أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الانتخابات طريقنا لإصلاح الواقع















المزيد.....

الانتخابات طريقنا لإصلاح الواقع


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لليوم اتذكر تلك اللحظات عند اول مرة اشارك بالانتخابات, حيث كنت اشعر انني اقوم بفعل عظيم, الروح الثورية تقودني نحو صناديق الانتخابات, لاختار من يمثلني بكل حرية, لست وحدي من شملني هذا الاحساس, بل كانت الفرحة على وجوه كل الناس, فهم يرسمون مستقبل العراق, ويمكن ان نطلق عليها ثورة البنفسج, رجال ونساء شيوخ وشباب, حتى الاطفال كانوا يسعون مع ذويهم لصبغ اصابعهم باللون البنفسجي, صرخة اعلان عن المشاركة في ثورة يكون الصوت هو الذي يبني العراق.
في يوم الانتخابات تفتح الأرض أبوابها أمام صوتٍ ينمو في عمق الصدور, يبدأ صغيرا ثم يزدهر ويدوي في افاق الكون, هي ليست المشاركة مجرد خطوة خشنة على باب المكتب، بل هي همسة اجتماعية تقود القلوب إلى حضن المدينة، حيث يتقاطع الحلم بالحقيقة وتتلاقى الأصوات في نسيج واحد.


• همس الناخبين
أحاديث الساعين لإصلاح حال البلد كثيرة ومتشعبة وجميلة, عندما ننصت لها تجعلنا نفخر بهذا الشعب الغيور على بلده... دعوني أحدثكم عن تلك اللحظات.
اتذكر جيدا كلمة قالها لي جاري ابو علاء عندما سألته ذات مرة عن يوم الانتخابات.. فقال: صدّقني يا أخي ان صوتي لا يغير العالم فجأة، لكنه يبدد ظلال اليأس من حوله, وكل صندوق اقتراع يحمل وعداً بسيطاً, وفرصة أن تكون خطوتك نحو الصندوق زهرة في خريطة المستقبل، وأن نرى ان مشاكلنا الحالية, تزول بفعل اصرارنا على المشاركة بالتغيير, حين أشارك أشبه بمقاتل يخرج ليزيح الفساد بصوته ويجعل الحياة اجمل.
كانت كلماته كلام شاعر يعشق بلده حد الجنون, ويشعر بانه سيغير الكون عبر المشاركة برسم مستقبل البلد بواسطة الاختيار الحر الواعي.
اما كلمات حجي جبر الذي قارب الثمانين فمازالت مدوية في ذاكرتي.. حين قال: نعم ان المشاركة هو الية الاصلاح الافضل, فعبر الاختيار الواعي لمن يمثلنا في الدورة النيابية القادمة, سيكون تعديل هنا وتغيير هناك للقوانين, إصلاح هنا وكشف المستور هناك, المشاركة هي من تجعل الاصلاح متاحا للشعب, إنا اعترفٌ بأن صوت الجماعة يكون أقوى من صوت الفرد، وأن بيننا ميثاقاً غير مكتوب يحثّنا على المساءلة والاحترام والتضامن.
ما يقوله حجي جبر يعبر عن ما ينبض به قلب كل عراقي, يحلم بمستقبل ساحر للأجيال القادمة.


• صباح يوم الانتخابات كفجر العيد
في صباح يوم الانتخاب، يتداخل الضوء مع وجوه الناس في الطرقات، الكل فرحة سعيدة مستبشرة, تنظر للعيون, وتترجم إلى كلماتٍ, يسري صداها في المقاهي والمدارس والدوائر الحكومية, يفيض الحيّ بالحياة, يوم لا يشبه ما قبله, حين يخرج الجميع إلى المحطة الانتخابية، لا بحثاً عن مكسبٍ شخصي فوري، بل عن درسٍ جماعي بأن الأمل لا يموت, حين نقابله بمسؤوليةٍ حضارية ونتحرك بتصميم حر للانتخاب.
صباح الانتخاب يشبه تماما صباح العيد, حيث الكل في سعادة ونشاط, الكل يتبادلون التهاني والتبريكات, والتفاؤل سمة الكل.
فما أجمل أن ندرك أن كل بطاقةٍ انتخابية ندخلها في صندوق الاقتراع تشبه قلم تُلامس صفحةً من كتب المستقبل, صفحةٌ ستُسجل فيها القيم التي نريدها، والعدالة التي نسعى إليها، والكرامة التي نمنحها لبعضنا بعضاً.
فليكن صوتنا سفينةً صغيرة في بحرٍ واسع، تقودنا إلى شاطئٍ الامان, حيث نستطيع فيه أن نعيش كما نحلم.


