أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - حين تسرق القضية وتختزل في الشعارات














المزيد.....

حين تسرق القضية وتختزل في الشعارات


أكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تمنحوا الحكمة لغير أهلها فتظلموها ، ولاتمنعوها عن اهلها فتظلموهم "الإمام الشافعي"
لاريب في صدق حكمة الامام الشافعي ، فالحكمة ان اعطيت لغير مستحقيها تفقد قيمتها ، وحين تمنع عن مستحقيها يُحرّم المجتمع من ثمارها ، وهذا ما يشهده اقليم كردستان منذ ثلاثة عقود ، حيث يسيطر على مقدرات الاقليم اشخاص لم تتعفر اقدامهم بتربتها الطاهرة ، ولا آمنوا يوما بقضيتها ، ولا نشأوا بين احضانها ، ولا ارتووا يوما من مائها ، وعوضا عن خدمة القضية والعمل على رفاهية الشعب ، طغوا واستبدوا وافسدوا ، والاشجار التي رويت بدماء الاحرار من ابناء الامة، قطفوا ثمارها لأنفسهم ، ويفتخرون بتقديمها للغرباء ، واصحاب القضية يعيشون حالة من الفقر والإذلال .
بعد الانتفاضة الجماهيرية في آذار 1991م سيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني على محافظة دهوك ، والاتحاد الوطني الكردستاني على السليمانية . وكانت اربيل العاصمة محل صراع بين الجانبين . انتهج الحزبين سياسة ابعاد الوطنيين الشرفاء ، وتهميش اصحاب الفكر ، ومن خلال نهج لامسؤول تعرض البعض منهم للإغتيال ، وأُجبر البعض على الهجرة ، ومات آخرون حسرةً على قضيتهم القومية والنضال الذي سرق منهم . بلغ الصراع ذروته في "31 آب 1996" بين الحزبين للسيطرة على "اربيل" عاصمة الاقليم . استعان الحزب الديمقراطي الكردستاني بقوات صدام حسين "عدو الكرد الاول" . وصفت آنذاك بالخيانة التاريخية ، ومنذ ذلك التاريخ بسط الحزب سيطرته على اربيل العاصمة .
بعد انتفاضة آذار وتحرير الاقليم من سطوة نظام حزب البعث ، حصلت مفارقة مؤلمة تأثر بها الوطنيون الاحرار ، عندما توجه الحزبان الحاكمان الى الاستعانة برؤساء العشائر الذين وقفوا الى جانب صدام حسين وشاركوا في جرائم الانفال السيئة الصيت ضد الشعب الكردي ، وكذلك ضموا في صفوفهم الكُرد البعثيين الذين ناهضوا القضية الكردية طوال حياتهم ، والاكثر ايلاماً من كل هذا ، حوّلا الإقليم الى امارتين ، امارة "اربيل" يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وامارة "السليمانية" تحت قبضة الاتحاد الوطني الكردستاني ، والشعب في الإقليم بات بين مطرقة الاستغلال وسندان التهميش والاهمال .
بذلك تحول الاقليم الى سلطتين سياسيتين متصارعتين فيما بينها ، متجاهلين مسؤولية الحكومات الاساسية ، والتي تتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية ، وحماية الصالح العام والخير المشترك ، وضمان الامن المجتمعي وحمايته من الفاسدين والانتهازيين ، وبدلا من ذلك نشهد يوما بعد آخر ، نهباً منظماً لثروات الشعب ، وزيادة فاضحة لأرصدة قادة الحزبين الحاكمين وابنائهم في البنوك العالمية، بينما المواطن في الاقليم ينتظر مستحقاته الشهرية التي تحجب عنه بين الحين والآخر ، وتستخف السلطة بمواطنيها من خلال عبارات الشكر والتقديرعلى صبر المواطنين وتحملهم .
لاتكتفي سلطة اقليم كردستان بمحاربة المواطن بقوت يومه وتجويعه لضمان تبعيته ، وإنما تمارس قمعا ممنهجا ، حيث تمنع التجمعات إذا لم تكن في صالحها ، تزرع بؤر التجسس في كل حي وزقاق ، وتعمل على تدمير الروح القومية والوطنية لدرجة يشعر بها المواطن بأنه غريب في وطنه ، وتسعى الى تحويل المواطن الى كائن مهزوز وخائف ، ليصعب عليه ان يثور أو يحتج ، وهو ما يسهل التحكم به والسيطرة عليه ، أما من يتجرأ على نقدها أو مساءلتها فيتم استئصاله ، ولهم في ذلك طرق بعيدة عن القيم الأخلاقية والإنسانية ، ولايخرج عن هذه القاعدة اي نظام مستبد .
ختاماً نقول:
اقليم كردستان يمر بأزمة شاملة"اقتصادية ، سياسية واجتماعية" . الثروات الطبيعية والعائدات المالية تنهب في وضح النهار ، غالبية مؤسسات الدولة تحولت الى قطاع خاص تحت تسمية شركات وهمية ، تهميش العقلاء والحكماء من ابناء المجتمع ، ومحاربة الوطنيين الاحرار ، تحويل المجتمع الى عبيد ، وكل هذه الانحرافات تتم تحت تسمية "النضال من اجل القضية" ، بينما القضية لم يبقَ منها غير الاسم .


اكرم بوتاني
السويد
16/10/2025م



#أكرم_بوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقتصاد قوي --- لكن بعد وجبة الفطور
- كيف تُحكم الشعوب في ظل الأنظمة الاستبدادية
- ايران بين اوهام القوة وحقيقة الضعف
- أزمة الرواتب في اقليم كردستان
- البدو في القمة واصحاب الحضارة في وادي سحيق
- العراق بين آمال التغيير وصناديق لاتأتي بتغيير
- الديمقراطية والوطنية في العراق – شعارات معلقة على واقع مغاير
- العراق ينتظر الأسوأ بعد تسريبات المالكي
- عودة العراق الى المربع الأول
- الحرس الثوري صانع سياسات الإتحاد الوطني


المزيد.....




- بعد مكالمة هاتفية.. ترامب يكشف ما اتفق عليه مع بوتين
- السودان: من يتحمل مسؤولية المعاناة الإنسانية المتزايدة في ال ...
- ترامب يطالب حماس بنزع سلاحها، بينما تسعى الحركة لفرض سيطرتها ...
- باريس تندد بـ-أحكام تعسفية- أصدرها القضاء الإيراني ضد مواطني ...
- تقدر بنحو 70 مليار دولار.. مباحثات دولية وإقليمية لإعادة إعم ...
- المخابرات الروسية: بريطانيا وأوكرانيا تستعدان لتخريب أنابيب ...
- إعلان قطاع غزة منطقة منكوبة و70 مليون طن من الركام
- حرب لبنان وآثار -كوميدي- الفرعونية: بين التدمير الإسرائيلي و ...
- غارديان: هل يمكن مقارنة الحرب على غزة باجتياح لبنان عام 82؟ ...
- تفاصيل اتصال ترامب ببوتين عشية استقباله لزيلينسكي


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - حين تسرق القضية وتختزل في الشعارات