أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مؤتمر العريش بين خبث نتنياهو وطموحات ترامب















المزيد.....

مؤتمر العريش بين خبث نتنياهو وطموحات ترامب


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

الحديث عن محنة غزة لا ينتهي, مع التخاذل العربي المخزي, والذي سيكتب التاريخ "وصمة عار" على جبين الحكومات العربية المطبعة, عموما اخر ما حاول عرب التطبيع فعله هو إعلان مصر عن استضافتها لمؤتمر فلسطيني شامل, وحدد مكان الاجتماع ان يكون في مدينة العريش, والهدف من هذا المؤتمر كما أعلنت مصر: هو مناقشة وقف الحرب في غزة, ثم جاء قيام "تل أبيب" في نفس التوقيت بإعلان غريب لا ينسجم مع منهجها في البربرية والجريمة, عبر إعلان وقف اجتياح مدينة غزة! والاكتفاء بالعمليات الدفاعية.
ونحاول ان نفهم كيف يتحرك المشهد السياسي؟ بعيدا عن التحليلات المعقدة لذلك لناخذ الامور حسب تسلسلها التاريخي.

• خطة ترامب وموافقة حماس
بعد ان اعلنت حركة حماس موافقتها على خطة ترامب, تلك الخطة الخبيثة, لكن الموافقة الرسمية أتت على شكل مراوغة سياسية, لكن من دون دعوة للتصادم, حيث بيان حماس فيه نوع من الشكر لترامب, وكذلك تتضمن طرح تعديلات على شروط الخطة, وهذا يعني تحقيق النجاح للطرفين. وهذا سر الحنكة السياسية لحماس,
والنتائج ظهرت لاحقا, حيث عبر ترامب عن رضاه عن بيان حماس, لدرجة ان الرئيس ترامب تكلم مادحا بيان حماس, ونزل صورته على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي, ووجه الشكر لحماس الى الدول التي كان لها دور في المفاوضات, وعلى رأسهم مصر وقطر والسعودية والأردن على دورهم في دعم تحقيق السلام في الشرق الأوسط - بحسب تعبيره-.


• مفاجئة ترامب بعد موافقة حماس
بعد موافقة حماس والبهجة والسعادة التي اجتاحت مواقع ترامب, قام هذا الرئيس الغريب بالضغط المباشر على "تل أبيب" كي يوقفوا هجومهم الكبير الذي كانوا يجهزون له لتدمير ما بقي من مدينة غزة, ولإكمال مجازرهم بحق الاطفال والنساء والشيوخ, وقد طلب ترامب بشكل رسمي وعبر تصريح اعلامي ان يوقفوا اطلاق النار وقصف الاحياء السكنية لكي يتحقق السلام (كما عبر هو).
الحقيقة اول المتفاجئين من هذا الموقف كان المجرم "نتنياهو" الذي كان يحضر فعلا بهجوم بربري على مدينة غزة خصوصا بعد اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين, فكان يرغب في رد قاسي على الخطوة الأوروبية عبر إحراق غزة! وكان يحاول ان يوصل فكرة لترامب مفاده: ان رد حماس يعني الرفض... لكن ترامب لم يعطه فرصة وسبقه في اعلان البيان الصحفي, مما جعل المجرم "نتنياهو" امام الامر الواقع.
لذلك اضطرت قيادة الجيش الصهيوني الى اعطاء اوامر بتجميد خطة الهجوم على غزة, فقط يحافظ على المناطق التي احتلها و تحصين دفاعاته.

• المجرم نتنياهو ونقض العهود
من طبيعة بني صهيون نقض العهد, حيث تراجع السفاح –نتنياهو- فبعد ساعة من كلامه عن توقف الهجوم على غزة, عاد ليقول: نحن لم نقل سنوقف القصف, بل قلنا سنقلل من شدته! وبالفعل استمر الجيش الصهيوني بتنفيذ عمليات قصف في غزة وعمليات تفجير مباني, وتسبب فعلهم في سقوط عشرات الشهداء... وهنا نتساءل: اذن ماذا حصل بعد زوبعة ترامب, بإعلان التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في غزة؟


• مصر تعلن عن مؤتمر العريش
هنا احاول ان نرتب الاحداث كي تكون الصورة واضحة, اولا قامت مصر بإعلان بيان تشكر فيه حركة حماس على بيانها الذي اعلنت موافقتها على مبادرة ترامب للسلام, وكذلك قامت مصر بشكر ترامب لمساعيه في فرض السلام, وهذا شغل مصري سياسي لترطيب الاجواء بين مختلف الأطراف, ثم أعلنت مصر عن مؤتمر شامل يوم الاثنين القادم (6 – اكتوبر-2025), ويقام في العريش, كي يتم مناقشة الخطة والتنسيق في ملف تبادل الاسرى تمهيدا لأنهاء الازمة وإيقاف نهر الدم, وإنقاذ ما تبقى من غزة.
المؤتمر سيكون بإدارة مصرية بالكامل, وسيكون التفاوض على اعلى المستويات بين الاطراف المتنازعة, وقد قالت التسريبات سيكون هنالك مبعوثين من امريكا هما زي ستيف ويتكوف, وقد يكون ثالث وهو جاريد كوشنر, والتسريبات تقول ان "تل ابيب سترسل الوزير صاحب النفوذ الكبير على اللوبيات الصهيونية وهو رون ديرمر, الملقب ب (ظل نتنياهو) وهو يميني متطرف, بل ان حتى اهالي الاسرى اليهود يكرهه ويسموه "المعرقل" او "المخرب", لكن اختياره يحمل امرين: اما دليل الاهتمام بالمؤتمر.. او السعي لإفشال المؤتمر.

