أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - فريقنا الكروي نحو مشنقة الثورة














المزيد.....

فريقنا الكروي نحو مشنقة الثورة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأخر احمد على التمرين على غير عادته, كان القلق يأكل اصدقائه, حيث الرعب يجتاح درابين المدينة, خصوصا ان اخبار الحرب التي قام بها صدام ضد الجارة ايران تثير الرعب, كل شيء تغير, لم تعد الحياة كما كانت بالأمس, حيث ينشط وشاة الحزب بملاحقة الناس, والمشانق في كل ساحة, لقد أصبح التردد على الجامع جريمة! واطالة اللحية خروج عن القانون, ومن دون محاكمات يتم السجن او الاعدام.
ساحة تدريبهم تقع قرب السدة, حيث مساحات ترابية يتدربون عليها, ان كرة القدم هي كل ما متاح للشباب من وسائل الترفيه, في بلد يحكم بالحديد والنار, كان الكابتن ابو الهيل اكثر شخص قلق فهو ابن خالة احمد, ويعرف كم ان أحمد طيب القلب, كان يردد "وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا".. اتجه لباقي الاصدقاء وقال: اعرف ان احمد لاعب جيد, وقد تفتح له ابواب الاندية, خصوصا ان الكابتن ناطق اعجب بمهارته, وقد وعده بفرصة مع النادي الكبير.. المستقبل الرياضي ينتظره إن صبر والتزم".
كان ابو الهيل قلق ويكثر من الدعاء والتوسل, فاقترب منه اياد جخيور (وهو عامل في كراج) وقال له: يا صديقي لا تحزن, كلنا ارهقتنا الهموم, وضاقت بنا الدنيا بما رحبت, لكن قد يكون أحب الله أن يسمع صوتنا ونحن ندعوه... تبسم ابو الهيل لجميل كلام صديقه.
جاء احمد وهو يهرول, وهو يحمل حقيبته البيضاء على ظهره ذات العلامة "اديداس", اشتراها له والده الأسبوع الماضي قبل ان يلتحق بالجبهة, حيث يقيم صدام محرقة للاجيال.
اجتمع اصدقائه حوله يستفسرون عن حاله, كان يبدو متعبا, قال له الكابتن ابو الهيل: يا احمد .. هل انت بخير.. طمني عليك وعلى خالتي.
تبسم احمد: نعم انا بخير, لكن صداع شديد رافقني من الصباح الى العصر, والان افضل تقريبا.
جلس اللاعبون متحلقين حول الكابتن يتحدث لهم عن اهمية التمرين والالتزام الغذائي والنوم المبكر, فقال جليل: كابتن انا حلمت ليلة امس ان منتخبنا فاز بكأس العالم.
فضحك كل اللاعبون من حلم جليل, حيث منتخبنا خسر التصفيات مبكرا والتي جرت في السعودية, وعاد لبغداد قبل شهر.
فقال أحمد: سأحدثكم عن حلم عجيب حلمته ليلة امس, وتسبب بصداع شديد لي.
فاثارت مقدمة احمد فضول كل الفريق المكون من 18 لاعبا مع الكابتن ابو الهيل,
فصاح علاء ابو الجون (وهو طالب في الخامس الادبي): تكلم حمودي احب سماع القصص والأحلام, وكما يقول ابي دوما ستكون اشهر كاتب في العراق, بسبب ولعي بالقصص, وقد اجعل من حلمك رواية يقرأها الاجيال.
ضحك الجميع, فقاطعه مجيد فلافل (هكذا يسمه اصدقائه لانه يشتغل في دكان لبيع الفلافل): وصاح: هل في الحلم نساء.. فتيات.. وهل هن جميلات؟
ضحك الجميع من تعليقة مجيد ابو الفلافل, فالحديث عن النساء لا ينتهي.
ثم قال مهند احيال (وهو طالب في السادس العلمي): ذات مرة حلمت حلم مخيف, وقلت ساخبر به ابي عندما يعود, لكن أمي رفضت وبشدة. وقالت لي: يابني دائما إضحك في وجه أبيك عندما يعود إلى البيت, فالعالم في الخارج موحش ومخيف, فهل من المنطق ان تخيفه بحلمك المرعب وهو عائد من ذلك العالم المرعب, اعتقد علينا ان لا نبوح بالرعب بل نسكت.
رفض الجميع راي مهند وطالبوا احمد بالحديث عن حلمه..ثم اتجهت الوجوه نحو احمد لينطق, صمت الجميع منتظرين احمد ان يبوح بتفاصيل حلمه.
فقال احمد: شاهدت في الحلم رجال يلبسون الابيض وهم يزيحون صور صدام, حتى تلك الصورة الكبيرة في ساحة 55, حيث شاهدت بعض من هؤلاء الرجال وبالفأس يدمرون بناء تلك الصورة, والناس فرحة مستبشرة ترقص في شوارع المدينة, ثم ظهر بيان في التلفزيون, لكن ظهر مذيع ليس وجه المرعب مقداد مراد, بل مذيع بوجه بشوش وقال: مبروك للشعب العراقي تم إسقاط حكم صدام.
ارتعب الكل من هذا الحلم, وحل صمت مريب, فصاح الكابتن ابو الهيل: اسكت يا احمد ما هذا الكلام, لا تحدث احد بهذا الحلم, ارجوكم احبتي انسوا ما قاله احمد, انه مريض ويهذي, فقالوا امرك مطاع كابتن, وذهبوا للتدريب لكن الكل بحالة من القلق.
انتهى التدريب وذهب كل لاعب لبيته, وقف ابو الهيل مع احمد يعاتبه كيف يبوح بهكذا حلم أمام الفريق وهو حلم خطير.. فقال له: ألا تعلم اننا تحت حكم عصابة تكريت التي لا ترحم ولا تخاف الله؟ الا تعلم ان محمود بن الحاج عوفي تم اعدامه بتقرير خبيث من امرأة عجوز بنفس القطاع, نسيت عدد الوشاة بكل قطاع وهم يكتبون كل ما يسمعون لأجهزة الأمن مقابل بضعة دنانير, الا تعلم ان صدام وحش لا يرحم.
كانت ليلة ثقيلة على الكل, بعضهم حدث اهله بحلم أحمد, فمن منا لا يثق باهله, لم يلتزموا بتوصيات الكابتن ابو الهيل, وهكذا انتشر خبر حلم احمد, حتى وصل الى تفاصيل الحلم الى الفرقة الحزبية, فما هي الا ساعات وتم القبض على 18 لاعب وزجهم في السجن, بتهمة التأمر على قلب نظام الحكم, وهكذا ارتفعت قضيتهم لتعرض على محكمة الثورة التي فيها قاضي مجرم لا يعرف الرحمة, وهو عواد البندر, المتملق للرئيس صدام.
تم حبسهم اسبوع في التعذيب البشع, إلى ان تم ترحيلهم للمحكمة, لتبت المحكمة بقضيتهم.
دخلوا جميعا وهم مقيدون بالحديد, وجوه صفراء متعبة حزينة اثار التعذيب واضحة على اجسادهم!
قال القاضي البندر: من منكم الذي حلم الحلم؟
قال احمد: انا... لكن هو حلم وليس جريمة.
قال القاضي: بابا... اني اعرف هو حلم, وهو مدون أمامي في ملف القضية, لكن لولا أنك في عقلك الباطن تفكر بالأمر لما حلمت به.
قال أحمد: استاذ انا لا تتعدى افكاري كرة القدم.. وهو حلم وليس فعل, واعرف ان العقوبة تكون عن صدور فعل واقعي.
فشتمه القاضي لجرأته في رد التهمة.. ثم قال: أنتم مجموعة خطرة على البلد, فقد تقوموا مستقبلا بتنفيذ الحلم, لذلك قررت الحكم عليكم جميعا بالاعدام للحفاظ على العراق وقيادته الحكيمة.
تم إعدامهم صبيحة يوم ممطر, وتم امر اهل المعدومين بعدم إقامة مأتم, وإلا تعرضون للسجن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة// الواقعة حقيقية حدثت في مطلع الثمانينات في زمن صدام (الزمن القبيح).



