبطا بالنضج والتعقل والفهم والصدق, فهو الحب الذي لا يشيخ ولا ينتهي, بل ينبت ويثمر, المؤكد أنه سيكون خالدا مع العمر.

• ما هو شكل الحب الذي لا يذبل؟
بعد السطور السابقة يجب ان نحاول فهم شكل الحب الذي لا يذبل ولا يموت.. ذلك الحب الذي لا يعرف الانتهاء, بل يحمي نفسه من الذبول, فليس عيبا كلمة الاعتذار بين العشاق.. بل تمثل قمة النضج, وابتسامة صادقة يفهمها الطرفان, سيكون الحب ابديا ولا يمكن لأي مشكلة ان تنهي ذلك الحب, ويمكن تدارك أمور مهمة: منها: التواصل المفتوح والصادق, يجب ان يتحدثا عن احتياجاتكما، وحدودكما، وما تتوقعانه من العلاقة... ومنها: الاستماع فعّال: اعطي شريكك مساحة للكلام بدون مقاطعة، ثم لخص ما فهمت لتأكيد الفهم... ومنها: خصصا وقتاً أسبوعياً للحديث عن المشاعر، التحديات، والأهداف المشتركة... ومنها: الثقة والاحترام المتبادل, وتجنب الألاعيب أو الهروب من المعارك... ومنها احفظ خصوصية الآخر وابدِ احتراماً لآرائه حتى لو اختلفت معه... ومنها: كن مستعداً للتسامح والتصحيح إذا أخطأت وتقبل أن الشريك أيضاً ليس مثالياً.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات طريقنا لإصلاح الواقع
- مؤتمر العريش بين خبث نتنياهو وطموحات ترامب
- لماذا المشاركة بالانتخابات مهمة جدا؟
- الموناليزا في باب المعظم
- صوتك يبني .. المشاركة بالانتخابات هي الحل
- قمة الدوحة والتحديات الكبيرة
- فريقنا الكروي نحو مشنقة الثورة
- لماذا الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله ؟
- ضرورة خط باص حكومي -المصلحة- الى باب المعظم
- دوافع انتاج مسرحية صاروخ العابد
- غريب ما حصل مع الرئيس!
- الأكراد وموقفهم من الانتخابات القادمة
- عدي صدام والفترة المظلمة للرياضيين العراقيين
- ترامب والرغبة بالسيطرة على قناة السويس
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -2-
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-
- حوار ايران وجريمة تكريت
- امريكا والامارات والصهاينة سرقوا آثار العراق
- الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات
- كيف يمكن ان تغير عقلك الى الابد ؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تصوت لرفع الحصار عن كوبا رغم الضغوط الأميركية ...
- الأمم المتحدة تصوت لرفع الحصار عن كوبا رغم الضغوط الأميركية ...
- الأمم المتحدة تدين
- العفو الدولية: الضربة الأميركية لمركز مهاجرين باليمن جريمة ح ...
- سفير السودان لدى إيران: المجازر في الفاشر ترتقي إلى جرائم حر ...
- مؤتمر -مستقبل الأقليات في الشرق الأوسط- يجمع ممثلين عن جماعا ...
- الاحتلال يعتقل معاقا ويخضعه للتعذيب ويصيب 3 فلسطينيين بالضرب ...
- الاحتلال يعتقل معاقا ويخضعه للتعذيب ويصيب 3 فلسطينيين بالضرب ...
- السودان.. منطقة -طويلة- تطلب دعما عاجلا لإنقاذ النازحين من ا ...
- نادي الأسير: قرار منع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى غطاء إضا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسعد عبدالله عبدعلي - الحب وحده لا يكفي في زمن الجميني