• هل نتنياهو يسعى لإفشال المؤتمر؟
الوزير المخرب والمقرب جدا من نتنياهو (رون ديرمر), قد يكون ارساله للمؤتمر بهدف افشال المؤتمر, كي يعيق اي اتفاق لتبادل الاسرى, ويعمل لصالح ما يريده سيده نتنياهو, وليس من اجل مصالح "تل أبيب" التي قد تكون مع السلام حاليا, بدل حالة الحرب, فوضعه على راس الوفد التفاوضي معناه ان الملف سياسي وليس امني, وان الهدف الحقيقي من المشاركة في المؤتمر هو شراء الوقت لصالح نتنياهو.
فيكون هذا المخرب اداة نتنياهو كي يبطئ المفاوضات ويوجهها حسب رغبته, وبما يخدم اهدافه سياسيا, ويجعله يهرب من اي محاكمة محلية او دولية لو تم ايقاف الحرب.

• ماذا تريد حماس من المؤتمر؟
سؤال مهم جدا وهو: ماذا تريد حماس من مؤتمر العريش؟ هل ذكرت شيء ما في البيان..
اول طلب لحماس هو زيادة المدة التي أعطاها ترامب لأطلاق سراح الاسرى, والتي حددها ترامب ب 72 ساعة, وقد طالبت حماس بجعلها اسبوع على الاقل, كي يتمكنوا من جمع الاسرى من الفصائل, ويخرجونهم من بعض المواقع التي هدمها القصف الصهيوني.
اما الامر الثاني الذي تطلبه حماس هو الإصرار على انسحاب جزئي لجيش الاحتلال الصهيوني من غزة, وكذلك رفضت حماس فكرة نزع السلاح بالكامل, حيث صرحت بعض القيادات بأهمية بقاء السلاح الدفاعي, وانها مستعدة لتسليم سلاحها الهجومي للدولة الفلسطينية.

• الشعب الامريكي والاوربي يطالب بالعدالة
حاليا صوت الشعب الامريكي والاوربي عالي جدا, بالإضافة لتحرك الاعلام الحثيث والمطالبة بإيقاف مجزرة غزة, فلأول مرة نشاهد الاعلام الامريكي ينتقد الكيان الصهيوني بشكل صريح, لدرجة ان الاعلامي الأمريكي اليميني (تاكر كارلسون) عمل حلقة كاملة في برنامجه ينتقد فيها الكيان الصهيوني, وتحكمها بالقرار الأمريكي, بل حتى ضغطها على الرئيس نفسه, حيث اصبح الامريكيون يرون رئيسهم العوبة بيد "تل ابيب", لذلك يسعى ترامب لإرضاء جماهيره في اظهار نفسه قويا ذو قرار مستقل عن "تل أبيب"
التظاهرات الكبيرة في العواصم الغربية, في باريس وروما ومدريد وبرلين وسدني ولندن, ومطالبتها في محاكمة نتنياهو وايقاف مجزرة غزة, ثم نتيجة الضغط الحدث الأكبر وهو: اعتراف العواصم الأوروبية بدولة فلسطين, كل هذا شكل ضغط حقيقي لتغير بوصلة القرارات.

• تساؤلات؟
في النهاية الأيام المقبلة سوف تعطينا اجابات عن هذه الاسئلة: هل ستتوقف الحرب؟ هل ستتم محاكمة نتنياهو كمجرم حرب؟ هل تفتح المعابر لدخول المساعدات والادوية لغزة؟ هل سيكون هناك حملة اعمار دولية لغزة؟ هل سيعود الاسرى الفلسطينيين لذويهم؟ هل سيحقق المؤتمر طموحات العرب؟ هل يلتزم المجرم نتنياهو بتوصيات المؤتمر؟



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المشاركة بالانتخابات مهمة جدا؟
- الموناليزا في باب المعظم
- صوتك يبني .. المشاركة بالانتخابات هي الحل
- قمة الدوحة والتحديات الكبيرة
- فريقنا الكروي نحو مشنقة الثورة
- لماذا الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله ؟
- ضرورة خط باص حكومي -المصلحة- الى باب المعظم
- دوافع انتاج مسرحية صاروخ العابد
- غريب ما حصل مع الرئيس!
- الأكراد وموقفهم من الانتخابات القادمة
- عدي صدام والفترة المظلمة للرياضيين العراقيين
- ترامب والرغبة بالسيطرة على قناة السويس
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -2-
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-
- حوار ايران وجريمة تكريت
- امريكا والامارات والصهاينة سرقوا آثار العراق
- الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات
- كيف يمكن ان تغير عقلك الى الابد ؟
- العقارات في بغداد اغلى من باريس
- كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل مسلحًا أطلق النار عشوائيًا من شرفة إ ...
- عامان على هجوم حماس واندلاع الحرب في غزة ـ ماذا تحقق لإسرائي ...
- دراسة: ملكات نمل الحصاد تستنسخ ذكوراً لاستمرار دورة الحياة ب ...
- فرنسا : الإعلان عن جزء من تشكيلة لوكورنو الحكومية
- عاجل | الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة فلسطيني برصاص قوات الا ...
- 20 جريحا في عملية إطلاق نار بسيدني
- ترامب يُبدي استعداده لتمديد اتفاقية الحد من الأسلحة النووية ...
- قطر وتركيا تبحثان خطة ترامب في غزة
- ماكرون يكشف عن تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة
- تفاؤل أميركي مشوب بالتهديد قبيل انطلاق مفاوضات القاهرة


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مؤتمر العريش بين خبث نتنياهو وطموحات ترامب