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله ؟
- ضرورة خط باص حكومي -المصلحة- الى باب المعظم
- دوافع انتاج مسرحية صاروخ العابد
- غريب ما حصل مع الرئيس!
- الأكراد وموقفهم من الانتخابات القادمة
- عدي صدام والفترة المظلمة للرياضيين العراقيين
- ترامب والرغبة بالسيطرة على قناة السويس
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -2-
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-
- حوار ايران وجريمة تكريت
- امريكا والامارات والصهاينة سرقوا آثار العراق
- الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات
- كيف يمكن ان تغير عقلك الى الابد ؟
- العقارات في بغداد اغلى من باريس
- كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
- سوريا الجديدة بين الاحتراق ومخاطر التقسيم
- مشاكل التعليم المحاسبي في العراق
- البنك المركزي العراقي والضغط على الشعب العراقي
- الكيان الصهيوني وإشعال نار الحرب السيبرانية
- العراقيون بحاجة لمخصصات بدل ايجار


المزيد.....




- بريطانيا تُعلن موقفها من خطة E1 الإسرائيلية في الضفة الغربية ...
- على خطى الضفة الغربية.. مقترح أمريكي - روسي لوضع أوكرانيا تح ...
- 24 تهمة جديدة للمتهم بحادث الدهس الجماعي في ليفربول
- ثلاثة جرحى في انفجار مسيّرة في منطقة بيلغورود الروسية
- متهم جديد يضاف إلى القائمة.. ماعلاقة ميلانيا ترامب بجيفري إب ...
- هل انتهى حلم الفلسطينيين بدولتهم؟
- محمود يزبك: -واشنطن تعطي ضوء أخضر للاستيطان في الضفة الغربية ...
- نازك أبو زيد : أرقام الكوليرا في السودان أكبر بكثير والوضع ك ...
- ما السيناريوهات المتوقعة من لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا؟
- شبرمة ياسين لفرانس24: تفاهم ترامب-بوتين سيكرس الأمرالواقع في ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - فريقنا الكروي نحو مشنقة الثورة