سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 09:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مختلف الاوضاع السلبية التي يواجهونها والتي لو حدثت في أي بلد آخر لما بقي قادته يحکمونه، يجاهر قادة نظام الملالي دائما بإنهم باقون وإن نظامهم مستمر على الرغم من کل الاوضاع السلبية والصعوبات والتحديات والتهديدات التي يواجهونها، لکن من دون أن يوضحوا بأن سياساتهم ونهجهم السبب والعامل الاساسي في إيجاد کل تلك المشاکل والمعضلات والاوضاع السلبية التي دفع ويدفع ثمنها الشعب الايراني وأجياله القادمة.
بقاء هذا النظام القمعي المکروه والمرفوض من قبل الشعب الايراني، لا يعود الى شعبيته کما يزعم وإن الشعب يقف خلفه صفا مرصوصا، فذلك کذب سخيف بل وحتى بالغ السخف، بل الحقيقة إنه باق ومستمر على حساب أوضاع الشعب الايراني المختلفة ولاسيما المعيشية منها، وبهذا الصدد، وعندما تعترف وسائل الإعلام الرسمية للنظام بأن "المجتمع قلق" وتتحدث عن "انخفاض قدرة الناس على الصمود في وجه الضغوط الهائلة"، لا يمكن اعتبار ذلك مجرد تقرير منفصل عن الواقع؛ بل هو اعتراف بوجود جرح عميق تم تجاهله لسنوات أو تبريره سياسيا. وقد عكست صحيفة "اعتماد" في عددها الصادر في 15 أكتوبر هذه الرسالة، نقلا عن قائم بناه، المساعد التنفيذي لبزشكيان، الذي أكد أن الأزمات والضغوط الاقتصادية، والهجرة، والإنهاك، واليأس قد "استقرت في أعماق روح المجتمع"، وأن "الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والتغطية التأمينية غير متاح لغالبية الناس".
والحقيقة إن هذا الوضع ليس مجرد نتاج أخطاء اقتصادية متكررة، بل هو علامة على اختيار سياسي أعطى الأولوية للبقاء السياسي، وتخلى على مدى 46 عاما عن أبسط واجبات أي حكومة في تأمين حياة مواطنيها وأمنهم النفسي. ومن بين ثنايا هذا السجل المظلم، يبرز الفساد الهيكلي وتآكل الأخلاق والثقافة. لقد لوث الفساد السياسي والإداري النظام من قمته إلى قاعدته، ووقعت آثاره الاجتماعية المدمرة على كاهل الشعب، وتجسدت في التجارب اليومية للأسر، والشعور بانعدام الأمن، والخناق الاجتماعي، والإحصاءات المروعة للصحة النفسية والهجرة.
الاوضاع بالغة السلبية التي يواجهها النظام الدکتاتوري الارعن في طهران الان والتي جاءت کنتيجة حتمية لسياساته المشبوهة التي حاول من خلالها تحقيق أهدافه المرسومة وفق نهجه القرووسطائي، لا ولم تکن تحدث لو کان هناك نظام سياسي وطني يرسم سياساته وفق ما تبتغيه مصالح الشعب الايراني، وإن الولي الفقيه المهزوم ورهطه من الدجالين في طهران لن يتمکنوا من خداع أحد وإن دکتاتوريتهم الرعناء باقية ومستمرة الى حين على حساب الشعب الايراني وأجياله القادمة وهو وضع شاذ يواجه أيامه الاخيرة.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