• لنحقق حلم الأجيال السابقة
من ذلك الزمن القبيح تسبح الامنيات في السماء, هي امنيات لا تموت بل خالدة, حيث كانت الاجيال الراحلة تحلم بان تصنع الواقع عبر صناديق الاقتراع, وليس بواسطة "كلاشنكوف" الطاغية وزبانيته "الرفاق العفالقة العابثون بالحياة", الذي حول البلاد لسجن كبير, مازال صدى الازقة وهمس الشباب, بأن هناك يوم سيأتي ويصبح الانتخاب حرا نزيها, وعندها يسقط كل طاغية عبر صناديق الانتخاب, وليس بعمليات عسكرية وتدخل دولي, كنا نحلم بانتخابات حرة تجري, ويتحرك الشعب ضد صدام, لنركله خارج أسوار البلاد, ونصفعه بأصواتنا الانتخابية, كي يرتاح العراق وشعبه من شيطنته, لكن لم يتحقق حلم الانتخابات الحرة في زمن ولد تكريت الأحمق.
كانَ الأجدادُ يزْرعونَ في الأرضِ تقاويمَ من حبرٍ ونجوم، ويزرعونَ في القلوبِ أملَ أن يأتيَ يومٌ يَؤْتي فيهِ كلُّ صوتٍ سليمٍ، صوتُ كلِّ مَن يملكُ فكرةً ومسؤوليةً تجاهَ الغدِ.
إن الانتخاباتُ هي حوارٌ طويلٌ مع الذاتِ ومع الآخرينِ، مع تاريخٍ عِطرٍ, ومع أفقٍ لم يتوقفْ عن التوهجِ, تصلُ الأصواتُ فيُقالُ إنّ التعددَ هو سيدُ الحقيقةِ، وإن الاختلافَ ليس عداءً، بل تكاملٌ يَهْدينا إلى صورةٍ أوسعَ من أقوالِ الشخصِ الواحدِ.
فدعونا نحقق حلم تلك الأجيال المحرومة, التي رحلت على الدنيا وهي تحلم بالفرصة المتاحة لنا.



• بصوتك تبني المستقبل
الاجيال تبحث عن العدل والخلاص من الفساد, وهذا الحلم يلمع مثل ضوء في بداية فجر جديد, وهو ممكن ان يصبح حقيقة بهمة الشعب المتوحد, ارادة تجتمع للتغيير, عبر صناديق الانتخاب, نشارك بحثا عن رد المظالم, نشارك بصوتنا ونبني المستقبل, صوت الناخبين الهادر ليس مجرد اهتزازات في الهواء, بل ثورة تربط الحاضر بالمستقبل, وحركة انقلاب سلمية ضد الفاسدين, عبر حق دستوري, نافذة تفتح على الغد لتجعل كل احلامنا حقيقة, نشارك بالانتخابات كي لا يعود لنا امثال صدام وزبانيته بالزي الزيتوني, ليتحكموا في حياتنا, يجب ان نشارك كي نحافظ على العدل والأمل.
ثبات المستقبل يقاس بقدرتنا على استغلال صوتنا في تغيير الواقع, فلا نفرط بالفرصة التي أعطاها لنا الدستور, ونذهب مبكرين لنكون اول من يضع خطوة للمستقبل.
فَليَكُنْ صوتُكِمُ يا شركاء الوطن واحباء الحياة، شهادةَ حياةٍ تتَّحدُ في كلماتٍ قليلةٍ, ولكنها عُمرٌ كاملٌ من المسؤوليةِ والوعي. فالصوتُ الانتخابي ليسَ مجردَ حركةٍ ورقة توضع في صندوقٍ، بل هو عمل واعي للتمسك بالأملِ، ويَصْنعُ من الحاضرِ جسراً يصلُ ما بينَ ما كانَ وما يُرادُ أنْ يكون, كما نحلم ليكون واقعا, حيث المستقبلٌ الذي يَنبضُ بالعدلِ، وكرامةٍ تتسعُ للجميعِ. وكل هذا يكون واقعا عبر الصوت الواعي.. فصوتك يبني المستقبل.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر العريش بين خبث نتنياهو وطموحات ترامب
- لماذا المشاركة بالانتخابات مهمة جدا؟
- الموناليزا في باب المعظم
- صوتك يبني .. المشاركة بالانتخابات هي الحل
- قمة الدوحة والتحديات الكبيرة
- فريقنا الكروي نحو مشنقة الثورة
- لماذا الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله ؟
- ضرورة خط باص حكومي -المصلحة- الى باب المعظم
- دوافع انتاج مسرحية صاروخ العابد
- غريب ما حصل مع الرئيس!
- الأكراد وموقفهم من الانتخابات القادمة
- عدي صدام والفترة المظلمة للرياضيين العراقيين
- ترامب والرغبة بالسيطرة على قناة السويس
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -2-
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-
- حوار ايران وجريمة تكريت
- امريكا والامارات والصهاينة سرقوا آثار العراق
- الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات
- كيف يمكن ان تغير عقلك الى الابد ؟
- العقارات في بغداد اغلى من باريس


المزيد.....




- -حرب الإبادة وضعت أوزارها-.. أنور قرقاش يشيد بنجاح ترامب في ...
- تحليل لـCNN.. ثلاث محاور رئيسية وأسئلة معقدة لإنجاح اتفاق غز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق النار على مشتبه بهم يُزعم أنهم ت ...
- إيران تهاجم تصريحات ترامب وتتهم واشنطن بـ-ازدواجية الخطاب-
- بعد احتجاجات جيل زد ودعم الجيش.. -فرار رئيس مدغشقر من بلاده- ...
- بعد عامين من الحرب في غزة.. بيوت دمرتها آلة الحرب وأجساد أنه ...
- مدغشقر: الرئيس راجولينا يؤكد أنه في مكان آمن بعد أن غادر الب ...
- دراسة جديدة تكشف أن عمر الأب يؤثر على نتائج الحمل
- ماكرون: لا يوجد إلا دولة واحدة في العالم وقائد واحد كان بإمك ...
- سر اختيار مدينة أوديني لاستضافة مباراة إيطاليا وإسرائيل


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الانتخابات طريقنا لإصلاح الواقع